رئيس التحرير
عصام كامل

أطلقت ابنته استغاثة لمنع نقل مقبرته.. 117 عامًا على ميلاد يحيى حقي أديب الغلابة

يحيى حقى مؤرخ الغلابة،
يحيى حقى مؤرخ الغلابة، فيتو

عرف بأديب الغلابة المعبر عن واقعهم ولقبه الأدباء بشيخ القصة القصيرة، ثقافته مزيج من باريس والقاهرة، قال عنه الدكتور طه حسين: الأستاذ يحيى حقى قاص شاعر فى قصصه ما فى ذلك شك، قد أقام على ذلك فيما قدَم من قصصه أدلةً لا يعرض لها الشك، وهو فيما سبق من قصصه قد بدأ أحلامه فى الأرض، ثم ارتقى بها فى الجو قليلا قليلا حتى بلغ مواطن الشعراء فوق السحاب، ولم أَنْس  قصته الرائعة التى نشرت فى الناس منذ أعوام طوال: "قنديل أم هاشم".

يتردد اسم الاديب الراحل يحيى حقى الشهير بصاحب القنديل بسبب قرار الدولة هدم مقبرته بجوار السيدة نفيسة وقرب نقل رفاته الى مقبرة أخرى بالعاشر من رمضان، وقد اطلقت ابنته نهى حقى استغاثة لمنع نقل مقبرة والدها حيث أوصى بدفنه بجوار السيدة نفيسة.

مؤرخ البسطاء 

ولد الأديب يحيى حقي فى مثل هذا اليوم 9 ديسمبر عام 1905 في بيت صغير في درب الميضة بحي السيدة زينب بالقاهرة؛ لأسرة من أصل تركى، مسلمة متوسطة الحال ومن هنا كتب روايته الشهيرة قنديل أم هاشم  وعرف بصاحب القنديل ومؤرخ البسطاء والغلابة الذى استطاع معالجة القضايا الاجتماعية في كتاباته باسوب بسيط يميل الى السخرية.

بدأ تعليمه فى الكتاب، والتحق بمدرسة الحقوق دفعة توفيق الحكيم، وتخرج فيها ليعمل معاونا بالصعيد عام 1927، حيث عايش الفلاحين والبسطاء، فكتب مجموعته القصصية " صعيديات "، وفى عام 1929 عين بالقنصلية المصرية بجدة.

العمل بالخارجية 

بعد ذلك صدر قرار بنقله إلى تركيا، وعندما ترقى إلى وظيفة سكرتير ثالث للإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية، عاد إلى مصر، وتزوج وأنجب ابنته الوحيدة "نهى"، ثم انتقل للعمل فى روما وبعدها باريس عام 1949، ونظرا لزواجه من أجنبية بعد وفاة زوجته الأولى أبعد عن السلك الديبلوماسي وعاد إلى القاهرة
عبر عن غربته وافتقاده لمصر وهو في الخارج قائلا: "كنت دائم الحنين إلى تلك الجموع الغفيرة من الغلابة والمساكين الذين يعيشون على رزق يوم بيوم.. وحين عدت إلى مصر سنة 1949، شعرت بجميع الأحاسيس التي عبرت عنها في قصة " قنديل أم هاشم ".


بدأ يحيى حقى الكتابة فى مجلة "الفجر" ثم توالت كتاباته فى صحف ومجلات مثل المساء، الهلال، التعاون، مجلة الإذاعة،  ومنذ هذا التاريخ، وهو لا يقف إلا فى صف "الغلابة" يدافع عنهم وينتصر لهم ومن هنا وضع كتابه " انشودة البسطاء " ومن مؤلفات يحيى حقى أيضا: صح النوم، آه ياليل ياعين، سارق الكحل، البوسطجى، فكرة فابتسامة، عشق الكلمة، كناسة الدكان، تعال معى إلى الكونسير، باب العشم، عطر الأحباب وغيرها.

رئيسا لمصلحة الفنون 

وعندما أنشأت وزارة الثقافة  مصلحة الفنون، عين يحيى حقى مديرا لها، ثم نقل مستشارا لدار الكتب وبعد أقل من عام قدم استقالته، وتولى بعد ذلك رئاسة تحرير مجلة "المجلة" منذ عام 1962 حتى عام 1970، وتعرف على نجيب محفوظ، عندما عمل مديرا لمصلحة الفنون، وكان محفوظ موظفا بها، واستمر بها حتى أغلقها السادات.

وسام الطبقة الاولى 

حصل يحيى حقي عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983 وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية اعترافا بقيمته الفنية الكبيرة، وكان واحدا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربي عام 1990
 

الجريدة الرسمية