رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ بمركز بحوث الصحراء: عجز اللحوم الحمراء نحو 445 ألف طن.. والإبل هي الحل

الأبقار
الأبقار

أكد الدكتور أحمد رجب عسكر أستاذ ورئيس قسم تغذية الحيوان والدواجن بمركز بحوث الصحراء، ورئيس الحملة القومية للنهوض بإنتاجية الإبل ان مصر تعاني من عجز كبير في إنتاج اللحوم الحمراء فقد بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي حوالي 55٪ فقط، أي ما يعادل 543 ألف طن موزعة على الأبقار) 325 ألف طن، والجاموس 165 ألف طن، والأغنام 26 ألف طن، والإبل 17 ألف طن، والماعز 10 ألاف طن، بينما بلغت كمية اللحوم الحمراء المتاحة للاستهلاك حوالي 988 ألف طن، ومن هنا قدر حجم العجز من اللحوم الحمراء بحوالي 445 ألف طن. 

 

وأضاف عسكر أنه يتم سد هذا العجز عن طريق الاستيراد من الخارج، والذي يعتمد بشكل أساسي على لحوم الابقار 444 ألف طن، والتي تصل إلى 99٪ من إجمالي اللحوم الحمراء المستوردة بإجمالي 21.5 مليار جنيه، مما يشكل عبئًا كبيرًا على ميزان المدفوعات بالدولة والذي يستوجب تطوير الاستراتيجيات الفعالة قليلة التكلفة وتشجيع الإنتاج المحلي للحد من العجز مع الاخذ في الاعتبار الظروف البيئية القاسية الناجمة عن تغير المناخ والجفاف وندرة المياه العذبة وكذلك البحث عن بدائل أقل ضررا على البيئة. 

 

وأشار أستاذ تغذية الحيوان إلى أنه في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها مصر والعالم تظهر أهمية الإبل في تحقيق الأمن الغذائي في مصر والذي يرجع إلى حد كبير لقدرتها على استخدام نباتات المراعي الطبيعية والتي لا تتنافس بشكل مباشرة مع الإنسان. 
 

وأوضح أنه تمتلك الإبل خصائص مميزة للتكيف مع البيئات القاحلة والتصحر ونقص الموارد الطبيعية وتعتبر مصدرًا رئيسيًا للدخل لقاطني المناطق الجافة وشبه الجافة، كذلك تعتبر الأبل أكثر أنواع القطعان الحيوانية إنتاجا للحليب واللحوم في ظل هذه الظروف القاسية.

 

ولفت الأستاذ بمركز بحوث الصحراء إلى أن الإبل يعيش معظمها في دول شرق أفريقيا حيث أن الجفاف يحد من تربية الأنواع الحيوانية الأخرى ويعد السبب الرئيسي لانتقال العديد من المربين من تربية الأبقار إلى تربية الابل في أطار سيناريو تغير المناخ لأن الأبل يمكن أن تواصل لأكثر من أسبوع بدون شرب الماء وتعتبر حيوانات واعدة تتميز بكونها أكثر الأنواع الحيوانية المتحملة للجفاف. 
دور الحملة القومية للنهوض بإنتاجية الإبل.


وأوضح عسكر أن النتائج الأولية للحملة القومية للنهوض بإنتاجية الإبل كانت واعدة بإنتاج صغار الأبل على وزن حي 300 كجم وعمر عام واحد مع كفاءة اقتصادية كبيرة في استخدام الأعلاف، واتباع نظام غذائي أقل في التكلفة بالمقارنة بإنتاج العجول البقري والذي يرجع إلى انخفاض المأكول اليومي، واستخدام نظام غذائي منخفض التكلفة، مما يساهم أيضًا في الحد من استيراد الذرة وكسب فول الصويا باهظة الثمن، والاعتماد بشكل كبير في التسمين وأنتاج اللحوم على المحاصيل العلفية المنزرعة محليا مثل البرسيم الحجازي.

 

وكشفت النتائج أيضًا الى أن الإبل لها ميزة نسبية كبيرة في النمو على أعمار صغيرة. من المتوقع أيضًا انخفاض انبعاث غازات الاحتباس الحراري (GHGs) من الإبل بالمقارنة بالأبقار، ممايقلل من فقد الطاقة ويزيد من كفاءة استخدام الغذاء ويسهم في إيجاد بيئة نظيفة بدون تلوث. 

 

وعلاوة على ذلك، فانه من المتوقع أن يكون راس المال المستثمر المطلوبة لمشروع عجول الإبل أقل بكثير من تلك المتطلبة لمشروع عجول الأبقار، فبالإضافة إلى انخفاض سعر شراء صغار الإبل فان تنفيذ مشروعات النمو أو التسمين في الإبل في المناطق القاحلة أو الصحراوية لا يحتاج الى تجهيزات إضافية خاصة ضد الإجهاد الحراري أو الجفاف أو ندرة المياه مقارنة بالأبقار. 


واضاف انه سيؤدي استخدام برامج غذائية مناسبة للإبل على أعمار صغيرة إلى تحسين معدل النمو وضمان إنتاج ذبائح صغيرة السن عالية الوزن والجودة وذات نكهة جيدة تنافس السوق بأسعار مناسبة تضمن ربحية المربى. إذا تمت إدارة هذا النهج بشكل صحيح، فإنه من الممكن أن يتم ذبح صغار الإبل بشكل منتظم على مدار العام كاستراتيجية اقتصادية فعالة، مما يؤدي إلى مساهمة فعالة في الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء في مصر دون الاخلال بالبيئة والتي تعتبر خطوة هامة على طريق التنمية المستدامة للإنتاج الحيواني في مصر.

الجريدة الرسمية