رئيس التحرير
عصام كامل

الحجم الحقيقي لـ عبد الله الشريف !

كما كان متوقعا انتهت زوبعة 11 ـ 11 دون أي شيء يذكر، اللهم درس جديد من رجل الشارع العادي الذي يثبت دائما أنه أذكى من عتاة الساسة في مصر، وأكثر رشادًا ممن يعتبرون أنفسهم ضالعون في علوم التثوير الذين جابوا مشارق الأرض ومغاربها للبحث عن تجربة تلقي بمصر في طريق مجهول مخاطره وبلاءاته أضعاف مضاعفة مما يتوهمونه تصحيح أو إعادة البلاد إلى اللحظات الأولى لـ 25 يناير 2011 في تجاهل أحمق للواقع الحالي الذي يجعل من الصعوبة بل من المستحيل سواء الآن أو في المستقبل إعادة عجلة الزمن للخلف. 

أكثر ما يلفت الانتباه فيما حدث خلال الأسابيع الماضية والشحن المتواصل للخروج والتظاهر، التقديس الملفت بين جمهور المراهقين من أبناء التيار الديني وأنصاره لـ عبد الله الشريف، اليوتيوبر متعدد المواهب في استغلال جمهور الإسلام السياسي، والذي نجح في مهمته بامتياز على مدار سنوات ليصبح عند معظمهم «رجل بحجم أمّة» !

امتلك عبد الله الشريف بالشعبوية والسجع وتطويع الخيال الإسلامي في خدمة المحتوى الذي يقدمه مشاعر جمهور يحكم تصوراته ومواقفه وقرارته العاطفة الدينية.. مع أن أقل قدر من المنطقية يجعلنا نرى بالعين المجردة الحجم الحقيقي لعبد الله الشريف.

ليس أكثر من شخص انتهازي هرب بحياته وأمانه واستقراره الشخصي وترك أسرته كاملة في جوف المخاطر وقرر استكمال طريق الشهرة والمال ليلقي بآخر رجل في عائلته ـ حسب تصريحه ـ في غياهب السجون.. أي رجل.. وأي حجم.. وأي شرف؟ 

مهرج قرر تحريض المراهقين والبسطاء على اتباع طريق موحش هو نفسه نأى بمصيره عنه وهرب خارج البلاد وسبق للمقاول محمد على الزج بعشرات المراهقين والبسطاء داخل السجون في تحريض مشابه قبل سنوات.. أي أخلاق.. وأي بطولة؟ 

نعم لا ينبغي لأي إنسان برئ أن يدفع فاتورة تصرفات غيره، ولايمكن أبدًا التبرير لأي إجراءات غير قانونية أو تأييدها بأي شكل كان، لكن إن كان الوضع الأمني وإشكاليات الصراع المزمن في مصر فرضت ذلك على البلاد كلها، فمن شيم الكبار التصرف على مستوى المسئولية والخطر والتخلي عن الانتهازية والبلادة والزيف.. عبد الله الشريف ليس بحجم أمّة، بل يتصرف مع أسرته ووطنه بحجمه الحقيقي.. لا أكثر ولا أقل!  

الجريدة الرسمية