رئيس التحرير
عصام كامل

سيد قطب يصف الحكيم بالنسمة الرخيمة


ارتبط القطب الإخوانى سيد قطب بصلة أدبية وثيقة بالأديب توفيق الحكيم حيث قرأ سيد قطب معظم روايات وقصص ومقالات توفيق الحكيم حتى أنه وصفه في مقالاته بمجلة الرسالة عام 1948 بأنه صاحب البرج العاجى، المعتزل في صومعته الفكرية ،فكان يعيش داخل نفسه أكثر مما يعيش خارجها.


ويرى سيد قطب أن فكر الحكيم يقوم على الشك والحيرة والقلق وأن طبيعة موهبة الحكيم هي طبيعة التجريد وطبيعة الرمز والتشخيص وأن الحياة في عالمه هي تلك الهواجس الفكرية والخواطر الذهبية، والتأمل هو وسيلته لفهم هذه الحياة، أما مجمل الطبيعة البشرية من لحم ودم وصراع الغرائز فليست في حسابه ولا تنال اهتمامه.

عندما سافر سيد قطب إلى أمريكا بعث له الحكيم كتابه الجديد الملك أوديب رد قطب على هديته برسالة نشرتها مجلة الرسالة في عددى 827و828 عام 1949 يقول فيها "صديقى الكبير الأستاذ توفيق الحكيم شكرا على هديتك الكريمة كتابك الجديد الملك أوديب أنها شيء عزيز ثمين، لقد استروحت في كلمة الإهداء نسمة رخيمة من روح الشرق الأليف، فالذكرى هي خلاصة الروح وما كان أحوجنى هنا إلى تلك النسمة الرخيمة، أن شيئا واحدا ينقص هؤلاء الأمريكيين بالرغم من أن أمريكا تزخر بأشياء كثيرة ــ شيء واحد لا قيمة له عندهم ــ الروح.

أن التاريخ الأدبى لن ينسى لك دورك الأساسى الذي قمت به في وضع القالب الفنى للرواية التمثيلية.
ويعيب سيد قطب في رسالته على توفيق الحكيم أنه في ذلك شأن شيوخ الأدب أنه يستلهم ثقافته الفنية الغربية قبل أن يجد ذاته ويقول "آه يا صديقى توفيق ليتك لم تذهب إلى فرنسا ،ولكن اكتب بلغتك لتبدع واستوح ميراثك لتبدع لأن هذا الميراث كامن في ضميرك تخنقه ثقافتك الفنية الفرنسية". إنك مصرى ما عليك إلا أن تعيش مفتوح القلب والحس والعين في ريف مصر وفى أحيائها القديمة التي ماتزال حية في ضمير الشعب وعاداته وسلوكه..ثم اكتب".
الجريدة الرسمية