رئيس التحرير
عصام كامل

الخطة “حشد” مناورة‭ ‬الإخوان‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإسقاط‭ ‬رئيس‭ ‬تونس.. وحركة‭ ‬النهضة‭ ‬تأمر‭ ‬أتباعها‭ ‬بالمشاركة‭

حركة‭ ‬النهضة‭ ‬تأمر‭
حركة‭ ‬النهضة‭ ‬تأمر‭ ‬أتباعها‭ ‬بالمشاركة، فيتو

تحاول‭ ‬‮«‬الإخوان‮»‬‭ ‬استغلال‭ ‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬إسقاط‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسى‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬إذ‭ ‬تتخفى‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬التى‭ ‬دعا‭ ‬لها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للشغل،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬الرئيس،‭ ‬ودفعت‭ ‬أنصارها‭ ‬للظهور‭ ‬بقوة‭ ‬وسط‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لإعادة‭ ‬سيناريو‭ ‬2010‭ ‬الذى‭ ‬أسقط‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسى‭ ‬الأسبق‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬بن‭ ‬على،‭ ‬فالحشد‭ ‬الآن‭ ‬بمنزلة‭ ‬المناورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإسقاط‭ ‬الرئيس،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحلل‭ ‬الحركة‭ ‬وتنتهى،‭ ‬وتصبح‭ ‬فى‭ ‬غياهب‭ ‬التاريخ‭.‬


ماذا‭ ‬تريد‭ ‬الحركة؟

جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬التى‭ ‬تمثلها‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬حركة‭ ‬النهضة،‭ ‬وزعيمها‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشى،‭ ‬انقلبوا‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬بعد‭ ‬اشتعال‭ ‬الأحداث‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الحركة‭ ‬الإخوانية‭ ‬ترفض‭ ‬الدفع‭ ‬بأنصارها‭ ‬فى‭ ‬التظاهرات‭ ‬طوال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الفتك‭ ‬بها‭ ‬وتسريع‭ ‬المواجهة‭ ‬الصفرية‭ ‬بمفردها‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬أصدرت‭ ‬أمرًا‭ ‬لأتباعها‭ ‬بالمشاركة‭ ‬بقوة‭ ‬فى‭ ‬المسيرات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬ضد‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭.‬


شاهد‭ ‬القرار‭ ‬الذى‭ ‬أصدرته‭ ‬الحركة،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬باب‭ ‬التصعيد‭ ‬قد‭ ‬فتح‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الضربات‭ ‬القاتلة‭ ‬التى‭ ‬تلقتها‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬فى‭ ‬ساحات‭ ‬القضاء‭ ‬وتوقيف‭ ‬أهم‭ ‬قياداتها‭ ‬بتهم‭ ‬تتعلق‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الملفات،‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬والإتجار‭ ‬فى‭ ‬العملة‭ ‬والتمويل‭ ‬الخارجى‭ ‬المشبوه‭.‬


خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬كانت‭ ‬الحركة‭ ‬تناور‭ ‬سياسيا،‭ ‬تهاجم‭ ‬وتشجب‭ ‬وترفض‭ ‬القرارات‭ ‬القضائية‭ ‬والحكومية‭ ‬بحقها،‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬شعرة‭ ‬معاوية‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬الصدام‭ ‬بالخروج‭ ‬للشارع،‭ ‬وحسب‭ ‬مصادر،‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬الحرب‭ ‬بالوكالة‭.‬


صدّرت‭ ‬النهضة‭ ‬فى‭ ‬الصدام‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬عدة‭ ‬وكلاء‭ ‬أبرزهم‭ ‬كان‭ ‬أحمد‭ ‬نجيب‭ ‬الشابى،‭ ‬قائد‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بجبهة‭ ‬الخلاص‭ ‬الوطنى،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬الدولة‭ ‬للمخطط‭ ‬وتستهدف‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الجبهة‭ ‬وتنهى‭ ‬على‭ ‬مخططها،‭ ‬وهنا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬النهضة‮»‬‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬مباشرة‭ ‬فى‭ ‬الصراع‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬أصبحت‭ ‬متوترة‭ ‬للغاية‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والكيانات‭ ‬السياسية‭ ‬والنقابية‭ ‬التاريخية‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬التونسى‭ ‬للشغل‭ ‬وأمينه‭ ‬العام‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الطبوبى‭.‬


