رئيس التحرير
عصام كامل

فكري أباظة، شيخ الصحفيين الذي انتهج طريقة جديدة في الحب، وحرفين من كلمة كادت تأجج العلاقة مع بريطانيا

الكاتب الصحفى فكرى
الكاتب الصحفى فكرى أباظة،فيتو

الكاتب فكرى أباظة..صحفى مفوه خفيف الدم، مبدع فى كتاباته لا يقلد أحدا، له مدرسة خاصة به، عاش راهبا من أجل الصحافة، أهلاوى متعصب تولى الرئاسة الشرفية للنادى الأهلى في الستينات، عضوا بالبرلمان وله مواقف مشهودة سمى بشيخ مشايخ الصحفيين، ووصف نفسه بالضاحك الباكى، كان دونجوانا وله قصص غرامية كثيرة لكنه لم يتزوج، ورحل في مثل هذا اليوم عام 1979.


هو من أشهر  عائلات الشرقية "العائلة الأباظية " من كتابها وصحفييها عزيز أباظة وثروت أباظة وسالم أباظة وفكرى أباظة وفاروق أباظة، تخرج فكرى أباظة في مدرسة الحقوق عام 1918 في قرية أبو شحاتة محافظة الشرقية، ثم كان من خطباء ثورة 1919 حتى إنه كان مؤلف وملحن نشيد الثورة وقتئذ، انضم إلى الحزب الوطنى وانتخب عضوا فى مجلس النواب عام 1923.

فكرى اباظة مع مصطفى يونس ومحسن صالح فى النادى الاهلى 

 

5500 مقالة صحفية 

بدأ حياته الصحفية فى جريدة المؤيد ومنها إلى جريدة الأهرام ثم دار الهلال رئيسا لمجلس إدارتها ومجلة المصور 1924 التى أصبح رئيسا لتحريرها عام 1926 لمدة تصل لأكثر من ثلاثين عاما، نشر خلالها أكثر  من 5500 مقالة صحفية تنوعت ما بين القضايا السياسية والاجتماعية والكتابة الجادة والساخرة والكتابة العادية والكتابة الأدبية.

 

فكرى اباظة مع وفد من نقابة الصحفيين متوجها الى قصر عابدين لشكر الملك على البكوية 

كان لاعبا فى النادى الأهلى ثم انتخب رئيسا شرفيا له  ثم انتخب نقيبا للصحفيين وأنعم عليه الملك فاروق برتبة الباشوية عام 1950 ليصبح أول نقيب يحمل لقب باشا.
كتب مقالا فى الستينات 1961 ينتقد الأوضاع الاقتصادية فى المجتمع بعنوان (الحالة ج ) كانت سببا فى إعفائه من الكتابة واعتزاله الصحافة إلا أنه كتب اعتذارا عما كتب ونشرته الصحف وصدر الإعفاء لكنه لم يعد إلى مؤسسته.

كان صاحب مبدأ فى الصحافة يقول: من لا يستطيع أن يساعد نفسه بنفسه لن يستطيع أى إنسان أن يساعده مهما كانت سلطاته وفى كل الأحوال لن يتبقى من الصحفى إلا ما وقع عليه باسمه فإما أن يكون له أو عليه.

فكرى فى عالم الصحافة 

وفى دنيا الصحافة عاش فكرى في عالم الصحافة وهو يعلم عيوبها، بل أنه عاش في أفظع عيوبها، لكنه كان يعذر لأنه يعلم الأسباب التي كانت نتيجة لوضع سياسي اجتماعى لاسبيل إلى تعديله، "فصهين" وفضل أن يسكت، وقد يكون أخضع قلمه لكثير من الظروف التي تحيط بالصحافة.. لكن هذا القلم لم يتلوث أبدا، ولم يهن أبدا على صاحبه.


وفى دنيا الغرام له أسلوب خاص في الغرام يتميز به عن أسلوب محمد التابعى ومحمد عبد الوهاب وباقى دونجوانات الجيل السابق، فهو لا يصل إلى المرأة بإثارة أطماعها أو تبرير الخطيئة لها، أو إيقاظ الحيوان فيها لكن يصل اليها عن طريق تجميل الحياة كلها في عينيها، فيجعل هذه الحياة ضحكة متصلة وحديثا شيقا ممتعا لاينقطع.. فتتعلق به المرأة تعلقها بالضحكة الحلوة.

الحب فى خبر كان 

وعن الحب كتب يقول: أصبح الحب تاريخا فى خبر كان من عهد أن تبادل المحبون العواطف بالتليفون بعد الرسائل الرائعة التى كنا نصب فيها مشاعرنا الحقيقية وليست الكلام المعسول وكانت القلوب فيما مضى صالحة للحب كان هناك خير ورزق وروقان بال، أما وقد خلفت الحروب الفقر واللهفة على لقمة العيش والأنانية والسعى على طريقة اخطف وأجرى فقد اختفى الحب ولم يعد له مكانا فى القلوب.

عن أخطر موقف صحفى صادفه قال فكرى أباظة:نشرت مقالًا بالأهرام أودع فيه اللورد اللنبى بعدما تقرر نقله من مصر، قلت له "أيها اللورد نودعك بهذه السطور، وكان يجب أن نودعك بالدم"،  وقامت الدنيا ودعيت إلى التحقيق وقبل أن تنتقل النيابة إلى مطبعة الأهرام تسللت إلى المطبعة وشبكت حرف ع في حرف م في كلمة الدم فأصبح " الدمع"  وحفظت بذلك القضية.

جنازة فارس الكلمة 


يوم الرحيل كتب عنه الكاتب مصطفى أمين يقول:في جنازة فكرى أباظة رأيت الوفاء في بلادى.. هذا رجل لم يترك وراءه زوجة تعزى ولا أبناء يواسى، ولا ابنة يرسل لها برقيات العزاء، ليس له قريب أو نسيب يتبوأ منصبا كبيرا في الدولة حتى يسارع الناس للاحتفال بتشييع جنازته زلفى لأصحاب النفوذ والسلطان..لكن كان الناس يعزون بعضهم بعض، عزاء الأخ والابن والأب وهم أسرة الفقيد من الألوف التي رايتها لم تعرفه ولم تره، حقا كان فكرى أباظة فارسا الكلمة الذى بكت عليه أمة بأسرها.

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية