رئيس التحرير
عصام كامل

اقترحته فرنسا وقضت عليه أمريكا..الحرب الأوكرانية تعيد مشروع الجيش الأوروبي

الجيش الأوروبي
الجيش الأوروبي

أصبح حلم إنشاء جيش أوروبي قريب المنال، وذلك بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثارت مخاوف دول القارة العجوز من غضب الدب الروسي، وتخلي حليفهم الأكبر أمريكا عنهم في مواجهة موسكو.


ماكرون يحي مشروع الجيش الأوروبي 


وبهذه الكلمات التي أطلقها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في عام 2018، والتي كانت المهد لإعادة إحياء فكرة إنشاء جيش اوروبي موحد، قائلا:" لن تحترمنا الولايات المتحدة كحلفاء إلا إذا كانت شؤوننا الدفاعية ذات سيادة. لهذا، على أوروبا بناء استقلالها كما تفعل الصين".
وظهرت الفكرة للمرة الأولى في عام 1950، والتي أطلقتها فرنسا أنذاك بهدف تعزيز الدفاع ضد الطموح السوفياتي وقتها، لكنَّ أميركا أفشلت هذا المسعى، بحجّة عدم الحاجة إلى وجود جيش أوروبيّ في ظلّ وجود حلف شمال الأطلسي "الناتو"، رغم محاولات بنائه في العام 1999، وبعدها في العام 2007، الذي شهد اتفاقية بين دول أوروبا لإنشاء أول كتيبة لمجموعات مسلحة أوروبية، بغرض الاستجابة للأزمات العالمية، لكن لم يتمّ تفعيل تلك الكتيبة.


أمريكا تقضي على الفكرة 


وأطلق الرئيس الفرنسي ماكرون فكرة إنشاء أول وحدة عسكرية عددها 5 آلاف عسكري، مدعومة بسفن وطائرات حربية ودبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة، يُطلق عليها اسم "قوة الدخول الأول". 
وحصلت هذه الفكرة على موافقة 13 دولة أوروبية، في عام 2020، وعلى رأسها ألمانيا، حيث خصص الاتحاد الأوروبي في ميزانيته بندًا لتفعيل جيشه، بهدف نقل هذا الاتحاد من قوة اقتصادية إلى قوة عسكرية أيضًا، تكون قادرة على القيام بمهمات عسكرية تحت مظلة أوروبية.
وتسببت سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تجاه أوروبا في خلق حالة من الشك لدى الأوروبيين من تحالفها الدائم مع واشنطن، والاعتماد على حلف الناتو في الدفاع عن أراضيها.
وكشف الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، عن موعد بدء قوة الردع السريع الأوروبية، والتي تكون تابعة للاتحاد، في مطلع العام المقبل.


قوة الردع الأوروبية 


وأعلن الممثل الأعلى لشؤون الأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قبل اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي، أن قوة الرد السريع التابعة للاتحاد الأوروبي يجب أن تكون جاهزة للنشر في عام 2023.

وقال: "قوة الانتشار السريع ستكون جاهزة العام المقبل. هذا ما تقوله البوصلة الاستراتيجية وهذا ما يجب أن يحدث".

يتم توضيح إنشاء قوة الرد السريع التابعة للاتحاد الأوروبي في الاستراتيجية الأوروبية بالكامل في مجال الدفاع "البوصلة الاستراتيجية"، والتي تم تبنيها في مارس من هذا العام. يجب أن تتكون قوة الرد السريع الأوروبية من 5000 جندي.

كما سيتعين على دول الاتحاد الأوروبي، في إطار الإستراتيجية الدفاعية الجديدة "البوصلة الإستراتيجية"، إجراء تدريبات مشتركة منتظمة في البحر والبر، وزيادة التنقل العسكري، وتعزيز المهام المدنية والعسكرية كجزء من سياسة الدفاع والأمن المشتركة. في الوقت نفسه، لن يتم إنشاء جيش أوروبي واحد.

 

الجريدة الرسمية