الغنوشى‭ ‬لم‭ ‬يحاسب‭ ‬بعد

يقول‭ ‬الهادى‭ ‬الطرابلسى،‭ ‬الكاتب‭ ‬والباحث‭ ‬التونسى‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬جماعات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسى،‭ ‬إن‭ ‬الغنوشى‭ ‬لم‭ ‬يحاسب‭ ‬بعد،‭ ‬ومهما‭ ‬فعل‭ ‬الآن‭ ‬للتخفى‭ ‬خلف‭ ‬المظاهرات‭ ‬المزعومة‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬مآربه،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬التوانسة‭ ‬يعرفون‭ ‬جيدا‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬القيادى‭ ‬الإخوانى‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬منفاه‭ ‬لا‭ ‬ليحكم‭ ‬بل‭ ‬ليتسلم‭ ‬‮«‬الجائزة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الغنيمة‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬له‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولى‭ ‬وحلفاؤه‭ ‬وممولوه‭ ‬مقابل‭ ‬تعاونه‭ ‬وتشجيعه‭ ‬لمجاهدى‭ ‬تونس،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭.‬


يوضح‭ ‬الطرابلسى‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة،‭ ‬أن‭ ‬المتطرفين‭ ‬الذين‭ ‬يرعاهم‭ ‬العنوشى،‭ ‬كان‭ ‬مخططا‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يأويهم‭ ‬فى‭ ‬معسكر‭ ‬كبير‭ ‬لتدريب‭ ‬الجهاديين،‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬أنقذ‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أيديهم،‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬لإعادتهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الخلاف‭ ‬حول‭ ‬طريقة‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬للبلاد‭.‬


ما‭ ‬يقوله‭ ‬الطرابلسى،‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬سردتها‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬خلال‭ ‬حملة‭ ‬توقيف‭ ‬القيادى‭ ‬التاريخى‭ ‬فى‭ ‬الحركة‭ ‬الحبيب‭ ‬اللوز‭ ‬الذى‭ ‬ألقى‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬إذ‭ ‬يعرف‭ ‬الحبيب‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬صقور‭ ‬الحركة‭ ‬المشهور‭ ‬عنهم‭ ‬رجعيتهم‭ ‬الشديدة،‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬مواقفه‭ ‬المثيرة‭ ‬للجدل‭ ‬خاصة‭ ‬بشأن‭ ‬القتال‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭.‬


تاريخ‭ ‬الحبيب‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المفارقات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تبتعد‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬مشكلات‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬عقب‭ ‬خسارة‭ ‬الحركة‭ ‬للحكم‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬بعد‭ ‬2013،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬محاسبته‭ ‬ومعرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬لسقوط‭ ‬الحركة،‭ ‬تم‭ ‬الدفع‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬الظل،‭ ‬وتكليفه‭ ‬بأخطر‭ ‬ملفات‭ ‬الجماعة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ -‬الملف‭ ‬الدعوى‭- ‬الذى‭ ‬يدار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جمعية‭ ‬الدعوة‭ ‬والإصلاح‭ ‬كواجهة‭ ‬دعوية‭ ‬للحركة‭.‬


