رئيس التحرير
عصام كامل

خطة الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة.. خبراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬يطرحون‭ ‬حلولا‭ ‬عملية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التضخم‭ ‬وتوفير‭ ‬الدولار‭ ‬وتحصين‭ ‬الجنيه‭ ‬من‭ ‬التراجع

الدولار والجنيه،
الدولار والجنيه، أرشيفية

متغيرات‭ ‬وتحديات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تمضى‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة‭ ‬تأثرًا‭ ‬بالخارج،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬حكومة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬إفرازات‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬حالة‭ ‬الغلاء‭ ‬المستعرة‭ ‬التى‭ ‬تضرب‭ ‬السوق‭ ‬يومًا‭ ‬وراء‭ ‬يوم،‭ ‬بشكل‭ ‬جعل‭ ‬قطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬شكواها‭ ‬وتضررها‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الاحتمال‭. ‬ولا‭ ‬ينكر‭ ‬منصف‭ ‬الجهود‭ ‬المكثفة‭ ‬التى‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬تأمين‭ ‬السلع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬وحماية‭ ‬الفقراء‭. ‬“فيتو”‭ ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬عاجلة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النفق‭ ‬الصعب؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنعاش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬وتصويب‭ ‬مساره‭ ‬وتوفير‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬ومستقبل‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬وهل‭ ‬يتراجع‭ ‬الدولار؟


‭ ‬الدكتورة‭ ‬عالية‭ ‬المهدى‭ ‬العميد‭ ‬السابق‭ ‬لكلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تمتلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬التى‭ ‬تساعدها‭ ‬فى‭ ‬جذب‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬بالخارج‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬شريانا‭ ‬ممزوجا‭ ‬بالوطنية‭ ‬يدعم‭ ‬الاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬مطالبة‭ ‬بضرورة‭ ‬اهتمام‭ ‬الحكومة‭ ‬بالمصريين‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬ودعمهم‭ ‬لمضاعفة‭ ‬العائد‭ ‬الذى‭ ‬يتم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬سنويا‭.‬


وأضافت‭ ‬المهدى،‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬‭ ‬فيتو‮»‬‭: ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬تبنيها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة،‭ ‬مما‭ ‬يشجع‭ ‬العاملين‭ ‬بالخارج‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬تحويلات‭ ‬أموالهم‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬بنوك‭ ‬العالم،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭.‬


وعن‭ ‬زيادة‭ ‬عائدات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬قالت‭ ‬“المهدى”‭: ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬يجب‭ ‬زيادة‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬البنوك‭ ‬والمغتربين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬عدة‭ ‬خطوات‭ ‬مهمة،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭: ‬إطلاق‭ ‬حرية‭ ‬تحويل‭ ‬الأموال‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬للخارج‭ ‬وليس‭ ‬الإيداع‭ ‬فقط،‭ ‬لدعم‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬السحب‭ ‬والإيداع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬منح‭ ‬ومزايا‭ ‬بقسيمة‭ ‬التحويل‭ ‬فور‭ ‬العودة‭ ‬للوطن‭ ‬مثل‭ ‬تخفيضات‭ ‬جمركية‭ ‬مثلا‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬والأجهزة‭ ‬المنزلية‭ ‬وإعفاءات‭ ‬ضريبية‭.‬


رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة
من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬مصطفى‭ ‬عبد‭ ‬السلام،‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬وعدت‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى‭ ‬بتنفيذ‭ ‬كافة‭ ‬الشروط‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها،‭ ‬فى‭ ‬مقابل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬القرض‭ ‬المصرى،‭ ‬مما‭ ‬يرفع‭ ‬رصيد‭ ‬الديون‭ ‬المصرية‭ ‬للصندوق‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬موضحا‭ ‬أننا‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬برفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬3‭%‬،‭ ‬سوف‭ ‬نتوقع‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬التى‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬شروط‭ ‬الصندوق‭.‬


