رئيس التحرير
عصام كامل

ما‭‬فيا‭ ‬الدواجن‭ ‬السيناريو‭ ‬الأصعب.. اقتراحات‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬أفريقيا‭ ‬لزراعة‭ ‬فول‭ ‬الصويا‭ ‬والذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬والأرز

دواجن
دواجن

تعرض‭ ‬قطاع‭ ‬الدواجن‭ ‬لأزمات‭ ‬متتالية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الصناعات‭ ‬التى‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬ملايين‭ ‬الأسر‭ ‬المصرية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الدواجن‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬حوالى‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬عامل‭ ‬لإنتاج‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬البيضاء،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الحكومة‭ ‬أمام‭ ‬مهمة‭ ‬صعبة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬مناسبة‭ ‬فى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬البيضاء،‭ ‬والذى‭ ‬تكبدت‭ ‬الدولة‭ ‬عناء‭ ‬حمايته‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬


‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬ناقشت‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المختصين ‭ ‬والمراقبين‭ ‬والنواب‭ ‬أبعاد‭ ‬الأزمة‭ ‬وسبل‭ ‬الحلول‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭.‬

 

الخروج‭  ‬من‭ ‬الأزمة
قال‭ ‬يسرى‭ ‬الشرقاوى،‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬المصريين‭ ‬الأفارقة،‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬بديلة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬ومدخلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬والثروة‭ ‬الداجنة‭ ‬مثل‭ ‬الذرة‭ ‬البيضاء‭ ‬والصفراء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحبوب،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬مسافات‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬لزراعة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬استيرادها،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬زراعة‭ ‬الصويا‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬والذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬فى‭ ‬السنغال،‭ ‬وإنتاج‭ ‬الأرز‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تشجيع‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ومبادرة‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬التموين‭ ‬لتشجيع‭ ‬المستثمر‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬والإنتاج‭ ‬الحيوانى‭.‬


وأضاف‭ ‬‮«‬الشرقاوي‮»‬،‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ»فيتو‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أولوية،‭ ‬وليس‭ ‬تعهدا‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬أو‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬المحاصيل‭ ‬فى‭ ‬عمق‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬فسيكون‭ ‬لهيئة‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬والمناقصات‭ ‬الحكومية‭ ‬الأولوية‭ ‬للمستثمر‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يأتى‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬متوقعًا‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬فى‭ ‬تقليل‭ ‬فاتورة‭ ‬النقد،‭ ‬ولعل‭ ‬التكامل‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬يحتاج‭ ‬لدعم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتجاه‭ ‬لزراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬فى‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬استيرادها‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬تخفيض‭ ‬الأسعار‭ ‬بنسبة‭ ‬لن‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬15‭%‬،‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تفعيل‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬بنجاح‭.‬

مشاكل المربين
من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬هشام‭ ‬الحصرى،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إن‭ ‬أزمات‭ ‬منتجى‭ ‬الدواجن‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة،‭ ‬ولكنها‭ ‬نتاج‭ ‬عدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمربين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬الأعلاف‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬الأسواق‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬نتيجة‭ ‬توقف‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬يتناقش‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬ترضى‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اجتماعات‭ ‬مستمرة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬الزراعة‭ ‬ومنتجى‭ ‬الأعلاف،‭ ‬لمناقشة‭ ‬أزمة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬تترتب‭ ‬عليها،‭ ‬مطالبًا‭ ‬بضرورة‭ ‬وجود‭ ‬تسهيل‭ ‬فى‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬مشتقات‭ ‬الأعلاف،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬تحدث‭ ‬فى‭ ‬الذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬فقط،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لباقى‭ ‬مشتقات‭ ‬الأعلاف‭ ‬فهى‭ ‬متعطلة‭.‬


‭ ‬من‭ ‬جانبه‭..‬قال‭ ‬النائب‭ ‬أسامة‭ ‬فتحى،‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إن‭ ‬قطاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الداجنى‭ ‬يعانى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬الدولار‭ ‬وضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الأعلاف،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أننا‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬فى‭ ‬أغلب‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬من‭ ‬فول‭ ‬الصويا‭ ‬والذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬كأعلاف‭ ‬دواجن،‭ ‬وكذلك‭ ‬فى‭ ‬المستلزمات‭ ‬والأدوية‭ ‬البيطرية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدواجن‭.‬


وأضاف‭ ‬فتحى‭ ‬فى‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لـ«فيتو‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬المزارع‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬كميات‭ ‬الأعلاف‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الطن،‭ ‬وكذلك‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬المستلزمات‭ ‬البيطرية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المزارع،‭ ‬ووصل‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬إعدام‭ ‬الكتاكيت‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬إطعامهم‭.‬


ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أيده‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬القوى‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬القطاع‭ ‬الداجنى‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭. ‬ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬البنا‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬أهمية‭ ‬بحث‭ ‬كافة‭ ‬مشكلات‭ ‬قطاع‭ ‬الثروة‭ ‬الداجنة‭ ‬نظرا‭ ‬لأنها‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬وكذلك‭ ‬تستوعب‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العمالة،‭ ‬ويصل‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمار‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬‮١٠٠‬‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭.‬
وطالب‭ ‬البنا‭ ‬بضرورة‭ ‬الرقابة‭ ‬والمتابعة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الأعلاف‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الكميات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لسد‭ ‬حاجة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الداجنى،‭ ‬كما‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬وجود‭ ‬فرق‭ ‬سعر‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬أسعار‭ ‬وتكاليف‭ ‬استيراد‭ ‬الأعلاف‭ ‬وأسعار‭ ‬الأعلاف‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬بيعها‭ ‬للمربين‭ ‬فى‭ ‬السوق،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فرق‭ ‬السعر‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬جنيه‭.‬


وطالب‭ ‬البنا‭ ‬الحكومة‭ ‬بأن‭ ‬تلزم‭ ‬التجار‭ ‬المستوردين‭ ‬بأسعار‭ ‬بيع‭ ‬للأعلاف‭ ‬تحقق‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬مناسب‭ ‬لهم،‭ ‬دون‭ ‬مبالغة،‭ ‬وذلك‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬الدواجن‭.‬


ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬المهندس‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬الجبلى‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والرى‭ ‬بمجلس‭ ‬الشيوخ،‭ ‬أهمية‭ ‬خطوات‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تتولى‭ ‬التنسيق‭ ‬والمتابعة‭ ‬لسوق‭ ‬الأعلاف‭ ‬وما‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها‭ ‬أسبوعيا،‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬إحداث‭ ‬الاستقرار‭ ‬المطلوب‭ ‬للأسواق،‭ ‬وكذلك‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬الكميات‭ ‬التى‭ ‬سيتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها‭ ‬أسبوعيا‭.‬

فول الصويا
وشدد‭ ‬الجبلى‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬الزراعة‭ ‬التعاقدية،‭ ‬بما‭ ‬يلزم‭ ‬المتعاقدين‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬الكميات‭ ‬المطلوبة‭ ‬خاصة‭ ‬محصول‭ ‬فول‭ ‬الصويا‭ ‬لزيادة‭ ‬حجم‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى‭ ‬منه‭.‬


وأوضح‭ ‬‮«‬شكري‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الدواجن‭ ‬تعتمد‭ ‬فى‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬غذائها‭ ‬على‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا،‭ ‬ونستورد‭ ‬سنويا‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬ذرة‭ ‬نستخدم‭ ‬جزءا‭ ‬ضئيلا‭ ‬جدا‭ ‬منها‭ ‬لاستخراج‭ ‬زيوت‭ ‬الذرة،‭ ‬وباقى‭ ‬الكمية‭ ‬التى‭ ‬تصل‭ ‬لـ9‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬كعلف‭ ‬للدواجن،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬نستورد‭ ‬نحو‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬فول‭ ‬الصويا،‭ ‬وإنتاج‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬فقط،‭ ‬والمساحة‭ ‬الكلية‭ ‬القابلة‭ ‬للزراعة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬8‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬وهذه‭ ‬المساحة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬لزراعة‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭ ‬بصورة‭ ‬تكفى‭ ‬الكمية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬نظرا‭ ‬لوجود‭ ‬مساحة‭ ‬أخرى‭ ‬كبيرة‭ ‬مستقطعة‭ ‬لزراعة‭ ‬باقى‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬اللازمة‭ ‬لغذاء‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خضر‭ ‬وفاكهة‭ ‬وخلافه‭.‬


وأكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬بالمركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬الظروف‭ ‬العادية‭ ‬نظرا‭ ‬للمساحة‭ ‬المحدودة‭ ‬للأراضى‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة،‭ ‬لذا‭ ‬مستحيل‭ ‬أن‭ ‬ننتج‭ ‬100‭% ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬لكن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقلل‭ ‬كمية‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحبوب،‭ ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬استيراد‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستورد‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬فقط،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زراعة‭ ‬بعض‭ ‬البدائل‭ ‬التى‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬المشكلة،‭ ‬مثل‭ ‬استنباط‭ ‬سلالات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الصويا‭ ‬التى‭ ‬تتحمل‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬والحرارة‭ ‬العالية‭ ‬وزراعتها‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الصحراوية‭ ‬المستصلحة،‭ ‬وهناك‭ ‬أيضًا‭ ‬بعض‭ ‬الحبوب‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬زراعتها‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬كبديل‭ ‬للذرة‭ ‬مثل‭ ‬الشعير‭.‬


وأشار‭ ‬شكرى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقصيرا‭ ‬شديدا‭ ‬فى‭ ‬إنتاج‭ ‬تقاوى‭ ‬الشعير‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فلا‭ ‬ننتج‭ ‬سوى‭ ‬‮٢٠٠‬‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الشعير‭ ‬سنويا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نبات‭ ‬الشعير‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬القمح،‭ ‬نظرا‭ ‬لأنه‭ ‬يمكن‭ ‬زراعته‭ ‬فى‭ ‬المناطق‭ ‬الجافة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬القمح،‭ ‬وهناك‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬أيضًا‭ ‬مثل‭ ‬“البونيكام”‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الأعلاف‭ ‬الخضراء‭ ‬للماعز‭ ‬والأغنام‭ ‬والأبقار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬حيوانات‭ ‬المزرعة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بدائل‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬لتسمين‭ ‬المواشى‭ ‬من‭ ‬أغنام‭ ‬وأبقار،‭ ‬مما‭ ‬يوفر‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬الغذاء‭ ‬الأساسى‭ ‬والوحيد‭ ‬للدواجن‭.‬


ولفت‭ ‬الأستاذ‭ ‬بقسم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬قومية‭ ‬من‭ ‬أكاديمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمى‭ ‬ووزارة‭ ‬الزراعة‭ ‬لتنمية‭ ‬إنتاج‭ ‬بعض‭ ‬المحاصيل‭ ‬واستنباط‭ ‬سلالات‭ ‬جديدة،‭ ‬لكن‭ ‬التنفيذ‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬بين‭ ‬يوم‭ ‬وليلة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث‭ ‬الطارئة‭ ‬التى‭ ‬تعطل‭ ‬التنفيذ‭ ‬مثل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

استثمارات الدواجن
من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬جمعة‭ ‬سعيد،‭ ‬أستاذ‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للبحوث،‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬استثمارات‭ ‬القطاع‭ ‬الداجنى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬تبلغ‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬الـ100‭ ‬مليار‭ ‬جنيه،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬عامل،‭ ‬بفرض‭ ‬متوسط‭ ‬الأسرة‭ ‬خمس‭ ‬أفراد،‭ ‬أى‭ ‬لدينا‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ15‭ ‬مليون‭ ‬مصرى‭ ‬قابلين‭ ‬للزيادة‭ ‬يتعايشون‭ ‬ومصدر‭ ‬دخلهم‭ ‬العمل‭ ‬بقطاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الداجنى،‭ ‬كما‭ ‬يبلغ‭ ‬إجمالى‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الداجنى‭ ‬1‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬طائر‭/ ‬سنويا،‭ ‬وهذا‭ ‬العدد‭ ‬قابل‭ ‬للنقصان‭ ‬نتيجة‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬التسمين‭ ‬ونقص‭ ‬الأعلاف‭ ‬الحالى،‭ ‬ولدينا‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬320‭ ‬مليون‭ ‬دجاجة‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬القطاع‭ ‬الريفى،‭ ‬وتنتج‭ ‬مصر‭ ‬سنويا‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ14‭ ‬مليار‭ ‬بيضة‭.‬


