رئيس التحرير
عصام كامل

رابعة العدوية


تحول ميدان رابعة العدوية، إلى احتلال جماعى ولكنه ليس احتلالا أجنبيا وإنما احتلال داخلى قام فيه أنصار ومؤيدو المعزول بالسيطرة على المنطقة، ومنع الدخول إلا بعد التفتيش واحتلال مداخل العمارات وتحويلها إلى أماكن للمأوى، علاوة على الميكروفونات التي تذيع الخطب يوميا والقمامة المنتشرة وعدم النظافة دون أي شعور بأن هناك أناسا يسكنون هذا المكان، ومنهم المريض ومنهم من لا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إلى محل سكنه، علاوة على اللجان الشعبية التي ضاق بها السكان ذرعا حيث أصبحوا يعيشون واقعا غريبا لا يمكن أن نتوقع ما هو شعور الأسى والاشمئزاز الذي يعانون منه حتى الآن.


أي ميدان مهدد بأن يكون يوما مثل ميدان رابعة، فالمعتصمون والمتظاهرون يقصدون أكثر الميادين شهرة واتساعا ليتمكنوا من إيقاف الحياة، وبذلك يصبح عنصرا ضاغطا على أصحاب القرار علاوة على أن يكون الميدان قابلا للتصوير من وكالات الأنباء لتظهر قضيتهم ومطالبهم سواء كانت مشروعة أم غير مشروعة، وأن ما يتحكم في ذلك هو الكم وليس الكيف فكثرة الأعداد هي التي تعطى الصورة التي يتوقعون بها تنفيذ المطالب حتى ولو غير مشروعة، فالعدد بالأجسام وليس بالعقول.

إن تحول ميادين مصر ميدانا تلو الآخر إلى مكان للاعتصام وتمويل المعتصمين بأجر يومى، علاوة على إمدادهم بالطعام واستيراد الأفراد من القرى والنجوع بحجة إظهار قضية انتهت وانتهى أثرها، علاوة على التهديد بالإرهاب لهو إفلاس بيّن.. فالحق ظاهر والشمس لا يمكن أن تمنع نورها الأيادى.

لابد أن يتم قبول نتائج ثورة يونيو، مهما كانت الادعاءات الباطلة بأن ما حدث انقلابا، فالقائم بالانقلاب قد قام بأداء التحية للرئيس المؤقت ولم يقم بالحكم وما حدث هو استجابة لرغبة الشعب العارمة صاحب السلطة وأساس الشرعية، وهو ما لا يمكن وصفه إلا دعم الجيش للثورة وزوال شرعية المعزول، وهو ما أكده 33 مليون فرد رفضوا استمراره في الحكم، وها نحن الآن ننتظر الانتخابات الرئاسية التي ستحدد من هو المطلوب على أرض الواقع، مع مراعاة ألا يكون قيمة صوت غير المتعلم كالمتعلم حتى نستطيع أن ننتقى الأصوات الانتخابية بما يكفل ضمان مستقبل البلاد بعيدا عن استخدام الزيت والسكر في استقطاب الأصوات وتكرار الأزمة الماضية مرة أخرى.
الجريدة الرسمية