وأوضح‭ ‬“عبد‭ ‬السلام”‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى،‭ ‬وضع‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬شروطه‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬القرض،‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬العملة‭ ‬مرشحة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬أمام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة،‭ ‬يصاحبه‭ ‬طرح‭ ‬البنوك‭ ‬شهادات‭ ‬ادخار‭ ‬بسعر‭ ‬فائدة‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المطروحة‭ ‬حاليا،‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬منها‭ ‬لامتصاص‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬السيولة‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬المصرية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬المضاربة‭ ‬بين‭ ‬الدولار‭ ‬وتخفيف‭ ‬معدلات‭ ‬الطلب‭ ‬عليه،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬ضخ‭ ‬سيولة‭ ‬دولارية‭ ‬ضخمة‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المستوردين‭ ‬والمتعاملين‭ ‬مع‭ ‬البنوك،‭ ‬وذلك‭ ‬لإعطاء‭ ‬انطباع‭ ‬ورسالة‭ ‬طمأنة‭ ‬للأسواق‭ ‬بتوافر‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭.‬


وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بسبب‭ ‬التضخم،‭ ‬فإن‭ ‬السوق‭ ‬المصرى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬السلع‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بنسبة‭ ‬60‭%‬،‭ ‬ فى‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬السوق‭ ‬أمام‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬أمام‭ ‬الجنيه‭.‬


استعادة‭ ‬ثقة‭ ‬المستثمرين
فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬على‭ ‬متولى،‭ ‬إن‭ ‬الشريحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى،‭ ‬سوف‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬ثقة‭ ‬المستثمرين‭ ‬فى‭ ‬أدوات‭ ‬الدين‭ ‬المصرية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬سوف‭ ‬يشهد‭ ‬تراجعا‭ ‬مستمرا‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬2023،‭ ‬وهذا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬استمرار‭ ‬الفيدرالى‭ ‬الأمريكى‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬لأنه‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬الدولار‭ ‬أمام‭ ‬الجنيه‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬لن‭ ‬يكتفى‭ ‬برفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة‭ ‬3‭%‬،‭ ‬ولكنه‭ ‬أمام‭ ‬توجه‭ ‬لزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الفائدة‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬خفض‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬الموازية،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬يأتى‭ ‬بنتيجة‭ ‬عكسية‭ ‬على‭ ‬الأسواق،‭ ‬متابعًا‭: ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الصرف،‭ ‬يأتى‭ ‬بسبب‭ ‬المضاربات‭ ‬المستمرة،‭ ‬والمدفوعة‭ ‬بمخاوف‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬نتيجة‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬‮ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬التى‭ ‬تتعرض‭ ‬لها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لديها‭ ‬أى‭ ‬مشكلات‭ ‬بشأن‭ ‬سداد‭ ‬ديونها‭ ‬الخارجية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الخطر‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭.‬


كبح‭ ‬جماح‭ ‬التضخم
بدوره‭..‬قال‭ ‬هانى‭ ‬جنينة‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إن‭ ‬قرار‭ ‬لجنة‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزى‭ ‬برفع‭ ‬الفائدة‭ ‬3‭% ‬كان‭ ‬ضروريًا‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬التضخم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتفاقم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬تجربة‭ ‬2017‭ ‬حينما‭ ‬رفع‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬3‭% ‬وتلاها‭ ‬قرار‭ ‬رفع‭ ‬2‭% ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انتهى‭ ‬التضخم‭ ‬وعاد‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬لخفض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬


وأضاف‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭: ‬الحكومة‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬مدخل‭ ‬دولارى‭ ‬ضخم‭ ‬بخلاف‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى،‭ ‬لكى‭ ‬تستطيع‭ ‬الالتزام‭ ‬بإزالة‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬إقرارها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الإخلال‭ ‬بسعر‭ ‬صرف‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬أمام‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكى‭.‬


