رئيس التحرير
عصام كامل

المخرج اللبناني علي شري: تصوير الأفلام ببيروت الآن صعب.. وفيلم "السد" استغرق 3 سنوات | حوار

المخرج اللبناني علي
المخرج اللبناني علي شري

عرض فيلمي بـ "كان" أسعدني.. وللقاهرة مكانة خاصة


التغيرات السياسية في السودان وكورونا انعكست على الفيلم


ثلاثية "الأرض" تتناول العنف وكيف تغلغل في البشر


 من عالم الفن التشكيلي واللوحات إلى عالم السينما العالمية والعربية، إنه الفنان التشكيلي والمخرج اللبناني علي شري، والذي شارك بفيلمه "السد" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام، وذلك بعد مشاركته في مهرجان كان مطلع 2022.

وحرص "شري" على حضور العرض الأول لفيلمه في العالم العربي والشرق الأوسط وسط حالة من الحفاوة العربية بالعمل، حيث تم تصويره في السودان واستغرق 3 سنوات مر خلالها بالعديد من الأحداث التي شهدتها البلاد منذ 2019.

"فيتو" أجرت حوارا مع المخرج اللبناني علي شري حيث تطرق لكواليس تصوير الفيلم، والتحديات التي واجهته ومشاركته في مهرجان كان ومهرجان القاهرة السينمائي وغيرها من الملفات، وجاء نص الحوار كالتالي:

- بداية.. حدثنا عن مشاركة الفيلم بمهرجان القاهرة السينمائي ليعرض لأول مرة بالعالم العربي؟

بالتأكيد.. شيء يجعلني أفتخر بأن يكون أول عرض للفيلم بالوطن العربي في القاهرة خاصة وأنه هو أول أعمالي في عالم الأفلام الروائية الطويلة، كما أنه يعد دافعا كبيرا لي في عالم السينما لتقديم العديد من الأعمال عن القضايا المجتمعية التي أحب تسليط الضوء عليها دائما في المستقبل.

- بدأت تصوير الفيلم عام 2019 بالسودان واندلعت بعدها الاحتجاجات.. كيف تعاملت مع ذلك؟

في الحقيقة نحن بدأنا تصوير فيلم السد في ٢٠١٩ مع بداية الاحتجاجات بالسودان، واضطررنا لوقف التصوير وترك البلاد وبعدها بعام ونصف عدنا لاستكمال التصوير، وما حدث أن الاحتجاجات التي مرت بها السودان في عام ٢٠١٩ صارت جزءا من الفيلم.

دعني أصارحك أن تجربة "السد" مرت بالتاريخ الحديث الذي عشناه في السنوات الأخيرة بشكل عام، بداية من احتجاجات وثورة في بلد عربي كالسودان، وما تلاه من توقف ثم العودة ثم المرور بجائحة فيروس كورونا والتي لا نزال نعيش آثارها، كل ذلك انعكس على الفيلم، والذي أصبح كالمرآة لما دار في المجتمع السوداني في تلك السنوات.

- هل قمت بتغيير وتعديل ملامح الفيلم تزامنا مع تلك الأحداث التي مر بها أم لا؟


الحياة والعادات اليومية لشخصيات الفيلم كانت تبرز القصة التي أريد تقديمها، بالإضافة إلى علاقة بطل الفيلم بأرضه وبلاده، فعندما وصلت للسودان كانت تلك رؤيتي للعمل، لكن عندما أقمت هناك لفترة اكتملت فكرتي بشكل تام خاصة عندما رأيت الوضع على أرض الواقع، وبالفعل عندما اندلعت الثورة والاحتجاجات في السودان، فالفيلم أصبح يتماشى ما يدور في المجتمع السوداني من حراك مجتمعي وتفاعل مع ما تم خلال عام 2019 وما تلاه.

- الفيلم جزء من مشروع لك بعنوان "الأرض".. حدثنا عن تفاصيله والرسائل التي تريد إيصالها من خلاله؟


بالفعل هذا صحيح، فيلم السد هو الجزء الثالث من السلسلة التي أعمل عليها وهي ترفع شعار "الأرض" لكن الفيلمين الأولين كانا قصيرين وهما "القلق" و"الحفار"، فيما كان "السد" كان روائي طويل لأول مرة لي، وتم تصوير الأفلام في ثلاثة بلدان مختلفة وهي "لبنان" و"الإمارات" و"السودان".


والأعمال تنطلق وتعتمد فكرتها على أماكن صار بها أحداث عنف، وكيف أصبح ذلك العنف متغلغلا في الأرض والمياه والهواء وفي أجساد البشر، ليصبح بمثابه شيء غير مرئي ولكنه في وجدان الناس وتصرفاتهم تجاه بعضهم البعض، وانعكس على العديد من الجوانب والتفاصيل الشخصية في حياتهم وعلى معيشتهم بالأحرى.

في الواقع أنني كنت أذهب لكل مكان ومنطقة لها خصوصية وواقع سياسي واجتماعي، وأحاول أن أفهم حالات العنف التي تقع في هذه المجتمعات، مع خلفية لدي وقراءة تاريخية عن حال البلد التي اتناولها في العمل، وما تغير فيها على مدار السنوات المتعاقبة.


- "السد" شارك في "كان" بالنصف الأول من 2022 والآن بمهرجان القاهرة.. صف لنا شعورك بهذا؟

أنا ممنون للغاية بذلك وأعيش حالة من السعادة الحقيقية خاصة بعد ردود الفعل التي حققها الفيلم، بداية من عرضه بمهرجان كان وما حققه من صدى مميز في العالم العربي والشرق الأوسط حتى عرضه لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ44، وببساطة "سعيد جدا لعرض الفيلم بالقاهرة التي لديها معزة خاصة في قلبي وقلب كل لبناني وعربي".  

- بدايتك في الفن التشكيلي ومن ثم دخلت عالم السينما.. ما الرابط بين الاثنين من وجهة نظرك؟

حقيقة.. أنا كما أشرت أحد أبناء الفن التشكيلي العربي واللوحات وهذا العالم المميز والذي أعشقه بصدق ولايزال يتصدر اهتماماتي حتى الآن، وعندما قمت بإخراج عمل روائي طويل كفيلمي "السد" كنت أعمل على تصوير القصة من خلال الحوارات والأحداث والحبكة الكلامية، وفي وجهة نظري الربط بين الفن التشكيلي والسينما هو أن السينما تكمل الأفكار التي يطرحها الفن التشكيلي لدي.

فأفكار الأعمال التشكيلية عندما نريد أن نبلورها لمشاهد وشخصيات وكادرات أمام الكاميرا لها عامل جذب خاص مختلف، فأنا أكمل فني بالسينما، الجانب المرئي سواء من خلال أعمال أو سينما كل يكمل الآخر.  

- هل من الممكن أن نراك تقدم فيلما عن لبنان وما مر به خلال الفترة الحالية.. وهل ستختار بيروت مكانا للتصوير أم غيرها؟


بالتأكيد من الممكن أن أقدم عملا عما عاشته لبنان من أوضاع مأساوية وكارثية على كافة المستويات خلال السنوات الأخيرة وما آسى منه الشعب اللبناني من أمور معيشية ومجتمعية واضطرابات سياسية، أما بخصوص التصوير حاليا في لبنان أعتقد انه أمر صعب كثيرا فكرة أنك تقوم بوضع كاميرا في أماكن معينة بلبنان لا أعتقد أن ذلك سيتم لكني بالطبع أتمنى التصوير في بلادي عملا عنها.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 

الجريدة الرسمية