رئيس التحرير
عصام كامل

حكيم عصره

البابا البطريرك مثلث الرحمات الأنبا شنودة الثالث حكيم عصره مثل سليمان، وهو أعظم من ولدته النساء في جيله مثل المعمدان..  حيث كان بولس الرسول في كرازته وأثناسيولي الرسول في المحافظة على الإيمان والتقاليد الرسولية للتعليم الأرثوذكسي، ونقاوته من البدعة والهرطقات ومن الأخطاء الحديثة وحجب الانحرافات الفكرية الورادة إلينا من الغرب مثل الشواذ وزواج المثلية وكهنوت المراة..إلخ 

 

وحذف جميع الكتب المخالفة لتعليم الآباء الرسل المُسلمة للكنيسة منذ القرون الأولى من الأديرة مثل علم الأرواح، وحيث كان ديسقورس في شجاعته وثباته على التعليم الأرثوذكسي، ودائمًا يقول ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس حسب ما نص عليه الأنجيل المقدس، وكان مثل داود النبي في قيثارته وشعره وحلاوة صلاته وتسبيحه..  

 

كان أبًا للرهبنة في النسك والزهد والتوحد والعبادة والصلاة في مغارته وبريته مثل القديس الأنبا أنطونيوس..  حيث كان قداسته يشوع في عصره وإبرام أسقف الفيوم في عطائه للمساكين والمحتاجين، وكان راعيًا صالحًا يرعى شعبه بكل أمانة حتى النفس الأخير مثل سيده يسوع المسيح.


البابا شنودة كان يملك من الكاريزما الكثير والكثير في حياته مما جعل كلماته مأثورة في قلوب المصريين في كل مكان فى العالم، كانت له هيبة من الله يخضع له الجميع ويقدره، ولا يهابه شيء على الأرض إلا مخافة الله. هذا هو البابا المعلم الصالح الذي دخل التاريخ والقلوب من أوسع أبوابه..  

 

هذا هو بابا الوطنية والعروبة الذي رسخ فينا الانتماء الوطني بعبارته الشهير "مصر وطن يعيش فينا وليس نعيش فيه، هذا هو البابا شنودة الثالث المحب والحنون رقيق المشاعر والأحاسيس رجل المواقف الجادة والحزم الشديد في قول الحق والعدل، هذا هو البابا الذى أحبه الجميع وأطلق عليه ألقاب كثيرة.  

 

هذا هو البطريرك الذي تتلمذت على يديه من خلال دراستى بالكلية الإكليريكية والمعهد العالي للدراسات القبطية ومن خلال كتبه وعظاته القوية عبر سنوات طويلة وفخورًا جدًا بهذه التلمذه.


كانت له إنجازات تاريخية أثناء حبريته على الكرسى المرقسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر فى عدة نواحى: رعوية فى تأسيس العديدة من الكنائس والأديرة والايبارشيات الجديدة وأسقفيات عامة للرعاية الشباب والكنائس والشعب فى كل مكان والسيامات الكهنوتية من الآباء البطاركة للكنيسة الإرتيرية وتأسيس مجمعًا مقدسًا لهم وسيامة آباء مطارنة وأساقفة وكهنة ورهبانًا وشمامسة للكنيسة داخل مصر وخارجها..

 

وتأسيس فروع كثيرة للكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية فى مصر وبلاد المهجر، وأسس خدمة الصم والبكم والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة والعشوائيات والإرشاد الروحي والنصح وقام بسيامة كهنة لخدمتهم، وسمح للمرأة بالدراسة والتدريس فى الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية..

 

وأسس معهد الرعاية والتربية الكنسية تحت شعار جلست التربية الكنسية على كرسى مار مرقس الرسول، وسيمنارات للآباء المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس وللكهنة المهجر كل عام بصفة دورية، وأسس لجان للكنائس في القاهرة والأسكندرية والمهجر للشئون المالية والإدارية، ولجنة البر لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين من الأسر المستورة ومجلة الكرازة الأسبوعية ومركز الرجاء لخدمة المرضى الذي أصبح أكثر من 50 فرعا على مستوى كنائسنا القبطية الأرثوذكسية..

 

ومن بركات قداسته  أنه أحضر للكنيسة رفاتا من أجساد القديسين من خارج مصر: مثل أثناسيوس الرسولى والقديس موريس والقديس أغسطينوس والقديسة فيرينا وفى بلادنا المباركة مصر كشف في عهده أجساد شهداء أخميم والفيوم والأنبا توماس السايح والقديس بشنونه المقارى والقديس لبالي بن يسطس، وكثرة ظهور السيدة العذراء مريم فوق قباب الكنائس فى شبرا والوراق وأسيوط ومسطرد..

 

ثم ترك لنا ذخيرة حية من الروح القدس من الكتب والقصائد الروحية والمقالات العديدة فى الصحف والمجالات والعظات المرئية والمسموعة، وتركت لنا كلمة معزية في حالات ضيقاتنا الوقتية "ربنا موجود وكله للخير ومسيرها تنتهي" صلى من أجلنا لكى يعيننا الرب كما أعانك.

الجريدة الرسمية