رئيس التحرير
عصام كامل

الاستخبارات الروسية في مواجهة مفتوحة مع جهاز "إم آي 6" البريطاني

الامن الفيدرالى الروسي
الامن الفيدرالى الروسي

في ظل الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في ال24 من شهر فبراير الماضي، نشب صراع بين موسكو ودول الغرب، وأبرزهم بريطانيا والتي تعتبر من أكبر داعمي كييف في الحرب سواء دعما عسكريا أو ماديا أو لوجيستيا.

الاتهامات الروسية لبريطانيا 

ووجهت روسيا مؤخرا اتهامات صريحة لبريطانيا بضلوعها في عملية تخريب خط أنابيب الغاز المتجه لأوروبا نوردستريم، بالإضافة إلى اتهمها بالمشاركة في الهجوم على الأسطول الروسي في البحر الأسود، والذي نفذته مسيرات أوكرانية.

ومع تصاعد التحذيرات من هجمة روسية محتملة ضد بريطانيا، نسلط الضوء على أخطر جهازين تعتمد عليهما كلتا الدولتين في الفترة الحالية، وهما جهاز الاستخبارات الروسي "كي جي بي"، والبريطاني "إم آي 6".

جهاز الاستخبارات الروسي كي جي بي 

ونبدئها من روسيا، حيث يتعبر جهاز الاستخبارات "كي جي بي" من أقوى أجهزة العالم، والذي بدأ العمل من خلال "لجنة الطوارئ لعموم روسيا" التي تأسست في 1917، بعد أقل من شهرين من قيام "ثورة أكتوبر"، وكان واحدة من أولى وأهم هيئات "السلطة السوفياتية، أو ما كانت تسمى "دكتاتورية البروليتاريا" للدفاع عن الثورة.

وبعد تولي ستالين جورجي مالينكوف رئاسة الاتحاد السوفيتي، عين ألكسندر شلبين رئيسًا لجهاز المخابرات، الذي قرر بدوره أن يحدث إصلاحات لتحسين صورة المخابرات السوفياتية التي مارست الاعتقال والقتل بحق خصوم الشيوعية.

وغيَّر شلبين اسم جهاز المخابرات الروسية إلى "كي جي بي"، واعتمد الاسم الجديد في 13 مارس 1954، وبلغ عدد أعضاء الجهاز نحو 250 ألفًا.

ومن أبرز الإنجازات التي حققها الكي جي بي: 

خلال الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945) كانت مهمة الجهاز جمع المعلومات في الخارج عن ألمانيا وحلفائها.
وخلال فترة الحرب الباردة (1947-1991)، كان من أبرز نجاحات الجهاز اختراق برنامج القنبلة الذرية البريطانية، حيث استطاع أن يزرع عملاء داخل جهاز الاستخبارات البريطاني نفسه، حتى أن رئيس قسم الاستخبارات  ضد السوفيات كان عميلا للجهاز.

وظل العملاء السوفيت ينقلون أطنانًا من الوثائق البريطانية إلى الجهاز في ما يتعلق بالأسرار العسكرية والسياسية والعلمية.

واستطاع الجهاز الاستخباراتي العريق استغلال حالة التراخي الأمني والسلام والطمأنينة التي تعيشها الدول الغربية كالولايات المتحدة وبريطانيا، وأن يزرع داخل الأجهزة الحكومية في تلك الدول -بل وفي أجهزة الأمن بها أيضًا- عملاء للجهاز.

ربما كان أعظم نجاح للجهاز هو حصوله على سر القنبلة الذرية من قلب "مشروع مانهاتن" صاحب اختراع القنبلة في الولايات المتحدة.

جهاز الاستخبارات البريطانية "إم أي 6"

وعلى الجانب الأخر تمتلك بريطانيا جهاز استخبارات من أقوى الأجهزة على مستوى العالم وأقدمها، وهو جهاز "إم أي 6".
أما عن نشأة "إم أي 6"انبثق الجهاز عن مكتب المخابرات السرية، الذي تأسس في 1 أكتوبر 1909، والذي  يُعتبر المكتب مبادرة مشتركة بين الأميرالية البريطانية ومكتب الحرب للتحكم بعمليات الاستخبارات السرية داخل المملكة المتحدة وخارجها، وإيلاء الاهتمام بأنشطة الحكومة الألمانية الإمبراطورية خصوصًا. 
وتم  تقسيم المكتب إلى فرعين، أحدهما للبحرية والآخر للجيش، وتخصص كل منهما بأنشطة التجسس الأجنبية وأنشطة مكافحة التجسس الداخلية، على التوالي.
أما عن العمليات التي نفذها الجهاز والتي تم الكشف عنها:
واضطلع الجهاز بالعديد من المهام أثناء خلال الحرب العالمية الأولى، نظرًا لعدم قدرته على إنشاء شبكة في ألمانيا. 

وجاءت معظم نتائجه من الاستخبارات العسكرية والتجارية التي جُمعت عبر شبكات في بلدان محايدة وأراضي محتلة وروسيا.

فترة ما بين الحربين

بعد الحرب، انخفضت موارد الجهاز انخفاضًا كبيرًا، ولكن خلال عشرينيات القرن العشرين، أقامت دائرة الاستخبارات الأمنية علاقة عملية وثيقة مع السلك الدبلوماسي. في أغسطس 1919، أنشأ كامينج إدارة جديدة لمراقبة جوازات السفر، وتوفير غطاء دبلوماسي للعملاء في الخارج. مُنحت الحصانة الدبلوماسية للعاملين في منصب موظف مراقبة الجوازات العاملين.

وحددت الأقسام المتداولة متطلبات الاستخبارات وأعادت المعلومات الاستخباراتية إلى إداراتها الاستهلاكية، ولا سيما مكتب الحرب والأمين العام.

وخلال الحرب العالمية الثانية قام بالتالي:

1-  تحليل الشفرات الذي تبذله مكاتب الاتصالات الحكومية المسؤولة عن اعتراض الاتصالات الأجنبية وفك تشفيرها في حديقة بلتشلي.
2- منظومة الصليب المزدوج الشاملة بإدارة جهاز إم آي 5 لتغذية الاستخبارات المضللة للألمان.


3- أنشطة الاستخبارات التصويرية التي اضطلعت بها وحدة الاستطلاع الفوتوغرافي التابعة لمحطة سلاح الجو الملكي.
 

الجريدة الرسمية