رئيس التحرير
عصام كامل

اقتحام الوفد، 100 عام من الصراعات داخل حزب الباشوات

حزب الوفد، فيتو
حزب الوفد، فيتو

اقتحام حزب الوفد، من جديد عادت المشاكل والصراعات إلى حزب الوفد، واتهم عبدالسند يمامة رئيس الحزب مجموعة من الأعضاء يتقدمهم ياسر قورة وفيصل الجمال باقتحام المقر الرئيسي للحزب بشارع بولس حنا بمنطقة الدقي، في ساعات مبكرة من فجر اليوم الثلاثاء، فيما رد الأعضاء بنفي اقتحام الوفد مؤكدين أن الحزب بيتهم ولا يوجد وفدي يقتحم بيته، وأعلنوا الدخول فى اعتصام مفتوح اعتراضا على طريقة إدارة يمامة للوفد وقراراته التى وصفوها بالتعسفية. 

ومنذ تأسيسه قبل 100 عام وحتى الآن مر حزب الوفد بالعديد من الأزمات ومحاولات الانشقاق ووصل الأمر في أحد المرات الى اقتحام المقر الرئيسي واشعال النيران بين جدرانه. 

وفى السطور التالية نرصد ملامح من أهم الأزمات التى عاشها الحزب العريق، وكيف كان أبناؤه أول من طعنوه وتسببوا فى إضعافه على مر العصور. 

خلافات سعد زغلول وعدلي يكن 

أول خلاف نشب بين الوفديين كان خلال المفاوضات بين الوفد المصري واللورد ميلنر، بعد تأييد سعد زغلول لرفض التفاوض معه والعودة إلى مصر لمواصلة كفاحه الشعبي ضد الاحتلال.

أما عدلي يكن فوافق على استمرار التفاوض مع اللورد" ملنر"، مما أدى انقسام بين أعضاء الحزب، وجعل "عدلي يكن" ينشق هو وجماعته عن الحزب ويدشن حزب الأحرار الدستوريين والذي عرف بعدها بولائه للملك والاحتلال الإنجليزي.

الخلاف بين النحاس والنقراشي 

ومن الخلافات الشهيرة في تاريخ حزب الوفد الخلاف بين مصطفى النحاس رئيس الوزراء ومحمود فهمى النقراشى والذى كان يشغل منصب وزير المواصلات، حول عدد من القضايا الوطنية المتعلقة بالاقتصاد الوطنى، وإسناد النحاس مشروع كهرباء خزان أسوان لعدد من الشركات الأجنبية، أدي إلى انشقاق عدد من أعضائه وتكوينهم كيانات مستقلة، بالإضافة إلى خلافهم حول معاهدة 1936، مما اضطر النقراشى للانفصال عن الوفد وإعلان هذا الانفصال فى بيان رسمى، وهو الموقف الذي سرعان ما اتخذه عددًا كبيرًا من أعضاء حزب الوفد مثل، محمد محمود باشا، وأحمد ماهر باشا، وتكوين الهيئة السعدية نسبة إلى سعد زغلول، لتكون ثاني الأحزاب المنشقة عن حزب الوفد نتيجة الصراعات الداخلية.

خلافات الوفد في الأربعينيات 

وفي الأربعينيات عاش حزب الوفد الكثير من الخلافات والتصارع على المصالح الشخصية، اختلف كلًا من مصطفى النحاس رئيس حزب الوفد، ومكرم عبيد سكرتير عام الحزب ووزير المالية، حول انضمام فؤاد سراج الدين، حيث اعتبر مكرم عبيد أن انضمام سراج الدين للوفد يهدد موقعه القيادى بالحزب وبقاؤه فى منصبه ومكانته لدى مصطفى النحاس، مما اضطر مكرم عبيد للاستقالة والانفصال عن الوفد مع مجموعة من الأعضاء الذين كانوا يشغلون عددًا من الحقائب الوزارية فى حكومة النحاس، إضافة إلى مجموعة من البرلمانيين، وتشكيل الكتلة الوفدية والتى تعتبر ثالث الأحزاب المنشقة عن حزب الوفد، نتيجة صراعات المصالح الشخصية، حيث أصدر أنصار مكرم عبيد ما عرف بالكتاب الأسود لحزب الوفد، والذين أرسلوه للملك فاروق الذى كان يتخذ موقفًا معاديًا لحكومة النحاس بعد أن فرضتها عليه سلطات الإحتلال الإنجليزى.

الوفد في عهد الرئيس السادات 

بعد نهاية حرب السادس من أكتوبر 1973، بدأ الرئيس الراحل أنور السادات يتجه تدريجيًا نحو السماح بعودة التعددية الحزبية، وذلك بعدما عاشت مصر تجربة الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكي) لمدة تقرب من ربع قرن، ومع وضوح معالم التعددية الحزبية المصرية قام فؤاد سراج الدين في يناير 1978 بطلب السماح لحزب الوفد بممارسة العمل الحزبي العلني، الأمر الذي أثار استياء السادات وأجهزة الدولة الأخرى، التي شنت حملة ضد الحزب، ركزت على أن الوفد هو حزب العهد البائد والفاسد في عهد ما قبل الثورة، ولكن على الرغم من ذلك كله فقد حصل الوفد على موافقة لجنة الأحزاب لتأسيسه في 4 فبراير 1978، إلا أن استمرار الحملة الحكومية ضده، والتحذير من أنه سوف يضر التجربة الحزبية الجديدة، دفعت قادة حزب الوفد إلى إعلان تجميد الحزب طواعية.

صدام الوفد مع السادات 

ورغم أن قادة الوفد قرروا طواعية تجميد الحزب؛ منعًا لصدام كان متوقعًا مع السلطة، فقد حدثت مضايقات عدة لقادة الوفد، كان أقصاها اعتقال "فؤاد سراج الدين" رئيس حزب الوفد الجديد، ضمن قرارات سبتمبر 1981،والتي اعتقل بموجبها عشرات السياسيين المصريين، بناء على قرار من الرئيس السادات، وفي أعقاب اغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981، وتولي الرئيس حسني مبارك رئاسة مصر، أطلق الرئيس مبارك سراح جميع المعتقلين السياسيين، وقد انتهز الوفد الفرصة سريعًا، فأعلن عودته إلى العمل السياسي ووقف القرار السابق بتجميد الحزب، وقامت هيئة قضايا الدولة المصرية رفعت دعوى قضائية بعدم جواز عودة الوفد، على اعتبار أن الحزب حل نفسه، وطعن الوفد في الحكم قائلًا إنه جمد نفسه ولم يحل الحزب، فقررت محكمة القضاء الإداري رفض دعوى الحكومة، والحكم بشرعية عودة الوفد، ليعود إلى ممارسة نشاطه السياسي بشكل رسمي في عام 1984، وفي 9 أغسطس 2000 توفى زعيم الحزب فؤاد سراج الدين وانتخب من بعده نعمان جمعة رئيسا للحزب حتى أبريل 2006

أسلحة نارية وحريق في حزب الوفد 

عاش الوفد أكبر أزماته في 2006 ووصل الخلاف إلى حد استخدام الأسلحة النارية وإشعال النيران فى مقر الحزب بالدقي. 

وتعود أسباب الأزمة إلى عدم رضا أعضاء الحزب على أداء نعمان جمعة رئيس الحزب وقتها، الذى استقال فى عهده عدد كبير من القيادات الحزبية والشخصيات التي يعتبرها الوفديون رموزًا وفدية، إلى جانب عدم اقتناع عدد كبير من الأعضاء بخلافة نعمان جمعة لفؤاد سراج الدين، مما أدى إلى عقد اجتماعات فى غيبة رئيس الحزب وسحب الثقة منه واختيار محمود أباظة خلفًا له، بينما رفض نعمان جمعة الاعتراف بهذه الإجراءات ولجأ للقضاء الإدارى الذى منحه حكمًا ببطلان إجراءات عزله، ليصل الصراع إلى ذروته بانقسام الوفد إلى فريقين، أحدهما مؤيد لنعمان جمعة والآخر مؤيد لمحمود أباظة الذي تسلم رئاسة الحزب بعد هذه الأزمة، واستمر بها حتى شهد الحزب إجراء الانتخابات على منصب رئيس الحزب والتى فاز بها الدكتور السيد البدوى فى مواجهة محمود أباظة، لتحدث المفارقة بدخول الأخير طرفًا فى صراع داخلى، مثل الذى حدث مع نعمان جمعة فى عام2006

صراع السيد البدوي وفؤاد بدراوي 

دخل البدوي الوفد ونجح فى السيطرة على الأوضاع، فيما عدا بعض المناوشات البسيطة، وبعد 10 سنوات من بقائه على رئاسة الحزب، دخل في صراع وأزمة حادة مع فؤاد بدراوي. 

بدأت الأزمات تظهر على السطح بعد قرار الحزب بفصل عدد من الأعضاء المتورطين في التمويل الأجنبي والذي يملكون جمعيات بالمخالفة للقانون طبقًا لما أثاره محمد عبد العليم داود، وهو ما أشعل غضب الأعضاء، حيث تقرر فصل 7 أعضاء متورطين في تلقي تمويلات مشبوهة، كان أبرزهم محمد علي، أعقب ذلك مناوشات بين الأعضاء الحاليين للحزب والمفصولين، والتي على إثرها اقتحم فؤاد بدراوي، وعدد كبير من أنصاره مقر حزب الوفد بالدقي اعتراضًا علي طريقة إدارة السيد البدوي للحزب وأكد هو وأنصاره أنهم مستمرون لحين استقالة السيد البدوي وعودة الأمور لطبيعتها، وحينها صرح السيد البدوي، قائلا: إن بدراوي يريد كرسي رئاسة الحزب أو إحراقه، موضحا أن ما فعله غير قانوني وأنهم تقدموا ببلاغ ضده.

إغلاق حزب الوفد 

وأغلق أنصار «بدراوي» البوابة الرئيسية لمقر حزب الوفد، ووضعوا أمامها لافتات مكتوبا عليها: «ممنوع دخول السيد البدوي»، و«اعتصام حتى رحيل السيد البدوي»، و«ارحل يا بدوي».

ورفع المقتحمون للمقر لافتات مدونا عليها، "قول يا وفدى قول لازم طرد الفلول، عاش الوفد ضمير الأمة"، مرددين هتافات "ارحل يا بدوى يالى مبتفهمش».

ووقعت مشادات كلامية ومناوشات بين أنصار فؤاد بدراوي وبين عدد من أعضاء الحزب، والتي أعقبها إعلان فصل فؤاد بدراوي وعدد ممن حضر الاعتصام واقتحام الحزب، حيث أعلن بعدها فؤاد بدراوي عن تأسيس تيار إصلاح الوفد، وإعلان النضال ضد السيد البدوي، وحشد الأعضاء ضده وإزاحته من منصبه كرئيس للحزب، وطالبوا بإجراء انتخابات رئاسية للحزب مبكرة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية