رئيس التحرير
عصام كامل

اغتيال نجيب الريحاني!

كانت شادية في الثامنة والعشرين من عمرها عندما قدمت المرأة المجهولة أمام شكري سرحان الذي يكبرها أصلا بسبع سنوات كاملة! وكانت هند رستم في الثانية والثلاثين من عمرها عندما قامت ببطولة شفيقة القبطية أمام حسن يوسف والفرق بينهما فعليا ثلاث سنوات! وكان عباس فارس أبا لميمي شكيب في أبو حلموس، وكان في الخامسة والأربعين وهو السن نفسه الذي أدي فيه حسن عابدين دور الأب مع نسرين في مسلسل فرصة العمر، ومع سهير البابلي في مسرحية نرجس! وكان أحمد ماهر والدا لشيرين في المتزوجون وهو في الثالثة والثلاثين!

 
وهكذا في عشرات الأعمال في مراحل مختلفة من عمر الشاشة العربية لم يكن السن حائلا لأدوار  معينة إذ ظل في عصور النهضة الفنية الحقيقية موضوعها.. لا يخضع لانطباعات ما أو خلفيات غير فنية ولا حتي لعمل أيد خبيثة نفذت إلى ساحة توجيه الرأي العام.. ووجهته!! هل رأيت المسلسل يا فلان؟! لا.. لكنني سمعتهم يقولون! هل رأيت العمل يا علان ؟! لا.. لكن كل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا علي خطأ!


أكثر هؤلاء تفاعلا من قالوا شاهدنا الحلقة الأولي! أين إذن الصبر الذي طالبتم به مع واحد من أردأ وأسوأ الأعمال الفنية التي خدشت القيم المصرية وهو سابع جار؟! وكان شعاركم  في ظل غضبة شعبية هائلة: امنحوه الفرصة واصبروا عليه!

تقييم غريب  


أين التقييم اللوذعي الفساكوني الهمايوني المناخوليا الذي قيل دفاعا عن أحد أردأ أعمال الشاشة العربية والذي لا يقل خوضا في تقاليد شعبنا "أصحاب ولا أعز"؟! فجأة تبخر كل ذلك.. وأصبحنا نحكم علي الأعمال الفنية بأعين غيرنا مرة.. وبغير أي فرص مرة.. ودون أن تكتمل مرة.. وبالانطباعات المسبقة مرات ومرات!


مؤلف العمل الكاتب الكبير محمد الغيطي صاحب حريم الملح والسكر، وصرخة أنثي، والحصيدة، ومملكة الغجر، وأدهم الشرقاوي، وغيرها وغيرها من أعمال أثارت جدلا في وقتها يصبح فجأة مؤلفا فاشلا! ومخرج العمل الكبير محمد فاضل صاحب ناصر ٥٦، والقاهرة والناس، وأبنائي الاعزاء شكرا، وحب في الزنزانة، ولا يزال النيل يجري، أصبح فجأة مخرجا لا يعرف أصول مهنته!


وفجأة تتحول فردوس عبد الحميد الفنانة الكبيرة المهذبة بطلة أنا وإنت وبابا في المشمش، وليالي الحلمية، وحكاية ميزو، وليلة القبض علي فاطمة، وغيرها وغيرها عرضة للتطاول ولا تعرف تختار أدوارها!


الأول صاحب معركة مريرة مع الجماعة الإرهابية بلغت حد السفالة والخوض في الأعراض والثاني والثالثة أصحاب واقعة القباقيب في التظاهر الشهير ضد الإرهابية في الاعتصام الأشهر للفنانين بوزارة الثقافة! وجميعهم مشهود بوطنيتهم ومواقفهم مع الدولة المصرية وجيشها العظيم وبمواقفهم ضد الفساد وضد أعداء شعبنا العظيم!

 


أما نجيب الريحاني -وبدلا من تكريمه في صورة الاحتفاء بمسلسله علي أي نحو-  فسيتحول في الذاكرة -الذاكرة- الجمعية من أحد أهم رموز الفن العربي إلى مجرد عمل فني أثار جدلا عليه خلافات كبيرة! ورغم عشرات التحذيرات في عشرات المقالات والحلقات الإذاعية والتلفزيونية السابقة.. عن حروب الجيل الرابع وغيرها.. لكن.. هكذا ساقوا المجاميع علي شبكات التواصل.. وهكذا انتقموا!
ولا حول ولا قوة الا بالله!! 

الجريدة الرسمية