رئيس التحرير
عصام كامل

نص بيان الأمين العام للأمم المتحدة في ختام مؤتمر المناخ

أمين عام الأمم المتحدة
أمين عام الأمم المتحدة

أصدرت سكرتارية الأمم المتحدة UNFCCC  ‏بيان الختام لمؤتمر الأطراف، ووجه الأمين العام  أنطونيو جوتيريس، الشكر للحكومة المصرية على كرم الضيافة، قائلا :" أشكر الحكومة المصرية ورئيس COP 27 سامح شكرى - على كرم ضيافتهم، كما أود أن أعرب عن تقديرى لسيمون ستيل وفريق الأمم المتحدة المعنى بتغير المناخ على كل جهودهم
وأحيى المندوبين وأعضاء المجتمع المدني الذين جاءوا إلى شرم الشيخ لدفع القادة لاتخاذ إجراءات مناخية حقيقية".
كما ربط انطونيو بين موقع انعقاد المؤتمر وقصة شجرة العليقات التي توهجت حين خاطب موسى الله، قائلا :" انعقد COP27 فى مكان ليس بعيدًا عن جبل سيناء، وهو موقع مركزى للعديد من الأديان ولقصة موسى، فكان المكان المناسب، لمناقشة قصة المناخ، ففوضى المناخ أزمة ذات أبعاد توراتية، ودلالاتها فى فى كل مكان. بدلاً من شجيرة محترقة، نواجه كوكبًا محترقًا".
وقال انطونيو :" منذ البداية، كان الدافع وراء هذا المؤتمر موضوعان أساسيان: هما العدالة والطموح، العدالة لأولئك الموجودين على الخطوط الأمامية الذين لم يفعلوا الكثير للتسبب فى الأزمة بمن فيهم ضحايا الفيضانات الأخيرة فى باكستان التى غمرت ثلث البلاد، و الطموح للحفاظ على حد 1.5 درجة على قيد الحياة وسحب البشرية مرة أخرى من جرف المناخ"، مؤكدا أنه اتخذ مؤتمر الأطراف هذا خطوة مهمة نحو العدالة.
كما رحب انطونيو بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار وتفعيله فى الفترة المقبلة، قائلا :" من الواضح أن هذا لن يكون كافياً، لكنه إشارة سياسية تشتد الحاجة إليها لإعادة بناء الثقة المكسورة، ويجب سماع أصوات أولئك الموجودين على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، وأنه ستدعم منظومة الأمم المتحدة هذا الجهد فى كل خطوة على الطريق، ويجب أن تعنى العدالة أيضًا عدة أشياء أخرى".
وفى ختام كلمته قال:" أخيرًا الوفاء بالوعد الذى طال انتظاره بتقديم 100 مليار دولار سنويًا لتمويل المناخ للبلدان النامية، والوضوح وخارطة طريق ذات مصداقية لمضاعفة تمويل التكيف، وتغيير نماذج الأعمال لبنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية، ويجب عليهم قبول المزيد من المخاطر والاستفادة بشكل منهجى من التمويل الخاص للبلدان النامية بتكاليف معقولة، لكن لنكن واضحين،:" مازال كوكبنا فى غرفة الطوارئ.

وأضاف انطونيو نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات بشكل كبير الآن، وهذه مشكلة لم يعالجها مؤتمر الأطراف هذا، وصندوق الخسائر والأضرار ضروري، لكنه ليس الحل إذا تسببت أزمة المناخ باختفاء دولة جزرية صغيرة من الخريطة أو حولت بلدًا أفريقيًا بأكمله إلى صحراء، فلا يزال العالم بحاجة إلى قفزة عملاقة فى طموح المناخ.


وشدد انطونيو قائلا :" الخط الأحمر الذى يجب عدم تجاوزه هو الخط الذى يجعل كوكبنا يتجاوز حد درجة الحرارة البالغ 1.5 درجة، وللحصول على أى أمل فى الحفاظ على 1.5، نحتاج إلى الاستثمار بشكل مكثف فى مصادر الطاقة المتجددة وإنهاء إدماننا للوقود الأحفوري، ويجب علينا تجنب التدافع على الطاقة الذى تنتهى فيه البلدان النامية فى المركز الأخير، كما فعلوا فى السباق للحصول على لقاحات COVID-19.


وشدد انطونيو قائلا :" مضاعفة الوقود الأحفوري مشكلة مزدوجة، حيث تعد شراكات انتقال الطاقة العادلة مسارات مهمة لتسريع التخلص التدريجى من الفحم وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة، لكننا بحاجة إلى المزيد، و لهذا السبب أضغط بشدة من أجل ميثاق تضامن مناخي، تبذل فيه جميع البلدان جهدًا إضافيًا لتقليل الانبعاثات هذا العقد بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة، وكذلك ميثاق حشد للمؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص، والدعم المالى والتقنى للاقتصادات الناشئة الكبيرة لتسريع تحولها إلى الطاقة المتجددة، من أجل الحفاظ على حد 1.5 درجة فى متناول اليد ولكل شخص أن يلعب دوره".

وشملت أيضا كلمة الأمين العام للأمم المتحدة بعض التوجيهات لما بعد الCop27 قائلا:" يختتم COP27 بالكثير من الواجبات على الجميع، ونحن بالفعل فى منتصف الطريق بين اتفاقية باريس للمناخ والموعد النهائى لعام 2030، ونحن بحاجة إلى كل الأيدى على ظهر السفينة لتحقيق العدالة والطموح، ويشمل ذلك أيضًا الطموح لإنهاء الحرب الانتحارية على الطبيعة التى تغذى أزمة المناخ، وتدفع الأنواع إلى الانقراض وتدمير النظم البيئية".

وأشار الأمين العام إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي الشهر المقبل، قائلا :" أنه هو الوقت المناسب لاعتماد إطار عمل عالمي طموح للتنوع البيولوجي للعقد القادم، مستمدا من قوة الحلول القائمة على الطبيعة، والدور الحاسم لمجتمعات السكان الأصليين، و تتطلب العدالة والطموح صوت المجتمع المدنى كعامل أساسى .

وحول مصدر الطاقة الأكثر حيوية فى العالم قال الأمين العام، إن قوة الناس هى الأقوى، وهذا هو سبب أهمية فهم بُعد حقوق الإنسان للعمل المناخي. حيث حافظ المدافعون عن المناخ، بقيادة الصوت الأخلاقي للشباب، على استمرار جدول الأعمال فى أحلك الأيام، ويجب حمايتهم.

ووجه كلمة للشباب والمجتمع المدنى قائلا :" أقول لهم جميعًا إننا نشارككم الإحباط، لكننا نحتاجكم الآن أكثر من أى وقت مضى، وعلى عكس القصص من شبه جزيرة سيناء، لا يمكننا أن ننتظر حدوث معجزة من قمة جبل، سيستغرق كل واحد منا القتال فى الخنادق كل يوم، معًا، دعونا لا نتوانى عن الكفاح من أجل العدالة المناخية والطموح المناخي، ويجب علينا كسب هذه المعركة من أجل حياتنا ونحن قادرون على ذلك .

الجريدة الرسمية