رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو موسى يكشف مخطط اختطاف العراق ويدعو لتصور جديد للقومية العربية

الأمين العام الأسبق
الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فيتو

أكد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الغزو الأمريكي للعراق خلق فوضى عارمة، متحدثا عن يقينه بـ«وجود مخطط لاختطاف العراق».


وأجرى الدبلوماسي المخضرم حوارا مطولا مع صحيفة الشرق الأوسط تحدث فيه عن الغزو الأمريكي للعراق واسبابه خاصة أنه كان شاهدًا على مجريات السياسة العربية، سواء خلال منصبه وزيرا للخارجية المصرية  (1991 - 2001) أو لعقد آخر (2001 - 2011) كان حافلًا بالأنواء، قضاه أمينًا عامًا للجامعة العربية.

 

محاولة اختطاف العراق

ولفت خلال حوار أجراه لصحيفة الشرق الأوسط «المؤكد لدي أن محاولة اختطاف العراق، وانتزاع هويته العربية جرت بقوة وقسوة من داخل العراق على يد بعض مكوناته السياسية، ومن جيرة العراق، وأعني هنا إيران، ليصبح عراقًا آخر غير الذي نعرفه، وقد كان تمكين إيران من العراق خطأً استراتيجيًا كبيرًا».


الإبقاء علي الهوية العربية للعراق

وأضاف: كانت الهوية أول ما اصطدم به العراقيون بعد الغزو. ويتابع، أن الجامعة العربية لعبت آنذاك دورًا محوريًا في جمع كل مكونات العراق للمرة الأولى. 

 

ويستعيد، في هذا السياق، تدخله شخصيًا للإبقاء على الهوية العربية في الدستور العراقي، الذي كانت تجري مناقشته في تلك الفترة، ونجاحه بالتنسيق مع «قادة العراق الجدد» على اختلاف تياراتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية في «الحفاظ على الوجه العربي للعراق».


ويسجل أنهم كانوا جميعًا يقرّون بذلك الانتماء العربي، ويرون أنه ليس من المصلحة إنكاره أو طمسه.

 

هدم مؤسسات العراق

وحول ما إذا كانت «جراح الغزو الأمريكي» قد التأمت بعد 20 عامًا، يجيب عمرو موسى بحسم «بالتأكيد... لا». ويضيف «العراق تعرض لهدم مؤسساته وتمزيق مكوناته، وإعادة البناء تتطلب وقتًا». ويستطرد قائلًا «العراق يسير اليوم في طريق واضحة، وهناك رغبة جادة في إصلاحه، وأحد الأعمدة الرئيسية في هذا الإصلاح يكمن في أن يعتبر نفسه جزءًا من العالم العربي».


تصور جديد للقومية العربية يناسب متغيرات القرن الـ21

ويدعو موسى إلى «تقديم تصور جديد للقومية العربية يناسب متغيرات القرن الـ21، ويقوم على المصلحة المشتركة»، مضيفًا «ما أراه أننا أفقنا، وأن العواطف والهتافات والشعارات، وتهييج الشوارع أصبحت من الماضي، وأن المستقبل ينبغي أن يقوم على أعمدة مثل المصلحة المشتركة، وإصلاح أحوال المواطن العربي، والحكم الرشيد»، مشددًا على أن «غياب الحكم الرشيد جعل العالم العربي أرضًا خصبة لصناعة الفوضى الخلاقة».

وحول ما إذا كان غزو العراق يمكن أن يتكرر إقليميًا، في ظل سياقات التوتر الحالية بين الغرب وإيران، يقول الأمين العام الأسبق للجامعة العربية: إن «سوء التقدير السياسي يؤدي إلى نفس النتائج، فمن غير المتصور أن يرتكب أحد نفس الأخطاء، ويتوقع نتائج إيجابية».

ويضيف «إيران الآن تحت المجهر، وهناك مطالبات من جانب الحكومة الإسرائيلية وبعض الدوائر التي تسير في الاتجاه نفسه، بضرب إيران»، مبديًا اعتقاده بأن درس الغزو الأمريكي للعراق، «لا يزال صالحًا للجميع»، وهو ضرورة ألا «يبالغ أي حاكم أو دولة في تقدير قوته، ويجب تجنب الغرور بالقوة؛ فاللعب مع الكبار خطر، وفي لحظات الحسم لن يحميك إلا القبول العام في وطنك وفي المنطقة».

ويستطرد موسى، مؤكدًا، أن «السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار بالمنطقة لا يمكن قبوله»، وأن حديث الإيرانيين عن أنهم يديرون أربع عواصم عربية «إهانة غير مقبولة للعرب، وحتى الآن لم يعتذر أحد عنها». ويتابع «لا أعتقد أنه ستكون هناك عاصمة عربية خامسة تُدار من طهران».


الحرب الباردة

وحول المشهدين الإقليمي والدولي بعد 20 عامًا من الغزو الأمريكي للعراق، يقول: إن هناك «حربًا باردة قادمة. حرب غربية - روسية، وأخرى أمريكية – صينية، وحروب مختلفة». ويستطرد «الدول العربية حاليًا ضعيفة من حيث الوزن السياسي عالميًا، ولا بد أن نكون جزءًا من حركة عالمية أكبر، هي حركة الجنوب العالمي Global South، وسنجد إلى جوارنا في هذا المسار دولًا مثل الهند والبرازيل وغيرهما»، مشيرًا إلى أن «هذه التجمعات لا تزال في مرحلة الإنضاج».
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية