رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسباب الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في مصر

من المعلوم أن القاعدة الاقتصادية الثابتة منذ عقود طويلة أن أسعار الذهب تنخفض مع ارتفاع سعر الدولار وترتفع مع انخفاض سعره، لكن نجد أن هذه القاعدة تم كسرها في الآونة الاخيرة، فعلى الرغم من ارتفاع أسعار الدولار بصورة غير مسبوقة إلا أن أسعار الذهب كذلك شهدت ارتفاعا غير مسبوق! فقد بلغ سعر الدولار فى بنك مصر أمس الخميس 24.50 جنيه للشراء، و24.55 جنيه للبيع. وسجل جرام الذهب عيار 21 في بداية تعاملات أمس الخميس، وهو الأكثر مبيعا 1490 جنيها للجرام، بينما بلغ سعر عيار 18 نحو 1269 جنيها للجرام، وسجل عيار 24 نحو 1702 جنيها للجرام..

 

 بينما سجل الجنيه الذهب نحو 11920 جنيها. وقد سجلت أونصة الذهب سعر 1740 دولارا أمريكيا، فيما ارتفع سعر الذهب عالميا الثلاثاء، في العقود الآجلة لتسجل الأونصة 1742.20 دولار أميركيا، بنسبة 0.11 بالمائة، بينما ارتفعت في العقود الفورية للذهب لتسجل الأونصة سعر 1742.51 دولار أمريكيا، بنسبة 0.13 بالمائة.


فما سبب كسر القاعدة السابق ذكرها؟ ولماذا ترتفع أسعار الذهب بشكل جنوني في مصر؟ يؤكد خبراء الذهب أنه من الطبيعي أن الذهب ينخفض سعره حينما يرتفع سعر الدولار بالعالم، ويرتفع سعره حينما ينخفض سعر الدولار، وهذا الوضع يحدث في ظل الظروف الاقتصادية المستقرة في العالم، ولكن الوضع الحالي يشهد حالة عدم استقرار وعدم يقين اقتصادي في العالم كله ومن بينه مصر، وهذا ما يفسر حالة أن الذهب لا ينخفض سعره حال ارتفاع سعر الدولار. 

 

فتكلفة استخراج خام الذهب وبيعه للمصنعين كل هذا يُسعر بالدولار، وفي الوضع الطبيعي حينما ترتفع قيمة الدولار فإن الكمية المستخرجة أو المصنعة من الذهب تكون أكثر، وبالتالي تنخفض قيمة الذهب، وهذا هو الوضع الطبيعي كما أشرنا سابقا، ولكن الوضع الحالي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي عالميا، قضى على الرابط بين سعر الدولار والذهب.


والوضع يؤثر فيه كذلك ثلاثة عوامل في وقت واحد، العامل الأول هو سعر الذهب في البورصات العالمية، وهو مرتفع، والعامل الثاني سعر الدولار في السوق المحلية وهو غير متوفر بالقدر الكافي فسعره مرتفع، والعامل الثالث العرض والطلب، حيث أن الطلب أكثر من المعروض. وبالنسبة للعرض والطلب، فالطلب لا يعد مرتفعا بنسبة كبيرة ولكنه يعتبر طلبا عاديا، ولكن لأنه منذ 3 سنوات لم تتم في مصر أي عملية استيراد لخام الذهب، لعدم توفر الدولار بالقدر الكافي لاستيراد هذه الخامات، فهذا يؤدي لارتفاع سعر الذهب في السوق المحلية.

الذهب وسلة العملات


وفي ذات الوقت فالدولار يرتفع لأنه غير متوفر بشكل كبير وليس لأن قيمته هكذا، ويجد التاجر والعامل في مجال الذهب صعوبة في توفير الدولار، وبالتالي ينتج عنه أيضا ارتفاع سعر الذهب. وعما يثار حول أن تجار المشغولات الذهبية يسعرون الدولار بقيمة 29 جنيها، بينما هو في البنوك لم يصل إلى 25 جنيها، قال مستشار شعبة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، إن التجار في الصاغة لا علاقة لهم إطلاقا بعملية التسعير للدولار، ولكن هم يحصلون على الخامة وأسعارها من تجار الخام، وبالتالي في ظل نقص الخام فطبيعي أن يتم رفع سعرها، ومن ثم تجار المشغولات يضيفون على المسألة تكلفة التصنيع وخلافه، فكل هذا يؤدي لرفع السعر بالجنيه المصري.


وذكر أحد الخبراء أن الذهب في العالم مرتبط بسلة عملات رئيسية، وحينما يرتفع الدولار أمام سلة العملات هذه، فسعر الذهب ينخفض، والعكس صحيح، ولكن في مصر فالتجار يشترون خام الذهب من البورصة بالدولار، وفي ذات الوقت عند تصنيعه وبيعه تتم عملية البيع بالجنيه المصري. وأنه برغم أن سعر الذهب في البورصة لم يرتفع كثيرا، إلا أن سعر الدولار هو الذي ارتفع بشكل كبير بعد تحرير سعر الصرف، وبالتالي حينما تتم إعادة تسعير الذهب بالجنيه بالنظر لقيمة الجنيه أمام الدولار فهذا يجعل الذهب أيضا سعره مرتفع في نفس وقت ارتفاع سعر الدولار. 

 

وتتم دراسة حالية لدى الحكومة في إمكانية إدراج الذهب كسلعة متداولة في بورصة السلع المصرية، وذلك بهدف ضمان التقييم العادل للسعر وفق العرض والطلب ومنعا للتلاعب، وإذا حدث ذلك سيكون أمرا مفيدا للتاجر والمشتري على حد سواء.


 ويثار تساؤل بعد ارتفاع أسعار الذهب بصورة عامة خاصة عيار 21 الذي يقبل عليه المشترون، هل يلجأ المواطنون لشراء عيار 14؟ فيجيب سكرتير عام شعبة الذهب عن ذلك بأن قفزة سعر الذهب لم تدفع المواطنين إلى التفكير في الإقبال على شراء المصوغات الذهبية عيار 14 والأعيرة الأقل من المتعارف عليها، وأن ارتفاع الأسعار أدى إلى ضعف حركة البيع والشراء في السوق بشكل عام حتى على الأعيرة الأقل من التي يحدث عليها الإقبال في المعتاد، كعيار 14..

 

 

واستبعد سكرتير عام شعبة الذهب أن يزيد الإقبال مستقبلا على شراء الذهب عيار 14 بدلا من الأعيرة الأخرى التي أصبحت أسعارها مرتفعة خاصة في حالة الرغبة في شراء مصوغات مرتفعة الوزن، وأشار إلى أن المواطنين بمصر عند شراء الذهب يتجهون إلى الأعيرة الأشهر كعيار 21 و24، ولا يفضلون شراء عيار أخف وزنا حتى لو أقل سعرا. وأكد الخبراء أن الذي يقوم بعملية الشراء حاليا هم المضطرون بسبب المناسبات مثل مناسبات الزفاف أو الخطوبة، وأيضا يتجه إلى تخفيف الأوزان التي يشتريها على قدر المستطاع.

Advertisements
الجريدة الرسمية