رئيس التحرير
عصام كامل

التعويم‭ ‬القادم.. توقعات‭ ‬بتراجع‭ ‬جديد‭ ‬للجنيه‭ ‬وارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭.. ‬"معيط": ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬العجز‭.. ‬واقتصاديون: ‬يجب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل

الجنيه المصري.. فيتو
الجنيه المصري.. فيتو

مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الإعلان‭ ‬النهائى‭ ‬عن‭ ‬اتفاق‭ ‬الحكومة‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى،‭ ‬والمقرر‭ ‬له‭ ‬اليوم 16 ‬ديسمبر‭ ‬الجارى،‭ ‬ظهر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى‭ ‬حول‭ ‬مصير‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬أمام‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكى،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تبنيا‭ ‬لسياسة‭ ‬مرونة‭ ‬سعر‭ ‬الصرف،‭ ‬وسط‭ ‬توقعات‭ ‬محتملة‭ ‬عن‭ ‬تعويم‭ ‬جديد‭ ‬للعملة‭ ‬المحلية‭.‬


كان‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬معيط‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التأثيرات‭ ‬التى‭ ‬سوف‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬خلال‭ ‬2022‭/‬2023،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬يتم‭ ‬تقسيمها‭ ‬إلى‭ ‬إيجابية‭ ‬وسلبية،‭ ‬الأولى‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬إيرادات‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬الخمسة‭ ‬التى‭ ‬تعتمد‭ ‬عليهم‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الدولار،‭ ‬ودعم‭ ‬الاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬الأجنبى‭.‬

عجز الموازنة
أضاف‭ ‬معيط‭: ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتأثير‭ ‬السلبى‭ ‬لخفض‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه،‭ ‬يأتى‭ ‬نتيجة‭ ‬اعتماد‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬بدائل،‭ ‬والتى‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬البترول‭ ‬والقمح،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تعرضها‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجارى،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تلجأ‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صندوق‭ ‬الاستدامة‭ ‬اليابانى‭ ‬بقيمة‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لقرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬حسمه‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬ديسمبر‭ ‬الجارى،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تمكنت‭ ‬خلال‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬تسديد‭ ‬23‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬قروض‭ ‬وفوائد،‭ ‬بجانب‭ ‬تسديد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأخرى‭.‬


وأكد‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المؤشرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأداء‭ ‬المالى،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬المختلفة‭ ‬التى‭ ‬تعرضت‭ ‬لها،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬العجز‭ ‬الكلى‭ ‬للموازنة‭ ‬إلى‭ ‬‮٦‬‭.‬‮١‬٪‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬الإجمالى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬لفائض‭ ‬أولى‭ ‬بالموازنة‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬1‭%‬،‭ ‬ولم‭ ‬نكتف‭ ‬بهذا‭ ‬فقط‭ ‬ولكننا‭ ‬استطعنا‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬87‭%‬،‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬التى‭ ‬انتهجتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لتلافى‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭.‬


ضغوط‭ ‬الموازنة
‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬كوجك‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬للسياسات‭ ‬المالية‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬تسعى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬لجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ودعم‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬إضافة‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬للموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬2023،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬تأتى‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قروض‭ ‬وسندات‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مؤسسات‭ ‬عالمية‭.‬


وأوضح‭ ‬‮«‬كوجك»أن‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬تتعرض‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الضغوط،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلنا‭ ‬نسعى‭ ‬لمواجهتها‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬لاستقرار‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المالى‭ ‬الحالى،‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬لضمان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬المالية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬سقف‭ ‬ملزم‭ ‬للأعباء‭ ‬المالية‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬1‭.‬5‭%‬،‭ ‬وتقليل‭ ‬معدل‭ ‬المدخرات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدخل‭ ‬الكلى،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستهدفات‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬الحكومة‭ ‬لدعم‭ ‬المنظومة‭ ‬المالية‭ ‬ودعم‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مدة‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى‭ ‬تبلغ‭ ‬حوالى‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬وتسعى‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬لخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المالى،‭ ‬مؤكدا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تسعى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الدائمة‭ ‬فى‭ ‬السياسة‭ ‬المالية،‭ ‬والتى‭ ‬تركز‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية،‭ ‬واستدامة‭ ‬مؤشرات‭ ‬وأوضاع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلى‭.‬


بدائل‭ ‬مهمة
‭ ‬الدكتور‭ ‬جودة‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬ووزير‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الأسبق‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬الحكومة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬فى‭ ‬الجنيه‭ ‬المصري؛‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬قيمته‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬2022‭ ‬وحتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالى،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬تراجع‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬الـ10‭ ‬الأخيرة‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬50‭%‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أمام‭ ‬مهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لمحاولة‭ ‬تصحيح‭ ‬المسار‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬نعانى‭ ‬منها‭.‬


وأشار‭ ‬عبد‭ ‬الخالق،‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬المهمة‭ ‬لحل‭ ‬مشكلة‭ ‬تراجع‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬تخفيضه‭ ‬سوف‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬ولن‭ ‬يحلها،‭ ‬مطالبا‭ ‬بضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالبدائل‭ ‬الفعالة‭ ‬لدعم‭ ‬قيمة‭ ‬العملة،‭ ‬والتى‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬ضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومى‭ ‬غير‭ ‬الضرورى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬المشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬إنشاؤها،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬تأجيل‭ ‬الاستمرار‭ ‬فيها‭ ‬وإلغاء‭ ‬بعضها‭.‬


وأكد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الخطوات‭ ‬البديلة‭ ‬لدعم‭ ‬الجنيه،‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬الصناعة‭ ‬وزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع‭ ‬المعطلة‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬بالآلاف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بنظام‭ ‬الضريبة‭ ‬التصاعدية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬على‭ ‬الدخل،‭ ‬مطالبا‭ ‬بضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بوضع‭ ‬سقف‭ ‬معلن‭ ‬للدين‭ ‬العام،‭ ‬بجانب‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬أقصى‭ ‬لزيادة‭ ‬كمية‭ ‬النقود‭ ‬بمعدل‭ ‬يساوى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬لضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالى‭.‬


وعن‭ ‬تعويم‭ ‬آخر‭ ‬محتمل،‭ ‬أوضح‭ ‬“جودة”‭ ‬أن‭ ‬التنبؤ‭ ‬به‭ ‬أمر‭ ‬صعب،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حلا‭ ‬لعبور‭ ‬المشكلات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وذلك‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أولها،‭ ‬أنه‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الباب‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مفتوحًا‭ ‬للواردات،‭ ‬وطالما‭ ‬أن‭ ‬الخلل‭ ‬فى‭ ‬توزيع‭ ‬الثروة‭ ‬والدخل‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬كما‭ ‬هو،‭ ‬فسيظل‭ ‬القادرون‭ ‬مستعدين‭ ‬لدفع‭ ‬ثمن‭ ‬أى‭ ‬سلعة‭ ‬مهما‭ ‬غلا‭ ‬ثمنها،‭ ‬وفى‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬استوردنا‭ ‬بنحو‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬غذاء‭ ‬حيوانات،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬فى‭ ‬توزيع‭ ‬الدخل‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬حاليًا،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬التعويم‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬أداة‭ ‬مُثلى‭ ‬لضبط‭ ‬الواردات‭. ‬أما‭ ‬السبب‭ ‬الثانى‭ ‬يعود‭ ‬للسياسات‭ ‬التى‭ ‬طبقت‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬‮«‬الانفتاح‭ ‬الاقتصادى‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬أهملت‭ ‬قضية‭ ‬الإنتاج،‭ ‬وأصبح‭ ‬هيكل‭ ‬الإنتاج‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وتقريبًا‭ ‬كل‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية،‭ ‬السيارات‭ ‬والصناعات‭ ‬الهندسية‭ ‬إلخ‭.. ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬للغاية،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬دراسات‭ ‬ميدانية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المكون‭ ‬الأجنبى‭ ‬لإنتاج‭ ‬مدينة‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬الصناعية‭ ‬يتجاوز‭ ‬60‭%.‬

كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعويم‭ ‬حلا‭ ‬ممكنًا‭ ‬بحسب‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬الأسبق،‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬عدة‭ ‬شروط،‭ ‬منها‭ ‬قدر‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬للدخل‭ ‬والثروة،‭ ‬ووجود‭ ‬هيكل‭ ‬إنتاجى‭ ‬قوى،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وهذه‭ ‬شروط‭ ‬لم‭ ‬توضع‭ ‬فى‭ ‬الحسبان،‭ ‬والنتيجة‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬رفعت‭ ‬تكلفة‭ ‬تدبير‭ ‬احتياجاتها‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬الغذاء،‭ ‬وزادت‭ ‬من‭ ‬فاتورة‭ ‬الدعم،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬فاتورة‭ ‬دعم‭ ‬الطاقة‭ ‬فى‭ ‬الربع‭ ‬المالى‭ ‬الأخير‭ ‬زادت‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬مخصصات‭ ‬دعم‭ ‬الطاقة‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬المالى‭ ‬كله،‭ ‬طبقًا‭ ‬لخطة‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة،‭ ‬وذلك‭ ‬لسببين،‭ ‬أولهما‭: ‬تراجع‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬مقابل‭ ‬الدولار‭. ‬ثانيًا‭: ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬الواردات‭ ‬البترولية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البديل‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬العملة،‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومى‭ ‬غير‭ ‬الضرورى،‭ ‬ومراجعة‭ ‬قائمة‭ ‬المشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬وتأجيل‭ ‬بعضها‭ ‬وإلغاء‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬بجانب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تشغيل‭ ‬المصانع‭ ‬المعطلة‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬بالآلاف،‭ ‬ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الأخذ‭ ‬بنظام‭ ‬الضريبة‭ ‬التصاعدية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬على‭ ‬الدخل،‭ ‬وإعادة‭ ‬العمل‭ ‬بالضريبة‭ ‬على‭ ‬الأرباح‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬معاملات‭ ‬البورصة،‭ ‬ووضع‭ ‬سقف‭ ‬معلن‭ ‬للدين‭ ‬العام،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد،‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬أقصى‭ ‬لزيادة‭ ‬كمية‭ ‬النقود‭ ‬بمعدل‭ ‬يساوى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬لضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالى‭.‬


سعر‭ ‬الصرف
وعن‭ ‬مرونة‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الجنيه،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬هانى‭ ‬جنينة‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تشديد‭ ‬فى‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهذا‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬التشديد،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬متوقعا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى،‭ ‬ولكنه‭ ‬سوف‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬النهائى‭ ‬ووجود‭ ‬تذبذب‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬نتيجة‭ ‬التأثيرات‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬لمختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬واستمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭.‬


وعن‭ ‬مصير‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬أمام‭ ‬الجنيه،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬العملة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أمام‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬لفترة‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬نتيجة‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتأخرات‭ ‬والالتزامات‭ ‬على‭ ‬الدولة،‭ ‬وارتفاع‭ ‬الدولار‭ ‬عالميا،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬برفع‭ ‬الفيدرالى‭ ‬الأمريكى‭ ‬لسعر‭ ‬الفائدة‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬علينا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬


وعن‭ ‬موعد‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬جنينة‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬استقرار‭ ‬العملة‭ ‬المصرية‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬
 

المغالطات‭ ‬الاقتصادية
الدكتور‭ ‬يمن‭ ‬الحماقى،‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭  ‬عقد‭ ‬مؤتمرا‭ ‬صحفيا‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المغالطات‭ ‬التى‭ ‬تتعلق‭ ‬بأداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬هى‭: ‬التلميح‭ ‬بالسماح‭ ‬بانهيار‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬وانخفاض‭ ‬قيمته‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬والمواطن‭ ‬مثقل‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬بارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬لأن‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭% ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوى،‭ ‬ومستويات‭ ‬الدخول‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬بنفس‭ ‬النسبة‭ ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬المواطن‭ ‬يتنبأ‭ ‬بأزمات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬مواجهتها‭.‬


وأضافت‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الآن‭ ‬هى‭ ‬قضية‭ ‬أرقام‭ ‬وبيانات،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬تتحدد‭ ‬أمام‭ ‬الدولار‭ ‬علميًا‭ ‬بتدفقات‭ ‬الدولار‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬مصر‭ ‬مقابل‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬وبهذه‭ ‬المعادلة‭ ‬البسيطة‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحسب‭ ‬قيمة‭ ‬الصرف،‭ ‬ومؤخرًا‭ ‬الأرقام‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬إعلانها‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭  ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تزايدًا‭ ‬فى‭ ‬إيرادات‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬بجانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬إيرادات‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬39‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويا‭ ‬وهذه‭ ‬أعلى‭ ‬صورة‭ ‬لها،‭ ‬بجانب‭ ‬تزايد‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬الصادرات‭ ‬من‭ ‬البترول‭ ‬والغاز،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬أمام‭ ‬تراجع‭ ‬الواردات‭ ‬نتيجة‭ ‬القيود‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬على‭ ‬الاستيراد،‭ ‬ولكن‭ ‬الأرقام‭ ‬الفعلية‭ ‬هى‭ ‬ما‭ ‬ستحدد‭ ‬هل‭ ‬سيحدث‭ ‬انخفاض‭ ‬آخر‭ ‬فى‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬مقابل‭ ‬الدولار‭.‬


