رئيس التحرير
عصام كامل

جنون‭ ‬الدولار‭ ‬يضرب‭ ‬سوق‭ ‬الدواء.. نقص‭ ‬في‭ ‬أدوية‭ ‬هرمونات‭ ‬النمو‭ ‬وموانع‭ ‬الحمل‭ ‬وألبان‭ ‬الأطفال.. وتخفيف‭ ‬الرسوم ‬"أبرز المقترحات"

الدواء
الدواء

يشهد‭ ‬سوق‭ ‬الدواء‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬نقصا‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأصناف‭ ‬التى‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬المرضى،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬أكده‭ ‬خبراء‭ ‬سوق‭ ‬الدواء‭ ‬وأصحاب‭ ‬الصيدليات،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬إنتاج‭ ‬شركات‭ ‬الدواء‭ ‬واقتصادياتها‭ ‬ويضطر‭ ‬الشركات‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬لكى‭ ‬تستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬الدواء‭.‬


على‭ ‬رأس‭ ‬تلك‭ ‬الأنواع،‭ ‬ألبان‭ ‬الأطفال‭ ‬وأدوية‭ ‬موانع‭ ‬الحمل‭ ‬المستوردة‭ ‬وأدوية‭ ‬هرمونات‭ ‬النمو‭ ‬وعلاجات‭ ‬السكر،‭ ‬فيما‭ ‬كشف‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬عبد‭ ‬الله،‭ ‬مدير‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الدوائية،‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬المستوردة‭ ‬المهمة‭ ‬ناقصة‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬وأرجع‭ ‬أسباب‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬نظرا‭ ‬للأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وزيادة‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭.‬


وأضاف‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الأدوية‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬أزمة‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬الأسيكلوفير‮»‬‭ ‬لعلاج‭ ‬الالتهاب‭ ‬السحائى‭ ‬الفيروسى‭ ‬وشرائط‭ ‬السكر‭ ‬المستوردة،‭ ‬وبعض‭ ‬أنواع‭ ‬الإنسولين،‭ ‬وموانع‭ ‬الحمل‭ ‬المستوردة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقصا‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬أنواع‭ ‬ألبان‭ ‬الأطفال‭ ‬منها‭ ‬“فازورين”‭ ‬التى‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬ارتخاء‭ ‬العضلات،‭ ‬بجانب‭ ‬أدوية‭ ‬فنتولين‭ ‬بخاخ‭ ‬لعلاج‭ ‬الربو‭ ‬ودواء‭ ‬نيورازين‭ ‬للأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬ودواء‭ ‬الديباكين‭ ‬لعلاج‭ ‬الصرع‭ ‬ودواء‭ ‬‮«‬جينكو‭ ‬بيلوبا‮»‬‭ ‬لتقوية‭ ‬الذاكرة‭.‬

أدوية السكر

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬عوف،‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬باتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية،‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬أدوية‭ ‬الإنسولين‭ ‬لمرضى‭ ‬السكر‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأنواع‭ ‬يساء‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬الغرض‭ ‬المخصص‭ ‬له،‭ ‬حيث‭ ‬يستخدم‭ ‬فى‭ ‬التخسيس،‭ ‬موضحا‭ ‬مثال‭ ‬‮«‬أوزيمبك‮»‬‭ ‬سعره‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬أرخص‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ويتم‭ ‬تهريبه‭ ‬للخارج‭.‬


وأضاف‭ ‬لـ«فيتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أدوية‭ ‬هرمونات‭ ‬النمو‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬علاج‭ ‬السكر‭ ‬تتوفر‭ ‬فى‭ ‬الصيدليات‭ ‬الحكومية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفيصل‭ ‬فى‭ ‬تأكيد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مستحضر‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬هو‭ ‬نقصه‭ ‬من‭ ‬الصيدليات‭ ‬الحكومية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬توضع‭ ‬الأدوية‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬تهريبها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬فى‭ ‬الصيدليات‭ ‬الحكومية‭ ‬ولا‭ ‬تُصرف‭ ‬إلا‭ ‬بروشتة‭ ‬وفق‭ ‬ضوابط‭ ‬لمنع‭ ‬سوء‭ ‬استغلالها‭.‬


ونوه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬النواقص‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬ليست‭ ‬جوهرية‭ ‬ولها‭ ‬بدائل،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬المثيل‭ ‬طالما‭ ‬متوفر‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬الصنف‭ ‬ناقصا‭ ‬مثل‭ ‬دواء‭ ‬البنادول‭ ‬عند‭ ‬نقصه‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬لأنه‭ ‬يوجد‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬شركة‭ ‬أخرى‭ ‬تنتجه‭ ‬أدوية‭ ‬مثيلة‭ ‬له‭ ‬تؤدى‭ ‬نفس‭ ‬الغرض‭ ‬العلاجى‭.‬


وتابع‭ ‬الدكتور‭ ‬على‭ ‬عوف‭ ‬بأن‭ ‬تعريف‭ ‬الدواء‭ ‬الناقص‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬أو‭ ‬بديل‭ ‬فى‭ ‬السوق،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أيضًا‭ ‬أدوية‭ ‬الأورام‭ ‬متوفرة‭ ‬سواء‭ ‬المنتج‭ ‬المحلى‭ ‬أو‭ ‬المستورد،‭ ‬ويوجد‭ ‬منها‭ ‬مخزون‭ ‬يكفى‭ ‬‮٦‬‭ ‬شهور‭ ‬قادمة‭.‬

الموقف الدوائي
وعن‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الدواء‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية،‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬الدواء‭ ‬تدرس‭ ‬الموقف‭ ‬الدوائى‭ ‬وتأثير‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬عليهم،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬‮١٧‬‭ ‬ألف‭ ‬صنف‭ ‬دواء‭ ‬متداول‭ ‬والأصناف‭ ‬التى‭ ‬زادت‭ ‬منهم‭ ‬‮١٠٠٠‬‭ ‬صنف‭ ‬فقط‭ ‬والباقى‭ ‬فى‭ ‬انتظار‭ ‬تحريك‭ ‬سعره‭.‬


وأكمل‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬موجة‭ ‬تحريك‭ ‬الأسعار‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٧‬،‭ ‬وكان‭ ‬بنسبة‭ ‬‮١٥‬‭% ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬كل‭ ‬شركة‭ ‬فقط،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬وقتها‭ ‬زيادة‭ ‬جوهرية‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬بل‭ ‬زيادات‭ ‬فردية‭.‬


ووضع‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الأدوية‭ ‬سيناريوهات‭ ‬بديلة‭ ‬لزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الأدوية‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تخفض‭ ‬هيئة‭ ‬الدواء‭ ‬قيمة‭ ‬الرسوم‭ ‬التى‭ ‬تحصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬أى‭ ‬دواء‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬جنيه،‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬رسوم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬صنف‭ ‬يزيد‭ ‬سعره‭ ‬مبلغ‭ ‬‮٧‬‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه،‭ ‬وأيضا‭ ‬الأدوية‭ ‬ذات‭ ‬التركيزات‭ ‬المختلفة‭.‬


وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬لن‭ ‬تدفع‭ ‬رسوما‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬لتحريك‭ ‬السعر‭ ‬كل‭ ‬فترة،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬مراعاة‭ ‬مصروفات‭ ‬التسجيل‭ ‬متسائلا‭ ‬أين‭ ‬دورها‭ ‬الوطنى‭ ‬ومسئوليتها‭ ‬فى‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بالصناعة‭ ‬الوطنية،‭ ‬مطالبا‭ ‬بمراجعة‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمات‭ ‬لكى‭ ‬تستمر‭ ‬الصناعة‭.‬

حلول للأزمة
وأكد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الحلول‭ ‬إعفاء‭ ‬الشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬من‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬الشركات،‭ ‬وأيضا‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬لكى‭ ‬تستطيع‭ ‬الشركات‭ ‬تغطية‭ ‬مصروفاتها،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المصروفات‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬دفع‭ ‬غرامات‭ ‬تأخير‭ ‬الجمارك‭ ‬نتيجة‭ ‬ركن‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬ومدخلات‭ ‬الصناعة‭ ‬فى‭ ‬الجمارك‭ ‬وعدم‭ ‬سرعة‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬تحريك‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود‭ ‬لأن‭ ‬الدواء‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬اجتماعى‭ ‬وسياسى‭.‬


من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬ثروت‭ ‬حجاج،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬نقابة‭ ‬الصيادلة‭ ‬تحت‭ ‬الحراسة،‭ ‬إن‭ ‬السوق‭ ‬يشهد‭ ‬وجود‭ ‬نواقص‭ ‬فى‭ ‬الأدوية،‭ ‬منها‭ ‬دواء‭ ‬‮«‬سينيميت‮»‬‭ ‬لعلاج‭ ‬الشلل‭ ‬الرعاش‭ ‬وحقن‭ ‬التبويض‭ ‬وبعض‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬بتركيزات‭ ‬معينة‭ ‬ناقصة،‭ ‬و»إستربتوكين‮»‬‭ ‬للإسهال‭ ‬وإنسولين‭ ‬ميكستارد‭.‬


وأضاف‭ ‬لـ«فيتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬التوزيع‭ ‬عندما‭ ‬تدرك‭ ‬وجود‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬صنف‭ ‬معين‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬الصيدليات‭ ‬لكى‭ ‬توفره‭ ‬بدون‭ ‬هامش‭ ‬ربح،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العبوة‭ ‬تشتريها‭ ‬الصيدلية‭ ‬بخصم‭ ‬‮٢٥‬‭% ‬وفقا‭ ‬للقرار‭ ‬الوزارى‭ ‬لسنة‭ ‬‮٢٠١٢‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬توفر‭ ‬الدواء‭ ‬بخصم‭ ‬‮٢‬‭% ‬أو‭ ‬‮٣‬‭% ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬بدون‭ ‬خصم‭ ‬لكى‭ ‬توفر‭ ‬الدواء‭ ‬وتتلاعب‭ ‬فى‭ ‬ربح‭ ‬الصيدلى‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أى‭ ‬رقابة‭ ‬حينها‭.‬


وأكد‭ ‬أن‭ ‬الصيدليات‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أمامها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تشترى‭ ‬الدواء‭ ‬لكى‭ ‬توفره‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬مكاسب‭ ‬منه،‭ ‬وعلى‭ ‬الشركات‭ ‬أن‭ ‬تنتقى‭ ‬الصيدليات‭ ‬ذات‭ ‬حجم‭ ‬المشتريات‭ ‬المرتفعة‭ ‬لتوفير‭ ‬كل‭ ‬الأصناف،‭ ‬وتلك‭ ‬الصيدليات‭ ‬نسبتها‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬السوق‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬‮٥‬‭%.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية