رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة صيادي مطروح في الشتاء.. البحث عن لقمة العيش في قلب النوة | صور

صيادو مطروح
صيادو مطروح

«الصيد هواية.. وأكل العيش مُر ومحتاج للصبر» كلمات لا تسمعها إلا من الصيادين، فهي مهنة الصبر كما يُقال عليها، في بين عشق هوايتهم ومصدر رزقهم ومتاعب الحياة والظروف الجوية والطبيعية مُرادفات وتعبيرات كثيرة لا يعرفها سواهم، ولكن في نهاية المَطاف يجمعهم بحرٍ واسع وكبير لتسقط الشِباك ويأتِ الخير والرزق معها وتتوارى القلوب بالفرحة.

 

«فيتو» رصدت رحلة صيادي مطروح مع الشتاء فمع تقلبات الأجواء والظروف الطبيعية، يُعاني البعض من الخروج، ولكن البحث عن «لقمة العيش» هو أساس صبرهم.

ويقول حميم بو المنشاوي العشيبي، أحد صيادي مطروح، أن الصيادين ليس لديهم أي ملجأ في الشتاء سوى البحر وترقب حالة الأحوال الجوية والطقس، فمع كل يوم تتقلب الأحوال الجوية لينتظروا الخروج والبحث عن مصدر رزقهم، مشيرًا إلى أن العمل حسب حالة الطقس وخاصة في فترة النوات ما يزيد من مصاعب الحياة قائلا: “يوم بنشتغل وممكن أسبوع لا”، لافتًا إلى مطلب أساسي لجميع صيادين مطروح وهو توفير تأمين صحي وصرف العلاج لهم ومعاش يقضي حاجاتهم وبيوتهم.

وأضاف العشيبي، في حديثه لـ"فيتو"، أن 50% تقريبًا من مراكب الصيد بمطروح العام الحالي لم يجددو ترخيصهم نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة مع عدم استقرار الأحوال الجوية التي تجعل من الصيد شيئا مستحيلا، مشيرًا إلى أن الصياد يخرج بالمركب ممونا ويُصرف مصاريف التموين وقضاء حاجته في البحر ليومين أو ثلاثة مثلما تُعلن هيئة الأرصاد الجوية إلا أنه يتفاجأ بتقلبات الأجواء المفاجئة ليعود دون تجميع طولاته.

وأوضح صياد مطروح، أنه في القديم كانت المراكب تعود من رحلتها بالصيد بأكثر من 7 إلى 8 طولات سمك، إلى أنه في العام الحالي لا يقضى حاجته طولتين أو ثلاثة بالكثير، مشيرًا إلى الأسباب عديدة والعوامل الجوية بالتأكيد أحد الأسباب بجانب الظواهر الطبيعية والثروة السمكية المُتغيرة.

وأشار إلى أن ظهور سمكة القراض في بحر مطروح على طول السواحل حتى ليبيا هو يُعتبر عدو الصيادين - حسب وصفه- حيث تتغذى السمكة على الأسماك في الشباك وتقوم بقطع الشباك ما يُهدر الثروة السمكية في البحر، وزيادة تكلفة الصيانة على الصيادين، موضحًا أنه لم يتم اصطيادها بشباك مُخصصة لأنه غير مُخصص بيعها في الأسواق لوجود أجزاء ضارة بها، حيث أنها تتسبب في خسارة قرابة 75% من الصيد، وكذلك مُحاربة الصيادين في مواسم الصيد.

وقال الريس نصر الله الفردي، رئيس جمعية الصيادين بمطروح، إن مُعاناة الصيادين عديدة وخاصة في الشتاء لأنها مصدر الرزق الوحيد، فبجانب الأحوال الجوية والطقس يحتاج الصيادين للتأمين الاجتماعي والدعم بصرف معاش يكفل عليهم حياة كريمة، بدلًا أن يصبح الصياد دائما في ديون وتحت رحمة التجار.

وأضاف الفردي، في حديثه لـ"فيتو"، أن الظروف الاقتصادية للصيادين خاصة في الشتاء تعتبر صعبة للغاية، حيث عدم استقرار الطقس وحالة البحر وكذلك وجود أسماك القراض التي تُهاجم شباك الصيادين وتأكل الأسماك وتُقطع الشباك حيث تصل حجم سمكة القراض إلى 10 كيلو مما يزيد من مُعاناة الصيادين.

موضحًا، أنه المركب الواحدة يخرج عليها من 5 إلى 12 فردا، ومع ارتفاع تكلفة الأطعم وتجهيزات الصيد مع الظروف الاقتصادية يزيد من مُعاناة الصيادين خاصة مع قلة الخروج برحلات الصيد والتغيرات في الثروة السمكية، مشيرًا إلى أن فترة النواب من شهر ديسمبر حتى ابريل هو مُعاناة حقيقية يعيشها الصياد نتيجة عدم توافر مصدر دخل له.

الجريدة الرسمية