رئيس التحرير
عصام كامل

مؤتمر المناخ اقتصاديا.. وحفظ الله مصر

لا أعتقد أن شيئا أفيد لمصر في هذه الفترة من مؤتمر المناخ العالمي بشرم الشيخ، فهذا المؤتمر جاء في وقته تماما، حيث يجتمع أكثر من 190 دولة على رأسها أمريكا ودول أوروبا، وهذا الاجتماع في هذا التوقيت، ومع وجود دعوات سابقة لمخربين وإرهابيين بضرورة النزول في 11/11 أي اليوم -رد الله كيدهم في نحورهم- تلك الدعوات التي من خلفها تنظيم الإخوان الإرهابيون، ومقاول هارب فاشل تبرأ أهله منه بما فعله معهم من خداع وسرقة، كما ظهر من قبل حين فشلت بعض دعواته وهو يسب الشعب المصري كله لأنه لم يحقق هدف ذلك الفاشل الممول من الإخوان الإرهابيين. 

 

فهذه الدعوة المغرضة لحشد الناس في 11/11 الهدف الوحيد منها استغلال الظروف الاقتصادية التي يعاني من الشعب من غلاء موجود في العالم كله لتدمير مصر كلها لصالح الإخوان الإرهابيين صنيعة المخابرات الإنجليزية وعصا المخابرات الأمريكية حاليا، وهي -أي الدعوة للنزول- بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق، فهل من العقل أن إنسانا يعاني من مشكلات في منزله مثل صرف صحي أو كهرباء يهدم هذا المنزل؟ الطبيعي أن يحاول إصلاح الخلل كما هو حادث الآن.. 

 

وجه الرئيس السيسي للاهتمام بالصناعة لتقليل الاستيراد وبالتالي توفير الدولار والاتجاه للوصول بالتصدير إلى 100 مليار دولار مما سيؤثر بالإيجاب على الاقتصاد والشعب المصري فيما بعد، حيث ستتحسن الأحوال، لكن أن نقف ونقرر هدم الدولة وإعادة مرحلة حوادث 25 يناير وفترة حكم الإرهابيين، وافتقاد الأمن وكل فرد يدافع عن شقته ومنزله واللجان الشعبية من البلطجية والأهالي، فكل ذلك يعني عدم وجود عقل أو التغييب عند البسطاء المخدوعين على يد الإرهابيين الذين يريدون أن يتخذوا من هؤلاء مطية لتحقيق أحلامهم بعودتهم لحكم مصر والانتقام من أهلها وتدميرها. 

دعم التحول للأخضر 


لكن انعقاد ذلك المؤتمر العالمي في توقيت الدعوة المغرضة رسالة واضحة وقوية للعالم على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الذي تتمتع به مصر، فاستضافة مصر لحدث عالمي هام يكسبها ثقلا سياسيا واقتصاديا على المستوى الدولي لاهتمامها بحل القضية التي تشغل العالم كله، وحضور كل القادة والزعماء لمصر في ظل الأمن والاستقرار الذي تنعم به يعطي رسالة للعالم أجمع بالأمن والأمان والاستقرار الذي تتمتع به، وهي رسالة هامة تجذب الاستثمارات الأجنبية لأن المستثمر دائما ما يبحث عن الاستقرار أولا، إضافة لما تتمتع به مصر من مناخ استثماري مهيأ لجذب الاستثمارات.


ونجد أن انعقاد القمة في مدينة شرم الشيخ التي تعد من أهم المدن السياحية عالميا، إضافة لزيادة الأفواج للمناطق الأثرية في مصر، هو أكبر ترويج وتسويق ودعاية للسياحة المصرية، حيث يساهم في جذب السياح الأجانب من كافة أنحاء العالم، مما يعود بالنفع على زيادة الدخل من العملة الصعبة. كما نجد موقفا أفريقيا موحدا تجاه قضايا التغير المناخي لطرحها على طاولة التفاوض بقمة المناخ، وذلك بالتزامن مع تبني مصر سياسات حاسمة وجهود كبيرة مبذولة لدعم التحول الأخضر، فالقارة الأفريقية تعد أكثر المناطق التي تعاني من التغيرات المناخية ومن المنتظر أن تحقق أعلى استفادة من المؤتمر والوصول لاتفاقيات جذرية لحل مشاكل القارة من تصحر وجفاف وأعاصير في بلدانها.


وانعقاد القمة في مصر يعد فرصة لفتح آفاق واسعة مع الشركات العالمية التي تشارك بالقمة، وذلك لجذب استثماراتها إلى مصر خاصة مع توافر الطاقة بأسعار أقل من أوروبا، إضافة إلى وجود المناطق الاقتصادية الهامة بها والتي تتوافر بها كل وسائل تحفيز الاستثمارات، فقمة المناخ فرصة جيدة لإطلاق المشروعات الصديقة للبيئة في مصر وفتح أبواب الاستثمار المحلي والأجنبي فيها. 

 

في الوقت نفسه، تستهدف مصر، فتح الباب أمام الاستثمارات في مشروعات الطاقة الخضراء كمشروعات الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى أن القمة فرصة لتحقيق ذلك خاصة مع وجود المستثمرين في مجال البيئة النظيفة والاقتصاد الأخضر ليتعرفوا على إمكانيات مصر والفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة أمامهم في هذا المجال. 

 

 

كما يمكن زيادة استثمارات الشركات العاملة في مجالات إنشاء محطات الطاقة الشمسية، خاصة بعد إنجاز هذه الشركات عددا كبيرا من محطات الطاقة الشمسية في مدينة شرم الشيخ والتي حولتها إلى مدينة خضراء. والفرصة متاحة لإنشاء مصانع ألواح الطاقة الشمسية عبر استغلال العناصر الهامة الموجودة بالرمال السوداء والمواد الخام المتاحة في مصر، مشيرا إلى أن توفير الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة يساهم في زيادة مصادر الطاقة ما يوفر كمية كبيرة من الغاز الطبيعي والكهرباء لزيادة نسبة الصادرات منها وزيادة الدخل من العملة الصعبة. حفظ الله مصر وأهلها ورئيسها وجيشها ورجال أمنها من كل مكروه وسوء.

الجريدة الرسمية