رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عن فوائد البنك المركزي.. حوار مع صديقي اللدود!

قال صديقي بهدوء غير معتاد في مناقشاته الحامية معي: أنا مش هتخانق معاك ولا هجادل.. بس ممكن أفهم سبب القرار الكارثي برفع الفائدة النهاردة؟
قلت: هو كارثي ولا إنت عايز تفهم؟ 
قال: كارثي يا سيدي من وجهة نظر رافضيه.. وأعلم إنك بهدوءك المعتاد ومعلوماتك ستقول جديدا!
قلت: لا تعشم في ذلك.. لكن عموما لا تردد خلفهم.. افهم ثم احكم.

قال: طب أتفضل.
قلت: هل تعرف وظيفة البنك المركزي؟ 
قال: طبعا.. يشيل الفلوس!
قلت: أنت هتهزر؟! اسمع.. في قانون اسمه القانون رقم ٨٨ لسنة ٢٠٠٣ وهو قانون ينظم عمل البنك المركزى والجهاز المصرفي والنقد، يلخص القانون كل شيء هو استقرار الأسعار والمعاملات النقدية والمصرفية في مصر على الأقل في المدى المتوسط! 

هل تصدق ذلك؟! صدق لأن استقرار الأسعار ستستقر معها أمور كثيرة.. ولذلك فما يقوم به البنك المركزى هو من صميم عمله ومن صميم وظيفته.. ولكن البنك المركزي جزء من الدولة.. والدولة بمؤسساتها تحدد أولوياتها حسب الظرف الذي تمر بها.. مرة تسعى لجلب الاستثمار.. ومرة تكون أولوياتها التضخم.. وكل هدف له إجراءاته، وكل إجراءات لها مكاسبها وعيوبها!

التخلص من التضخم


قال: يعني إحنا في أي خطوة حاليا؟!
قلت: التضخم طبعا.. لأن استمراره له مخاطره الاجتماعية وله مخاطره الاقتصادية أيضا.. لأنه قد يؤدي إلى ركود تضخمي.. أي خطرين مع  بعضهما.. تراجع حركة الأسواق مع استمرار ارتفاع الأسعار!  


قال: طيب يعني إيه اللي هيحصل؟!
قلت: الدولة لا تريد السيولة في يد الناس.. تريد تخفيضها إلي أدني حد ليقل الطلب على السلع والخدمات.. فتنخفض الأسعار.. وهناك هدف آخر لا يريد الكثيرين الإلتفات إليه. 
قال: إيه هو؟

قلت: حماية العملة من التدهور.. وهذا معناه أنه ربما اقتربنا من التعويم الكامل.. ولكن المركزي يسبق بهذا القرار فيقبل كل المترددين علي وضع أموالهم في البنوك. انتظارا للفائدة المرتفعة.. فتزداد قيمة وهيبة الجنيه المصري الذي لن يغامر اصحابه بتغييره بعملات أخري.. لأنه صار مهما بالفوائد الجديدة!
قال: من غير خسائر؟!

قلت: طبعا سيتم ذلك على حساب أشياء أخرى.. الناس عندما تفضل الفوائد ستختارها علي حساب الإستثمار لأنها ستقتنع أنه لا توجد مشروعات ستمنحها ربح ٢٥٪.. وهذا بدون جهد وبلا مخاطر في الخسارة أو الربح! ولذلك سينخفض الاستثمار وهذا سيؤدي إلى زيادة البطالة.. وهذه الأخيرة تؤدي إلى انخفاض إضافي للشراء فيستمر التضخم في التراجع!


قال: لكن هذا خطر!
قلت: نعم خطر.. لكن ترك التضخم هكذا أخطر.. الناس تعاني ووقف معاناتهم  ضروريا.. وبعد استقرار الأمور سيغير البنك المركزي قراراته بإجراءات أخرى تتجه للتعامل مع أزمة أخري!
قال: إذن لماذا يهاجمون القرار؟    


قلت: هل رأيت شعب تمنحه حكومته فوائد بهذه القيمة ويغضب؟! لو انخفضت الفوائد هناك من يحرض الناس ولو ارتفعت يحرضونهم أيضا؟! 
قال: هل لذلك علاقة بفوائد البنك المركزي الأمريكي؟!
قلت: طبعا.. رفع الفائدة هناك دفع الناس لجمع الدولار لإرساله إلى هناك.. وساهم في هروب الأموال المتحركة إلى هناك.. كما أن ذلك ساهم في ارتفاع فاتورة الواردات فأصبحت السلع تصل لنا أغلي مما كانت!


قال: لكن في سلع محلية ارتفعت!
قلت: نعم للأسف. وهؤلاء يستحقون اجتثاثهم تماما وإلقائهم في السجون حتي يعتبر من لم يعتبر.. لكننا نتكلم عن ميزان مدفوعات لدولة.. تبحث له عن حلول.. ولا توجد حكومة تجلب لنفسها غضب الناس أو تحب الفشل.
 

 

قال: إذن أين المشكلة؟! 
قلت: أشياء كثيرة 
قال: زي إيه؟
قلت: ترك الناس دون فهم.. دون أن نشرح لهم.. بعض مسئولينا يتكبرون في الحديث لهم خصوصا البسطاء منهم.. وهذه هي الكارثة! 

Advertisements
الجريدة الرسمية