“جنينة”‭ ‬توقع‭ ‬حدوث‭ ‬تذبذب‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيعكس‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬مقابل‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الأخرى‭ ‬بواسطة‭ ‬قوى‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬مرن،‭ ‬ويأتى‭ ‬التذبذب‭ ‬نتيجة‭ ‬إزالة‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬التأثيرات‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬لمختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬واستمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التذبذب‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كبيرًا‭ ‬بحيث‭ ‬لن‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬26‭ ‬جنيهًا‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭ ‬مع‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬الموازية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬تجربة‭ ‬2017‭.‬


وأكد‭ ‬“جنينة”‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬الآنية‭ ‬هى‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الدولار،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬المصنعين‭ ‬سيحدث‭ ‬طفرة‭ ‬فى‭ ‬التصدير،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أقصر‭ ‬طريق‭ ‬لنمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التصدير‭ ‬هو‭ ‬جذب‭ ‬مستثمر‭ ‬أجنبى‭ ‬لإنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬له‭ ‬بمصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬الخاصة‭ ‬بجانب‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬اتفاقية‭ ‬وهذا‭ ‬سيكون‭ ‬لديه‭ ‬سوق‭ ‬تصديرى‭ ‬مفتوح‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬بجانب‭ ‬قلة‭ ‬التكلفة‭.‬


الاعتمادات‭ ‬المستندية
وعن‭ ‬مدى‭ ‬تأثر‭ ‬البورصة‭ ‬بقرار‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬برفع‭ ‬سعر‭ ‬الفائدة،‭ ‬أشار‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البورصة‭ ‬المصرية‭ ‬لن‭ ‬تتأثر‭ ‬بقرار‭ ‬رفع‭ ‬الفائدة،‭ ‬طبقا‭ ‬للبيانات‭ ‬المنشورة‭ ‬على‭ ‬EGX،‭ ‬التى‭ ‬توضح‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬‮٥‬‭ ‬شركات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الوزن‭ ‬النسبى‭ ‬فى‭ ‬مؤشر‭ ‬EGX30‭ ‬وهم‭: ‬التجارى‭ ‬الدولى‭ ‬وأى‭ ‬فاينانس‭ ‬وأبو‭ ‬قير‭ ‬للأسمدة‭ ‬والشرقية‭ ‬للدخان‭ ‬وفورى،‭ ‬ويمثلون‭ ‬مجتمعين‭ ‬‮٥٢‬‭% ‬من‭ ‬المؤشر‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬مستفيدة‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬الفائدة؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬القيادية‭ ‬إما‭ ‬تعمل‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الإقراض،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تمرر‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬للعملاء،‭ ‬وإما‭ ‬لديها‭ ‬فوائض‭ ‬سيولة‭ ‬ضخمة‭ ‬تستثمرها‭ ‬فى‭ ‬أذون‭ ‬وسندات‭ ‬خزانة،‭ ‬وبالتالى‭ ‬إيراد‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المالية‭ ‬سيرتفع‭ ‬مع‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭.‬


فيما‭ ‬قال‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬هانى‭ ‬أبو‭ ‬الفتوح‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬إلغاء‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المستندية‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد؛‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬البضائع‭ ‬المكدسة‭ ‬فى‭ ‬الموانئ‭ ‬ويتزامن‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬بورود‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬حاصلات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تحويلات‭ ‬العاملين‭ ‬المصريين‭ ‬بالخارج‭ ‬أو‭ ‬تخلى‭ ‬حائزى‭ ‬الدولار‭ ‬محليًا‭ ‬عن‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬البنوك،‭ ‬بجانب‭ ‬إصدار‭ ‬بعض‭ ‬البنوك‭ ‬الحكومية‭ ‬شهادات‭ ‬بعائد‭ ‬مميز‭ ‬وهذا‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬السيولة‭ ‬المتواجدة‭ ‬بالأسواق‭.‬


