رئيس التحرير
عصام كامل

جنون‭ ‬السكر‭‬.. ارتفاع‭ ‬أسعاره‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية‭ ‬يعكر‭ ‬‮‬مزاج‭ ‬المصريين‮.. ‬ومطالبات‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬السوق

سكر
سكر

كان‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬عون‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط،‭ ‬فقطار‭ ‬الأسعار‭ ‬يدهسه‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬فلم‭ ‬يكد‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الأرز‭ ‬بعد‭ ‬الإجراءات‭ ‬التى‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة‭ ‬مؤخرا‭ ‬حتى‭ ‬داهمته‭ ‬أزمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السكر‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية،‭ ‬ماذا‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬؟ ‬وكيف‭ ‬وصلت‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى؟‭ ‬ وما‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬؟‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬إجابات‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬تتعلق‭ ‬بمزاج‭ ‬المصريين‭ ‬الذى‭ ‬تعكر‭ ‬بفعل‭ ‬الأزمات‭ ‬المتتالية‭ ‬التى‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭.‬


“فيتو”‭ ‬فى‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬ترصد‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬السكر‭ ‬وتحاول‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬الأسئلة‭:‬

بداية الأزمة
بدأت‭ ‬أزمة‭ ‬السكر‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعاره‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬سعره‭ ‬إلى‭ ‬23‭ ‬جنيها،‭ ‬و25‭ ‬جنيها‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬وتجاوز‭ ‬سعر‭ ‬طن‭ ‬السكر‭ ‬الأبيض‭ ‬16‭ ‬ألفًا‭ ‬و500 ‬جنيه‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألفا‭ ‬و500‭ ‬جنيه‭.‬


وحول‭ ‬سبب‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬السكر‭ ‬وقلة‭ ‬المعروض‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصري،‭ ‬كشف‭ ‬حسن‭ ‬الفندى‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬السكر‭ ‬بغرفة‭ ‬الصناعات‭ ‬الغذائية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تبعات‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وتفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬والتغذية‭ ‬العالمية،‭ ‬يصحبها‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والغذاء‭ ‬وتقلباتها‭ ‬السعرية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السكر‭ ‬فى‭ ‬مصر،  ‬قلة‭ ‬المعروض‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬مقابل‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب،‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬العام،‭ ‬وفى‭ ‬انتظار‭ ‬بدء‭ ‬موسم‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬الجديد‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭.‬


وأكد‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السكر‭ ‬الأبيض‭ ‬أيضا‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬خامات‭ ‬صناعة‭ ‬السكر‭ ‬ومدخلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬ومستلزماته‭ ‬وهى‭ ‬المحتجزة‭ ‬بالموانئ‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الدولار،‭ ‬والتى‭ ‬وعد‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬بالإفراج‭ ‬عنها‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الاستهلاك‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬يبلغ‭ ‬3‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬ننتج‭ ‬2‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬طن،‭ ‬ونستورد‭ ‬نحو‭  ‬500‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬لسد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الإنتاج‭ ‬وحجم‭ ‬الاستهلاك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للسلع‭ ‬التموينية‭.‬


وأكد‭ ‬‮«‬الفندي‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬التموين،‭ ‬وتقدم‭ ‬أصحاب‭ ‬المصانع‭ ‬بطلباتهم‭ ‬إلى‭ ‬الوزير،‭ ‬ووعد‭ ‬بتوفير‭ ‬مستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ ‬اللازمة‭ ‬لمصانع‭ ‬الحلويات‭ ‬والمربى‭ ‬والحلاوة‭ ‬الطحينية‭ ‬والعصائر،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬قامت‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭ ‬باستيراد‭ ‬نحو‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬سيتم‭ ‬ضخها‭ ‬فى‭ ‬المصانع‭ ‬والأسواق‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬حلول‭ ‬موسم‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬الجديد‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬متوقعا‭ ‬حدوث‭ ‬انفراجة‭ ‬فى‭ ‬الأزمة‭ ‬وانخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬وعودتها‭ ‬لمعدلاته‭ ‬الطبيعية‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭.‬

