رئيس التحرير
عصام كامل

شجرة مريم، إحدى محطات العائلة المقدسة في رحلتها بمصر

شجرة مريم، فيتو
شجرة مريم، فيتو

توجد شجرة مريم في محافظة القاهرة، وعرفت باسم الشجرة المباركة، حيث استظلت تحت أوراقها السيدة مريم العذراء وابنها عيسى عليه السلام، ومكثت بها بعض الوقت.

وتوجد شجرة مريم حاليا بشارع المطراوي بمنطقة المطرية وتحاط بسور كبير تتوسطه حديقة جميلة، وعرفت هذه المنطقة قديما بجامعاتها التي كانت خاصة بالكهنة المصريين والعلماء المتخصصين في تدريس جميع  العلوم والمعارف.

 ذاعت شهرة شجرة مريم بعد استضافة العائلة المقدسة، عند هروبها من اضطهاد وظلم هيرودس الملك الروماني في ذلك الوقت، الذي أراد قتل المسيح طفلًا، ضمن حملته على أطفال بيت لحم خوفًا على ملكه، بعدما أخبره العرافون بأن طفلًا ولد حديثًا سيصبح ملكًا على اليهود بدلًا منه وذريته، ما دفع العذراء مريم والمسيح عليه السلام ويوسف النجار، للهرب إلى مصر، ومكثوا بها سنوات.

سبب لجوء مريم العذراء للشجرة

اضطرت العذراء والمسيح عليه السلام إلى الاختباء تحت هذه الشجرة، بعدما تعقبهم جنود هيرودس، فانحنت عليهم بأغصانها، ليستظلوا بأوراقها، التي أخفتهم عن عيون المتربصين من جنود هيرودس حتى نجوا من شرهم.

مكان شجرة مريم الأصلية

وذكر المؤرخين أن شجرة مريم الأصلية التي استراحت تحتها  السيدة مريم وسيدنا عيسى أدركها الضعف والوهن عام 1656م، ما دفع جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروعها، وأعادوا زرعه بالكنيسة المجاورة لمنطقة شجرة مريم، المسماة كنيسة العذراء مريم، فنمت الشجرة وتفرعت، ومنذ فترة قريبة تم أخذ فرع آخر منها وزرعه ملاصقًا لمكان الشجرة الأصلية العتيقة، ومن ثم فإن شجرة مريم الموجودة حاليًا نبتت من جذور الشجرة الأولى.
 

جهود الدولة المصرية للحفاظ على شجرة مريم

وقامت هيئة الآثار المصرية ببناء سور موجود حاليا حول شجرة مريم، وحولت المكان إلى مزار سياحي، ويحكى أنه فور وصول جنود الحملة الفرنسية إلى مصر، تحت قيادة نابليون بونابرت هرع الجنود الفرنسيون إلى زيارة شجرة مريم، ودون الكثير منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم، ويبدو ذلك واضحًا على أغصان هذه الشجرة العتيقة، كما كانوا يهرعون إليها للتبرك بها، والاغتسال من النبع، وبقيت حديقة المطرية لعدة قرون تتمتع بشهرة عالمية كأحد الأماكن المهمة، التي يرتادها السياح والحجاج من كل أنحاء العالم.

مشروع تطوير منطقة شجرة مريم

وتضم أعمال مشروع تطوير منطقة شجرة مريم، التي بدأتها وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة ووزارة السياحة والآثار،  ترميم الشجرة، وعمل أسوار حديثة حول المنطقة، واستكمال كل أعمال تشغيل شلالات المياه الموجودة عند فوهة البئر المجاور للشجرة، كمنظر جمالي للمنطقة، وأعمال خدمات رفع المياه، بالإضافة إلى تجهيز منطقة الكافيتريات، وتطوير نظم الإضاءة والتأمين بالمنطقة الأثرية، ورفع كفاءة الحديقة العامة، وتجهيز مركز للزوار وإقامة قاعتي عرض دائم بالمنطقة، لتعريف الزائرين بتاريخ رحلة العائلة المقدسة في مصر، وتاريخ شجرة مريم من خلال عرض أفلام تسجيلية ووثائقية.

كما يشمل المشروع  طلاء وتجميل العقارات المجاورة لمنطقة شجرة مريم، لتليق بصورة مصر، خاصة أن هذه النقطة من نقاط مسار العائلة المقدسة المهمة بالقاهرة، التي ستشهد إقبال عددا كبيرا من السياح والزائرين لها.

جدير بالذكر، أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلى مصر، يعد مشروعا قوميا، باعتباره محورا عمرانيا تنمويا، يقوده قطاع السياحة، ويؤدي إلى تنمية هذا المحور، إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار.

ويضم  مسار رحلة العائلة المقدسة، 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 ذهاب وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة، مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه، ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

وبدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقي للبلاد، مرورا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية، حيث أديرة الأنبا بيشوي، والسيدة العذراء "السريان"، والبراموس، والقديس أبو مقار.

واتجهت بعد ذلك، إلى منطقة مسطرد والمطرية، حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجة في وسط مجمع الأديان.

ومنها إلى كنيسة المعادي، وهى نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل، حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه، مشيرة إلى المقولة الشهيرة "مبارك شعبي مصر"، وصولا إلى المنيا، حيث جبل الطير، ثم أسيوط، حيث يوجد دير المحرق، وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده.

ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، ثم العودة مجددا إلى أرض الموطن عند بيت لحم.

وقد وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي  يوم الأحد 27 سبتمبر 2020 بضرورة تطوير منطقة شجرة مريم في حي المطرية باعتباره مشروعا قوميا هاما، وذلك خلال كلمة أثناء افتتاح مجمع التكسير الهيدروجيني وهو أكبر معمل تكرير في مصر وأفريقيا بمنطقة مسطرد في محافظة القليوبية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية 

الجريدة الرسمية