رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثورة‭ ‬المناخ.. التغيرات‭ ‬الجوية‭ ‬الحادة‭ ‬تهدد‭ ‬المحاصيل‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم.. واقتراحات بالبحث عن البديل

نغير المناخ
نغير المناخ

أطلق‭ ‬مؤتمر‭ ‬المناخ‭ ‬cop 27‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬مؤخرًا‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتأثيره‭ ‬محليًا‭ ‬وعالميًا‭ ‬على‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬شدد‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للصندوق‭ ‬الاستئماني‭ ‬العالمي‭ ‬لتنوع‭ ‬المحاصيل‭ ‬ستيفان‭ ‬شميتز،‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬يهدد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية،‭ ‬كاشفًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬إخفاق‭ ‬المحاصيل‭ ‬وضعفها‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬نتائج‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والذي‭ ‬يسهم‭ ‬في ‬التفقير‭ ‬التغذوي‭ ‬وفقر‭ ‬الصحة‭ ‬وزيادة‭ ‬رقعة‭ ‬الفقر‭ ‬كما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬سبل‭ ‬الرزق‭ ‬للمواطنين‭ ‬الأكثر‭ ‬هشاشة‭. 

‬وأكد‭ ‬المسؤول‭ ‬الأممي‭ ‬أن‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬المحاصيل‭ ‬سوف‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬بصمتنا‭ ‬البيئية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الزراعي‭ ‬مع‭ ‬بلوغ‭ ‬أهداف‭ ‬التغذية‭ ‬والصحة‭ ‬وسبل‭ ‬العيش،‭ ‬كما‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنوع‭ ‬المحاصيل‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الضرورية‭ ‬والملحة‭ ‬للبشرية‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والاقتصادية‭.

‬وحذر‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تقهقر‭ ‬فى‭ ‬النظم‭ ‬البيئية‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬كارثيًا،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحمى‭ ‬أنفسنا‭ ‬ونحمى‭ ‬الكوكب،‭ ‬وأن‭ ‬نجعل‭ ‬النظم‭ ‬الغذائية‭ ‬ناجعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجميع،‭ ‬وذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬شراكة‭ ‬عالمية،‭ ‬بهدف‭  ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬شاملة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صون‭ ‬تنوع‭ ‬المحاصيل‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبشرية‭ ‬وجعلها‭ ‬متاحة‭ ‬بشكل‭ ‬يسير‭ ‬لاولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجونها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغذية‭ ‬العالم‭.

ولأن‭ ‬مصر‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬الكبير‭..‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬النقاش؛‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬عاجلة‭ ‬وسريعة‭ ‬للتعامل‭ ‬معها،‭ ‬دون‭ ‬الانتظار‭ ‬لسيناريوهات‭ ‬صادمة‭ ‬غير‭ ‬محمودة‭ ‬العواقب‭.. ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬التالي‭..

موقف مصر
الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬فهيم‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬معلومات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬ومستشار‭ ‬وزير‭ ‬الزراعة،‭  ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تُصنف‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الهشة‭ ‬مناخيا؛‭ ‬بسبب‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي،‭ ‬حيث‭ ‬تعرضت‭ ‬لتغيرات‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬المناخ‭ ‬فى‭ ‬مواعيد‭ ‬الفصول‭ ‬وارتباك‭ ‬مواعيد‭  ‬الزراعة‭ ‬التقليدية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬مواجهته‭ ‬بتغيير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التوصيات‭ ‬الزراعية‭ ‬المختلفة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالى‭ ‬يستلزم‭ ‬ترك‭ ‬الفرصة‭ ‬كاملة‭ ‬لعلماء‭ ‬النبات‭ ‬بمختلف‭ ‬اختصاصاتهم‭ ‬لدراسة‭ ‬عوامل‭ ‬تأثر‭ ‬النبات‭ ‬بالتغيرات‭ ‬المناخية؛‭ ‬لوضع‭ ‬معايير‭ ‬وتوصيات‭ ‬زراعية‭ ‬جديدة‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التغيرات‭ ‬لتحقيق‭ ‬إنتاجية‭ ‬من‭ ‬محاصيل‭ ‬الأشجار‭ ‬مثل‭: ‬المانجو‭ ‬والزيتون؛‭ ‬بعد‭ ‬تأثرهما‭ ‬بشكل‭ ‬بالغ‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

محاصيل مهددة
ولفت‭ ‬‮«‬فهيم‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬تراجع‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬الزيتون‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬إنتاج‭ ‬الزيتون‭ ‬يتأثر‭ ‬بالتقلبات‭ ‬المناخية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بوتيرة‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬المتوقع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬تهديد‭ ‬عرش‭ ‬إنتاجية‭ ‬زيتون‭ ‬المائدة‭ ‬الذى‭ ‬تربعت‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭ ‬قبل‭ ‬تدهور‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الموجات‭ ‬الحارة‭ ‬المتصلة‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الزيتون‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الانتاجية‭ ‬وجودة‭ ‬الثمار‭ ‬وخاصة‭ ‬التحجيم‭ ‬ولها‭ ‬تأثير‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬الزيت‭ ‬ودرجة‭ ‬التلوين‭.‬


وتابع‭: ‬عدم‭ ‬استيفاء‭ ‬احتياجات‭ ‬البرودة‭ ‬اللازمة‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬المحصول‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬2021‭ ‬تجاوز 30‭%  ‬للأصناف‭ ‬الأجنبية‭ ‬مثل‭: ‬مانزانيلو‭ ‬وبيكول‭ ‬‭(‬الأسبانية‭) ‬وصنف‭ ‬كالاماتا‭ (‬يوناني‭)‬،‭ ‬وتسببت‭ ‬الموجات‭ ‬الحارة‭ ‬المتتالية‭ ‬فى‭ ‬مايو‭ ‬–‭ ‬يونيو‭ ‬–يوليو‭ ‬–‭ ‬أغسطس‭ ‬–‭ ‬سبتمبر‭ ‬إلى‭ ‬نضج‭ ‬مبكر‭ ‬للثمار؛‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬الثمرة‭ ‬والمادة‭ ‬الجافة‭ ‬ونسبة‭ ‬الزيت،‭ ‬خاصة‭ ‬الأصناف‭ ‬الأجنبية‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬الأوزان‭ ‬النهائية‭ ‬للمحصول،‭ ‬وانخفاض‭ ‬المحصول‭ ‬النهائى‭ ‬بحوالى‭ ‬تقريبا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬20‭-‬35‭% ‬عن‭ ‬المحصول‭ ‬المقدر‭ ‬على‭ ‬الشجر‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الصيف‭.‬


محاصيل‭ ‬أساسية‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر
فيما‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬أعدتها‭ ‬وحدة‭ ‬بحوث‭ ‬الأرصاد‭ ‬الجوية‭ ‬الزراعية‭ ‬والتغير‭ ‬فى‭ ‬المناخ‭ ‬بمعهد‭ ‬بحوث‭ ‬الأراضى‭ ‬والمياه‭ ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وإنتاج‭ ‬الغذاء‭.‬


الدراسة‭ ‬التى‭ ‬أعدتها‭ ‬الدكتور‭ ‬سامية‭ ‬المرصفاوى‭ ‬رئيس‭ ‬الوحدة‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬المتوقع‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬للمحاصيل‭ ‬الزراعية،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬التنبؤ‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬باستخدام‭ ‬نماذج‭ ‬المحاكاة‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬المختلفة‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وما‭ ‬تسببه‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬سوف‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبيا‭ ‬على‭ ‬إنتاجية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬المصرية‭ ‬حيث‭ ‬تسبب‭ ‬نقصا‭ ‬شديدا‭ ‬فى‭ ‬إنتاجية‭ ‬معظم‭ ‬محاصيل‭ ‬الغذاء‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬لها‭.‬


وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭  ‬أكثر‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬الهامة‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جراء‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وهي‭: ‬تراجع‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬القمح‭ ‬حوالى‭ ‬9‭% ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬2°م‭ ‬،‭ ‬وسوف‭ ‬يصل‭ ‬معدل‭ ‬النقص‭ ‬إلى‭ ‬حوالى‭ ‬18‭% ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬حوالى‭ ‬3‭.‬5°م‭. ‬وسوف‭ ‬يزداد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬لهذا‭ ‬المحصول‭ ‬حوالى‭ ‬2‭.‬5‭% ‬بالمقارنة‭ ‬بالاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬له‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬الجوية‭ ‬الحالية،‭ ‬وأيضا‭ ‬انخفاض‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬الشعير‭ ‬حوالى‭ ‬18‭% (‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭) ‬واستهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬سوف‭ ‬ينخفض‭ ‬حوالى‭ ‬2‭%.‬.


ووفقا‭ ‬للدراسة‭.. ‬فسوف‭ ‬تقل‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬الذرة‭ ‬الشامية‭ ‬حوالى‭ ‬19‭% ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬ عند‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬حوالى‭ ‬3‭.‬5°م‭) ‬وذلك‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بالإنتاجية‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬الجوية‭ ‬الحالية‭ ‬،‭ ‬وسوف‭ ‬يزداد‭ ‬استهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬حوالى‭ ‬8‭%. ‬أما‭ ‬محصول‭ ‬الذرة‭ ‬الرفيعة‭ ‬فسوف‭ ‬ينخفض‭ ‬حوالى‭ ‬19‭%‬،‭ ‬والاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬له‭ ‬سوف‭ ‬يزداد‭ ‬حوالى‭ ‬8‭%‬،‭ ‬وتتأثر‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬الأرز‭ ‬وتنخفض‭ ‬حوالى‭ ‬11‭% ‬ويزداد‭ ‬استهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬حوالى‭ ‬16‭%‬،‭ ‬و‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬فول‭ ‬الصويا‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر‭ ‬سلبيا‭ ‬بشدة‭ ‬تحت‭ ‬ظروف‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وسوف‭ ‬يصل‭ ‬متوسط‭ ‬معدل‭ ‬النقص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬حوالى‭ ‬28‭% ‬،‭ ‬واستهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬سوف‭ ‬يزداد‭ ‬حوالى‭ ‬15‭%. ‬

كما‭ ‬نوهت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محصول‭ ‬عباد‭ ‬الشمس‭ ‬سوف‭ ‬ينخفض‭ ‬حوالى‭ ‬27‭%‬‭ ‬وسوف‭ ‬يزداد‭ ‬استهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬حوالى‭ ‬8‭%‬،‭ ‬و‭ ‬محصول‭ ‬الطماطم‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الحساسة‭ ‬جدا‭ ‬لارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬وسوف‭ ‬تنخفض‭ ‬إنتاجيته‭ ‬حوالى‭ ‬14‭% ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬حوالى‭ ‬1‭.‬5°م،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬سوف‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭% ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬3‭.‬5‭ ‬°م،‭ ‬وقد‭ ‬تشهد‭ ‬إنتاجية‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬محصول‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬انخفاضا‭ ‬حوالى‭ ‬25‭% ‬،كما‭ ‬أن‭ ‬استهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬سوف‭ ‬يزداد‭ ‬2‭.‬5‭%‬،‭ ‬وعلى‭ ‬العكس‭ ‬سوف‭ ‬تؤثر‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬تأثيرا‭ ‬ايجابيا‭ ‬على‭ ‬إنتاجية‭ ‬محصول‭ ‬القطن،‭ ‬وسوف‭ ‬تزداد‭ ‬إنتاجيته‭ ‬حوالى‭ ‬17‭% ‬عند‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجو‭ ‬حوالي‭ ‬2°م‭ ‬،‭ ‬وسوف‭ ‬يرتفع‭ ‬معدل‭ ‬الزيادة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المحصول‭ ‬الى‭ ‬حوالى‭ ‬31‭% ‬عند‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬4°م‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬سوف‭ ‬يزداد‭ ‬استهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬حوالى‭ ‬10‭% ‬مقارنة‭ ‬باستهلاكه‭ ‬المائي‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬الجوية‭ ‬الحالية‭.‬


تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي
يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬جمال‭ ‬شحاتة،‭ ‬باحث‭ ‬مساعد‭ ‬بمدينة‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬بالإسكندرية‭: ‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬مهدد؛‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬التغير‭ ‬المناخى‭ ‬الذى‭ ‬سيؤدى‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعى‭ ‬والغذائى‭ ‬بالعالم،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬مؤشرات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬مثل‭: ‬الجفاف‭ ‬الشديد‭ ‬والأعاصير‭ ‬وموجات‭ ‬الحر‭ ‬الشديدة‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الجو‭ ‬البارد‭ ‬والمعتدل،‭ ‬لذلك‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬أصبح‭ ‬تهديدا‭ ‬خطيرا‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬


أشار‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التى‭ ‬أجريت‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬قامت‭ ‬بدراسة‭ ‬اتجاهات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬انبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تقليل‭ ‬انبعاث‭ ‬الغازات‭ ‬المسببة‭ ‬للاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود،‭ ‬وتحمل‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬ذات‭ ‬البصمة‭ ‬الكربونية‭ ‬الأعلى‭ ‬للمسئولية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬تفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحرارى‭ ‬سوف‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭ ‬وحدوث‭ ‬تغييرات‭ ‬مناخية‭ ‬شديدة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬كاشفًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الجغرافية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد،‭ ‬وعلى‭ ‬كيفية‭ ‬إنتاج‭ ‬الغذاء‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب،‭ ‬وسوف‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الخصائص‭ ‬الغذائية‭ ‬لبعض‭ ‬المحاصيل؛‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬مجاعات‭ ‬وفقرًا،‭ ‬وأيضا‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬مثل‭: ‬الجفاف‭ ‬والأعاصير‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬الإمداد‭ ‬الغذائى‭ ‬العالمى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التاثير‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تعطيل‭ ‬وسائل‭ ‬النقل،‭ ‬وسلاسل‭ ‬التوريد،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية‭.‬


‭ ‬وأوضح‭ ‬‮«‬شحاتة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬‮«‬فاو» ‬‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬إقليم‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬المياه،‭ ‬والذى‭ ‬يهدد‭ ‬بفقدان‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬30‭% ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة،‭ ‬و50‭% ‬من‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬نتيجة‭ ‬نقص‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي،‭ ‬وأيضا‭ ‬قطاع‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬سيواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬البحار،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬المستوردة‭ ‬للغذاء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭: ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج،‭ ‬مما‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأعلاف،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬والدواجن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬تحديا‭ ‬أضافيا‭ ‬أيضا‭.‬


وأكد‭ ‬‮«‬شحاتة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬الدولى‭ ‬كون‭ ‬مجموعات‭ ‬عمل‭ ‬لمواجهة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الزراعية،‭ ‬وتقليل‭ ‬الهدر‭ ‬الغذائي،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬الغازات‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحرارى،‭ ‬ومساعدة‭ ‬البلدان‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬وإدارة‭ ‬الفيضانات‭ ‬والجفاف،‭ ‬كاشفًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الحديثة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬للتأقلم‭ ‬مع‭ ‬التغير‭ ‬المناخى‭ ‬وتقليل‭ ‬آثاره‭ ‬مثل‭ ‬إنتاج‭ ‬الوقود‭ ‬الحيوى‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬الزراعية‭ ‬كمصدر‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تقليل‭ ‬حد‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الغازية‭.‬


انخفاض‭ ‬إنتاجية‭ ‬القمح‭ ‬والذرة
فى‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬جمال‭ ‬حسام‭ ‬الأستاذ‭ ‬بكلية‭ ‬الزراعة‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬إن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬قياس‭ ‬الآثار‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتوقعة‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬إنتاجية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهمها‭: ‬محاصيل‭ ‬القمح‭ ‬والذرة‭ ‬والقطن‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬مناطق‭ ‬أساسية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬نماذج‭ ‬مختلفة،‭ ‬استنتجت‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬سوف‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬ملحوظ‭ ‬فى‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬فى‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الحادى‭ ‬والعشرين،‭ ‬وتوصلت‭ ‬تلك‭ ‬الدراسات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التأثيرات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬إنتاجية‭ ‬كل‭ ‬من‭: ‬القمح‭ ‬والذرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬بينما‭ ‬سترتفع‭ ‬إنتاجية‭ ‬القطن‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأحوال‭ ‬المناخية‭ ‬الحالية‭.‬


وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬استفادة‭ ‬بعض‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬كـ ‬القطن‭ ‬والأرز‭ ‬والموز‭ ‬من‭ ‬الزيادة‭ ‬الحرارية،‭ ‬ولكنها‭ ‬ستتأثر‭ ‬سلبًا‭ ‬بزيادة‭ ‬معدلات‭ ‬البخر‭ ‬وزيادة‭ ‬ملوحة‭ ‬التربة‭ ‬والمياه،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬الزراعة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمبيدات‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تلوث‭ ‬المياه‭ ‬السطحية‭.‬


‭ ‬أستاذ‭ ‬الزراعة‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬تتوقع‭ ‬خفض‭ ‬إنتاجية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬بنحو‭ ‬11‭% ‬لمحصول‭ ‬الأرز،‭ ‬ونحو‭ ‬28‭% ‬لمحصول‭ ‬فول‭ ‬الصويا‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬مقارنة‭ ‬بإنتاجيتها‭ ‬تحت‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يؤدي‭ ‬التغير‭ ‬فى‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬إنتاجية‭ ‬القطن‭ ‬بحوالى‭ ‬29‭% ‬مقارنة‭ ‬بالوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬سيصل‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬المتوقع‭ ‬للمحاصيل‭ ‬الصيفية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬8‭% ‬لمحصول‭ ‬الذرة،‭ ‬16‭% ‬لمحصول‭ ‬الأرز‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمقننات‭ ‬المائية‭ ‬الحالية‭.‬


وفيما‭ ‬يخص‭ ‬عباد‭ ‬الشمس‭..‬أفاد‭ ‬أستاذ‭ ‬الزراعة‭ ‬بأن‭ ‬عباد‭ ‬الشمس‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الحساسة‭ ‬لارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬وسوف‭ ‬تنخفض‭ ‬إنتاجيته‭ ‬حوالى‭ ‬21‭% ‬فى‭ ‬شمال‭ ‬الدلتا،‭ ‬و27‭% ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الوسطي،‭ ‬38‭% ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬العليا‭ ‬بمتوسط‭ ‬نقص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬حوالى‭ ‬29‭%‬،‭ ‬وسوف‭ ‬يزداد‭ ‬استهلاكه‭ ‬المائى‭ ‬فى‭ ‬المتوسط‭ ‬حوالى‭ ‬6‭%‬،‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يخلف‭ ‬كثيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمحصول‭ ‬الطماطم،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الحساسة‭ ‬جدًا‭ ‬لارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬وسوف‭ ‬تنخفض‭ ‬إنتاجيته‭ ‬حوالى‭ ‬14‭% ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬سوف‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬حوالى‭ ‬51‭% ‬إذا‭ ‬ارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬3‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬أما‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬فتشير‭ ‬نتائج‭ ‬دراسات‭ ‬أثر‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬إنتاجية‭ ‬السكر‭ ‬من‭ ‬محصول‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭ ‬– بحسب‭ ‬‮«‬حسام‮» ‬‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬سوف‭ ‬تسبب‭ ‬نقص‭ ‬الإنتاجية‭ ‬24‭.‬5‭% ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المائي‭ ‬حوالي‭ ‬2‭.‬3‭% ‬ونقص‭ ‬فى‭ ‬العائد‭ ‬المحصولى‭ ‬من‭ ‬وحدة‭ ‬المياه‭ ‬حوالى‭ ‬25‭.‬6‭%‬


وأشار‭ ‬‮«‬حسام‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬دراسة‭ ‬أخرى‭ ‬لتأثير‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬المتوقعة‭ ‬على‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المائية‭ ‬للمحاصيل‭ ‬وبالتالي‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الغدانية‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬دلتا‭ ‬الوادى‭ ‬القديم‭ ‬باستخدام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬والاحتمالات‭ ‬والمعادلات،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬المقننات‭ ‬المائية‭ ‬للمحاصيل‭ ‬الرئيسية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الدلتا‭ ‬فوق‭ ‬المعدلات‭ ‬الحالية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬حيث‭ ‬تزداد‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المائية‭ ‬للذرة،‭ ‬القمح،‭ ‬القطن‭ ‬بمعدل‭ ‬10‭%‬،‭ ‬9‭%‬،‭ ‬12‭% ‬على‭ ‬الترتيب.

 ‬مختتمًا‭: ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬سوف‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬انتاجية‭ ‬معظم‭ ‬المحاصيل‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وزيادة‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المائى‭ ‬لها،‭ ‬ويصاحب‭ ‬انخفاض‭ ‬انتاجية‭ ‬هذه‭ ‬المحاصيل‭ ‬خفض‭ ‬العائد‭ ‬المزرعي،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬اتباع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬الجديدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استنباط‭ ‬أصناف‭ ‬جديدة‭ ‬تتحمل‭ ‬الحرارة‭ ‬العالية‭ ‬والملوحة‭ ‬والجفاف،‭ ‬واستنباط‭ ‬اصناف‭ ‬جديدة،‭ ‬موسم‭ ‬نموها‭ ‬قصير؛‭ ‬لتقليل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المائية‭ ‬اللازمة‭ ‬لها،‭ ‬وتغيير‭ ‬مواعيد‭ ‬الزراعة‭ ‬بما‭ ‬يلائم‭ ‬الظروف‭ ‬الجوية‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتقليل‭ ‬مساحات‭ ‬المحاصيل‭ ‬المسرفة‭ ‬فى‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المائي،‭ ‬وزراعة‭ ‬محاصيل‭ ‬بديلة‭ ‬تؤدى‭ ‬نفس‭ ‬الغرض‭ ‬ويكون‭ ‬استهلاكها‭ ‬المائى‭ ‬وموسم‭ ‬نموها‭ ‬أقل‭ ‬مثل‭ ‬زراعة‭ ‬بنجر‭ ‬السكر‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قصب‭ ‬السكر،‭ ‬الرى‭ ‬فى‭ ‬المواعيد‭ ‬المناسبة‭ ‬وبكميات‭ ‬مياه‭ ‬مناسبة‭.‬


استنباط‭ ‬سلالات‭ ‬جديدة
النائب‭ ‬هشام‭ ‬الحصرى‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭  ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬يأتى‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬القطاعات‭ ‬المتأثرة‭ ‬سلبيا‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬واضحا‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬العالمى‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تسببه‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬من‭ ‬خلل‭ ‬فى‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية،‭ ‬مستشهدًا‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ‮»‬‭ ‬فيتو‮»‬‭ ‬بما‭ ‬شهدته‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬وآثار‭ ‬للتغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة،‭ ‬مثل‭: ‬تلف‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬محاصيل‭ ‬الخضر‭ ‬والفاكهة‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحد‭ ‬المناسب‭ ‬لتلك‭ ‬المحاصيل،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬انتاجها؛‭ ‬بسبب‭ ‬الموجة‭ ‬الحارة‭ ‬خلال‭ ‬شهور‭ ‬الصيف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬بالتالى‭ ‬فى‭ ‬تعرض‭ ‬المزارعين‭ ‬لخسائر‭ ‬كبيرة،‭ ‬إضافة‭ ‬لتسببه‭ ‬فى‭ ‬موجة‭ ‬غلاء‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭.‬


ودعا‭ ‬الحصرى‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬التى‭ ‬يزداد‭ ‬تأثيرها‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عاما،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكثيف‭ ‬دور‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬استنباط‭ ‬سلالات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬أو‭ ‬ملوحة‭ ‬ونقص‭ ‬المياه‭.‬


خطط‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ
من‭ ‬جانبه‭ ‬أيده‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬المهندس‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬الجبلى‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬داعيا‭  ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬خطط‭ ‬محددة‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬خريطة‭ ‬زراعية‭ ‬واضحة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬العالمية‭ ‬أمر‭ ‬فى‭ ‬منتهى‭ ‬الخطورة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بشكل‭ ‬علمى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضا‭ ‬مشاركة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬


وأشار‭ ‬الجبلى‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الإسراع‭ ‬فى‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لمشكلات‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة،‭ ‬مثل‭: ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬أصناف‭ ‬جديدة‭ ‬تكون‭ ‬مقاومة‭ ‬لآثار‭ ‬وتداعيات‭  ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬درجات‭ ‬الملوحة‭ ‬ودرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وأيضا‭ ‬تقصير‭ ‬مدة‭ ‬الزراعة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وزيادة‭ ‬إنتاجية‭ ‬الفدان،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬تعظيم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تهديدات‭ ‬نقص‭ ‬المياه‭ ‬بسبب‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وربط‭ ‬ذلك‭ ‬بالخريطة‭ ‬الزراعية‭ ‬للبلاد‭.‬


وبدوره‭ ‬أكد‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬البنا،‭ ‬عضو‭  ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬أهمية‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تأثير‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬نظرا‭ ‬لأنهما‭ ‬أهم‭ ‬قطاعات‭ ‬متعلقة‭ ‬بغذاء‭ ‬الإنسان،‭ ‬موضحًا‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬أصبح‭ ‬أمرا‭ ‬واضحا‭ ‬وخطيرا،‭ ‬ويزداد‭ ‬أثره‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬قد‭ ‬تؤدى‭ ‬لأزمة‭ ‬فى‭ ‬الزراعة‭ ‬بشكل‭ ‬عام؛‭ ‬بسبب‭ ‬التأثير‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬كميات‭ ‬المياه‭ ‬المتوفرة‭ ‬للجميع،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭  ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬الزراعة‭ ‬للمياه‭ ‬نتيجة‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬والتصحر،‭ ‬وسط‭ ‬توقعات‭ ‬علمية‭ ‬بظهور‭ ‬الجفاف‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬فى‭ ‬بلاد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬تتفاوت،‭ ‬وتتغير‭ ‬عن‭ ‬الطبيعى،‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية،‭ ‬وكذلك‭ ‬توجد‭ ‬توقعات‭ ‬بوجود‭ ‬سيول‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬


‮«‬البنا‮»‬‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الغذاء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬القمح‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬موجات‭ ‬الحر‭ ‬غير‭ ‬ثابتة،‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬المحصول‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التنبؤ‭ ‬بالطقس،‭ ‬وإدارته‭ ‬بسبب‭ ‬التغيرات‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭ ‬والمفاجأة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬أثر‭ ‬تلك‭ ‬التغييرات‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬الزراعة،‭ ‬وتوجيه‭ ‬التمويلات‭ ‬اللازمة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬غذاء‭ ‬العالم‭.‬

نقلًا عن العدد الورقي…،

Advertisements
الجريدة الرسمية