رئيس التحرير
عصام كامل

عفت السادات: بعض المنظمات الحقوقية الدولية تكيل بمكيالين.. ومصر من أشد المساندين للقضية الفلسطينية عبر التاريخ (حوار)

الدكتور عفت السادات،
الدكتور عفت السادات، فيتو

>> الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأقصى انتهاك صارخ للإنسانية والمواثيق الدولية
>> الموقف المصرى واضح فى مساندة القضية الفلسطينية.. ونحتاج لتضامن عربى مع الأزمة
>> نتعجب من الصمت الدولى.. واستمرار اقتحام المسجد الأقصى يؤثر على عملية السلام بالمنطقة
>> التصعيد الخطير من جانب قوات الاحتلال يؤثر سلبا على جهود مصر للتهدئة

 

البرلمانات رئة الشعوب، ومواقف النواب تعبر عن من اختارهم لتمثيل مصالحهم ومواقفهم القيمية والأخلاقية، وفى المنطقة العربية يمكنك الاختلاف حول أي شيء فى أداء البرلمان، إلا فى القضية الفلسطينية، الكل يجمع على شعور متقارب وطبق الأصل تجاه الاحتلال، كما يتحرك النواب دائمًا للسيطرة على الاحتقان والتعبير فى الوقت نفسه عن كل ما يجيش فى صدور الغاضبين ضد القمع المفرط بحق الفلسطينيين.
كانت حالة من الغضب انتشرت داخل الأوساط البرلمانية بسبب التعديات الغاشمة لقوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المصلين والمعتكفين داخل المسجد الأقصى الشريف، معتبرين أنها انتهاك واضح وصارخ وتجاوز غير مقبول، ولا يجب الصمت أمامه.
وفى ردود فعل مختلفة، طالب جميع النواب بضرورة أن يكون هناك تدخل دولى حاسم لمنع استمرار تلك التجاوزات فى حق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى، لاسيما فى شهر رمضان المبارك.
الدكتور عفت السادات، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أعلن فى حوار خاص لـ"فيتو" ضرورة مواجهة تلك التعديات والتجاوزات التى تتنافى مع كل المواثيق والأعراف الدولية، مشددا على ضرورة أن نكون أمام موقف عربى موحد فى مواجهة العدوان الغاشم لقوات الاحتلال فى حق أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق.
وإلى نص الحوار:

*كيف ترى الاعتداءات على المسجد الأقصى مؤخرا؟


_ ما حدث يؤثر بالسلب على الأمن والأمان بالمنطقة، كما يساعد فى تأجيج مشاعر العنف والغضب لدى جميع أبناء الشعب الفلسطينى والشعوب الإسلامية والعربية، وهذا التصعيد المتكرر على المسجد الأقصى جريمة مكتملة الأركان من الكيان الصهيونى.
كما أنه اعتداء صارخ على حرية العبادة، والتجاوز فى حق بيت من بيوت الله، فضلا عن أنه تجاهل متعمد للقانون الدولى، ويتنافى تماما مع القيم الإنسانية وقرارات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذى يتطلب التدخل السريع للوقف الفورى لتلك الاعتداءات التى تروع المصلين خلال شهر رمضان الكريم.

*وكيف رأيت الموقف الدولى من الاعتداءات على الشعب الفلسطينى؟


_ للأسف الشديد الموقف الدولى ليس على المستوى المطلوب فى مواجهة هذه التجاوزات من جانب قوات الاحتلال، وعليه أن يضطلع بمسئولياته فى وضع حد لتلك الاعتداءات، خصوصا أن التصعيد الخطير من جانب قوات الاحتلال يؤثر سلبا على جهود التهدئة التى تقوم بها مصر مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

*وماذا عن الموقف الدولي مما يجري من اعتداءات على الفلسطينين والمقدسيين ؟


_ كما أشرت، فالموقف الدولى ليس على المستوى المطلوب، وسياسة الكيل بمكيالين تطال حتى بعض المنظمات الحقوقية الدولية التى تتجاهل تلك الاعتداءات الصارخة لحقوق الإنسان فى فلسطين، بينما على سبيل المثال تتعلل ببعض المواقف لاتخاذ قرارات ضد بعد الدول مثل مصر بحجة انتهاك حقوق الإنسان، أليس ما يحدث فى فلسطين انتهاكا لحقوق الإنسان؟ نتمنى من المنظمات الدولية أن تتخذ موقفا قويا فى مواجهة تلك التجاوزات.

*وكيف ترى الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية؟


_ الموقف المصرى على مر التاريخ من أشد المساندين للقضية الفلسطينيين، وأبرز المدافعين عنها فى مواجهة التعديات، وأنها تسعى دائمًا لإرساء قواعد السلام للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، وتحركت الدولة المصرية فور وقوع هذه الاعتداءات بإجراء اتصالات مكثفة من أجل وقف التجاوزات الإسرائيلية وتحقيق السلم والأمن فى الأراضى الفلسطينية.

*وماذا عن موقف جامعة الدول العربية وتحركاتها فى هذا الشأن؟


_ الجامعة العربية تحركت على الفور وهى فى الأساس مهمومة بالقضية الفلسطينية وعلى جدول أعمالها طوال الوقت، أما عن الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى وانتهاك حرمة المصلين، فضلا عن حملات الاعتقالات، فإن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعلنت على الفور عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية، على مستوى المندوبين الدائمين بهدف اتخاذ موقف عربى موحد إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى فى ظل التطورات التى يشهدها الأقصى جراء اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلية للحرم القدسى الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين والمعتكفين داخله، فضلا عن الضربات المتتالية على عدد من الأهداف فى قطاع غزة وعدد من المناطق الفلسطينية.

*وما تأثير تلك الاعتداءات على عملية السلام فى المنطقة؟


_ بالقطع، الممارسات الأحادية من جانب قوات الاحتلال، والتصعيد المستمر والاعتداءات المتتالية واقتحام المستوطنين والاعتقالات وعدم مراعاة قدسية المسجد الأقصى الشريف وغيرها من التجاوزات الإسرائيلية تؤثر بشكل كبير على جهود السلام ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن فى المنطقة بالكامل، الأمر الذى يتطلب وجود موقف حاسم وقوى من أجل ردع تلك التجاوزات، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

*وماذا عن لجنة الشئون العربية والخارجية والأفريقية، أي تدخل فى حل هذه الأزمة؟


_ من بين اختصاصات اللجنة هو متابعة ملف القضية الفلسطينية، وتم عقد أكثر من اجتماع فى هذا الشأن، واهتمامنا بالقضية ليس مرهونا بتلك الاعتداءات، ولكن يتم المتابعة اللحظية لكافة التطورات فى هذا الملف، ومن المقرر عقد اجتماعات أخرى خلال الفترة المقبلة، والتواصل مع المسئولين عن الملف فى وزارة الخارجية، لبيان الخطوات من أجل التهدئة، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، واستقرار المنطقة بالكامل.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 
 

الجريدة الرسمية