ضبط المنظومة
وطالب‭ ‬‮«‬الفندي‮»‬‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لتداول‭ ‬السكر،‭ ‬وضبط‭ ‬منظومة‭ ‬تداولها،‭ ‬مطالبا‭ ‬الوزارة‭ ‬بضبط‭ ‬السوق‭ ‬وأسعار‭ ‬السكر‭ ‬خاصة‭ ‬المورد‭ ‬للمصانع‭ ‬الغذائية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬السعر‭ ‬بصفة‭ ‬شهريا‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬تعاقدات‭ ‬المصانع‭ ‬المحلية،‭ ‬وتربك‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬التسعير‭.‬


بينما‭ ‬أكد‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬خليل‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬التجارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬السكر‭ ‬سببها‭ ‬الرئيسى‭ ‬التجار‭ ‬واستغلالهم‭ ‬لأزمة‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمية‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استهلاك‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬فى‭ ‬المولد‭ ‬النبوى‭ ‬الشريف‭.‬


وأكد‭ ‬‮«‬‭ ‬خليل‭ ‬‮«‬‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬قامت‭ ‬باستيراد‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬لسد‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق،‭ ‬وزيادة‭ ‬المعروض،‭ ‬وسيشهد‭ ‬السوق‭ ‬انخفاضا‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬السكر‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬موسم‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الاحتياطى‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬شهور‭.‬


من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬مصدر‭ ‬بوزارة‭ ‬التموين‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توقعات‭ ‬بارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السكر‭ ‬على‭ ‬بطاقات‭ ‬التموين‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعاره‭ ‬العالمية،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭  ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬التموين‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬2‭ ‬كيلو‭ ‬سكر،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬البطاقة‭ ‬تضم‭ ‬4‭ ‬أفراد‭ ‬يحصل‭ ‬على‭  ‬8‭ ‬كيلو‭ ‬سكر،‭ ‬ويبلغ‭ ‬سعره‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬التموين‭ ‬10‭.‬5‭ ‬جنيه،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬تطرح‭ ‬الوزارة‭ ‬السكر‭ ‬الحر‭ ‬بالمجمعات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬للمواطنين‭ ‬غير‭ ‬المقيدين‭ ‬على‭ ‬بطاقات‭ ‬الدعم،‭ ‬بسعر‭ ‬13‭.‬5‭ ‬جنيه‭ ‬للكيلو،‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬2‭ ‬كيلو‭ ‬سكر‭ ‬فقط،‭ ‬لإتاحته‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭.‬

اكتفاء ذاتي
وكان‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬المصيلحى‭ ‬وزير‭ ‬التموين،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭  ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬90‭% ‬اكتفاء‭ ‬ذاتى‭ ‬من‭ ‬السكر،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أى‭ ‬أزمة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬سلعة‭ ‬السكر،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬تصل‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬100‭% ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬فى‭ ‬السكر‭.‬


ويبدأ‭ ‬موسم‭ ‬إنتاج‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬القصب‭ ‬بنهاية‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬ويستمر‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬المقبل‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬يبدأ‭ ‬موسم‭ ‬بنجر‭ ‬السكر‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬المقبل‭.‬

وتمثل‭  ‬معدلات‭ ‬إنتاج‭ ‬السكر‭ ‬المحلى‭  ‬900‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬شركة‭ ‬السكر‭ ‬للصناعات‭ ‬التكاملية‭ ‬إحدى‭ ‬شركات‭ ‬القابضة‭ ‬الغذائية‭ ‬بوزارة‭ ‬التموين،‭ ‬و1‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬سكر‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬البنجر‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬المساحات‭ ‬المزروعة‭ ‬بنجر‭ ‬لـ610‭ ‬ آلاف‭ ‬فدان،‭ ‬بجانب‭ ‬إنتاج‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬طن‭  ‬سكر‭ ‬من‭ ‬محليات‭ ‬صناعية‭ ‬‮«‬جلوكوز‭ ‬،‭ ‬وهاى‭ ‬فركتوز» ‬‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المحلى‭ ‬وهو‭ ‬3‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬متوسط‭ ‬استهلاك‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬السكر‭ ‬يبلغ‭ ‬34‭ ‬كيلو‭ ‬سنويا‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية