رئيس التحرير
عصام كامل

مفتى الجمهورية: نتعرض لحملات تشكيك ممنهجة.. وقانون الأحوال الشخصية وتجديد الخطاب الدينى ضرورة لهذه الاسباب ( حوار )

مفتى الجمهورية الدكتور
مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، فيتو


 

>> نستقبل 5 آلاف فتوى طلاق شهريًا يقع منها "واحد فى الألف"

>> أنشأنا وحدة  لمناقشة الأفكار الإلحادية والشبهات فى سرية تامة
>> لا نأبه بأي حملات مغرضة ونفتخر بوقوفنا فى صف الوطن
>> نستخدم الفضاء الإلكترونى والتحوُّل الرقمى فى الحرب ضد الإرهاب
>> أنشأنا خطا ساخنًا لفتاوى الصيام خلال الشهر المبارك
>> نستهدف إنشاء مقار للدار فى كل المحافظات وعددها الآن خمسة
>> ثقة الرئيس وسام ودافع قوي لبذل المزيد من الجهود فى ضبط بوصلة الإفتاء
>> تعديل قانون الأحوال الشخصية أصبح أمرًا ضروريا وليس ترفًا
>> أخذنا برأى الإمام أبى حنيفة فى جواز إخراج زكاة الفطر
>> هذه نصيحتى للأسر المصرية فى الظروف الاقتصادية الحالية
>> منهجية دار الإفتاء المصرية فى إصدار الفتاوى علمية موروثة

 

تواجه دار الإفتاء المصرية أكبر حرب شائعات فى تاريخها للنيل من دورها فى محاربة الإرهاب والتطرف، إذ تصدت الدار على مدى السنوات الماضية لكل شطحات الإرهاب، كما برعت فى مواجهة التطرف وأهله بالفضاء الإلكترونى، وربما تقف هذه الجهود خلف تجديد ثقة القيادة السياسية فى مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام.
"علام" الذى يسير بخطوات ثابتة ونجاحات متعددة حرصت «فيتو» على لقائه وفتحت معه حوارًا مطولًا حول العديد من الموضوعات التى تعمل الدار على تنفيذها فى الوقت الحاضر، سواء فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للمواطنين خلال شهر رمضان، أو خطة الدار فى التوسع بعدد من الفروع فى محافظات الجمهورية المختلفة.
مفتى الجمهورية أكد أن منهجية دار الإفتاء المصرية فى إصدار الفتاوى علمية وموروثة، وقد تلجأ الدار أحيانا إلى المتخصصين فى العلوم المختلفة مثل الطب والاقتصاد والسياسة وغيرها، قبل أن تصدر فتوى فى أمر يتعلَّق بهذه الأمور لاستجلاء الأمر والإلمام بكل تفاصيله، مؤكدًا أنه لا يلتفت إلى الحملات الممنهجة التى تسعى للتشكيك فى فتاوى الدار، وإلى نص الحوار:

 

*فى البداية ما الجديد الذى تقدمه دار الإفتاء للجماهير فى شهر رمضان المبارك؟


نضع خطة متكاملة كل عام بهدف بيان صحيح الدين والأحكام الشريعة والإجابة عن كافة التساؤلات التى تدور فى أذهان الصائمين، من خلال مجموعة من الآليات والوسائل لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الشهر الكريم، حيث تخصص الدار خطًّا ساخنًا لفتاوى الصيام خلال شهر رمضان المبارك للردِّ على أسئلة المستفتين يوميًّا لتسهيل التواصل مع السائلين.
كما تعمل على تكثيف نشاطها على وسائل ومنصات التواصل الاجتماعى خلال شهر رمضان المعظَّم، وتقدم العديد من الخدمات، من بينها خدمة البثِّ المباشر اليومى للإجابة عن أسئلة الصائمين بشكل مباشر، وبث قرآن المغرب والفجر بصوت كبار القراء، ونشر فيديوهات قصيرة خاصة بالصيام.
كما نكثف من أنشطتنا عبر منصات التواصل الاجتماعى سواء بالبث المباشر لأمناء الفتوى بالدار، أو بتدشين مجموعة من الحملات الإلكترونية المتنوعة على مدار الشهر الكريم، ويجرى يوميًّا التذكير بأفضل الأعمال التى يمكن أن يؤديها الصائم فى رمضان، والتذكير بأفضل الأدعية والتهجد فى وقت السَّحَر وعند الإفطار، وجرافيك بمبطلات الصيام «المفطرات»، والأعمال المستحبة فى رمضان، وبيان مسألة زكاة الفطر المختلف فيها دائمًا بشرحها عن طريق الفيديو بشيء من التفصيل، كما أطل على جمهور الصائمين عبر قناة صدى البلد يوميا، وكذلك عبر أثير إذاعة "راديو مصر".

*لاحظنا خلال الفترة الماضية انتشار الفروع التابعة للدار فى المحافظات، كم عددها الآن وما الهدف من خطة التوسع؟


نستهدف إنشاء مقار للدار فى جميع محافظات الجمهورية، وذلك فى إطار خطة الدار الخمسية بالتوسع، ووصل عدد فروع دار الإفتاء المصرية حتى الآن خمسة أفرع، ومنها المقر الرئيسى للدار بحديقة الخالدين بالدراسة، وفرع مرسى مطروح، وفرع الإسكندرية، وكذلك فرع أسيوط، وفرع بنى سويف.

*هل هناك نية لتوسع جديد فى المستقبل القريب، وما الخدمات التى ستقدمها الدار للجمهور؟
نهدف إلى الاستمرار فى تطوير منظومة عمل الدار والتوسع فى فروعها بالمحافظات لتعزيز قنوات الاتصال مع الجمهور، والتيسير عليهم للحصول على الفتوى الصحيحة من أمناء الفتوى المتخصصين بدار الإفتاء، وغيرها من الخدمات الشرعية.

*دار الإفتاء وضعت ملف استقرار الأسرة والمجتمع على رأس أولوياتها خلال الفترة الماضية، حدثنا أكثر عن هذه الجهود والنجاحات التى تحققت فيها؟


نؤمن أن استقرار المجتمع يأتى من استقرار الأسرة، لهذا شهد عام 2022 تطوير عدَّة إدارات واستحداث إدارات أخرى جديدة تلبية للمستجدات وحاجة الجمهور إلى هذه الخدمات.
ومن بين هذه الإدارات الجديدة «الإرشاد الزوجي» وهى وحدة متخصصة فى حلِّ المشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة، وتعمل على الحدِّ من المشكلات الزوجية والاستقرار الأسرى وتوعية الشباب غير المتزوج ومساعدتهم على الاختيارات المناسبة، وكيفية الارتباط للزواج وإقامة أسرة ناجحة، وذلك باستخدام الطرق التوعوية الحديثة من الإرشاد النفسى والشرعى.
كما قمنا بتدشين برنامج تدريبي لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، ويأتى أهمية هذا البرنامج لبناء الوعى لدى الشباب المقبلين على الزواج، لاسيما فى الوقت الراهن، خاصة أن بناء الوعى يعد أحد أهم الثوابت التى يقوم عليها العمل فى دار الإفتاء المصرية، فنعمل على بناء الوعى لبناء أسرة على أسس علمية، تؤتى ثمارها لخدمة المجتمع والعالم بأسره.
كما أطلقنا صفحة إلكترونية بعنوان (تنمية الأسرة)، حرصًا منا على تيسير طرق التواصل والتفاعل مع الأسرة المصرية، وتقديم كل ما يهمها فى شئون الاستشارات الدينية والمسائل التفصيلية الخاصة بعقد الزواج ومقدماته ومآلاته، فضلًا عن إصدار كتاب «دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة» بالتعاون مع وزارة العدل، وقمنا بتوزيعه على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران.

*فتاوى الطلاق على طاولة أمناء الفتوى داخل الدار، كم يبلغ عددها؟ وما تفسيرك لهذا الارتفاع المتزايد للراغبين فى الانفصال؟


لا شك أن الطلاق من القضايا التى تؤرق المجتمع، ويأتى إلى دار الإفتاء شهريًّا ما يقرب من 4000 - 5000 فتوى طلاق، أغلبها عبارة عن أيمان وحلف بالطلاق، يقع منها واحد فى الألف وربما لا يقع منها شيء؛ وذلك لأن علماء دار الإفتاء لديهم من الخبرة ما يستطيعون به معرفة هل كان هذا طلاقًا واقعًا أم يمينَ طلاق؟
ودائمًا ننصح الزوجين بأن يحرصا على استمرار العلاقة الزوجية ورعايتها، وأن يقوما بحل المشكلات التى تواجههما بالحكمة، وألا يستخدم الزوج كلمة الطلاق إلا لعلاج مشكلة زوجية يستحيل معها استمرار الحياة الزوجية، وألا يجعل الزوج كلمة الطلاق فى مواقف عابرة وفى غير موضعها.

