رئيس التحرير
عصام كامل

اقرءوا تصحوا؟!

معرض الكتاب متنفس للناشرين لتوزيع الكتب وغيره من وسائط النشر وهو فرصة للقراء ليقفوا على الجديد في عالم الكتب والأفكار، وحضور فعاليات ثقافية وندوات يشارك فيها مبدعون وكتاب ومفكرون وفنانون ورموز وقامات مصرية عربية وعالمية لتعزيز دور الثقافة في بناء المستقبل.  


معرض الكتاب هذا العام يحمل شعار "على إسم مصر.. معا نقرأ.. نفكر.. نبدع"، وقد شهدت أول أيامه إقبالًا جماهيريًا رغم ارتفاع  أسعار الورق لأكثر من 41 ألف جنيه للطن، وهو ما يزيد تكلفة النشر ويجعل سعر الكتاب في غير متناول كثير من القراء من الطبقة الوسطى؛ وهو ما دفع بنك مصر لعمل مبادرة  لشرء الكتب بالتقسيط!
 

معرض الكتاب يعيدنا للسؤال مرة أخرى: ماذا عن معدلات القراءة في عالمنا العربي؟! وهل لا يزال  شعارنا "خير جليس في الأنام كتاب" أم أن التطور التكنولوجي وزيادة الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا من جانب الشباب دفعت باتجاه هجر الكتاب والعزوف عن القراءة، والاكتفاء بالإقبال على ثقافات الآخرين التي لم تزدنا  إلا ضعفًا واعتمادًا على الغير في المأكل والمشرب والدواء والتكنولوجيا وغيرها.

العزوف عن القراءة ومعوقات النشر


هناك ظاهرة سلبية في عالمنا العربي؛ وهي ضعف الإسهام في الإنتاج الفكري العالمي، وضعف معدلات النشر ومن ثم  المقروئية لدى المواطن العربي الذي قيل إنه يقرأ 6 دقائق في العام فقط، مقابل 200 ساعة للمواطن الأوروبي وهي أرقام- إن صحت- تطرح  تساؤلات: لماذا تعزف أمة اقرأ عن القراءة.. وكيف نعيد للكتاب- مطبوعًا أو إلكترونيًا- لأيدي أبنائنا الذين لن يمسكوا بناصية العلم والتقدم إلا بالعودة للقراءة وصحبة الكتاب؟


والنشر في العالم العربي يواجه مشكلات عدة؛ لعل أهمها ارتفاع تكاليف النشر ووجود التزوير والقرصنة بكل أنواعها، الورقية والإلكترونية، وهي ظاهرة ساعد عليها التسارع التقني لأدوات الاتصال وغيبة الرقابة والمساءلة بخصوص حقوق الملكية الفكرية، وهو ما يهدد صناعة النشر والقرصنة تتم بنشر الكتب الصادرة عن الناشر بصيغة إلكترونية، أو على شكل كتب ورقية مزورة، أو منشورة دون حقوق نشر.


نحتاج لدراسات اجتماعية ونفسية واقتصادية تضع ظاهرة العزوف عن القراءة على طاولة التشريح لتخرج بنتائج علمية وتوصيات لاستعادة سيادة الكتاب بشتى صوره، وتعالج معوقات النشر ليعود  كصناعة وطنية تسهم بحظ وافر فى الدخل القومي.

 


ولا مفر والحال هكذا من إعادة النظر فى طبيعة إنتاج المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية ليكون أكثر جذبًا وغزارة ليسد الفجوة الثقافية الرقمية للأجيال الجديدة وتعزيز عادة القراءة الحرة في المدارس والاهتمام بتزويد مكتباتها بأحدث ما أنتجه العقل البشري في جميع المجالات والتركيز على الثقافة العربية وإحياء التراث لترتبط تلك الأجيال بجذورها وتعتز بهويتها حتى تظل مرتبطة بها تدافع عنها وتأبى محاولات التذويب والغزو الثقافي الذي يحتل العقل ويتحكم في البشر ويمهد للاستعمار بصورة خادعة.. لابد أن نعيد للقراءة دورها ورونقها وليكن شعارنا: اقرءوا تصحوا.

الجريدة الرسمية