رئيس التحرير
عصام كامل

خيرى شلبى، سفير المهمشين الذي تفنن في وصف الحشيش، وحوش مقبرة سر إبداعه

الاديب خيرى شلبى
الاديب خيرى شلبى

خيرى شلبى أديب الحوارى والنجوع،  وشيخ الحكائين، عبر في كتاباته عن المهمشين والبسطاء فكان صوتا لمن لا صوت لهم، واصبح أحد أشهر كتاب الرواية المصرية، من اشهر اعماله " الوتد "، ولد في مثل هذا اليوم 31 يناير عام 1938 بقرية شباس عمير محافظة كفر الشيخ ولقب بسفير المهمشين. 


نظم شاعر النيل حافظ إبراهيم وكان صديقا شخصيا لوالد خيري شلبي أبياتا عند ميلاده يقول فيها: البشر أقبل برهانا علي الخير.. وكوكب الصبح يهدينا إلى الفجر.. ونجمة العصر لما إن علت سطعت.. فكان من نورها مولودنا خيري.


ويحكى الأديب خيرى شلبى عن بداياته فيقول:" أثناء الدراسة الابتدائية تعرفت على جمعية أدباء دمنهور التي كان يرأسها القهوجى المثقف عبد المعطى المسيرى وكانت تضم كثيرا من المرموقين أمين يوسف غراب، فتحى سعيد، أحمد عبد المعطى حجازى، رجب البنا وغيرهم، ومنها اطلعت على كل إنتاج أدبى لأبناء البحيرة المشهورين ففهمت معنى الأدب في مقهى المسيري.

بدأ حياته عاملا للتراحيل 

بدأ حياته العملية عاملا للتراحيل فعرف طريق الاغانى الشعبية وترديد الكلمات الفولكلورية اثناء العمل وفى نفس الوقت كان يستأخر بقروشه كتب الرصيف مقابل قرش تعريفة، والتحق بمعهد المعلمين ولم يستمر لشدة فقره ونظرة زملائه اليه على انه من الحفاة العراة، وغيابه المتكرر للعمل من أجل لقمة العيش حتى انه كره المعهد وكره زملائه، فاتجه الى الدراسةة من منازلهم وسكن حجرة فوق السطوح بالإسكندرية وبدأ يثقف نفسه ذاتيا لعشقه القراءة.
بدأ خيرى شلبى كتابة أغانى الأفراح التي كان يقتات منها فكتب اكثر من 300 اغنية وتعلم العزف على الرق،أومن خلال شباب جامعيين طلبة في كلية الأداب سكنوا معه في غرفته فوق السطوح استطاع ان يقرأ في الفلسفة والتاريخ ويحضر مهرجانات الجامعة.

نشاط فى الثقافة الجماهيرية 

يحكى خيرى شلبى عن بداياته فيقول: بدأت الكتابة وأصبح لى نشاط فيما يعرف بالجامعة الشعبية والثقافة الجماهيرية دون الحصول على المؤهل وإعفاء من التجنيد لضعف نظري،  وقد أعطانى الله قوة احتمال غريبة ثم كان مشوار الصحافة والكتابة، حضرت الى القاهرة والتحقت بجريدة الجمهورية تحت التمرين ومنها الى مجلة المسرح مع الدكتور رشاد رشدي حتى انتهى بى المطاف في مجلة الإذاعة لبدء نشر مقالاتى وقصصى القصيرة، فأنا انسان حاولت بقدر المستطاع ان أكون شريفا وان أكون مبدعا. 
وصف كتابات خيرى شلبى الكاتب أحمد بهجت بانه ناقد يكتب رأيا وكلما كتب مقالا انهالت الشكاوى على مجلة الإذاعة.

قدم سارق الفرح للسينما 

كتب الأديب خيرى شلبى اعمالا أدبية كثيرة طيلة مشواره الادبى الذى امتد أربعين عاما فكتب المقال والقصة والرواية وانتجت اعماله الأدبية أفلاما ومسلسلات تليفزيونية، فقدم للسينما سارق الفرح، الشطار، وللتليفزيون قدم مسلسلات الوتد، وكالة عطية، الكومى.


حدث يوما انه أثناء عودة خيري شلبي من عمله بمجلة الإذاعة والتليفزيون إلي منزله ذات يوم، تعطلت سيارته في منطقة مقابر ليفاجئ بأن الناس خرجوا لمساعدته في جو من الحب والدعم، ليجلس في ركن حتى ينتهي "الميكانيكي" من إصلاح سيارته، عشق المقابر وكون صداقات مع بعض الأحياء من سكانها، وبدأ يتجه اليها كلما جاءه الالهام للكتابة، وساعدها سكانها على استئجار أحد الاحواش ليبدأ الكتابة والتأليف فيه، فكانت أهم ابداعاته التي كتبها في المقابر: نسف الأدمغة، ثلاثية لامالى، منامات عم أحمد السماك، بطن البقرة وغيرها..

انتقد شلبى سياسة الانفتاح 

انتقد خيرى شلبى ثورة يوليو ووجد فيها تدميرا للمواطن المصرى وكانت نتيجتها النكسة، وانتقد سياسة الانفتاح فترة السبعينات وكيف اثرى البعض على حساب قوت الغلابة، وجسد ذلك في روايته الوتد، ثالثنا الورق، صحراء المماليك وبغلة العرش.


كان لمخدر الحشيش دور في حياة خيرى شلبى كنتيجة لاقامته بعض الوقت بالمقابر، وفي واحدة من أكثر آرائه واعترافاته إثارة للجدل، أكد خيري شلبي أنه يتعاطى مخدر الحشيش حيث وصف جلسات التعاطي تلك قائلا: جلسات الحشيش تشبّه جلسات الذكر من حيث الانسجام والتوّحد، وتذيب الفوارق الطبقية والإنسانية بين البشر، وكأنها توّحد بينهم.

روايات الحشيش 

فكتب خيري شلبي عن مخدر الحشيش في روايات عدة مثل: وكالة عطية، موال للبيات والنوم، نسف الأدمغة،  لكنه في روايته الشهيرة "صالح هيصة" حكى عن "غُرز شرب الحشيش"، ورصد ما يقرب من 60 غُرزة في شارع واحد فقط , 


رحل الاديب خيرى شلبى عام 2011.

الجريدة الرسمية