رئيس التحرير
عصام كامل

مطالبات علمية بوضع تشريعات خاصة بمنتجات التدخين منخفضة المخاطر

مؤتمر الحد من الضرر
مؤتمر الحد من الضرر

أكدت الإحصائيات  أن هناك مليار مدخن في العالم، وبالرغم من كل الدعوات والإغراءات لحثهم على الإقلاع عن التدخين، إلا أن هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وهى أن المدخنون يدركون أن التدخين ضار بالصحة ولكنهم يستمرون فيه.. والسؤال هنا ماذا نفعل مع هؤلاء؟
هذه الحقيقة، وهذا السؤال كان أحد المحاور الرئيسية لمؤتمر "الحد من الضرر" الذي نظمته قناة CNBC عربية في دبي، بهدف نشر الوعي بأهمية تطبيق هذا المبدأ في كافة مناحي الحياة، وذلك بمشاركة العشرات من الخبراء والمتخصصين في مجال الصحة العامة.
المؤتمر ناقش بشكل واضح دور الابتكارات ووسائل التكنولوجيا الحديثة في تحسين جودة الحياة وتخفيض المخاطر البيئة المحيطة، وكان من ضمن هذه النقاشات هو طرح بدائل الكترونية منخفضة المخاطر تحل محل السجائر التقليدية، للمساهمة في إتاحة منتجات تقدم خيارات أقل ضررًا من السجائر التقليدية.
رئيس قسم طب الأورام بمستشفى باريس بفرنسا الدكتور ديفيد خياط، قال: يجب الإقلاع عن تدخين السجائر بالصورة التقليدية، فهي سبب رئيسي في الإصابة بالسرطان، ومن يرغب من المدخنين في الاستمرار في هذه العادة عليه التحول إلى البدائل الالكترونية. أكد د.خياط على أن هناك فروقا جوهرية بين تدخين السجائر التقليدية ومنتجات التدخين الخالية من الدخان كالتبغ المسخن والسجائر الالكترونية، حيث أن تدخين السجائر يعتمد في الأساس على عملية حرق التبغ. هذه العملية تتم في السيجارة عند درجة حرارة تفوق الـ ٨۰۰ درجة مئوية، مما يُنتج دخانًا يحمل حوالي ٦۰۰۰ مادة كيميائية ضارة، هي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.
ذلك في الوقت الذي تستبدل فيه منتجات التبغ المسخن عملية حرق التبغ بتسخينه، في درجة حرارة لا تتجاوز ٣٥۰ درجة مئوية. بالتالي لا تنتج هذه العملية الدخان الذي يحتوى على المواد الكيميائية الضارة أو التي يحتمل إن تكون ضاره، وكنتيجة للتسخين ينخفض مستوى هذه المواد بنسبة تفوق۹۰٪. وختم د.خياط بضرورة وضع تشريعات خاصة بمنتجات التدخين تتناسب مع الأضرار الناجمة عن كل نوع منها.
وعلى ذات الصعيد قال ريكاردوا بولوسا، أستاذ الطب بجامعة كاتانيا – إيطاليا: كلنا نسعى إلى تقليل المخاطر الناتجة عن عاداتنا السيئة ومنها التدخين، فعلى سبيل المثال تناول المشروبات الغازية قد يسبب أضرار، ولكن يمكن تخفيفها باللجوء إلى أنواع خالية من السكر أو غيرها من المشروبات التي تقلل الضرر، كذلك الحال بالنسبة للتدخين، وقديما كنا نلجأ إلى تقليل معدلات التدخين عن طريق الأدوية، لكن الأمر لم ينجح بشكل كبير او مؤكد.
واعتبر بولوسا، ظهور منتجات بديلة للسجائر التقليدية حلا جيدا لمن لا يرغب في الإقلاع ويبحث عن تخفيض الضرر، خاصة بعد تأكيد العديد من الدراسات والأبحاث العلمية المنشورة في أمريكا وأوروبا أن منتجات التدخين البديلة منخفضة الأضرار، تساهم في إنقاذ ملايين الأرواح، مما يجعلها خطوة هامة في مجال الحد من الضرر.
أما هاري شابيرو، مدير مؤسسة DrugWise، بالمملكة المتحدة، فطالب الحكومات التي تحظر تداول منتجات التدخين منخفضة المخاطر بأن تقدم الدليل أولا على أنها ضارة، خاصة وأنها تتيح تداول السجائر التقليدية.

الجريدة الرسمية