رئيس التحرير
عصام كامل

"أبو العلا" حكاية شاب ترك قريته بالغربية باحثًا عن فرصة ليموت من شدة البرد في أوروبا

الشاب المتوفى مصطفى
الشاب المتوفى مصطفى أبو العلا، فيتو

عندما تقود رحلة البحث عن حياة جديدة إلى الموت في ظروف قاسية. 
 

ينتظر أهالي قرية تطاى التابعة لمدينة السنطة في محافظة الغربية وصول جثمان مصطفى عبد العزيز أبو العلا الشاب  والذى لقي مصرعه نتيجة شدة البرد وقسوة الغربة في دول أوروبا بحثا عن لقمة العيش.

 

ذهب أبو العلا بعيدًا عن قريته  ووطنه الأم مصر في سبيل تحقيق أحلامه البسيطة إلا أن القدر كان له رأي آخر. 

مصطفى أبو العلا سيكمل عامه العشرين الشهر المقبل سافر لدولة إيطاليا محاولا البحث عن مصدر رزق له ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك بسبب شدة البرد وعدم تحمله لدرجات الحرارة المنخفضة.

سافر مصطفى إلى ألبانيا وبعد ذلك ذهب إلى النمسا ثم إلى فرنسا التي كان يعمل بها منذ عام 2020.

كان من أهم أهداف مصطفى أن يساعد شقيقته في تجهيزها وشراء ما تحتاجه للزواج حيث لديه 3 أشقاء يسعى لتوفير كافة احتياجاتهم فـ علم أثناء وجوده داخل فرنسا أنه من الممكن أن يسافر إلى إيطاليا ومن هناك سيحصل على إذن إقامة إنساني.

واتجه الشاب مصطفى حاملًا معه أحلامه وطموحاته البسيطة برفقة 2 من أصدقائه إلى إحدى المدن في إيطاليا والتي تتميز بـ انخفاض درجات الحرارة بشدة حيث تصل في بعض الأحيان إلى -15.

ولم يكن لدى مصطفى مأوى في هذه المدينة يحتمي به من شدة البرد وقسوة الغربة فظل يقيم أسفل كوبري في المنطقة الصناعية لمدة ليلتين، وبعد ذلك توجه ليقيم داخل منزل برفقة أحد أصدقائه الذي كان يرافقه ولكنه فوجئ فور وصوله إلى هذا المنزل أنه لا يوجد به أي وسيلة للتدفئة.

اضطر بعد ذلك الشاب مصطفى عبد العزيز أن يحمي نفسه من البرد القارس من خلال بعض أوراق الكرتون التي حاول أن يُدفئ جسده بها، ولكن ذلك لم يكن كافيًا له فـ أُصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية وتجمد جسده بسبب شدة البرد فلفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة، تاركًا أحلامه البسيطة التي كان يسعى من أجل تحقيقها.

وتجري الأمور في إيطاليا حاليا للحصول على إذن تصريح بالدفن من النيابة العامة الإيطالية فلا بد أن يكون تقرير الطب الشرعي مستوفيا للشروط كي تقول النيابة كلمتها الأخيرة في نقله للدفن في مصر مع احتمالات انتظار نفي الشبهة الجنائية نهائيا بعد صدور التقرير الأولي بعدم وجودها.

الجريدة الرسمية