رئيس التحرير
عصام كامل

وزيرة البيئة تكشف نتائج مؤتمر المناخ أمام مجلس الشيوخ وتؤكد: شهد أداء جماعيا وطنيا.. وحرصنا على تمثيل المجتمع المدني

وزيرة البيئة، فيتو
وزيرة البيئة، فيتو

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمنسق الوزاري ومبعوث مؤتمر المناخ COP27 أن عقد  المؤتمر وما تحقق خلاله من إنجازات، يمثل حدثًا مشهودًا في تاريخ العلاقات الدولية، وشهادة مضيئة على نجاح مصر في تنظيم أحد أكبر المؤتمرات الدولية في تاريخ الأمم المتحدة، والذي أطلق مرحلة جديدة من مسار العدالة المناخية لكل دول العالم، خاصة الدول الأفريقية التي شرفت مصر بعقد المؤتمر بالإنابة عنهم.

نتائج مؤتمر المناخ

جاء ذلك خلال البيان الذى ألقته الدكتورة ياسمين فؤاد فى الجلسة العامة بمجلس الشيوخ بحضور المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، وذلك لمناقشة طلب مقدم من النائبة نهى زكي وعشرين عضوًا، بشأن نتائج مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 والمكاسب الاقتصادية المتحققة.

كلمات نواب مجلس الشيوخ

وخلال كلمات النواب بالجلسة العامة بمجلس الشيوخ أعربوا عن فخرهم بهذا المشهد العالمي لمصر والتي نجحت نجاحًا غير مسبوق في استضافة أكثر من خمسين ألف مشارك من مختلف دول العالم فضلًا عن قادة دول العالم، موجهين الشكر لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر، وفي مقدمتهم الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى جانب وزارة الخارجية وغيرهما من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية التي ساهمت في هذا الإنجاز.

كما أعرب نواب المجلس عن جاهزيتهم كمؤسسات تشريعية، للتعاطي مع مخرجات المؤتمر من تشريعات وقوانين تحقق التكيف مع التغيرات المناخية والحد من الآثار الضارة على البيئة ودعم جهود العدالة المناخية والتنمية المستدامة.

وأضافت وزيرة البيئة أن الشواغل قبل إنعقاد المؤتمر كانت كثيرة ومصادر القلق متعددة من الظروف السياسية والاقتصادية والدولية بتداعياتها المعقدة على فرص وإمكانيات تحقيق المؤتمر لنتائج ترتقي إلى التحديات الخطيرة المتزايدة لتغير المناخ، وتستجيب لترقب كافة الأطياف الرسمية وغير الرسمية في العالم لفرص المؤتمر في تحقيق الأهداف المرجوة منه، مسجلة شهادة للتاريخ أنه ما كان ممكنًا للمؤتمر أن يحقق هذا النجاح دون مؤازرة القيادة الحازمة والحاسمة للرئيس عبد الفتاح السيسي وعزمه الذي لا يلين في مواجهة المصاعب والتحديات وتفاني جهود أبناء مصر الشرفاء بداية من رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر، والرئاسة المصرية للمؤتمر المكونة من السيد الوزير سامح شكري رئيس المؤتمر، ووزيرة البيئة المبعوث والمنسق الوزاري للمؤتمر، وكافة وزراء الحكومة ورؤساء الجهات المعنية الموقرين، حتى أصغر عامل، في أداء جماعي وطني جدير بتحديات تنظيم المؤتمر في فترة زمنية قياسية، وبمستوى تنظيمي ولوجيستي نموذجي أتاح للمفاوضين مناخ موات للتواصل والتوصل إلى نتائج فاقت التوقعات بكل المقاييس.

وتابعت وزيرة البيئة أن الإنجازات والمخرجات للمؤتمر كثيرة مشيرة إلى عدد من الإنجازات الرئيسية والتي سوف ترتبط باسم مصر على الدوام ومنها تمكن المؤتمر وبجهود شاقة للرئاسة المصرية للمؤتمر التوصل إلى هدف طال انتظاره سنوات طويلة وهو إنشاء صندوق الأضرار والخسائر، لتعويض الدول الفقيرة خاصة الأفريقية، عن الخسائر التي تسببت فيها الصدمات والكوارث البيئية وانبعاثات الغازات التي لم تكن طرفًا فيها.

إنجازات مؤتمر المناخ

وأضافت وزيرة البيئة أن إنشاء الصندوق ليس هو الانجاز الوحيد للمؤتمر، إذ تمكن المؤتمر بجهد مصري وبتعاون دولي مثمر من تحقيق توافق دولي على تقوية نبرة الالتزامات المالية والتكنولوجية السابق التعهد بها، وإبراز أولوية مصالح الدول النامية، خاصة الدول الأفريقية، والأهم هو إطلاق المؤتمر لشرارة نهج تعاوني تفتقده أكثر تآلفا بين الدول المتقدمة والدول النامية، مما عكس إدراكًا دوليًا بأن تغير المناخ لن يميز بين الدول وأن الطبيعة الغاضبة تنذر وتهدد بكوارث لكل دول العالم دون تفرقه.

وأكدت وزيرة البيئة أن هذه الإنجازات سوف تصبح ضربًا في الهواء ما لم تبنى على ركيزة أساسية وهي الاستدامة، والتي تمثل شريان الحياة لكي تتمكن الكرة الأرضية والشعوب التي تسكنها من امتلاك القدرة على المقاومة والتصدي لتداعيات تغير المناخ، وتخطى النهج الدفاعي إلى نهج إيجابي لتعاون دولي إبداعي يحكمه توافق الإرادات البحث العلمي، الرقمنة، الذكاء الإصطناعي، وكل عناصر العلم والتكنولوجيا.

كما أحاطت وزيرة البيئة المجلس بعدد من الإنجازات التي تحققت لمصر من خلال حقائق وأرقام تمثلت فى تنظيم أشاد به كافة الأطياف من القاصي الى الداني في العالم، بمشاركة 120 رئيس دولة وحكومة و50 ألف مشارك، وتعبئة الالتزامات التمويلية الرئيسية ومنها 150 مليون دولار لتفعيل مبادرة أفريقيا للتكيف، التي طرحتها مصر في المؤتمر، و25 مليار دولار من الولايات المتحدة، و1.5 مليار دولار سنويا من ألمانيا لدعم مشروعات الحلول من الطبيعة، إضافة إلى 10 مليارات دولار لمشروعات ربط الطاقة والغذاء والمياه لتنفيذ خطة المساهمات الوطنية للمناخ، وتقديم صورة عملية لفرص ومناخ الاستثمار في مصر، وفتح المجال أمام القطاع الخاص للسوق الطوعي الكربوني.

وتابعت وزيرة البيئة أن المؤتمر ساهم فى تقديم صورة مشرفة للاهتمام بالشباب والمرأة وأصحاب الهمم، من خلال منصات خاصة بكل منهم أتاحت لهم التفاعل الإيجابي والمناقشات البناءة لاهتماماتهم واحتياجاتهم، والحرص على تمثيل مؤسسات المجتمع المدني لأول مرة في كلا المنطقتين الزرقاء والخضراء، بمشاركة 38 منظمة مدنية مصرية في المنطقة الزرقاء، وهي قاعة المؤتمر ذاته، وترسيخ شمولية المؤتمر بمشاركة نشطاء المناخ والتعبير عن آرائهم بشفافية وعلنية.

وشددت وزيرة البيئة على أن ما تحقق في المؤتمر هو بداية جديدة وليس نهاية الطريق، وسوف تواصل الرئاسة المصرية جهودها، إلى حين تسليم دولة الإمارات رئاسة مؤتمر COP28 في نوفمبر العام القادم للتوصل إلى توافق على مصادر وحجم وآلية تمويل هذا الصندوق، والذي يعد إنشاؤه بحق نجاحا لشعار التنفيذ الذي رفعته مصر هدفًا للمؤتمر.

واختتمت وزيرة البيئة كلمتها مؤكدة على أن ركائز جهود الرئاسة المصرية للمؤتمر لم تكن وليدة المؤتمر، وإنما زرعت بذورها برياده فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للعمل المناخي منذ سنوات، مما كان من شأنه تحفيز الجهد الوطني للإنجازات البيئية غير المسبوقة في مصر، وفي تنظيم مؤتمر شرم الشيخ بهذا المستوى النموذجي الذي أشاد به العالم.

الجريدة الرسمية