رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف يوضح سر تسمية المتقين

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أن الله (سبحانه وتعالى) هو الولي الحميد نعم الناصر ونعم المعين ومالك التدبير ومدبر الأمر يقول (سبحانه): "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"، وهو سبحانه وتعالى ولي الذين آمنوا يتولى أمرهم كله نصرهم وهدايتهم ومكافأتهم، فهو السميع دعاءهم المجيب لهم، يقول (سبحانه) على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ", ويقول (سبحانه) على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، فهذا سيدنا يوسف (عليه السلام) يقول وألحقني بالصالحين, ويقول الشافعي (رحمه الله):
أحب الصالحين ولست منهم
وأرجو أن أنال بهم شفاعة
وأكره مَن تجارته المعاصي
ولو كنا سواء في البضاعة

 


وأضاف في الحلقة السابعة من برنامج “اسماء الله الحسنى” كان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقول: "لئن نجوت كفافًا لا عليَّ ولا لييَ إني لسعيد"، وإذا كان الله وليك ومعك وناصرك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، يقول الحق سبحانه: "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ", ويقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ" في أي وقت تتنزل؟ في وقت الشدة في سكرات الموت، تبشرهم: "أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ".
مؤكدًا أن أولياء الله (عز وجل) هم محبوه ومطيعوه، هم العابدون، هي الولاية القائمة على العلم وعلى طاعة الله (عز وجل) وعلى إقامة الفرائض والبعد عن المعاصي، يقول الحق (سبحانه): "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"، وأي فوز أعظم من أن تفوز وأن تدخل في ولاية الله (عز وجل) وأن يكون الله (عز وجل) وليّك ومعك ومتكفلا بشئونك، لكن هذه الولاية كما قال الحق سبحانه: "الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" والتقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.

 

وأوضح وزير الأوقاف أن سبب تسميه المتقون بالمتقين لأنهم اتقوا الله (عز وجل)، وقال بعض أهل العلم: اتقوا ما لا يتقيه غيرهم، وتركوا بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة محرمة، فالولي الحق مؤدٍ للطاعات، قائم على حدود الله (عز وجل) ولا يطعم أهله ولا زوجه ولا أهله ولا أبناءه إلا حلالا، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار", فالله (عز وجل) هو الولي الذي تولى شئون جميع خلقه فاستحق الحمد لذاته، وهو سبحانه الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كلها، فله من الأسماء أحسنها ومن الصفات أكملها وأعظمها وأتمها، وهو سبحانه وتعالى المستحق للحمد كله، وهو المحمود بكل لسان وعلى كل حال وفي كل حال في الشدة والرخاء في العسر واليسر في المكره والمنشط، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده.

 


وتابع: قد افتتحت خمس سور من سور القرآن الكريم بالحمد المستحق لله (عز وجل) أولها سورة الفاتحة التي يقرأها المسلم سبع عشرة مرة في صلاة الفريضة فقط فضلا عن النوافل فقال في مستهلها: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وافتتحت سورة الأنعام بالحمد فقال سبحانه: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ"، وافتتحت سورة الكهف بالحمد فقال (سبحانه): "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا"، وافتتحت سورة سبأ بالحمد فقال سبحانه: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ", وفي سورة فاطر قال سبحانه: "الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ", والحمد نوعان: حمد على إحسانه لعباده وعلى ما ساق إليهم من النعم وهو نوع من الشكر، وحمد لجلال ذاته فهو المستحق للحمد لذاته، فما أجمل الحمد وما أعظم ثوابه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم", وقيل لأحد العلماء من التابعين ما أفضل الدعاء يوم عرفه فقال: "لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير", فقيل له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال: يقول رب العزة (عز وجل) في الحديث القدسي: "من شغله ثنائي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".


واختتم حديثه قائلا: فاللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد في الأمر كله، في المكره والمنشط، في الضيق والسعة، أنت أهل الحمد وأهل المجد، وأنت أهل كل كمال بعد، اللهم ارزقنا حمدك وشكرك خير الحمد وخير الشكر، نحمدك حمد الشاكرين، ونتوب إليك توبة التائبين، واجعلنا من أهل الحمد والشكر، كن ولينا في الدنيا والآخرة، يا ربنا إنَّا على بابك نسألك أن تتولى أمرنا كله، سره وعلنه، ليس لنا رب سواك ندعوه، أنت ولينا فنعم المولى ونعم النصير.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

 

الجريدة الرسمية