رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة رشدي.. صاحبة نادرتين لم تحدث في تاريخ السينما في مصر.. وهذه نهايتها رغم شهرتها

فاطمة رشدي
فاطمة رشدي

واحدة من رائدات السينما رغم أن شهرتها كانت وظلت كنجمة وممثلة مسرحية، اتجهت فاطمة رشدي  ـ شأنها شأن الكبار فى المسرح في العشرينيات والثلاثينيات إلى العمل في السينما وهي ممثلة ومخرجة ومنتجة، ولدت فاطمة رشدي في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر عام 1908.


تقول فاطمة رشدي عن نفسها: أنا فاطمة رشدي خليل أغا قدري من مواليد الإسكندرية توفي أبي وأنا صغيرة دون دخل ثابت فعملت أمى وشقيقتاي رتيبة وإنصاف رشدي بفرقة أمين عطا الله المسرحية وذات ليلة تشاجرت مطربة الفرقة مع صاحبها وتركت له المسرح فإذا بصاحب الفرقة يدعوني بأن أحل محلها ولإنقاذ سمعة الفرقة لبيت نداءه وغنيت "طلعت يامحلا نورها "ولحظتها كتبت ساعة ميلاد فاطمة رشدي. 

 

تحملت الخسائر راضية 

فاطمة رشدي هي النجمة الوحيدة في تاريخ السينما التي شاركت بطولة وإنتاج فيلم روائي ثم قامت بحرقه بالكامل لأنه لم يعجبها حين شاهدته في عرض خاص، تعلق على ذلك في مذكراتها وتقول: لم أعبأ بالمئات التي أنفقتها في فيلم "تحت سماء مصر" إخراج وداد عرفى عام 1928، ذلك أننى أنشد الإجادة ولا يهمني المال.

فاطمة رشدي مع حسين رياض

وعلى مدى 20 عامًا قدمت فاطمة رشدي 14 فيلمًا شاركت في إنتاج بعضها وهم: الهارب من ثمن السعادة، العزيمة، إلى الأبد، العامل، الطريق المستقيم، مدينة الغجر، بنات الريف، عواطف، الريف الحزين، الطائشة، الجسد، دعوني أعيش، 

 

زواج عزيز عيد 

بدأت فاطمة رشدي أولى خطواتها الفنية، وهى في الخامسة عشرة ضمن كورس فرقة الموسيقار سيد درويش عام 1921، ثم كان اللقاء بالمؤلف المسرحي عزيز عيد في أحد ملاهي روض الفرج عام 1923 حيث أعلن تبنيه لها فنيًّا، بعد ان توسم فيها الموهبة والقدرات الفنية الكامنة، فضمها إلى فرقة يوسف وهبي بمسرح رمسيس،  ثم تزوجها بعد ذلك لتصبح نجمة فرقة رمسيس المسرحية.

 

سارة برنار الشرق

وتزوج فاطمة رشدي الفنان عزيز عيد بعد أن أشهر إسلامه وهي في الخامسة عشر، وكان يسميها "بطاطا زي الزبدة"، وقدم سيد درويش فاطمة رشدى إلى الفنان نجيب الريحاني ليسند لها دورًا ثانويًّا فى مسرحيته "كشكش بيه عمدة كفر البلاص"، حتى أن الكاتب محمد التابعى أطلق عليها اسم “سارة برنار الشرق”. 

مع حسين صدقي فى فيلم العزيمة 

قامت فاطمة رشدى بتكوين فرقة مسرحية باسمها، وقدمت أكثر من 200 مسرحية من الأدب العالمى، وبعض الروايات العربية منها: غادة الكاميليا، النسر الصغير، القناع الأزرق، الذباب، العواصف، قصر الشوق، زقاق المدق، وفي الستينيات اعتزلت فاطمة رشدى الأضواء.

 

قدمت فاطمة رشدي أولى تجاربها السينمائية مع بدر لاما عام 1928 فى فيلم "فاجعة فوق الهرم"، وهو الفيلم رقم 6 في تاريخ السينما الروائية،  قامت بتأليف وإنتاج وإخراج وتمثيل فيلم "الزواج" مع محمود المليجى فى أول دور له فى السينما من إخراجها وتمثيلها وإنتاجها،  وعرض بسينما الكوزموجراف في يناير 1933 كثاني عمل سينمائى لها، ثم فيلمها العظيم مع كمال سليم رائد الواقعية في السينما المصرية الذى تزوجته بعد انفصالها عن عزيز عيد ـ فيلم "العزيمة " مع حسين صدقى الذى  حقق نجاحًا كبيرًا.

 

فيلم العزيمة 

اكتشفها المخرج الإيطالي ألفيزي نورفانيللي، فقدم لها فيلمين؛ الهارب وثمن السعادة.. ثم تعرفت على المخرج كمال سليم فقدم لها فيلم "العزيمة"، من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما التي يمتلكها طلعت حرب بسبب تحمسه لها وتقاضت عنه 160 جنيهًا، ثم تزوجت من كمال سليم.

فاطمة رشدى مع محمود المليجي 

من كثرة شغفها بالفن رفضت بل قاومت فكرة إنشاء معهد للتمثيل وأعلنت في خطاب نشر بالأهرام عام 1931  أنه سيكون عديم الجدوى والفائدة لأن التمثيل ليس دروسا تلقى في غرف مغلقة ذات جدران أربعة ولا نظما يتوارثها جيل عن جيل، ولكنه استعداد وموهبة ومران وجهد يجب العمل على تهذيبه لا تلقينه.

عندما قامت الممثلة المصرية فاطمة رشدي بتمثيل رواية على المسرح ادعت أنها مؤلفتها وبالصدفة البحتة ذهب مؤلف الرواية لمشاهدة العرض المسرحي، وطوال مدة العرض فوجئ بسرقة مسرحيته وثمار فكره أمام عينيه وتألم كثيرًا عندما أقام المؤلف فى اليوم التالي دعوى قضائية ضد فاطمة رشدي يتهمها فيها بسرقة نص مسرحيته ونسبها إلى غير صاحبها الأصلي، وحكم القاضي بفرض غرامة مالية على فاطمة رشدي 15 جنيهًا لتصبح أول قضية سرقة فنية في مصر.

 

نهاية مؤلمة 

عاشت فاطمة رشدي السنوات العشرين الأخيرة من عمرها في شقة صغيرة بالسويس بالرغم مما عاشته في حياتها من مجد وشهرة لتعيش حياة المرض والفقر، وفى القاهرة تنقلت بين فنادق الدرجة الرابعة حتى بادرت الفنانة هند رستم  بجمع مبالغ من زملائها الفنانين بدأت فيها بنفسها بالتبرع بـ 5 آلاف جنيه بعد أن استمعت إليها  تقول إن كل ما تتمناه شقة في وسط المدينة لمتابعة علاجها، وجمعت هند 190 ألف جنيه من 23 فنانًا واشترت لها شقة بشارع رمسيس، لترحل سارة برنار الشرق فاطمة رشدي بعد أن سكنتها بأيام عام 1996.

الجريدة الرسمية