وأضاف‭ ‬أبو‭ ‬الفتوح‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭: ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الحكومة‭ ‬مسئولية‭ ‬كبيرة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فى‭ ‬الاستثمار‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وتهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬مناسبة‭ ‬وإصدار‭ ‬تشريعات‭ ‬جاذبة‭ ‬للاستثمار،‭ ‬بجانب‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬البيروقراطية‭ ‬وتسريع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتأسيس‭ ‬الشركات‭ ‬والمشروعات‭ ‬الخاصة‭.‬


الأوراق‭ ‬المالية
بدوره‭.. ‬طالب‭ ‬خبير‭ ‬البورصة‭ ‬إيهاب‭ ‬سعيد‭ ‬باستغلال‭ ‬النشاط‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬شهدته‭ ‬سوق‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬وحالة‭ ‬الانتظار‭ ‬والترقب‭ ‬الشديدة‭ ‬لدى‭ ‬المستثمرين‭ ‬للطروحات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬الحكومة‭ ‬قرارات‭ ‬سريعة‭ ‬وعاجلة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬


وأوضح‭ ‬‮ ‬“سعيد”‭ ‬أن‭ ‬طرح‭ ‬الشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬بالبورصة‭ ‬قد‭ ‬ينعش‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬على‭ ‬120‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬شركات‭ ‬أخرى‭ ‬قائمة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تجهيزها‭ ‬هى‭ ‬الأخرى‭ ‬للطرح،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬خفض‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬موازنة‭ ‬الدولة‭ ‬وزيادة‭ ‬مواردها‭ ‬بما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاقتراض‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬متابعًا‭: ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إدارات‭ ‬البورصة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الـستة‭ ‬الماضية‭ ‬لإصلاح‭ ‬بورصة‭ ‬النيل‭ (‬سوق‭ ‬الأسهم‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلسلة‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬المصدرة‭ ‬والرعاة‭ ‬للتوافق‭ ‬حول‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬النهائية‭ ‬لإصلاح‭ ‬السوق،‭ ‬وهناك‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬وتطوير‭ ‬للسوق‭ ‬متواصلة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬خطة‭ ‬الهيكلة‭ ‬وتعظيم‭ ‬استفادة‭ ‬أطراف‭ ‬السوق‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مستهدفات‭ ‬نمو‭ ‬وتنمية‭ ‬السوق‭ ‬والشركات‭ ‬والمتعاملين‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تطوير‭ ‬بورصة‭ ‬النيل‭ ‬كسوق‭ ‬للشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬سلسلة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬حيث‭ ‬سيؤدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬لشركات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المالى‭ ‬والتشغيلى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تعزيز‭ ‬السيولة‭ ‬والتداول‭ ‬فى‭ ‬السوق،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الرئيسى،‭ ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬الرعاة‭ ‬لذلك‭ ‬السوق‭.‬


ودعا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تصويب‭ ‬مسار‭ ‬السوق‭ ‬وتأهيل‭ ‬الشركات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬سوق‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬منصة‭ ‬للتمويل‭ ‬والتوسع‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬محطة‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬إعادة‭ ‬صياغة‭ ‬المعايير‭ ‬للرعاة‭ ‬بعد‭ ‬تصفية‭ ‬الرعاة‭ ‬القائمين،‭ ‬ودراسة‭ ‬خطتهم‭ ‬للإدراج‭ ‬بالسوق‭ ‬وخططهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬للإدراج‭ ‬بالسوق‭ ‬الرئيسى‭ ‬وهى‭ ‬إجراءات‭ ‬تمثل‭ ‬نواة‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬والمطالب‭ ‬تأتى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬ما‭ ‬تنتظره‭ ‬البورصة‭ ‬لزيادة‭ ‬قيمتها‭ ‬السوقية‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الأسهم‭.‬