لم‭ ‬يكن‭ ‬الحبيب‭ ‬وحده‭ ‬الذى‭ ‬يحمل‭ ‬آراء‭ ‬متطرفة‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬الجهاد،‭ ‬وتحوم‭ ‬حوله‭ ‬الشبهات‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬فيها‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬حول‭ ‬علاقته‭ ‬بتسفير‭ ‬الشباب‭ ‬التونسى‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬التى‭ ‬ينشط‭ ‬فيها‭ ‬التيارات‭ ‬الجهادية،‭ ‬بل‭ ‬جرى‭ ‬احتجاز‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬الأسبق‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬البحيرى،‭ ‬وفوزى‭ ‬كمون‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الحركة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشى،‭ ‬والقيادى‭ ‬البارز‭ ‬السيد‭ ‬الفرجانى‭ ‬والقيادى‭ ‬المستقيل‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬الجلاصى‭.‬


قيس‭ ‬سعيد‭ ‬ليس‭ ‬العدو‭ ‬الوحيد‭ ‬للإخوان

الاتهامات‭ ‬بحق‭ ‬الحركة‭ ‬والتحقيقات‭ ‬الموسعة‭ ‬مع‭ ‬أعضائها،‭ ‬تقول‭ ‬عنها‭ ‬النهضة‭ -‬ذراع‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬تونس‭- ‬أنها‭ ‬ملفقة‭ ‬بسبب‭ ‬العداء‭ ‬الصريح‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬وتستند‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعتبره‭ ‬تلفيقات‭ ‬من‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬لخصومه‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬تيار‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسى،‭ ‬وهى‭ ‬الاتهامات‭ ‬التى‭ ‬يعتبرها‭ ‬الرئيس‭ ‬تصحيح‭ ‬لمسار‭ ‬الثورة،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬والفوضى‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.‬


لكن‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬ليس‭ ‬وحده‭ ‬فى‭ ‬المواجهة‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬إخوان‭ ‬تونس،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬وكيانات‭ ‬شعبية‭ ‬عدة‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬ترغب‭ ‬بشدة‭ ‬فى‭ ‬فتح‭ ‬ملفات‭ ‬الإخوان‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬بالتيارات‭ ‬الدينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الحزب‭ ‬الدستور‭ ‬الحر،‭ ‬ورئيسته‭ ‬عبير‭ ‬موسى‭.‬


الحزب‭ ‬المحسوب‭ ‬على‭ ‬إرث‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة،‭ ‬الزعيم‭ ‬التاريخى‭ ‬للبلاد،‭ ‬ومؤسس‭ ‬الحداثة‭ ‬فى‭ ‬تونس،‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بمواجهة‭ ‬الإخوان‭ ‬داخليا،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬فتح‭ ‬كل‭ ‬المسكوت‭ ‬عنه،‭ ‬بل‭ ‬انخرط‭ ‬فى‭ ‬حملات‭ ‬خارجية‭ ‬تهدف‭ ‬لفتح‭ ‬ملفات‭ ‬الإخوان‭ ‬وتيارات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.‬


وتوجه‭ ‬الحزب‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بخطاب‭ ‬رسمى‭ ‬مفتوح‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬العرب‭ ‬الذى‭ ‬انعقد‭ ‬مطلع‭ ‬مارس‭ ‬فى‭ ‬تونس،‭ ‬وأعاد‭ ‬اتهام‭ ‬الإخوان‭ ‬بالمسئولية‭ ‬عن‭ ‬تغلغل‭ ‬التنظيمات‭ ‬الحاملة‭ ‬للفكر‭ ‬الظلامى‭ ‬وذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬فى‭ ‬تونس،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬سيطرتهم‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬


طالب‭ ‬‮«‬الدستور‭ ‬الحر‮»‬‭ ‬ورئيسته‭ ‬عبير‭ ‬موسى،‭ ‬وزراء‭ ‬الداخلية‭ ‬العرب‭ ‬بوضع‭ ‬ملف‭ ‬تغلغل‭ ‬التنظيمات‭ ‬المشبوهة‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار،‭ ‬وإصدار‭ ‬توصية‭ ‬عاجلة‭ ‬للدول‭ ‬التى‭ ‬ترعاها‭ ‬بترحيلها‭ ‬من‭ ‬الأراضى‭ ‬التونسية‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬تمويلها،‭ ‬كما‭ ‬أهاب‭ ‬الحزب‭ ‬بالدول‭ ‬العربية‭ ‬كافة،‭ ‬بتفعيل‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الأشخاص‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الظلامية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬لتسهيل‭ ‬عمل‭ ‬العدالة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬البلدان‭ ‬والتعجيل‭ ‬بمحاسبة‭ ‬المتورطين‭ ‬فى‭ ‬إهدار‭ ‬الدم‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬وليبيا‭ ‬ومصر‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬الويلات‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتسفير‭ ‬الشباب‭ ‬للقتال‭ ‬فى‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭.‬


فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬يقول‭ ‬ماهر‭ ‬الهذيلى،‭ ‬الكاتب‭ ‬والباحث‭ ‬التونسى،‭ ‬إن‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬لا‭ ‬يعنيها‭ ‬الشعب‭ ‬التونسى‭ ‬بالأساس‭ ‬حتى‭ ‬تنصهر‭ ‬فى‭ ‬مظاهراته‭ ‬ضد‭ ‬السلطة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬محصلة‭ ‬أعمالها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬سنوات،‭ ‬نشر‭ ‬فكر‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسسى،‭ ‬فالحركة‭ ‬فصيل‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬فكرا‭ ‬ومنهجا‭ ‬ومشروعا‭ ‬مهما‭ ‬ادعت‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭.‬


يؤكد‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬الإخوانية‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬بالدولة‭ ‬المدنية،‭ ‬ولا‭ ‬التداول‭ ‬السلمى‭ ‬للسلطة،‭ ‬وتعتمد‭ ‬مبدأ‭ ‬التقية‭ ‬بالانخراط‭ ‬فى‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬لفائدة‭ ‬مشروع‭ ‬الدولة‭ ‬الدينية‭ ‬الشمولية،‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بغير‭ ‬منظومتها‭ ‬فى‭ ‬الحكم،‭ ‬والتشاور‭ ‬أو‭ ‬الشورى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنظومة‭ ‬وأنصارها‭ ‬من‭ ‬التيارات‭ ‬الدينية،‭ ‬والباقى‭ ‬سيصنف‭ ‬ضمن‭ ‬فئات‭ ‬محددة،‭ ‬فإما‭ ‬مرتد‭ ‬أو‭ ‬كافر،‭ ‬وسيكون‭ ‬المرجع‭ ‬الوحيد‭ ‬للشعوب‭ ‬‮«‬مرشد‭ ‬الإخوان‮»‬‭.‬


أضاف‭: ‬حرصت‭ ‬أذرع‭ ‬الإخوان‭ ‬طوال‭ ‬حكمها‭ ‬فى‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬ذمم‭ ‬إعلاميين‭ ‬ونخب‭ ‬سياسية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأزيم‭ ‬الوضع‭ ‬وخلق‭ ‬صراعات‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬القوى‭ ‬المدنية‭ ‬لإسقاطها‭ ‬وتشويهها‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور،‭ ‬وصنع‭ ‬مدونين‭ ‬وخلق‭ ‬منصات‭ ‬تواصل‭ ‬اجتماعى‭ ‬تبث‭ ‬الفتنة‭ ‬وتحاصر‭ ‬أى‭ ‬قلم‭ ‬وطنى‭ ‬تقدمى‭ ‬وتشويهه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬تلفزيونية‭ ‬غارقة‭ ‬فى‭ ‬الإسفاف‭ ‬والانحلال‭.‬


واختتم‭ ‬الباحث‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تعيش‭ ‬مرحلة‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬وتمثل‭ ‬لها‭ ‬نقطة‭ ‬اللاعودة،‭ ‬فإما‭ ‬دولة‭ ‬مدنية‭ ‬تضمن‭ ‬العدالة‭ ‬وحرية‭ ‬المعتقد‭ ‬والفكر،‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬الملالى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬إيران،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية