رئيس التحرير
عصام كامل

إجراءات‭ ‬الحكومة‭ ‬لدعم‭ ‬الصناعة‭ ‬تثير‭ ‬الجدل.. خبراء: 100 مليار دولار تصدير تحتاج لقدرات خاصة.. وعلاج الملفات العالقة أول خطوة

وزير التموين الأسبق
وزير التموين الأسبق جودة عبد الخالق، فيتو

مؤخرًا،‭ ‬اتخذت‭ ‬الحكومة‭ ‬قرارات‭ ‬استثنائية،‭ ‬تهدف‭ ‬لدعم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬منتج‭ ‬محلى‭ ‬قابل‭ ‬للتصدير‭ ‬والمنافسة،‭ ‬لكن‭ ‬القرارات‭ ‬الجريئة‭ ‬والحاسمة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الحكومة،‭ ‬والتى‭ ‬تعتبر‭ ‬حجز‭ ‬الزاوية‭ ‬لتحفيز‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرية،‭ ‬تباينت‭ ‬حولها‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬خبراء‭ ‬الاقتصاد‭.‬


وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬أيدها‭ ‬فيه‭ ‬البعض،‭ ‬ذهب‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬والحوافز‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬شيئا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬سياسة‭ ‬صناعية‭ ‬محددة‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها،‭ ‬ومساندة‭ ‬المشروعات‭ ‬والمنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬لتصحيح‭ ‬مسارهم‭ ‬وتقنين‭ ‬أوضاعهم‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬سياسات‭ ‬واضحة‭.‬


يذكر‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تسعى‭ ‬لتقنين‭ ‬أوضاع‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬ضمن‭ ‬حزمة‭ ‬قرارات‭ ‬استثنائية‭ ‬اتخذتها‭ ‬لتحفيز‭ ‬الصناعة‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬انعكاس‭ ‬إيجابى‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد،‭ ‬إيمانا‭ ‬بأن‭ ‬توفير‭ ‬كافة‭ ‬سبل‭ ‬الدعم‭ ‬وإزالة‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬المصانع‭ ‬الجديدة‭ ‬أو‭ ‬القائمة‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬عملها‭ ‬ويعزز‭ ‬على‭ ‬الوفرة‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭.‬
ويهدف‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬تقنين‭ ‬أوضاع‭ ‬المنشآت‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬فى‭ ‬تصويب‭ ‬أوضاع‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬ودمجها‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬الصناعية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬المطلوبة،‭ ‬كما‭ ‬يهدف‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬التى‭ ‬حدثت‭ ‬بانقضاء‭ ‬صلاحية‭ ‬إصدار‭ ‬التصاريح‭ ‬المؤقتة‭ ‬والتى‭ ‬انقضت‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭/‬5‭/‬2019،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكنا‭ ‬إصدار‭ ‬تصاريح‭ ‬تشغيل‭ ‬مؤقتة‭ ‬جديدة،‭ ‬فلجأت‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬مقترح‭ ‬تفويض‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬فى‭ ‬تيسير‭ ‬حصول‭ ‬المستثمرين‭ ‬على‭ ‬التراخيص،‭ ‬واتساقا‭ ‬مع‭ ‬توجيهات‭ ‬الدولة‭ ‬بشأن‭ ‬تقنين‭ ‬أوضاع‭ ‬المنشآت‭ ‬والمحال‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭.‬

المنشآت الصناعية
ويرى‭ ‬الدكتور‭ ‬جودة‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬ووزير‭ ‬التموين‭ ‬الأسبق‭ ‬أن‭ ‬تقنين‭ ‬أوضاع‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬ضمن‭ ‬حزمة‭ ‬قرارات‭ ‬استثنائية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الصناعة‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬انعكاس‭ ‬إيجابى‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬التساؤل‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬كافٍ‭ ‬لتحقيق‭ ‬طفرة‭ ‬فى‭ ‬الصناعة،‭ ‬مضيفا‭: ‬أعتقد‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬لأن‭ ‬إصدار‭ ‬تشريع‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬مد‭ ‬تجديد‭ ‬الترخيص‭ ‬للمصانع‭ ‬غير‭ ‬المرخصة،‭ ‬لكن‭ ‬كيف‭ ‬ندفع‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعى‭ ‬للنهوض‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬وتقليل‭ ‬الاستيراد‭ ‬وزيادة‭ ‬التصدير‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الذى‭ ‬نريده‭.‬


وأضاف‭ ‬عبد‭ ‬الخالق،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تشريع‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬علاج‭ ‬القصور،‭ ‬وهناك‭ ‬قانون‭ ‬صدر‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬وانتهى‭ ‬فى‭ ‬2019دون‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬شيء،‭ ‬موضحا‭ ‬أهمية‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬صناعية‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬إصدار‭ ‬تشريع،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يسبق‭ ‬التشريع‭ ‬سياسة‭ ‬صناعية‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬البيروقراطية‭ ‬وتعدد‭ ‬جهات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الترخيص‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لدينا‭ ‬تسمى‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭.‬


وتابع‭: ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬لوضع‭ ‬سياسة‭ ‬صناعية‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادى‭ ‬والعشرين،‭ ‬وهناك‭ ‬ورقة‭ ‬وضعت‭ ‬فى‭ ‬2003‭ ‬تسمى‭ ‬الورقة‭ ‬الخضراء‭ ‬للسياسة‭ ‬الصناعية‭ ‬كانت‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬لوضع‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬2004‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬موضحا‭ ‬أهمية‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وثيقة‭ ‬تحدد‭ ‬رؤى‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬تضافر‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطفرة‭ ‬الصناعية‭ ‬المنشودة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬حوافز‭ ‬الصناعة‭ ‬وتحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬التشريع‭ ‬أو‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الاستيراد،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوسائل‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬بعضها‭ ‬يتحقق‭ ‬بالتمويل‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬بتدريب‭ ‬الأيدى‭ ‬العاملة‭ ‬ومجموع‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬يشكل‭ ‬وثيقة‭ ‬محددة‭ ‬المعالم‭ ‬للنهوض‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصناعى‭. ‬مضيفا‭: ‬لو‭ ‬قارنا‭ ‬بين‭ ‬الوضع‭ ‬لدينا‭ ‬والمتبع‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬طفرة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬لدينا‭.‬


وتساءل‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭: ‬ماذا‭ ‬نحتاج‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة‭ ‬أو‭ ‬توطين‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية؟‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬التدابير‭ ‬التى‭ ‬ستتخذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لتغطية‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬ثم‭ ‬التصدير،‭ ‬يقابل‭ ‬ذلك‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الحوافز‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الحوافز‭ ‬والصناعة‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬رغم‭ ‬انخفاض‭ ‬الضريبة‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬و30‭% ‬على‭ ‬المكونات‭ ‬المستوردة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬وللأسف‭ ‬حتى‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬تعجز‭ ‬عن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحافز‭ ‬والسبب‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نحدد‭ ‬شروط‭ ‬لهذا‭ ‬الحافز‭.‬


وأضاف‭: ‬الغريب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬غياب‭ ‬السياسة‭ ‬الصناعية،‭ ‬فرغم‭ ‬تشجيع‭ ‬المنشآت‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬على‭ ‬توفيق‭ ‬أوضاعها،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬سمعنا‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬التى‭ ‬أغلقت‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬2011،‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬مغلقة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬لإعادة‭ ‬تشغيلها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالتالى‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬ننتظر‭ ‬مبادرات،‭ ‬وإنما‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التجاريين،‭ ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬ندخل‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعطى‭ ‬حوافز‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬تمويل‭ ‬للموارد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقابل‭ ‬التمويل‭ ‬إنتاج‭.‬

الدولة والمستثمرين
الدكتور‭ ‬علاء‭ ‬رزق‭ ‬رئيس‭ ‬المنتدى‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬للتنمية‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬جاءت‭ ‬لتحفيز‭ ‬الصناعة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تباطؤ‭ ‬حركه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬المتلاحقة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬أخيرا‭ ‬كارثة‭ ‬الزلزال‭ ‬المدمر‭ ‬فى‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬والتى‭ ‬سوف‭ ‬تلقى‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬من‭ ‬3‭.‬2‭%‬الى2‭.‬5‭% ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حركه‭ ‬التباطؤ‭ ‬المتوقعة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬مستقبلا‭ ‬وبالتالى‭ ‬جاءت‭ ‬حزمه‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬والتى‭ ‬سوف‭ ‬تناقش‭ ‬فيه‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬سعى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لمساندة‭ ‬المشروعات‭ ‬والمنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬خلفيه‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬15‭ ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بشأن‭ ‬تيسير‭ ‬إجراءات‭ ‬منح‭ ‬تراخيص‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭.‬


وأضاف‭ ‬رزق‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬العلاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمستثمر،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬مردود‭ ‬إيجابى‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬مستقبلا،‭ ‬ويضمن‭ ‬توفير‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات،‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬مستقبلا‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬مشكلة‭ ‬التضخم‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمى‭ ‬الآن،‭ ‬ورفع‭ ‬القوى‭ ‬الشرائية‭ ‬موضحا‭ ‬أنها‭ ‬آفه‭ ‬يعانيها‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع‭ ‬المعطلة‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬الاستثنائى‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬انفراجه‭ ‬أمام‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬المتأخرة‭ ‬فى‭ ‬التشغيل‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التراخيص،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬الصناعية‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬المعايير‭ ‬المطلوبة‭ ‬وبما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬التى‭ ‬حدثت‭ ‬بانقضاء‭ ‬صلاحية‭ ‬إصدار‭ ‬التراخيص‭ ‬المؤقتة،‭ ‬والتى‭ ‬انقضت‭ ‬فى‭ ‬3‭ ‬مايو‭ ‬2019‭.‬


واستطرد‭ ‬فى‭ ‬حديثة‭ ‬قائلا‭: ‬الأهم‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬أنها‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬المشروعات‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬فتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬لهذه‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬مع‭ ‬إزالة‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬المصانع‭ ‬الجديدة‭ ‬والقائمة‭ ‬منها‭ ‬سوف‭ ‬يسهم‭ ‬بقوة‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬مستقبلا،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬تعزيز‭ ‬الوفرة‭ ‬فى‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية،‭ ‬ويضمن‭ ‬أيضًا‭ ‬تقنين‭ ‬أوضاع‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬الجهاد‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصويب‭ ‬أوضاع‭ ‬هذه‭ ‬المنشآت‭ ‬ودمجها‭ ‬فى‭ ‬المنظومة‭ ‬الصناعية‭.‬


وتابع‭: ‬هذه‭ ‬الحزمة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ستسهم‭ ‬مساهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬للمادة‭ ‬28‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تنافسية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬عبر‭ ‬تعظيم‭ ‬الصادرات‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬صادرات‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬القادمتين،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تذليل‭ ‬كافة‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعى‭ ‬تحديدا،‭ ‬وتحديث‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬لتحقيق‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لضمان‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجى‭.‬


تنظيم‭ ‬الاستيراد‭ ‬الطريق‭ ‬لتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬الدولارية
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬الاستيراد‭ ‬لتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬الدولارية‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬الاستيراد‭ ‬الآن‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬أبدا‭ ‬مع‭ ‬توجهات‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬التقشف،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬يعانى‭ ‬منها‭ ‬العالم‭ ‬الآن،‭ ‬والتى‭ ‬تتجه‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الحكومات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬عمليات‭ ‬الاستيراد‭ ‬لتحقيق‭ ‬الوفرة‭ ‬الدولارية،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬وتحديث‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ومتناهية‭ ‬الصغر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعظيم‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التنافسية‭ ‬الملائمة‭.‬


أما‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬الشافعى،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬فيرى‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬لتحفيز‭ ‬الصناعة،‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬توجه‭ ‬الدولة‭ ‬لجذب‭ ‬استثمارات‭ ‬خارجية،‭ ‬وتقليل‭ ‬فاتورة‭ ‬الاستيراد‭ ‬وزيادة‭ ‬التصدير،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬لقرارات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ضرورة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬ترخيص‭ ‬المنشآت‭ ‬غير‭ ‬المرخصة‭ ‬لدمجها‭ ‬فى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرسمى‭ ‬للدولة‭.‬


وأضاف‭ ‬الشافعى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يتقدم‭ ‬بسرعة‭ ‬مذهلة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصناعات،‭ ‬وبالتالى‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬صناعتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منتج‭ ‬محلى‭ ‬مميز‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬المنافسة،‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭% ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومى‭ ‬بدلا‭ ‬مما‭ ‬يمثله‭ ‬الآن‭ ‬13‭% ‬وتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬تصدير‭.‬


بدوره‭ ‬قال‭ ‬أحمد‭ ‬معطى،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التحفيزية‭ ‬التى‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لدعم‭ ‬الصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬تُعد‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬شديدة‭ ‬الأهمية‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬كونها‭ ‬قاطرة‭ ‬التنمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وباتت‭ ‬الحكومة‭ ‬تفتتح‭ ‬مصانع‭ ‬بشكل‭ ‬دورى،‭ ‬ولعل‭ ‬آخرها‭ ‬مصنع‭ ‬‮«‬سايلو‮»‬‭ ‬للصناعات‭ ‬الغذائية‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬مصنع‭ ‬للرمال‭ ‬السوداء،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬افتتاح‭ ‬هذه‭ ‬المصانع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كثرة‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬النمو‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬التسهيلات‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الضرائب‭ ‬والقوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬والرخصة‭ ‬الذهبية‭ ‬والإفراجات‭ ‬الجمركية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشجع‭ ‬المستثمرين‭ ‬فى‭ ‬الصناعة‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬المصرى‭.‬


وأضاف‭ ‬معطى،‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الإفراجات‭ ‬الجمركية‭ ‬الأخيرة‭ ‬طمأنت‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬وأزالت‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬البضائع‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصرى،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬تعطى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الطمأنينة‭ ‬للمستثمر‭ ‬للدخول‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬وتخفيض‭ ‬فى‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فتح‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بالكامل‭ ‬لأن‭ ‬الصناعة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬الجميع‭.‬


وألمح‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬إزالة‭ ‬حاجز‭ ‬بيروقراطية‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرخصة‭ ‬الذهبية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الدولار‭ ‬للصناعة‭ ‬والمواد‭ ‬الخام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعمل‭ ‬عليه‭ ‬الحكومة‭ ‬بشكل‭ ‬كثيف‭ ‬وتعطى‭ ‬له‭ ‬الأولوية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬توفير‭ ‬عمالة‭ ‬ماهرة‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريبهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬المحور‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وأسرع‭ ‬وزيادة‭ ‬حوافز‭ ‬العمال‭.‬

المنتج المحلي
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬هانى‭ ‬جنينة،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬أن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتج‭ ‬المحلى‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬صادرات‭ ‬سلعية‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬للغاية،‭ ‬لأنه‭ ‬يتطلب‭ ‬عمل‭ ‬توسعة‭ ‬فى‭ ‬الطاقة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وإنشاء‭ ‬خطوط‭ ‬إنتاج،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المقصود‭ ‬زيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬السلعية‭ ‬والخدمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬السياحة،‭ ‬سيكون‭ ‬الأمر‭ ‬أسهل‭ ‬كثيرًا‭.‬


وأضاف‭ ‬جنينة،‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الصادرات‭ ‬السلعية‭ ‬فقط‭ ‬سيكون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المنتج‭ ‬المحلى‭ ‬فقط‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬للغاية،‭ ‬إذ‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬خطوط‭ ‬إنتاج‭ ‬وتطوى‭ ‬الصناعة،‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التصدير‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الرقم‭ ‬المطلوب،‭ ‬ولكن‭ ‬أقصر‭ ‬طريق‭ ‬هو‭ ‬جذب‭ ‬مستثمر‭ ‬أجنبى،‭ ‬ينقل‭ ‬خبراته‭ ‬ونشاطه‭ ‬من‭ ‬البلد‭ ‬المتواجد‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬السوق‭ ‬التصديرى‭ ‬المفتوح‭ ‬بجانب‭ ‬قلة‭ ‬التكلفة‭.‬


وأشار‭ ‬جنينة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬المغربية‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬السيارات‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبًا‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬حاليًا،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬جذبها‭ ‬للشركات‭ ‬العالمية‭ ‬وفتح‭ ‬مصانع‭ ‬لها‭ ‬بالمغرب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬تركيا،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جذبهم‭ ‬للمصانع‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬أسهل‭ ‬طريق‭ ‬لزيادة‭ ‬الصادرات‭ ‬هو‭ ‬جذب‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬لإنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬لها‭ ‬بمصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬الخاصة‭ ‬بجانب‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬زيرو‭ ‬جمارك‭ ‬للتصدير‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬والمغرب‭ ‬والوطن‭ ‬العربى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬ما‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار‭.‬


وألمح‭ ‬جنينة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬تكلفة‭ ‬الأرض‭ ‬المطلوبة‭ ‬لإنشاء‭ ‬مصنع‭ ‬بها،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬بدأت‭ ‬فى‭ ‬تذليل‭ ‬هذه‭ ‬العقبة‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬الذى‭ ‬صرح‭ ‬مؤخرا‭ ‬أن‭ ‬الأرض‭ ‬ستكون‭ ‬مرفقة‭ ‬فقط‭ ‬بدون‭ ‬تكلفة‭ ‬ويتبقى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬بجانب‭ ‬وجود‭ ‬مشكلة‭ ‬أخرى‭ ‬وهى‭ ‬بطء‭ ‬إعطاء‭ ‬التراخيص‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬تتطلب‭ ‬موافقة‭ ‬عدة‭ ‬جهات‭.‬


وألمح‭ ‬جنينة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تعاون‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬لتحمل‭ ‬ظروف‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬لنعبر‭ ‬بالبلد‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان،‭ ‬وحل‭ ‬أزمة‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الدولار‭ ‬بالصورة‭ ‬الكافية،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬عالميا،‭ ‬ما‭ ‬سيؤدى‭ ‬بالتالى‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬مصر‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬واستقرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عالميًا‭ ‬ومحليًا‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية