رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا الأدوية!

أما عن الأدوية وأسعارها التي لا تتوقف عن الصعود تأثرًا بظروف خارجية أكثر منه محلية؛ فلا مخرج منها إلا إذا صرنا رقمًا مهما في معادلة سوق الدواء العالمية، ولن نصل لشيء من ذلك إلا إذا حققنا الشروط المطلوبة في البحث العلمي المنتج المبدع الذي يمكنه أن يرقى بنا لمصاف الكبار بحسبانه أساس القوة ومدخلها الوحيد..

 

فإنتاج الحلول لمشكلاتنا العصية وحيازة الموارد اللازمة للحياة وإشباع احتياجات الزيادة السكانية المطردة بمعدلات عالية لن يتحقق إلا عبر عقل قادر على توليد الثروة وتعظيم العوائد والقيمة المضافة.


ولنا في اليابان وكوريا وسنغافورة وغيرها من التجارب المشرقة نموذج يستحق المحاكاة في تحقيق نهضة تعليمية تبعها نهضة في البحث العلمي وقدرة على الابتكار والإضافة والتميز يشار لها بالبنان..

 

ومن حسن الطالع أن بلادنا زاخرة بشباب مبدع ومبتكر ولديها قدرة حقيقية على صنع الفارق إذا توفرت له مقومات النجاح والحوافز المناسبة وانظروا لمشروعات التخرج في الجامعات الحكومية والخاصة لتروا كم هي غنية بلادنا بأبنائها المبدعين.


إن تفاضل الأمم يقاس بعافية شعوبها ووعيهم فمن أنهكه المرض لا يمكنه أن يفكر وأن ينتج وأن يبدع، ما تملكه كل أمة من العلم وما تنتجه من منجزات التمكين في الأرض من غذاء وكساء ودواء وسلاح ورفاهية.. ولا يستوى من يملك المعرفة ومن يعيش عالة على غيره، إن شاء منحه وإن شاء منعه.

 


هذا ما أدركه الرئيس السيسي موقنًا أن مصر لا يليق بها أن تحيا على إرث الماضى غارقة في مشكلاتها القديمة، بل آن لها أن تملك مقومات القوة وأن تنعم بحياة كريمة وصحة عفية وتعليم مثمر ومستوى معيشة كريمة، وأن يكون تعليمها وبحثها العلمي على قدر التحديات والطموحات.

الجريدة الرسمية