رئيس التحرير
عصام كامل

علاقة خاصة جمعت الشيخ كشك والأديب إبراهيم عبد المجيد

الأديب إبراهيم عبد
الأديب إبراهيم عبد المجيد، فيتو

افتتح الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد أولى فعاليات منتدى "حديث الأربعاء" في مركز الإبداع الفني في ساحة دار الأوبرا المصرية يسرى عبد الله.. وشهدت أولى فعاليات منتدى حديث الأربعاء حضور عدد من عُشاق الأديب الكبير.

علاقة الشيخ كشك وإبراهيم عبد المجيد

وكشف إبراهيم عبد المجيد خلال ندوته سرًا جديدًا من أسراره الذي لا تنتهي.. إذا كشف عن علاقة جمعته بالشيخ كشك خلال فترة السبعينيات، قائلًا: حين غادرت الإسكندرية ووصلت للقاهرة أثناء سبعينيات القرن الماضى كنت على إتصال قوى بالجميع وصدري كان يتسع للعالم بأسره، إلا العناصر أصحاب الفكر المظلم الذين يروا فى الفنون حرام وفالكتابة حرام وفى كل شئ حي حرام، ولم يكن هُناك إحتكاكًا مباشرا أو معارك شخصية على الإطلاق ولكني اجبرت أن اتعامل معهم لأن العناصر السلفية والوهابية كانت تحاصرني من كل مكان فى حياتي وارائهم واستمع لهم، فكان الشيخ كشك جاري إذ كانت جميع خطاباته وأمسياته فى مسجد قريب من منزلى بالقاهرة عندما وصلت إلى هنا تاركًا الإسكندرية فى عام 1974، وأيضًأ من كان يسكنون معي من الشباب جميعهم كانوا مؤمنين بأفكار الشيخ كشك ومن اتباعه ومشغلين خطاباته نهار وليل كأنهم يتغذون عليه بشكل لا يُصدق.

وتابع إبراهيم عبد المجيد: فأنا تابعت النشأة الأولى لهؤلاء وظهورهم بمصر خلال وقت كانت الدولة تستدعى اليسار للمحاكمات، وجميع مساجد مصر خلال هذه الفترة  سادها خطاب واحد بتحريم الفن والفن كُفر ويجب أن المرأة تجلس بالمنزل وما ملكت إيمانكم.. وغيرها الكثير والكثير من الكلام الظلامي،  وقتها مصر انقلب حالها بسبب هؤلاء ليس غيرهم، أصبح الحال غير الحال، وهو حاولت كتابته واظهاره فى روايتي المعنونه بــ (هنا القاهرة).

علاقة إبراهيم عبد المجيد والشاعر مصطفى درويش

وكشف الأديب الكبير عن قصة فريدة جمعته بالشاعر الفلسطيني القدير مصطفى درويش.. وقال إبراهيم عبدالمجيد: كتبت رواية الصياد واليمامة وهي الرواية الأقرب لقلبي على الإطلاق ومن حبي الشديد لها لم أكن أستطيع تركها لدار نشر أكثر من يوم.. اسلمها لدار النشر وبعد ساعات قليلة ارجعها لبيتي، ولعشقي الشديد لها وولعي بها لا أقوي على تركها لدور نشر بعيدا عن منزلي.

و حل لي تلك العقدة والتعلق الشاعر صديقي مصطفى درويش، فاقترحت عليه أن أسلمه نسخة الرواية الوحيدة الذي امتلكها ليسافر بها لفلسطين وحينها لن أستطيع أن أسحبها منه فبالطبع لن أسافر وراءه..

و قلت له أرجوك لو وجدتها تصلح للنشر اطبعها من دون الرجوع لي فى شيء.. وهو ما حصل بالفعل وكان مصطفى درويش هو السبب فى ظهور رواية الصياد واليمامة، وحققت نسبة مبيعات وتحولت لعمل سينمائي مهم.

وقال الشاعر الكبير جمال القصاص:  إن الأديب إبراهيم عبد المجيد يمتلك بعدا معرفيا وفلسفة وحكمة خاصة جدا، وهو ما يظهر فى مؤلفاته وأعماله الأدبية.. كما تشتمل إبداعاته على تقنيات رفيعة المستوي. 

وأضاف الشاعر جمال القصاص:  ابراهيم عبد المجيد يصور الواقع الحقيقي فهو يضع أقدام أبطال رواياته على أرض الحقيقة بأسلوب حكيم للغاية. 

واختتم الشاعر الكبير جمال القصاص كلمته خلال حديث الأربعاء الذي يحتفى بالأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد:  هذا الأديب صاحب بصر وبصيرة استثنائية فعندما تقرأ سطرا من وصفه لحالة معينة تدخل تلقائيًا فى أجواء غاية فى الثقافة الشاملة.. 

 

فيما قال الناقد الدكتور يسري عبد الله إن الأديب الروائي إبراهيم عبد المجيد هو أديب التحولات والتفردات الثقافية، فكل روايات إبراهيم عبد المجيد تشير بشكل قوي إلى فكرة تحولات لمكان وتحولات البشر بجميع فروقهم الشخصية والإنسانية. 
وتابع الناقد يسري عبد الله: إبراهيم عبد المجيد هو أديب صاحب أفق فريد يشتمل على كل شيء،  فالزمن والمكان لدي كتابات إبراهيم عبد المجيد لا يمكن أن يكونا كلاسيكيين فدائما هناك تداخل بين العناصر المبتكرة والإبداعية والكلاسيكية أيضا. 

وقال يسري عبد الله: أخيرا أقول إن أعماله تكتنز على عدد كبير من السياسات والفنون والقوانين والأمور الاجتماعية الحساسة فيعمل على إجماعها بعمل فني واحد.. دون أن يستعير بكتابات وأصابع أحد لا من الشرق أو الغرب. 

 

 

 

الأديب إبراهيم عبد المجيد

وأضاف يسري عبد الله: على مدار أكثر من نصف قرن «50 عامًا» استطاع الأديب والروائي القدير إبراهيم عبد المجيد أن يضع بصمته الخاصة حتى أصبح رقمًا مهمًا في الحياة الثقافية المصرية وضلع وزاوية أساسية فيها.. فكتاباته القصصية القصيرة ورواياته الفكرية الطويلة استطاع أديبنا أن يعتلي قوائم كُتاب الرواية والقصة القصيرة، لا يزال أديبنا هو الأكثر عشقًا لشخصيات روايات والأكثر حرصًا على نقل الإبداع الأدبي في صورته الكاملة دون توجهه سياسي أو اجتماعي أو طبقي.. فقد علمته الحياة منذ دخول العالم الأدبي أن المبدع لا يسعه سوى أن يتفرغ لإبداعاته فقط.. وأن الوعي والكتابة الموجهة تفسد وتشوه الإبداع.. هو الأمر الذي جعله في برج ثقافي وأدبي عال للغاية على الرغم من تواجده الأصيل داخل وجدان الشارع العربي وليس المصري فقط.

وتابع: لا يزال إبراهيم عبد المجيد يبتهج ويبكي من فرط التوحد مع أبطال رواياته.. فكما يقول «روائي المكان» الذي يعتبر الواقع «منفى» يكتب نوعًا خاصًا من الواقعية السحرية عبر سرديات تمتزج فيها الفانتازيا بواقع الوجدان الجمعي.. فتسبح سرديات عبدالمجيد بين الماضي والحاضر والمستقبل، فتارة يُحيلنا منجزه الأدبي إلى تأسيس جيل الستينات الذي ينتمي إليه زمنيًا؛ عبر نزوعه إلى تغليب الهم الجمعي على الذاتي، لكن لغته الشابة التي لم تفقد وهجها تحمل روح الألفية الجديدة وأفكارها كأنهُ ممتلىء بالأعمار؛ فرغم تجاوزه سن الـ74 لًا يزال يفاجئ قراءهُ بالمزيد من المغامرات الإبداعية، «العابرة» للزمن عبر طرح سرديات غير مطروقة تسعى لبلوغ مستقبل تقدمي يخلو من التابوهات السياسية والاجتماعية.

عاشق للسينما من بعيد

وقال: رغم كونه أحد أكثر الأدباء شغفًا وعشقًا لشاشات السينما، ورغم أن سطوره تُحيل خيال القارئ لتأمُل صورً استحضرها من عوالم «ما وراء الكتابة» ورغم كونه يحمل إرثا أدبيا من طراز خاص بإجمالي 20 رواية، فضلًا عن مجموعاته القصصية، حيث تقترب عدد مؤلفاته من الأربعين.. إلا أن القليل للغاية من ذلك الإرث العظيم تحول إلى أعمال فنية على شاشات التليفزيون والسينما والسبب وراء ذلك هو أديبنا نفسه الذي يري أن شخصيات رواياته هي من تتحدث له ليسردها وليس هو من يتفنن في كتابتها ويجعلها من لحم ودم.. وكما يقول دائمًا “أكتب لأنها تكون رغبة ملحة من شخصيات رواياتي وليس لي يد في ذلك.. ولا أستطيع أن أسرد قصة ما وأن أفكر في كيفية تحويلها لعمل فني.. وهنا أقصد كيف أُبدع وأنا بكامل وعيي.. فالوعي يفسد الإبداع”.

أديب بدرجة فيلسوف

وقال: صدقًا متعة القراءة لا تنتهي.. فمع كل كتاب نجد أنفسنا داخل عوالم فريدة جديدة ومختلفة تنقلنا عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات.. وهذا ما استطاع أديبنا “إبراهيم عبد المجيد” أن يجعلنا نملا به ونملا من خلال عالم الخاص به وبرواياته إلى أفق جديد بطريقة خاصة.. فمثلًا نجد في كتابه «أنا والسينما» رؤية فريدة بفن السيرة السيرة الذاتية الممزوجة بالتاريخ، وهو الأمر الذي يُجيده باقتدار، فبعدما كانت حياة ابن الإسكندرية النازح إلى العاصمة في سبعينيات القرن العشرين تتناثر في رواياته العديدة.. كما يمزج عبد المجيد بين التاريخ الشعبى لسينمات الإسكندرية وحكايات الأفلام، حاكيًا باقتضاب أحيانًا وبإسهاب في أحيان أخرى مقاطع من الطفولة والمراهقة التي اكتشف فيها ما يحدث عند إظلام المكان وظهور خيوط النور من جديد ونجد في روايات أخرى كـ "البلدة الأخرى، لا أحد ينام في الإسكندرية، بيت الياسمين، طيور العنبر، اﻹسكندرية في غيمة،إغلاق النوافذ، العابرة، وفي كل أسبوع يوم جمعة" وغيرها.. استحق من خلاله حصد عدد كبير من الجوائز الأدبية المتميزة داخل وخارج مصر منها جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1996، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما حصل على جائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004، واختتمت بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007، وجائزة الشيخ زايد للكتاب ثم جائزة كاتارا للرواية العربية 2016.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية