رئيس التحرير
عصام كامل

"كانتين المدارس" فيه سم قاتل.. معلمون يتورطون في الكارثة.. و"التعليم" آخر من يعلم

كانتين المدرسة
كانتين المدرسة

لا تتحدث عن الدور التربوى للمدرسة والمدرسين، طالما كل قيمة أصبحت تقاس بالمكسب المادى، فعندما يتربح المدير من «الكانتين» ومعه ثلة من المدرسين والمسئولين دون ضوابط ورقابة صارمة، لا تسأل عن صحة الأطفال أو حتى تعليمهم، فالقيم لا تتجزأ كما المبادئ.

والمخالفات فى كانتين المدارس لا تعد ولا تحصى فى غياب وزارة التربية التعليم، فما يهم من يدير تلك المنظومة هو العمولة وقيمة الإيجار والمكسب، وجميع المدارس فى مصر سواء مدارس حكومية أو خاصة أو الدولية أصبحت تتربح بشدة من وراء المشروع وتتغافل عن منتجات ممنوعة وغير صحية وتحتوى على مواد حافظة ومكونات قد تضر بصحة الأطفال فى ظل غياب الرقابة.

 

بزنس كبير

ويكشف مصدر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أن الكناتين المدرسية تقع تحت إشراف ومتابعة وحدة المدرسة المنتجة فى الإدارة التعليمية التابع لها المدرسة والجمعية التعاونية بالإدارة، يوضح أن هناك لجنة تشكل على مستوى الإدارة لمتابعة الكناتين فى جميع مدارس الإدارة التعليمية وتجتمع بصفة دورية أو بشكل طارئ فى حال وجود ما يستجد من أمور تخص الكانتين المدرسى.

حسب المصدر، يتكون أعضاء اللجنة من مندوب من الصحة المدرسية، والنشاط الطلابى ومختص فى التغذية والأخصائى الاجتماعى أو مدير المدرسة، وممثل من مجلس الآباء والأمناء والمعلمين.

يؤكد المصدر أن الكناتين فى المدارس الخاصة عددها أكبر، ويكون ربحها أكثر من المدارس الحكومية بحكم ما يتم بيعه للطلاب بأضعاف مضاعفة عن سعرها الحقيقى، كما يتم إدخال أطعمة ومشروبات ممنوعة داخل تلك المدارس لتحقيق ربح سريع، فبجانب المواد الحافظة والمشروبات الغازية غير الصحية والإندومى، أصبح يُباع داخل المدارس مشروبات الطاقة ومشروبات +18، مؤكدًا أن المسئول عن دخول تلك المواد داخل المدرسة فى المقام الأول هو إدارة المدرسة، والمشكلة أن مدير المدرسة والسكرتير والأخصائى الاجتماعى ومسئول الزراعة والنشاط يعتبر لهم نسبة من ربح الكانتين، مؤكدا أن الوزارة ستنظم فى الفترة المقبلة حملات توعية ورقابة من قبل إدارة المتابعة على المدارس لمتابعة الأصناف التى يتم جلبها للطلاب فى المدارس.

 

مطلوب رقابة صارمة

تقول عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور: إنه لا بد من وضع رقابة صارمة من جانب الجهات المعنية على «الكانتين» فى المدارس بأنواعها المختلفة الحكومية والخاصة، وأضافت فى تصريحات خاصة لـ»فيتو»، أنه لا بد من التأكد من صلاحية المنتجات التى يتم بيعها فى «كانتين» المدارس ويقوم بشرائها الطلاب، والتشديد على منع بيع المأكولات الخفيفة والمكشوفة للأتربة، وكذلك أى مشروبات أو مأكولات غير صحية وتحتوى على المواد الحافظة.

وطالبت عبير أولياء الأمور بتوعية أبنائهم والتشديد عليهم بالابتعاد عما يسمى بـ»مشروبات الطاقة» التى تؤدى لعدم انتظام ضربات القلب وضعف التركيز والتأثير السلبى على صحتهم، وشددت على أولياء الأمور بضرورة إعداد «اللانش بوكس» لأبنائهم، وبه كافة العناصر الغذائية، والتى تغنى أبناءهم عن اللجوء إلى كانتين المدرسة، مؤكدة على أهمية وجبة الفطار للطلاب.

 

خطورة كبيرة

وعلى جانب آخر، أكدت الدكتورة شيرين زكى وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة سلامة الغذاء بالنقابة، أن هناك خطورة كبيرة جدا من المواد التى تباع فى كانتين المدارس باعتبارها مليئة بالمواد الحافظة والمواد الكيميائية المسببة للعديد من الأمراض ولها أضرار مباشرة وغير مباشرة على الأطفال.

ولفتت رئيس لجنة سلامة الغذاء بنقابة البيطريين إلى أنه وردتها الكثير من الشكاوى الخاصة من منتجات تباع داخل كانتين المدارس ضمنها شكوى ببيع أحد مشروبات الطاقة للأطفال، لافتة إلى أن هذه المشروبات كارثة كبرى على الكبار فما بالك عندما يتم تناولها من قبل الأطفال.

وأضافت "زكى" فى حديثها لـ"فيتو": ضمن الإجراءات الصحية والوقائية لهذه المشروبات أنه يحظر تناولها لمن هم أقل من  ١٨ عاما لأنها تسبب زيادة فى العنف لدى الأطفال وتُغير فى سلوكياتهم وتجعل الشخص أكثر ميلا للرغبة للتدخين بخلاف أضرارها الرهيبة على الجهاز العصبى والجهاز الدورى.

ولفتت وكيل البيطريين إلى أن معظم المواد المباعة داخل كانتين المدارس مليئة بالمواد الحافظة مثل المواد المغلفة الجاهزة والتى يضاف لها مادة بروبيونات الكالسيوم، وهى مادة مضادة للتعفن متهمة بتدمير الغشاء المبطن للمعدة، وتتسبب فى حدوث التهاب مزمن يسفر عن قرحة المعدة.

الجريدة الرسمية