أما‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬السعد،‭ ‬خبير‭ ‬أسواق‭ ‬المال،‭ ‬فيوضح‭ ‬أنه‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬المقيدة‭ ‬ونسب‭ ‬التداول‭ ‬الحر،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬القيد‭ ‬بالبورصة‭ ‬أكثر‭ ‬جاذبية‭ ‬للشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬والعائلية‭ ‬والخاصة،‭ ‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬المستثمرين‭ ‬المتداولين‭ ‬بالبورصة‭ ‬كنسبة‭ ‬مؤثرة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬الوعى‭ ‬لدى‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وبمراحل‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬المؤسسى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صناديق‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتعدد‭ ‬الأدوات‭ ‬المالية‭ ‬لإشباع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المختلفة‭ ‬للمستثمرين،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استئناف‭ ‬خطة‭ ‬الترويج‭ ‬للبورصة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬للصناديق‭ ‬السيادية‭ ‬وصناديق‭ ‬الاستثمار‭ ‬الناشئة،‭ ‬وإمداد‭ ‬السوق‭ ‬بكفاءات‭ ‬بشرية‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬علمى‭ ‬ومهنى‭.‬


وتابع‭: ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأخرنا‭ ‬فى‭ ‬برنامج‭ ‬الطروحات‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفرصة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬سانحة،‭ ‬خاصة‭ ‬عقب‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬أمام‭ ‬الجنيه‭ ‬وتحرير‭ ‬أسعار‭ ‬الصرف‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭.‬

‭ ‬وقف‭ ‬الإنفاق‭ ‬غير‭ ‬الضروري

وقلل‭ ‬الدكتور‭ ‬جودة‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬ووزير‭ ‬التموين‭ ‬الأسبق،‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬‮ ‬التشاؤم‭ ‬بشأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬بعد‭ ‬القرض‭ ‬الجديد‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حلولًا‭ ‬عملية‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬تتطلب‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬رشيدة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬المصرى‭ ‬لحل‭ ‬كل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مشكلة‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭.‬


“عبد‭ ‬الخالق”‭ ‬قال‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭: ‬‮ ‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬الحكومة‭ ‬زيادة‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭ ‬والتصدير،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مربط‭ ‬الفرس،‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬لمد‭ ‬اليد،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يصح‭ ‬تكريس‭ ‬وزارة‭ ‬التعاون‭ ‬الدولى‭ ‬للاقتراض‭ ‬فقط،‭ ‬مضيفًا‭: ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬ضرورة‭ ‬أكثر‭ ‬إلحاحًا‭ ‬وهى‭ ‬إعلان‭ ‬خطة‭ ‬اقتصاد‭ ‬طارئة‭ ‬‮ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬حاسمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬العام،‭ ‬خاصة‭ ‬سفر‭ ‬الوفود‭ ‬للخارج‭ ‬ليكون‭ ‬فى‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وقف‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الإعلانات‭ ‬بالصحف‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لها،‭ ‬وليكن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تشريع‭ ‬لضبط‭ ‬الإنفاق‭ ‬العام‭ ‬بتجريم‭ ‬كل‭ ‬إنفاق‭ ‬غير‭ ‬ضرورى‭.‬


الوزير‭ ‬السابق‭ ‬استطرد‭: ‬‮ ‬نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عملة‭ ‬صعبة،‭ ‬والحصول‭ ‬عليها‭ ‬يتطلب‭ ‬نهجا‭ ‬مختلفا،‭ ‬مثل‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المشروعات‭ ‬ذات‭ ‬الميزانية‭ ‬الضخمة،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬مراحل،‭ ‬وليس‭ ‬كلها‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬لأننا‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬اقتصادى‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بالإنفاق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المشروعات‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬ومعظمها‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مكون‭ ‬مستورد‭ ‬وتحتاج‭ ‬لعملات‭ ‬صعبة،‭ ‬مضيفًا‭: ‬كما‭ ‬يتطلب‭ ‬الوضع‭ ‬الحالى‭ ‬وضع‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬والواردات،‭ ‬وإحدى‭ ‬النقاط‭ ‬الشائكة‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬مطالبة‭ ‬الأخير‭ ‬بإلغاء‭ ‬الاعتمادات‭ ‬المستندية‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬نعانى‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬عملة،‭ ‬وبالتالى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسير‭ ‬وراء‭ ‬الصندوق،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬خطوات‭ ‬ممنهجة‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬بجعل‭ ‬حصص‭ ‬للواردات‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬حصص‭ ‬عليها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الضرائب‭ ‬الجمركية،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬العودة‭ ‬للنظام‭ ‬التجارى‭ ‬العالمى‭ ‬لنقل‭ ‬المادة‭ ‬‮١٨‬ب‭ ‬التى‭ ‬تعطى‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬الواردات‭ ‬للحماية‭ ‬وعرض‭ ‬رؤيتها‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬للتفاهم‭.‬