وأشارت‭ ‬الحماقى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬إعلانها‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬دخول‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الدولار،‭ ‬والرد‭ ‬العلمى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬الجنيه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينخفض‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أمام‭ ‬العملة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬طالما‭ ‬يوجد‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬الدولار‭ ‬بجانب‭ ‬ترشيد‭ ‬الاستيراد،‭ ‬ولكن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الدولار‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحديده‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬ولهذا‭ ‬نتساءل‭: ‬هل‭ ‬الطلب‭ ‬يفوق‭ ‬العرض‭ ‬ونستطيع‭ ‬سداد‭ ‬أقساط‭ ‬الديون؟‭ ‬وهنا‭ ‬توجد‭ ‬أزمة‭ ‬أن‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬ليسا‭ ‬صحيحين،‭ ‬فالعرض‭ ‬غير‭ ‬صحيح،‭ ‬لأنه‭ ‬يوجد‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬دولاراتهم‭ ‬فى‭ ‬البنك‭ ‬ويحجمون‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬توقعهم‭ ‬ارتفاع‭ ‬الدولار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬غير‭ ‬صحيح،‭ ‬لأن‭ ‬البعض‭ ‬يطلب‭ ‬الدولار‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬احتياجاته‭ ‬للمتاجرة‭ ‬به،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬هى‭ ‬صعبة،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬الإعلان‭ ‬بشفافية‭ ‬عن‭ ‬الأرقام‭ ‬الحقيقية‭ ‬لكى‭ ‬يسير‭ ‬السوق‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭.‬
وطالبت‭ ‬أستاذ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬الحكومة‭ ‬بتأجيل‭ ‬بعض‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬لكى‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬بعض‭ ‬النفقات‭ ‬لأن‭ ‬أى‭ ‬إنفاق‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬بها‭ ‬مكون‭ ‬دولارى‭ ‬وبالتى‭ ‬تزيد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الدولار‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدولارات‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المقترحات‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬طلبها‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬كما‭ ‬طالبت‭ ‬بإعطاء‭ ‬دفعة‭ ‬للتصدير‭ ‬خاصة‭ ‬السلع‭ ‬الصناعية‭ ‬وهذا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والمصانع‭ ‬المتعثرة‭.‬


تخفيض‭ ‬جديد
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬هانى‭ ‬أبو‭ ‬الفتوح،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬حدوث‭ ‬تخفيض‭ ‬آخر‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬الجنيه‭ ‬المصرى‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬التنفيذى‭ ‬لصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬القرض‭ ‬الممنوح‭ ‬لمصر،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬حصيلة‭ ‬دولارية‭ ‬بشكل‭ ‬كاف‭ ‬لدى‭ ‬البنوك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬معظم‭ ‬عمليات‭ ‬الاستيراد‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التى‭ ‬أقرها‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬بخصوص‭ ‬تيسيرات‭ ‬للاستيراد‭ ‬والوعود‭ ‬بالعودة‭ ‬لمستندات‭ ‬التحصيل‭ ‬والسماح‭ ‬للبنوك‭ ‬بتمويلها‭ ‬حتى‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬البنوك‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬حصيلة‭ ‬لتمويل‭ ‬الواردات،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬تكدس‭ ‬البضائع‭ ‬والحاويات‭ ‬فى‭ ‬الموانئ،‭ ‬وهناك‭ ‬تقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬هذه‭ ‬الحاويات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬تقريبا‭.‬


وأضاف‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬أن‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى‭ ‬يضع‭ ‬ضمن‭ ‬شروطه‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬صرف‭ ‬القرض‭ ‬لمصر‭ ‬توفير‭ ‬سعر‭ ‬صرف‭ ‬مرن،‭ ‬ولهذا‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحريك‭ ‬آخر‭ ‬لسعر‭ ‬الصرف‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬تحريرا‭ ‬كاملا‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬البعض،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صرف‭ ‬الشريحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬التى‭ ‬ستكون‭ ‬بقيمة‭ ‬750‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬قد‭ ‬تخفف‭ ‬قليلًا‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الأزمة‭ ‬ولكن‭ ‬لن‭ ‬تحدث‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير،‭ ‬وهذه‭ ‬الدفعة‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬فى‭ ‬سداد‭ ‬المتطلبات‭ ‬العاجلة‭.‬


تحذيرات‭ ‬برلمانية
من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬حذر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للدولار‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أنها‭ ‬تضر‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬فيما‭ ‬تباينت‭ ‬آراؤهم‭ ‬بشأن‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمة،‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬السماح‭ ‬بتدبير‭ ‬الدولار‭ ‬للمستوردين،‭ ‬وبين‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬المنع،‭ ‬لمواجهة‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭.‬


النائب‭ ‬أحمد‭ ‬فرغل،‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الشئون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬الحالية‭ ‬للبنك‭ ‬المركزى‭ ‬سيئة‭ ‬جدا،‭ ‬حيث‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬انكماش‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬فى‭ ‬الحصيلة‭ ‬الدولارية‭.‬


وأضاف‭ ‬فرغل‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬لـ«فيتو‮»‬‭: ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬التعويم‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٦‬‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬صاحبه‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬فى‭ ‬وقتها،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يصاحبه‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭ ‬فى‭ ‬الدولار،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتعويم‭ ‬الأخير‭ ‬الذى‭ ‬صاحبه‭ ‬عودة‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬للدولار،‭ ‬متابعًا‭: ‬المشكلة‭ ‬الخطيرة،‭ ‬الآن،‭ ‬هى‭ ‬تأثر‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الخارج،‭ ‬والتى‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬مصر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬حصيلتها‭ ‬الدولارية،‭ ‬اعتماد‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الحصيلة‭ ‬الدولارية‭ ‬من‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الخارج،‭ ‬والتى‭ ‬وكانت‭ ‬بلغت‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬‮٣٦‬‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وكانت‭ ‬العمود‭ ‬الفقرى‭ ‬لثبات‭ ‬واستقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭ ‬للدولار‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الماضى،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬الحصيلة‭ ‬هى‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لعبور‭ ‬مصر‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬


وحذر‭ ‬فرغل،‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬لانكماش‭ ‬فى‭ ‬الصناعة،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬قرار‭ ‬بشأن‭ ‬توفير‭ ‬الدولار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البنك‭ ‬فقط،‭ ‬متابعا،‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬أضر‭ ‬بالصناعة‭ ‬ولم‭ ‬يمنع‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬بل‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تخزين‭ ‬الدولار‭. ‬وقال‭ ‬فرغل‭: ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تنسيق‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭.‬


أما‭ ‬النائب‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬إمام،‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬لجنة‭ ‬الخطة‭ ‬والموازنة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فأكد‭ ‬أننا‭ ‬نعانى‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬هيكلية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬نستورده‭ ‬يعد‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬نصدره،‭ ‬وبالتالى‭ ‬هناك‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬الجنيه


وأضاف‭ ‬أمام‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬لـ«فيتو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬التعويم‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬سوداء،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتهى‭ ‬عندما‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكثف‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بالبلاد،‭ ‬متابعا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنتج‭ ‬البلاد‭ ‬بما‭ ‬يوازى‭ ‬حجمها‭ ‬عالميا‭ ‬ويتوازى‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬السكان‭.‬


وطالب‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬لجنة‭ ‬الخطة‭ ‬والموازنة،‭ ‬الحكومة‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬لنهج‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬عقب‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬القرض‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬النقد،‭ ‬وأن‭ ‬تعمل‭ ‬كمجموعة‭ ‬واحدة‭ ‬ويشعر‭ ‬بها‭ ‬المواطنين‭.‬


وقال‭ ‬إمام‭: ‬بعدما‭ ‬انتهينا‭ ‬من‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ،‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يفرض‭ ‬علينا‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬لاستكمال‭ ‬مهمتها‭ ‬فى‭ ‬تنظيم‭ ‬ذلك‭ ‬الحدث‭ ‬الكبير،‭ ‬فنحن‭ ‬نحتاج‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬رجل‭ ‬اقتصادى‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬يمتلك‭ ‬خلفيات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬يستطيع‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…ـ

الجريدة الرسمية