رئيس التحرير
عصام كامل

مدينة ألعاب الخفة.. خدعة الماضي

في مدينة ألعاب الخفة لا مكان لورق الكوتشينة ولا الثعابين، فالسحرة والحواة، الذي يرتدون البدل السوداء ويدخون السيجار، يلهون بمصائر الناس، ويلقونها في الهواء.. فيطير منها لأعلى ما يطير، ويسقط منها لأسفل ما يسقط.

شاب يافع ساقه غروره إلى المدينة، رغم أنه خرج من بيته قاصدا مملكة الأمان، فقابل ساحرا راهنه على «أعز ما يملك».. قال الساحر سأسرق منك أعز ما تملك دون أن تشعر. ضحك الشاب وقهقه حتى استلقى على بطنه –أعزكم الله– ثم صاح: افعلها إن استطعت.

خفة ساحر

نظر الساحر إلى ماضي الشاب، الذي كان يضعه في كتاب مجلد بجلد أحد أجداده، وبدأ يتلو طلاسمه، فامسك الشاب كتابه بيديه ووضعه خلف ظهره كي يخفيه عن عيني الساحر. كان البرق يضيء السماء، والرعد وفر لهما موسيقى تصويرية تليق وفيلم رعب قديم.

 

هدأ الكون فجأة، ونظر الشاب إلى كتابه، الذي أعاده من خلف ظهره، فوجده سليما لم يمسه سوء، فضحك وقال للساحر: لقد فزت اعطني مبلغ الرهان. وضع الساحر قطعة نقود معدنية في راحة غريمه ومضى يقهقه.

 

اندهش الشاب من ضحكات الساحر ذي البدلة السوداء، لكنه قال في نفسه إن ذلك الرجل إنما يفعل ذلك كي يداري خيبته وخسارته. وحين أراد الشاب أن يضع النقود التي فاز بها في «صندوق المستقبل» لم يجد الصندوق!!

 

 

ذلك الصندوق الذي اعتاد ان يجمع فيه الزاد والنقود، التي ستعينه على المضي في طريقه، حتى يصل إلى مملكة الأمان،. هنا، تذكر الشاب كلمات جده، الذي أخبره أن «السحرة إن أرادوا سرقة مستقبلك شغلوك بالماضي».

الجريدة الرسمية