رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ العقارات، الأسقف القابلة للاستخدام على مرة العصور (صور)

حديقة على سقف احد
حديقة على سقف احد المنازل، فيتو

تحولت الأسقف منذ مدة ليست بطويلة إلى أماكن للراحة سواء كانت مباني كبيرة وفاخرة أو حتي بيوت بمناطق نائية ولكن برغم هذا إلا أن استخدام أعالي العمارات في العمارة ليس مقتصرة على وقتنا الحالي وإنما تم استخدامها في حضارات مختلفة بأزمنة مختلفة. 
واكتشف أول دليل علي استخدام أسقف  العقارات في بلاد ما بين النهرين أو بلاد الرافدين بأهراماتهم المدرجة والذي تقع حاليًا حيث توجد العراق، فيعتبر السومريون أول حضارة على الورق حتي الآن، وقد بني أهل العراق قديمًا أهرامات مدرجة لأغراض دينية من الحجارة المصنوعة من الطين في ٤٠٠٠ قبل الميلاد، وفي حال برج بابل فبرغم استخدامه بغرض التعبد يحظي الصرح العظيم بدور علمي فقد تأمل الكتبة من خلاله النجوم والكواكب حتي تعرفوا علي بعضها مثل زحل ووالمريخ والمشتري والشمس والقمر، ويعد هرم الحديقة المعلقة ببابل أثر شهير أخر ولكنها تعد احد اسرار التاريخ التي لم يتمكن العلماء من اكتشافه بعد والذي يرجح بنائه من قبل نبوخذ نصر الثاني في القرن السادس قبل الميلاد تكريمًا لزوجته ووضع على عليته حديقة خصبة.


وبرغم  تمتع هذه المعابد بأسطح قابلة للاستخدام إلا أن معظم الناس عاشوا في قري مزدحمة حيث بنوا بيوتهم بأنفسهم بمقربة من المعابد والساحات العامة، ولقد شهد العالم في اليونان وكذلك الشرق الأوسط على العديد من الأسقف القابلة للاستخدام بأشكال مختلفة والذي مثلت حلول معمارية للعامة للتماشي مع احتياجاتهم الثقافية والجغرافية وللتغلب على درجة الحرارة بكل بلد على حدة وبختلاف طبقاتهم المجتمعية كذلك.

ففي اليونان على سبيل المثال لحماية انفسهم من القراصنة واللصوص وبنفس الوقت يشغلوا الاماكن القريبة من حواف الجبال حفرت المنازل داخل الجبال وكانت الاسطح تستخدم في تخزين وحفظ الاشياء، بينما في وسط الزخم الحضارة الإسلامية كانت المباني تبني بشكل عشوائي كمثيلتها في الحضارة السومرية فكان الشوارع ضيقة وعقارات متلاحمة وكان ينظر للاسقف كمكان للأنشطة.

واثرت هذه الحضارات على الدول المجاورة لها بفضل الحروب القديمة هذا مثل إسبانيا والبرتغال وايطاليا حيث تحولت الاسطح في الأماكن المزدحمة معمارية مصدر للضوء لتتيح للشمس ان تفرد أشعتها بأنحائه من ثم اماكن للراحة فيما بعد ومع الغزوات لإسبانيا والبرتغال تأثر الغرب كذلك بالأخص أمريكا اللاتينية حيث تبنت المكسيك بالذات علي حواف المدن الكبيرة نفس الفكر في التعامل مع الاسقف على انها مساحات قابلة للاستخدام.

ويتم الان في عصرنا الحديث الاهتمام بحدائق الاسقف بشكل كبير حيث يحاولون استبدال المساحات الخضراء التي تم التعدي عليها في سبيل بناء هذا العقار فيعتبر هذا كتعويض عنها طبقًا لنظرية المهندس السويسري لو كوربوزييه فحرر التصميم المعماري من خطط الارض والمظاهر الزائفة ويعتقد كذلك انه من المهم ان يختلط المواطنين بالطبيعة ويلقي هذا الفكر حاليًا رواجًا كبيرًا بين الحركات العصرية حيث يتم دمج التكنولوجيا الحديثة لتمتلك اسطح العقارات معني جديد بغايات مختلفة عما كانت عليه سابقًا سواء في المنازل أو الابنية الضخمة.

ما اعتبره الناس قديمًا ان يكون مجرد مكان للتخزين او لوضع خزانات المياه الأشياء غير المرغوب فيها أصبح اليوم من اكتر المساحات قيمة باي عقار سواء للمهندسين المعماريين أو للسوق العقاري فحتي مع التطور الذي وصلنا له اليوم مازلنا نعود إلى اصولنا لنجد الحلول التي وجدتها الشعوب قديمًا.
 

الجريدة الرسمية