*كم عدد المستفيدين من دورات تأهيل المقبلين على الزواج التى تقدمها الدار؟ وهل هناك خطة للتوسع فى تقديمها خارج أروقة الإفتاء؟


أقمنا العديد من الدورات المتخصصة فى مجال العلاقات الأسرية، وفن إدارة العلاقات الأسرية من خلال المرجعية الشرعية والمعارف والعلوم الاجتماعية التى تراعى مستجدات الحياة المعاصرة، بواسطة ثلَّة من العلماء من ذوى الكفاءة العالية والخبرة الواسعة فى هذا المجال
وقد مثَّل ذلك النشاط علامة فارقة فى تاريخ دار الإفتاء المصرية ودَورها المجتمعى، وأثمر ذلك أثرًا محمودًا فى حياة أبنائنا الذين استفادوا من نشاط الإرشاد الأسرى بدار الإفتاء المصرية.
ولاقى هذا البرنامج قبولا كبيرا من المقبلين على الزواج وشارك فيه الآلاف على مدار دورات عدة، ويعد هذا البرنامج طفرة فى مجاله من حيث الشكل والمضمون؛ فقد عملت دار الإفتاء المصرية على تطوير شكله، وجمعت بين الحضور المباشر للمتدربين فى مقرِّ مركز التدريب بدار الإفتاء، وبين بثِّ محاضرات البرنامج -لأول مرة- على شبكة الإنترنت.
ويشتمل البرنامج التأهيلى للمقبلين على الزواج على عدة محاور مهمة، على رأسها المحور الشرعى، وهو يقدِّم المعالجة الشرعية لبناء الأسرة، وقواعدها ونظمها وآثار عقدها، وكذلك المحور الشخصى، حيث يقدِّم معالجة لتأسيس علاقة بين الزوجين تسودها المودة والمحبة، فيما يتضمَّن المحور الطبى تقديم معالجة طبية لحماية جوانب الأسرة الصحية وتطويرها، بينما يقدم محور إدارة الأسرة معالجة اقتصادية وإدارية واجتماعية.

*قدمت الإفتاء مجهودات كبيرة فى ملف مكافحة التطرف؟ ما أبرز النجاحات التى حققتها؟


دار الإفتاء أصبحت بيت خبرة فى مواجهة التطرف، وقد أدركنا خلال مواجهتنا للفكر المتطرف أهمية تدريب وتأهيل أئمة المساجد فى الخارج على مواجهة التطرف والاندماج الإيجابى والفعال فى مجتمعاتهم من أجل تحقيق السلام والاستقرار المجتمعى، فعقدنا لذلك مؤتمرًا دوليًّا، تلاه عَقْدُ العديد من البرامج التدريبية من بينها تخريج دفعتين لأئمة بريطانيا وتدريب أئمة من روسيا الاتحادية ودول أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
كما أدركنا منذ عام 2014 أهمية إنشاء مرصد للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذى يرصد ويُحلِّل ويُصدر الردود والتقارير لكلِّ ما يصدر عن المتطرفين على مدار الساعة، وهو المرصد الذى تم تطويره ليصبح مركز سلام لدراسات التطرف.
كما استخدمنا أيضًا الفضاء الإلكترونى والتحوُّل الرقْمى فى حربنا ضدَّ الجماعات الإرهابية، حيث أنشأت الدار عددًا من الصفحات المتخصصة فى مواجهة التطرف على مواقع التواصل الاجتماعى بلغات عدَّة من بينها صفحة «الإرهاب تحت المجهر».

*حدثنا عن مركز «سلام» لمواجهة الفكر المتطرف، هل بدأ يجنى ثمار جهوده؟ وما أبرز المخرجات التى صدرت عنه؟


مركز سلام هو مركز عالمى علمى وطنى متخصص فى دراسات التطرف ومواجهة الإرهاب، منبثق عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وجاء تأسيسه كثمرة لجهود متوالية وخبرات طويلة وعمل دءوب لنا فى مجال مكافحة التطرف والإرهاب على المستوى المحلى والعالمى باستخدام كافة الطرق العلمية الحديثة، والاستفادة من كافة وسائل التقنيات المعاصرة، وفى مقدمتها الشبكة العنكبوتية ووسائل السوشيال ميديا المختلفة، بمشاركة مجموعة من أمهر المتخصصين فى المجال الفكرى والشرعى والتقنى والإعلامي، وبخاصة المتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب.
ويعمل المركز على تقديم مخرجات علميَّة مؤسسية متخصصة ورصينة ومتنوعة تسهم فى دعم سياسات الدولة المصرية والعالم أجمع المتعلقة بمواجهة التطرف والإرهاب والمساهمة فى تحقيق رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المواجهة الشاملة للتطرف والإرهاب، والعمل على تجديد الخطاب الدينى، تلك الرؤية التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتسهم بشكل فاعل فى تحقيق الطفرة الحضارية الهائلة التى تشهدها مصر الحديثة.

*كيف ترد على تشكيك البعض فيما يصدر عن دار الإفتاء؟


منهجية دار الإفتاء المصرية فى إصدار الفتاوى علمية موروثة، وعندما يرد سؤال إلى دار الإفتاء فلدى علمائها منهجية وخبرات متراكمة، وهى تلجأ أحيانا إلى المتخصصين فى العلوم المختلفة مثل الطب والاقتصاد والسياسة وغيرها، قبل أن تصدر فتوى فى أمر يتعلَّق بهذا التخصص؛ لاستجلاء الأمر والإلمام بكل تفاصيله.
هذه المنهجية العلمية لا تتوافر غالبًا فى كثير ممن يتصدَّون للفتوى على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة من غير المتخصصين فى الشأن الإفتائى، ورأينا أنها غائبة تمامًا عن هؤلاء، فليس لديهم تَثبُّت، ولا إدراك للواقع ولا مآلات ما يصدرونه من فتاوى
وبخصوص محاولات التشكيك، فنحن لا نأبه لأية حملات مغرضة ولا نلتفت إلا إلى الإنسانية، ونفتخر بوقوفنا فى صف الوطن.

*كيف ترى الثقة التى منحتها القيادة السياسية لفضيلتكم بالاستمرار على رأس دار الإفتاء حتى الآن؟


ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية تعكس مدى اهتمامه بالمؤسسة الدينية المصرية، ودعم جهودها فى تجديد الخطاب الدينى، وهذه الثقة تمثل شهادة ووسامًا ودافعًا قويًّا لبذل المزيد من الجهود لضبط بوصلة الإفتاء وتحقيق الريادة الدينية والإفتائية المصرية فى الداخل والخارج.

*يحاول البعض استغلال الثقة بين الدار والقيادة السياسية لاتهام الإفتاء بالعمل لصالح أجندة ورؤية الدولة على حساب المنهج العلمى الرصين، كيف ترد على ذلك؟


لا نسلم من عمل اللجان الإلكترونية الموجهة لاستهداف أي إنجاز أو جهود نقوم بها فى دار الإفتاء المصرية، خاصة حال إصدار فتاوى تنتقد أفكارهم الإرهابية، ولا شك أنها حملات ممنهجة تهدف إلى زعزعة ثقة المصريين فى دار الإفتاء وما يصدر عنها من فتاوى تتعارض مع أفكارهم المتطرفة.

*لماذا خفت صوت الحديث فى ملف تجديد الخطاب الدينى مؤخرا؟


الدولة ترعى أكبر مشروع معاصر لتجديد الخطاب الدينى، وتخليص الأمة المصرية والإسلامية من أغلال التطرف والإرهاب التى تعانى منها منذ سنوات طويلة، وما زلنا فى دار الإفتاء المصرية نتبنى عددًا من المشروعات الواعدة التى تحقق المزيد فى مسيرة تجديد الخطاب الدينى وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

*وماذا عن التعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف؟


يجمع دار الإفتاء والأزهر بمؤسساته ووزارة الأوقاف بمؤسساتها أواصر المحبة والتعاون واتحاد الهدف الوطنى والشرعى تحت قيادة الرئيس القائد عبد الفتاح السيسى، من أجل دعم الأمن والاستقرار والمشروعات الوطنية التنموية التى ستجعل من مصر إن شاء الله تعالى دولة عزيزة قوية ينعم أبناؤها فى الحاضر والمستقبل بالأمن والسلامة والرخاء والاستقرار.

*كيف ترى تعديلات قانون الأحوال الشخصية الجديد المطروحة للنقاش المجتمعى؟


التحرك لإعداد قانون الأحوال الشخصية أمر تفرضه الضرورة المجتمعية الواقعة وتغير الحال والزمان، والمضى فى تعديله أصبح أمرا ضروريا وليس ترفا بهدف إيجاد وسائل تحمى الأسرة المصرية، وأرى أن مشروع القانون يأتى فى إطار إيجاد التوازن بين المصالح.

