رئيس التحرير
عصام كامل

الإمام والدعاة

قامت الدنيا ولم تقعد بسبب أمسية عن الشيخ الشعراوي كانت مدرجة ضمن خطة المسرح القومي في رمضان، هجوم من نفس الشلة التي يؤرقها سماع صوت الآذان، ويقض مضجعها أي كلام يخالف تصورهم عن الدين، ويهدد سبوبة التنوير التي أصبحت مصدرًا لإسترزاقهم، وموضة يلحق بركبها كل من هب ودب.


بدأت الهجمة على أمسية إمام الدعاة من زعيمة دعاة التنوير فريدة الشوباشي، والتي وظفت أدواتها كنائبة في البرلمان لوأد مشروع الأمسية، وإرهاب المسئولين عن قطاع المسرح، حيث قدمت طلب إحاطة ضد رئيس الوزراء ووزيرة الثقافة، وهو ما جعل الأخيرة تتراجع عن فكرة الأمسية، وتؤكد أنها مشروع لم يدرس بعد، ولم يتخذ بشأنه قرار.

الهجوم على الشيخ الشعراوي


وهكذا فتحت فريدة الشوباشي المجال للهجوم على الشيخ الشعراوي، ليكيل له أرزقية التنوير وتابعيهم ومن سار في ركبهم إتهامات عبرت حدود الوطن، فثار الأزهر ومعه دعاة من أنحاء الوطن العربي.
بعض الإعلاميين المشهود لهم بعداء الشيخ الشعراوي كانوا أكثر تجويدًا من فريدة الشوباشي في كيل الإتهامات للإمام الراحل، ومعهم قلة من الشخصيات التي تتصدر الصفوف في المناسبات الرسمية..

وهو ما أوحى للبعض أن الهجوم على الشيخ ممنهجًا، وأن أرزقية التنوير أخذوا الضوء الأخضر للنيل من الشيخ الشعراوى، لكن رد الشيخ أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية ودفاعه عن الشيخ الشعراوي يدحض هذا الإيحاء، حيث جاء رده قاسيًا، ومفندًا لمن قالوا كذبًا أن الإمام الراحل كان ضد الأشقاء المسيحيين، وأنه كان يحرض على القتل، وساق أسامة الأزهري في رده رثاء البابا شنودة للشيخ الشعراوي بعد وفاته، وملمح من علاقة الود والإحترام والصداقة التي جمعت بينهما.


الشعراوي لم يكن نبيًا، ولم يكن منزهًا عن الخطأ، لكنه كان داعية وصل إلى قلوب المسلمين وعقولهم في أنحاء العالم بأسلوبه البسيط في تفسير القرآن.
 

والأمسية الخاصة به لم نعرف عنها شيئًا حتى يقف أرزقية التنوير ومن ساروا في ركبهم حائلًا دون عرضها، وكان على الشلة أن تنتظر العرض ثم تقيمه بموضوعية، لكنهم أبوا أن يأتي المسرح على سيرة الشيخ.

 


الشيخ الشعراوي لم يكن إرهابيًا ولا محرضًا على القتل كما يردد الأرزقية، فمن يمارس الإرهاب هو من يسخر أدواته البرلمانية أو شاشته أو قلمه لإرهاب المسئولين عن الثقافة في مصر حتى لا يأتوا على سيرة الشيخ الشعراوي.. إمام الدعاة سيظل شوكة في حلق دعاة التنوير، وسيظل حيًا رغم الرحيل في قلوب وعقول كل المسلمين بعلمه وسماحته وبساطته.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية