رئيس التحرير
عصام كامل

عاصمة إسرائيل، كواليس 5 سنوات على قرار ترامب بشأن القدس

الرئيس الأمريكي السابق
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيتو

في مثل هذا اليوم من 5 سنوات، وتحديدا في عام 2017، أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارًا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي قوبل برفض عالمي وعربي.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقال: "اتخذت قرارًا إنه حان الوقت للاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل".
واعتبر ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض أنه "لا يمكن حل كل المشاكل من خلال الفرضيات الفاشلة نفسها"، وأن الإعلان "يشكل بداية لمقاربة جديدة تجاه النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

منذ 20 عامًا

وتابع: "جرى تمرير قرار الكونجرس بشأن القدس كعاصمة لإسرائيل منذ 20 عامًا إلا أن الرؤساء السابقين تنازلوا عن الأمر"، وأضاف: "الرؤساء السابقون اعتقدوا أن تأجيل الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل يساهم في الحل".

وادعى ترامب أن القدس هي "القلب النابض لديمقراطية تعتبر من الأنجح في العالم"، وأضاف: "القدس عاصمة أنشأها اليهود في السابق وهي مكان الحكومة الإسرائيلية الحديثة".

واعتبر ترامب أن قراره هذا "لا يهدف إلى الابتعاد عن التزامنا بتسهيل اتفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وتابع: "نحن لا نتخذ قرارات بشأن الحلول النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. والولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين في حال توصل الطرفان إلى ذلك".

ورأى ترامب أن الراديكالية تهدد الأجيال المستقبلية وأن أمريكا تتصدى لذلك، وشدد على أنه حان الوقت للأصوات الشابة في الشرق الأوسط لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة.

وأنهى ترامب كلمته بالتوقيع على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وكان ترامب قال إن قراره بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس "تأخر كثيرًا". 
وأضاف في اجتماع لحكومته قبيل الإعلان الرسمي عن نقل السفارة "أعتقد أنه تأخر كثيرًا.. رؤساء كثيرون قالوا إنهم يريدون فعل ذلك ولم يفعلوا".
وفي أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تم اعتقال مئات الفلسطينيين أثناء الاحتجاجات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. 

الأكثر تأييدًا لإسرائيل

وقد أمر الرئيس ترامب الذي وعد بأن يكون الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، بتحضير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

من جانبهم، رحب الإسرائيليون بهذا القرار باعتباره اعترافًا منتظرًا منذ فترة طويلة بواقع تاريخي. وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "يوم تاريخي". ويشكل وضع القدس أبرز المسائل الشائكة في تسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. 
كما يريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ثم ضمتها عاصمة لدولتهم المنشودة. 

العاصمة "الأبدية والموحدة"

وتؤكد إسرائيل إن القدس عاصمتها "الأبدية والموحدة". فيما تعتبر المجموعة الدولية احتلال القدس الشرقية وضمها غير شرعي وتعتبرها أرضا محتلة.
وتقع مراكز السفارات الأجنبية خارج المدينة المقدسة وغالبيتها في تل أبيب من أجل عدم استباق نتائج مفاوضات الحل النهائي. وتعقيبا على قرار ترامب جمد القادة الفلسطينيون علاقاتهم مع الإدارة الأمريكية.

وفتحت السفارة الأمريكية الجديدة أبوابها في 14 مايو بالتزامن مع حمام دم في قطاع غزة الذي شهد مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين على طول الحدود. واستشهد 62 فلسطينيا في ذلك اليوم بنيران القوات الإسرائيلية.
ومنذ بدء "مسيرات العودة" في 30 مارس 2018 التي نظمها فلسطينيون على طول السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة المحاصر، استشهد 235 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية وغالبيتهم خلال تظاهرات وصدامات. وقتل جنديان إسرائيليان أيضا في تلك الفترة.

جواتيمالا فقط

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العديد من الدول ستحذو حذوه، لكن هذا الأمر لم يتحقق وحدها جواتيمالا قامت بنقل سفارتها إلى القدس وإبقائها هناك. أما سفارة باراجواي التي نقلت إلى القدس في شهر مايو فقد عادت إلى تل أبيب بعد أربعة أشهر من تلك الخطوة بسبب تغير السلطة.

وأبدى قادة أستراليا والبرازيل والجمهورية التشيكية رغبتهم في نقل سفارات بلادهم إلى القدس، لكن من دون اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه. وواصلت العلاقات بين إدارة ترامب والسلطة الفلسطينية تدهورها.
وما عزز من الرفض الفلسطيني لأي محاولة وساطة أمريكية لتحريك جهود السلام مع إسرائيل، إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وإلغاء القنصلية الأمريكية العامة التي تعنى بشؤون الفلسطينيين ودمجها مع سفارتها في القدس، ووقف المساعدة الأمريكية لملايين اللاجئين الفلسطينيين. 

وزعم الرئيس ترامب أن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل يزيل عقبة من أمام محادثات السلام المجمدة منذ سنوات.

الجريدة الرسمية