*وما هى رؤية دار الإفتاء فى ملف الأحوال الشخصية؟


لدينا جهود كبيرة فى هذا الشأن تنصب جميعها فى مجال التثقيف الزواجى والإرشاد الأسرى والخطط المستقبلية والدورات التوعوية والتثقيفية فى مجال الأسرة، وخطورة الطلاق والتى جاءت متناغمة ومتوافقة مع اهتمام الدولة بالأسرة المصرية.
وعندما أطلق الرئيس السيسى المشروع القومى للحفاظ على الأسرة، سارعت دار الإفتاء لتدشين مجموعة من البرامج التى تحافظ على استقرار الأسرة، حيث تم الحرص على توعية المقبلين على الزواج، وتوعيتهم من أجل تجنب المشكلات فى الحياة بعد الزواج.
كما تم تدشين برامج توعية للمقبلين على الزواج، وإطلاق منصات إلكترونية لنشر البرامج بصورة حية وإتاحتها لكافة الجماهير ومناقشة الأشخاص، كما أن مشروع الإرشاد الزواجى لاقى ترحيبا كبيرا من المسئولين حرصا على استقرار المتزوجين.

*ما أبرز النجاحات التى حققتها الدار مؤخرا فى ملف التحول الرقمى والفضاء الإلكترونى؟


حققنا تطورًا وجهودًا كبيرة وخطوات جادة فى مجال التحول الرقمى وذلك من أجل تقديم خدمات الدار للجمهور بشكل عصرى، وتعزيز حضورها وتواصلها مع المستفتين، ورغبة فى الاستعداد الجيد للمستقبل، كما لجأنا إلى التوسُّع فى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة فى تقديم خدمات الدار للناس فى مصر ومختلف دول العالم.


الإلحاد خطر يطرق المجتمعات بقوة، خاصة بعد انتشاره بين صفوف الشباب، ما تعليقكم على ذلك؟


أنشأنا وحدة حوار فى دار الإفتاء من أجل تقديم العديد من وِرَش العمل والمحاضرات واللقاءات الفكرية، لمناقشة القضايا والأفكار والأطروحات الإلحادية والشبهات مع بعض الأشخاص الذين يأتون إلى مقر الوحدة، فى سرية تامة.
ويتم التعامل مع المترددين على الدار الذين لديهم ميول مضطربة، ومتابعتهم من خلال الأدوات والوسائل العلمية والنفسية والإرشاد السلوكى المعرفى، وذلك كله من خلال الاستعانة بالمتخصصين.

حدثنا عن جولات فضيلتكم حول العالم، أبرز الملاحظات والأفكار التى خرجتم بها؟


شهدت الفترة الماضية جولات خارجية عديدة لنا، ونسعى من خلالها إلى التواصل مع المسلمين فى شتى بقاع الأرض، وتصحيح صورة الإسلام وتقديم الدعم للمسلمين، والتأكيد على أهمية اندماجهم فى الغرب، ودعم جهود التعايش السلمى، وتقديم صورة نموذجية عن الإسلام فى الغرب، وسوف تستمر جولاتنا لدعم هذه الأهداف.

*مع حلول منتصف شهر رمضان المبارك يشتعل الجدل المعتاد حول كيفية إخراج زكاة الفطر نقودا أم طعاما، ما هو المستقر لدى الدار فى هذا الشأن؟


دار الإفتاء المصرية حسمت هذا الأمر، وأخذت برأى الإمام أبى حنيفة فى جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب، تيسيرًا على الفقراء فى قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرَّة على ذلك.

*جاء رمضان هذا العام وسط ظروف اقتصادية خاصة، ما هى نصيحة مفتى الجمهورية للمواطنين وخاصة ربات البيوت؟


الأسر المصرية مثابرة وقادرة على تخطى الأزمات بفضل حنكة ربات البيوت فى تغيير نمط معيشتها لمجاراة الأزمة الاقتصادية، من خلال الاستغناء عن بعض الضروريات من السلع الغذائية وغير الغذائية نتيجة للأزمة، والتركيز على السلع والخدمات ذات الأولوية القصوى.
وأقول لهم ونحن فى شهر رمضان المعظم علينا أن ننتهج نهجا تكافليا ونسعى لبذل العطاء فى هذا الشهر الكريم لمحاولة رفع الضرر عن الأسر الفقيرة، ومن ثم الحصول على الأجر والثواب، وندعو الله عز وجل أن يرفع عنا هذه الأزمة عاجلا غير آجل.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 
 

الجريدة الرسمية