وأضاف‭ ‬سعيد‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬أعلاف‭ ‬الدواجن‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الدواجن‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مزارع‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬“أغنام‭ ‬–‭ ‬ماشية‭ - ‬ماعز‭ - ‬إنتاج‭ ‬ألبان”‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬مكونات‭ ‬الأعلاف‭.‬


وأوضح‭ ‬أستاذ‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬فى‭ ‬حديثه‭ ‬لفيتو،‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الدواجن‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬التغذية‭ ‬على‭ ‬تراكيب‭ ‬من‭ ‬العلائق‭ ‬يتم‭ ‬تكوينها‭ ‬حسب‭ ‬النوع،‭ ‬إما‭ ‬تسمين‭ ‬أو‭ ‬بياض،‭ ‬وهذه‭ ‬العلائق‭ ‬90٪‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬وكسب‭ ‬فول‭ ‬الصويا،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭ ‬لا‭ ‬يكفى‭ ‬لاحتياجات‭ ‬القطاع‭ ‬الداجنى،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الصويا‭ ‬يمثل‭ ‬3٪‭ ‬من‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬والذرة‭ ‬تصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭- ‬15٪،‭ ‬والباقى‭ ‬يتم‭ ‬استيراده‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬


وأكد‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬خامات‭ ‬الأعلاف‭ ‬للقطاع‭ ‬الداجنى‭ ‬سينهار‭ ‬بالكامل،‭ ‬وبالتالى‭ ‬ترك‭ ‬الـ3‭ ‬ملايين‭ ‬عامل‭ ‬لوظائفهم‭ ‬بدون‭ ‬مصدر‭ ‬دخل،‭ ‬وهى‭ ‬كارثة‭ ‬كبرى،‭ ‬لذا‭ ‬فصناعة‭ ‬الدواجن‭ ‬هى‭ ‬مسألة‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬لمصر،‭ ‬وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬إنتاجه‭ ‬علينا‭ ‬إيجاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬والحلول‭ ‬البديلة‭.‬


وأشار‭ ‬الدكتور‭ ‬جمعة‭ ‬سعيد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬العاجل‭ ‬هو‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬خامات‭ ‬الأعلاف‭ ‬الموجودة‭ ‬بالموانئ‭ ‬وضمان‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬المنتجين،‭ ‬وذلك‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬سيظل‭ ‬لدينا‭ ‬عجز‭ ‬بنحو‭ ‬10‭-‬15٪،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬بسعر‭ ‬مناسب‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬تحقيق‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭.‬


ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬زراعة‭ ‬خامات‭ ‬الأعلاف‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬التى‭ ‬تتوافر‭ ‬بها‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية‭ ‬والمياه‭ ‬مثل‭ ‬السودان‭ ‬مثلًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شركات‭ ‬مصرية،‭ ‬وهناك‭ ‬شركات‭ ‬عربية‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭.  ‬


ويقول‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬سليمان،‭ ‬أستاذ‭ ‬تغذية‭ ‬الحيوانات‭ ‬بمعهد‭ ‬بحوث‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬بوزارة‭ ‬الزراعة،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬استسهالا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬والصويا‭ ‬كمكونين‭ ‬رئيسيين‭ ‬للأعلاف‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬خاصة‭ ‬أعلاف‭ ‬الدواجن،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬البدائل‭ ‬المتاحة‭ ‬كثيرة،‭ ‬وتم‭ ‬إجراء‭ ‬أبحاث‭ ‬تطبيقية‭ ‬عليها،‭ ‬وجاءت‭ ‬بنتائج‭ ‬مميزة‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬مهمتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬هى‭ ‬إمداد‭ ‬الحيوانات‭ ‬بالطاقة‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحبوب‭ ‬تؤدى‭ ‬نفس‭ ‬الغرض‭ ‬وبكفاءة‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬مثل‭ ‬الشعير‭ ‬ومثل‭ ‬التمور‭ ‬الضامرة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للتسويق‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إمكانية‭ ‬استهلاك‭ ‬كسر‭ ‬الأرز‭ ‬والعدس‭ ‬الوارد‭ ‬من‭ ‬المضارب‭ ‬ومصانع‭ ‬التعبئة‭ ‬كونهما‭ ‬مصدران‭ ‬مهمان‭ ‬للطاقة‭ ‬والبروتين،‭ ‬فالعدس‭ ‬مثلا‭ ‬يحتوى‭ ‬على‭ ‬نسب‭ ‬بروتين‭ ‬وفيتامينات‭ ‬وأملاح‭ ‬أمينية‭ ‬رائعة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يغنى‭ ‬المربى‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإضافات‭ ‬التى‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬العلائق‭ ‬المعتادة‭.‬

مخلفات المصانع
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬دعا‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬أحمد،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬تغذية‭ ‬الدواجن‭ ‬بمعهد‭ ‬بحوث‭ ‬الإنتاج‭ ‬الحيوانى‭ ‬بمركز‭ ‬البحوث‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مخلفات‭ ‬مصانع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬مثل‭ ‬مصانع‭ ‬البسكويت‭ ‬والمكرونة‭ ‬والأرز‭ ‬أيضًا،‭ ‬والتى‭ ‬تمثل‭ ‬نواتجها‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتسويق‭ ‬مثل‭ ‬كسر‭ ‬البسكويت‭ ‬مصدرا‭ ‬غذائيا‭ ‬مهما‭ ‬يوازى‭ ‬فى‭ ‬قيمته‭ ‬الذرة‭ ‬الصفراء‭ ‬بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬محتوى‭ ‬الطاقة،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬أجرى‭ ‬تجارب‭ ‬جادة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البدائل‭ ‬وأثبتت‭ ‬نجاحها،‭ ‬لكن‭ ‬أغلب‭ ‬المربين‭ ‬يخشون‭ ‬التغيير‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬بدائل‭ ‬رغم‭ ‬استدامتها‭ ‬وانخفاض‭ ‬أسعارها‭ ‬لكنها‭ ‬تخالف‭ ‬ما‭ ‬اعتادوا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬علائق‭ ‬الدواجن‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشوفان‭ ‬والشعير‭ ‬وكسر‭ ‬القمح‭ ‬والذرة‭ ‬العويجة‭ ‬وأيضا‭ ‬درنات‭ ‬نبات‭ ‬الكسافا‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬التى‭ ‬تعطى‭ ‬نتائج‭ ‬اقتصادية‭ ‬مميزة‭ ‬عند‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬كبديل‭ ‬فى‭ ‬تركيبات‭ ‬الأعلاف،‭ ‬وأن‭ ‬المعهد‭ ‬أجرى‭ ‬تجارب‭ ‬تطبيقية‭ ‬فى‭ ‬مزارع‭ ‬لمربى‭ ‬دواجن‭ ‬صغار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الأعلاف،‭ ‬وبالفعل‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬اقتصادية‭ ‬بامتياز‭ ‬لكن‭ ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬مجهود‭ ‬لنشر‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬غير‭ ‬المألوفة‭ ‬فى‭ ‬تغذية‭ ‬الدواجن‭.‬


أما‭ ‬عن‭ ‬البدائل‭ ‬غير‭ ‬التقليدية،‭ ‬فتقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬شكرية‭ ‬المراكشى،‭ ‬إحدى‭ ‬رواد‭ ‬الزراعات‭ ‬غير‭ ‬التقليدية،‭ ‬إن‭ ‬أعلاف‭ ‬الدواجن‭ ‬تعتمد‭ ‬فى‭ ‬أساسها‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬والبروتين،‭ ‬وهما‭ ‬عنصران‭ ‬يمكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمكونات‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬البيئة‭ ‬المصرية‭ ‬لتعويضهما‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الفاتورة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لاستيراد‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭.‬


وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الأعلاف‭ ‬الخضراء‭ ‬مرتفعة‭ ‬البروتين‭ ‬تصلح‭ ‬كبدائل‭ ‬مكملة‭ ‬مع‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا‭ ‬بنسب‭ ‬كبير‭ ‬مثل‭ ‬البونيكام‭ ‬والأزولار‭ ‬والبرسيم،‭ ‬وجميعها‭ ‬أعلاف‭ ‬مستخدمة‭ ‬فى‭ ‬تربية‭ ‬الدواجن‭ ‬بدول‭ ‬كثير‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الذرة‭ ‬والصويا،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نبات‭ ‬المورينجا‭ ‬أيضًا‭ ‬يصلح‭ ‬كعلف‭ ‬طبيعى‭ ‬غنى‭ ‬بالبروتين‭ ‬والفيتامينات‭ ‬النافعة‭ ‬للحيوان‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬زراعته‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬شجيرات‭ ‬فى‭ ‬الحقول‭.‬


من‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬محمد‭ ‬فوزى‭ ‬لبنة،‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬منتجى‭ ‬البيض،‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬البيض‭ ‬يعانى‭ ‬فعليا‭ ‬منذ‭ ‬عامين‭ ‬ومع‭ ‬اجتياح‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬للعالم‭ ‬وتوقف‭ ‬حركة‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬اضطر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المنتجين‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬إنتاجهم‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬نهائيا‭ ‬انتظارا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬ستئول‭ ‬إليه‭ ‬الأمور،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬البيض‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬خسر‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬40‭% ‬من‭ ‬طاقته،‭ ‬وأن‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬ربما‭ ‬تشهد‭ ‬تراجعا‭ ‬أكبر‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوى‭ ‬والهام‭.‬


وقال‭ ‬إن‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬وقبل‭ ‬أزمة‭ ‬الأعلاف‭ ‬الطاحنة‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬انفراجة‭ ‬قصيرة‭ ‬للمنتجين‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬والخسارة،‭ ‬لكن‭ ‬جاءت‭ ‬أزمة‭ ‬الأعلاف‭ ‬لتقضى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الآمال‭ ‬والطموحات‭ ‬التى‭ ‬راودت‭ ‬المنتجين‭ ‬لعودة‭ ‬عجلة‭ ‬العمل‭ ‬للسابق‭ ‬وتعويض‭ ‬خسارئهم‭ ‬لسد‭ ‬الديون‭ ‬المتراكمة‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭.‬


وكشف‭ ‬لبنة‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬إنتاج‭ ‬البيض‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬المواطنين،‭ ‬حيث‭ ‬يستهلك‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬استهلاك‭ ‬المواطن‭ ‬اليابانى،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعات‭ ‬الغذائية‭ ‬الذى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬البيض‭ ‬كمنتج‭ ‬أساسى‭ ‬فى‭ ‬منتجاته‭ ‬المختلفة،‭ ‬وبتراجع‭ ‬حركة‭ ‬الإنتاج‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬القوى‭ ‬الشرائية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تراجعت‭ ‬مبيعات‭ ‬البيض‭ ‬والإنتاج‭.‬

سلاسل الإمداد
من‭ ‬جانبه‭.. ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬السيد،‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الثروة‭ ‬الداجنة‭ ‬بالغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬إن أزمات‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية‭ ‬للدواجن‭ ‬ممتدة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬ظهور‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وتعطل‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬بصورة‭ ‬ما،‭ ‬ثم‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬دولتين‭ ‬نقوم‭ ‬بالاستيراد‭ ‬منها‭ ‬للذرة‭ ‬والصويا‭ ‬والأعلاف‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ومع‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ظهر‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الحبوب‭ ‬والأعلاف‭ ‬المستوردة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬سريعة‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الاستيراد‭.‬


وأضاف‭ ‬“السيد”‭: ‬وصلت‭ ‬أسعار‭ ‬فول‭ ‬الصويا‭ ‬إلى‭ ‬26‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬للطن‭ ‬ورغم‭ ‬تراجعها‭ ‬نحو‭ ‬3000‭ ‬جنيه‭ ‬للطن‭ ‬بعد‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬وقرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للإفراج‭ ‬عن‭ ‬الصويا‭ ‬والذرة‭ ‬بصفة‭ ‬أسبوعية‭ ‬والإفراج‭ ‬عن‭ ‬البضائع‭ ‬فى‭ ‬الموانئ‭ ‬المحلية‭ ‬لدعم‭ ‬المربين‭ ‬وعدم‭ ‬لجوئهم‭ ‬إلى‭ ‬إعدام‭ ‬الكتاكيت‭ ‬كما‭ ‬حدث‭.‬


وطالب‭ ‬بضرورة‭ ‬الإفراج‭ ‬الضرورى‭ ‬والسريع‭ ‬للبضائع‭ ‬فى‭ ‬الموانئ‭ ‬المحلية‭ ‬لزيادة‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬الأعلاف‭ ‬واستمرار‭ ‬العملية‭ ‬الإنتاجية‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية