رئيس التحرير
عصام كامل

البرازيل فوق صفيح ساخن.. مخربون يقتحمون قصر الرئاسة والبرلمان.. ودي سيلفا يفرض حالة الطوارئ (صور)

البرازيل، فيتو
البرازيل، فيتو

البرازيل، 24 ساعة ساخنة عاشتها البرازيل، بعد أن أقدم أنصار الرئيس البرازيلي السابق على اقتحام مبنى البرلمان والقصر الرئاسي وعدة منشآت حكومية في البلاد ما أثار حالة من الجدل في بلاد السامبا، إلا أن الرئيس الجديد وحكومته استطاعوا استعادة السيطرة على البلاد في وقت قياسي.

 

وشهدت البرازيل مساء أمس الأحد حالة من الانفلات الأمنى ومواجهات بين عناصر الشرطة، وأنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، نتيجة اقتحامهم مبنى البرلمان البرازيلي , والقصر الرئاسي وعدة منشآت حكومية أخرى.

وسيطرت الشرطة البرازيلية على الوضع أمام مبنى الكونجرس "البرلمان"، بعد قيام مناصري الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو باقتحام البرلمان في العاصمة برازيليا، وذلك بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية أمام منافسه لولا دا سيلفا.

 

ما الذي يحدث في البرازيل ؟

وأظهرت مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي، عشرات المتظاهرين من أنصار رئيس البرازيل السابق بولسونارو، أمام مقر الكونجرس بهدف اقتحامه على غرار ما فعله أنصار الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، بعد خسارته الانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، وقام انصاره حينها باقتحام الكابيتول.

واستخدمت الشرطة البرازيلية، الغاز المسيل للدموع في محاولة لصد مئات من أنصار الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، بعد اقتحامهم مبنى الكونجرس عقب أسبوع من تنصيب الرئيس الحالى للبلاد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

 

ويعترض أنصار الرئيس السابق على عودة لولا دا سيلفا رئيسًا للبرازيل الأسبوع الماضي بعدما تقدّم على بولسونارو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر الماضي.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تسبب المتظاهرين في أضرار داخل مؤسسات الحكم الرئيسية في البلاد.

وكان لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي هزم بولسونارو، بفارق ضئيل، في انتخابات مثيرة للجدل العام الماضي، أدى اليمين الدستورية في كاتدرائية برازيليا، عاصمة الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

الرئيس البرازيلي يفرض حالة الطوارئ في البلاد

من جانبه، أصدر الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مرسوما رئاسيا لفرض حالة الطوارئ، للسيطرة على أعمال الشغب في العاصمة، حيث ستتولى قوات الأمن الفيدرالية مسؤولية تأمينها حتى نهاية الشهر.

 

كما أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أن الأمن الفيدرالي سيتولى الأمن في العاصمة حتى 31 من شهر يناير الجاري، قائلا: "نعتقد أن هناك قصورا أمنيا في البلاد".

وأضاف الرئيس البرازيلي: "كل شخص متورط في أعمال العنف بالعاصمة ستتم ملاحقته ومعاقبته".

كما فتح المدعي العام في البرازيل مساء أمس الأحد، تحقيقا ضد المتورطين في اقتحام مبنى البرلمان وعدد من المباني الحكومية في البلاد.

الرئيس البرازيلي يتفقد القصر الرئاسي والبرلمان والمنشأت الهامة

كذلك تفقد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الاثنين، الأضرار التي لحقت بقصر بلانالتو الرئاسي بعد اقتحامه من قبل أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو في العاصمة برازيليا.

وأدان لولا اقتحام الـ "مخربين فاشيين" كما وصفهم لدوائر الدولة قائلا: "سنجدهم كلهم وسيعاقبون جميعا"، مشددا على أن "الديمقراطية تضمن حرية التعبير، لكنها تتطلب أيضا احترام المؤسسات".

وتابع لولا: "ما فعله هؤلاء المخربون، هؤلاء الفاشلون المتعصبون.. لم يسبق له مثيل في تاريخ بلادنا. أولئك الذين مولوا (هذه الاحتجاجات) سيدفعون ثمن هذه الأعمال غير المسؤولة وغير الديمقراطية".

اعتقال 150 شخصا من أنصار الرئيس السابق بولسونارو

واعتقلت قوات الأمن 150 شخصا على الأقل من أنصار الرئيس السابق بولسونارو، بعد اقتحام مقار السلطات الرئيسية ونهبها، وفقا لوسائل إعلام عدة.

 

وأظهرت صور لقناة "سي إن إن البرازيل" مؤيدين لبولسونارو يرتدون ملابس صفراء وخضراء، يخرجون صفا واحدا وأيديهم خلف ظهورهم من قصر بلانالتو الرئاسي، ويحيط بهم عناصر الشرطة، وتظهر صور أخرى حافلة مليئة بمتظاهرين معتقلين تغادر باتجاه مركز للشرطة.

وأعلنت شرطة مجلس الشيوخ من جهتها، أنها اعتقلت 30 شخصا ممن اقتحموا مبنى البرلمان البرازيلي.

 

وبحلول الليل في العاصمة البرازيلية، بدا أن القوات الأمنية تستعيد تدريجا السيطرة على الوضع، وقد استخدمت خراطيم المياه لإبعاد المتظاهرين.

وأخلت الشرطة البرازيلية مقر الكونجرس الوطني،  بعد ساعات عدة على اقتحامه من جانب مئات من أنصار بولسونارو.

 

مرسوم التدخل الاتحادي البرازيلي

يشار إلى أن مرسوم "التدخل الاتحادي" الذي أصدره لولا، يمكن الدولة من السيطرة على قيادة قوّات الأمن التي عادةً ما تكون تحت مسؤوليّة السلطات المحلية.

 

ويضع هذا المرسوم جميع القوى الأمنية في برازيليا تحت سيطرة شخص عينه الرئيس لولا، هو "ريكاردو جارسيا كابيلي"، الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى الرئيس ويمكنه اللجوء إلى "أي هيئة، مدنية كانت أم عسكرية" من أجل حفظ النظام.

صدام بين الرئيس البرازيلي الحالي ونظيره السابق بولسونارو

وكان الرئيس اليساري لولا قال في خطاب ألقاه بولاية ساو باولو إن سلفه اليميني المتطرف هو من "شجع المخربين الفاشيين" على اقتحام مقار السلطات في برازيليا.

 

من جانبه رفض الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الإثنين، الاتهامات التي وجهها له الرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عقب اقتحام أنصاره مقرات الرئاسة والكونجرس والمحكمة العليا.

وقال بولسونارو في تغريدة على تويتر إن "المظاهرات السلمية جزء من الديمقراطية لكن اقتحام المباني العامة يمثل تجاوزا"، في أول تعقيب له على أحداث الشغب التي نفذها مناصرون له.

الجريدة الرسمية