رئيس التحرير
عصام كامل

بعد قرار الثلاثة الكبار.. أسعار الفائدة ترتفع 0.5% في البنوك المركزية.. والفيدرالي والأوروبي وإنجلترا في صراع مع التضخم

الفيدرالى الامريكى،
الفيدرالى الامريكى، فيتو

أسعار الفائدة، ما زالت الأسواق العالمية تعاني مع حالات الاضطراب المستمرة، نتيجة ارتفاع معدلات التضخم، والأزمات المتتالية التي تعاني منها سلاسل الإمداد، والأسواق المالية في أكبر دول العالم، مما جعل البنوك المركزية تلجأ للحد من جماح التضخم، عبر تشديد السياسات النقدية ورفع أسعار الفائدة بشكل مستمر.

 

وتعاقبت البنوك المركزية الأكبر عالميا، في قرارات رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5 %، والتي جاء على رأسها الفيدرالي الأمريكي أمس الأربعاء، وبعدها البنوك المركزية الخليجية بالإضافة إلى عدد من البنوك المركزي، مما جعل هناك حالة من الاضطرابات في الأسواق العالمية.

البنك المركزي الأوروبي، فيتو

واليوم، بدأ البنك المركزي الأوروبي، وبنك انجلترا المركزي في الإعلان عن قرار رفع أسعار الفائدة أسوة بالفيدرالي الأمريكي، مما جعل الأسواق الناشئة أمام تحدي كبير، نتيجة سحب الأموال الساخنة من الأسواق بالكامل.

 

وقرر  بنك إنجلترا اليوم الخميس، رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس إلى مستويات 3.5% وهو أعلى مستوى منذ 2008، حيث يمثل هذا الرفع تباطؤًا عن الزيادة البالغة 75 نقطة أساس في نوفمبر الماضي، مشيرًا  إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من التشديد لكبح جماح التضخم المرتفع في البلاد.

 

وبعد أن وصل إلى أعلى مستوى له في 14 عامًا في أكتوبر، تباطأ معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة إلى 10.7% في نوفمبر، حسبما كشفت أرقام جديدة يوم الأربعاء.

 

ويحاول بنك إنجلترا الوصول إلى مستهدفات التضخم المتدنية بينما يظل حساسًا للاقتصاد الضعيف الذي يعاني من العديد من الضغوط المحلية، بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية العالمية.

 

رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة

انقسمت لجنة السياسة النقدية المكونة من تسعة أعضاء إلى ثلاث طرق بشأن القرار، حيث حاول المسؤولون موازنة خطر ترسخ التضخم، مقابل الضغط الشديد على النمو في الوقت الذي يدخل فيه الاقتصاد حالة ركود.

بنك انجلترا المركزي، فيتو

وصوت ستة أعضاء، بمن فيهم الحاكم أندرو بيلي، لصالح زيادة الفائدة نصف نقطة فيما فضلت كاثرين مان رفعها ثلاثة أرباع نقطة، بينما أيدت سيلفانا تينيرو وسواتي دينغرا ترك أسعار الفائدة دون تغيير.

 

كتب بيلي في رسالة إلى وزير الخزانة جيريمي هانت: "حكمت غالبية اللجنة أنه في حالة تطور الاقتصاد على نطاق واسع بما يتماشى مع توقعات تقرير السياسة النقدية لشهر نوفمبر، فقد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الزيادات لسعر الفائدة".

 

وأفاد محضر الاجتماع الصادر يوم الخميس أن الأغلبية قالت: "ظلت سوق العمل ضيقة، وكانت هناك أدلة على أن الضغوط التضخمية في الأسعار والأجور المحلية يمكن أن تشير إلى مزيد من الصمود، وبالتالي ستبرر استجابة سياسة نقدية أقوى".

 

بالنسبة إلى دينجرا وتينيرو، تأثير الزيادات السابقة لأسعار الفائدة لم يظهر بعد بالكامل على الاقتصاد وكانت "أكثر من كافية" لإعادة التضخم إلى الهدف. وفضّل مان زيادة الفائدة أكثر، قائلًا إن ضغوط الأسعار والأجور ستظل قوية لفترة أطول مما كان متوقعًا في نوفمبر، وأن رفع المعدلات بقوة سيقلل من الحاجة إلى الاستمرار في التشديد لفترة أطول في 2023.

 

ذروة التضخم في انجلترا

قال بيلي إن التضخم ربما يكون قد بلغ ذروته بالفعل، لكن المخاطر المحيطة بهذا التوقع في "الاتجاه الصعودي" وسيظل نمو الأسعار مرتفعًا للغاية في الأشهر القليلة المقبلة.

 

رفع المركزي الأوروبي أسعار الفائدة

وبعد بنك انجلترا، قرر المركزي الأوروبي، رفع معدل الفائدة بنحو 50 نقطة أساس إلى مستوى يتراوح ما بين 1.5% إلى 2%، وسط توقعات باستمرار الزيادات لمعالجة التضخم.

 

استمرار رفع أسعار الفائدة

وقال البنك المركزي الأوروبي: "ستظل أسعار الفائدة مضطرة إلى الارتفاع بشكل كبير بوتيرة ثابتة للوصول إلى مستويات مقيدة بما يكفي لضمان عودة التضخم في الوقت المناسب". "التضخم لا يزال مرتفعا للغاية."

 

بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، قرر في آخر اجتماعاته في 2022 أمس 14 ديسمبر، رفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية - (50 نقطة أساس) – لمواصلة مكافحته للتضخم وذلك في آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي في الفيدرالي في 2022، حيث وصل سعر الفائدة الأساسي إلى 4.25% و4.5% كأعلى مستوى منذ 2008.

الفيدرالي الأمريكي، فيتو

وقال جيروم بالو رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إن سوق العمل لا يزال ضيقًا للغاية مع توقع متوسط لمعدل البطالة يرتفع إلى 4.6٪ بنهاية العام المقبل وأيضا ضعف النشاط في قطاع الإسكان بشكل ملحوظ.

 

وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي تباطأ بشكل ملحوظ عن وتيرة العام الماضي موضحا أنه من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى موقف سياسي تقييدي لبعض الوقت مشيرا إلى أنه بشكل عام فإن موقف السياسة التقييدية الكافية لم ينتهِ بعد.

 

وأكد باول أنه بعد أن تحركنا بهذه السرعة، نعتقد أن الشيء المناسب الذي يجب القيام به هو الانتقال إلى وتيرة أبطأ لرفع أسعار الفائدة وسيتيح لنا ذلك موازنة المخاطر بشكل أفضل.

 

وأوضح باول اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي عقب رفع الفائدة الأمريكية، إن قراءات التضخم المنخفضة إذا استمرت على هذا المنوال فمن الممكن خفض وتيرة رفع الفائدة.

 

تأثير الأسواق العالمية بعد رفع الفائدة

سقط الذهب ويقترب من خسارة 1% بالتحديد هبط 0.75% عند كتابة هذا التقري عقب صدور قرار الفيدرالي الأمريكي وبيانه، فيما خسرت الفضة 0.9% من قيمتها لتسجل 23.802 دولارًا للأونصة

وهبطت مؤشرات السوق الأمريكي بعد صدور بيان الفيدرالي، حيث هبط ناسداك بـ 0.54% وداو جونز بـ 0.28% وإس آند بي 500 بـ 0.49%، فيما ارتفع خام النفط بـ 2.39% إلى 77.2 دولارًا للبرميل ونفط برنت بـ 2.43% إلى 82.67 دولارًا للبرميل. 

الجريدة الرسمية