واستطرد‭ ‬جودة‭: ‬‮«‬حذرت‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٦‬‭ ‬من‭ ‬الثمن‭ ‬الذى‭ ‬سنتحمله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬‮١٢‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وطالبت‭ ‬بالتوفير‭ ‬من‭ ‬الاستيراد،‭ ‬والآن‭ ‬تتكرر‭ ‬نفس‭ ‬المشكلة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬تفاديها،‭ ‬والمشكلة‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أعلن‭ ‬التزامنا‭ ‬بدخول‭ ‬وخروج‭ ‬رءوس‭ ‬الأموال‭ ‬الساخنة‭ ‬دون‭ ‬قيود،‭ ‬وهذه‭ ‬كارثة‭ ‬أخرى‭.‬


وأضاف‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬الأسبق‭: ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬أخذت‭ ‬قرارًا‭ ‬برفع‭ ‬الفائدة‭ ‬بمقدار‭ ‬‮٣٠٠‬‭ ‬نقطة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬‮٣‬‭ ‬بنود‭ ‬مئوية،‭ ‬والبنك‭ ‬المركزى‭ ‬الأمريكى‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارا‭ ‬بزيادة‭ ‬الفائدة‭ ‬بمقدار‭ ‬‮٥٠‬‭ ‬نقطة‭ ‬أساسى‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬أننا‭ ‬دخلنا‭ ‬زلزالًا،‭ ‬ولدينا‭ ‬دين‭ ‬محلى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬‮٣‬‭ ‬تريليونات‭ ‬جنيه،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬وجود‭ ‬اضطراب‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكلية‭ ‬ومصر‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬الثالوث‭ ‬المستحيل،‭ ‬وهو‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬وتحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬كهدف‭ ‬والثالث‭ ‬هو‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬رءوس‭ ‬الأموال‭ ‬الداخلة‭ ‬والخارجة‭ ‬بلا‭ ‬قيود،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الثلاثة‭ ‬مستحيل‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التضحية‭ ‬بواحدة‭.‬


ويرى‭ ‬جودة‭ ‬عبد‭ ‬الخالق،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قطاعات‭ ‬يجب‭ ‬الارتكاز‭ ‬عليها‭ ‬لتوفير‭ ‬عملة‭ ‬صعبة‭ ‬يأتى‭ ‬على‭ ‬رأسها‭: ‬إعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع‭ ‬التى‭ ‬أغلقت‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬خفض‭ ‬طاقتها‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وهذا‭ ‬سيغنى‭ ‬عن‭ ‬الاستيراد‭ ‬أو‭ ‬سيحد‭ ‬منه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬يمكن‭ ‬التصدير‭ ‬منه،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتفرع‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬اقتصاد‭ ‬حرب‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬وأوروبا‭ ‬يطبقون‭ ‬اقتصاد‭ ‬الحرب‭.‬


وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬جودة‭ ‬عبد‭ ‬الخالق،‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بضبط‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬للعملة،‭ ‬والمسئول‭ ‬هو‭ ‬البنك‭ ‬المركزى،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ائتمان‭ ‬البنوك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬الصرف،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬توجيهات‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬لتركيز‭ ‬الائتمان‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬سريعة‭ ‬العائد‭ ‬لإعادة‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع‭ ‬المتوقعة‭ ‬وأيضا‭ ‬تمويل‭ ‬المشروعات‭ ‬التى‭ ‬محتواها‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬قليل‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية