غراب البين يكتب: أرجل الدجاج هتظبطلك المزاج
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازيه فى خلق الله وقفت على فرع الشجرة علشان أريح جتتى ساعتين.. فانكمشت بين أجنحتى وقبل ان تغط عيناى فى النوم سمعت ضجة قادمة من مدخل عمارة الحاج سيد أسفل الشجرة
البت منال مرات الواد مسعود بتحلف بالايمان إنها مش راجعه تانى والجيران بيتحايلوا عليها ويقولون لها عيب عليكى تمشى فى الوقت ده الفجر قرب يأذن.. الصباح رباح يا بنت الناس.. وهى راسها وألف سيف لازم تروح عند أهلها
مسعود بنرفذة يقول لها: المركب اللى تودى
الحاج سيد صاحب العمارة عايز يعرف الحكاية فقال له مسعود: أنا راجع من الشغل جعان وهلكان وعايز أتعشى ولقيتها جايبالى طبق رز وملوخية ومعاهم أرجل فراخ.. يعنى يرضيك أتعشى أرجل فراخ يا عم سيد؟!.. وهو احنا من إمتى بنشترى أرجل الفراخ اللى بيرموها للقطط!
فتدخلت منال قائلة: دى كلها فوايد يا عم سيد وفيها كولاجين وبترم العضم وأحسن من الفراخ نفسها وكمان فيها توفير فى المصاريف اللى يادوب بتكفينا
فقال الحاج سيد بكل هدوء: صحيح يا إبنى أنا سمعت مدير مركذ التغذية بيقول كدا.. دى حتى أرجل الدجاج بتظبط المزاج!
فقال له مسعود وهو يدهس وجهه بكفيه غيظا: يعنى انت بتتغدى أو بتتعشى أرجل فراخ؟!
فقال له الحاج سيد ضاحكا: ولا عمرى تزوقتها ولا أعرف طعمها
وهنا أدركت أن الليلة دى مافيهاش نوم فوقفت على قدماى ونفشت ريشى وأخذت انعق باعلى صوتى "قاق قاق" فراح الجميع يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول:
والله البنت منال دى معاها حق وعايزه توفر فى المصاريف فى ظل الظروف المنيله بنيله دى.. فيها إيه يعنى لما الناس تاكل أرجل فراخ.. الصينيين يأكلونها والقطط بتاكلها وانا نفسى كغراب بلاقيها مرمية فى الشارع وبخطفها وأقزقز فيها
ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم ملهمش فى الكولاجين ولا البروتين ولا السعرات الحرارية!
