رئيس التحرير
عصام كامل

الصفقة‭ ‬المنتظرة.. صندوق‭ ‬الاستثمار‭ ‬القطري‭ ‬يخطط‭ ‬لمشروع‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬بمصر‭..‬ و5‬ مليارات‭ ‬دولار‭ ‬استثمارات‭ ‬متوقعة

مشروع‭ ‬عالمى‭ ‬فى‭
مشروع‭ ‬عالمى‭ ‬فى‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬بمصر

تحركات‭ ‬مكثفة‭ ‬فى‭ ‬ملف‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬بمصر،‭ ‬واجتماعات‭ ‬متوالية‭ ‬لبحث‭ ‬موقف‭ ‬الكيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التى‭ ‬ترغب‭ ‬فى‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوى‭ ‬الهام،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬الصندوق‭ ‬الاستثمارى‭ ‬القطرى،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مؤخرًا‭ ‬للدوحة‭ ‬وبحث‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬أمير‭ ‬قطر‭ ‬الشيخ‭ ‬تميم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬يدرس‭ ‬فيه‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وطرق‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬الحالية،‭ ‬يمتلك‭ ‬قطاع‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬الأداة‭ ‬السحرية‭ ‬لإعادة‭ ‬تنشيط‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتوفير‭ ‬العملات‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬تلقى‭ ‬قبولًا‭ ‬عالميًّا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مشروعات‭ ‬الترسانات‭ ‬البحرية‭.‬

ووفقًا‭ ‬لمصادر‭ ‬تحدثت‭ ‬إليها‭ ‬"فيتو"‭ ‬فإن‭ ‬العقبة‭ ‬الوحيدة‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬هى‭ ‬القيود‭ ‬البنكية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتمويل؛‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬البنوك‭ ‬تفرض‭ ‬قيودًا‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬المشروعات‭ ‬البحرية،‭ ‬خاصة‭ ‬صناعة‭ ‬السفن،‭ ‬والتى‭ ‬تدرجها‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬مشروعات‭ ‬عالية‭ ‬المخاطر‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬المشروعات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تلقى‭ ‬قبولًا‭ ‬عالميًّا،‭ ‬ومنها‭ ‬صناعة‭ ‬السفن،‭ ‬والتى‭ ‬سبق‭ ‬وعرضت‭ ‬بعض‭ ‬الصناديق‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬الصندوق‭ ‬القطرى‭ ‬الاستثمارى‭ ‬إنشاء‭ ‬ترسانة‭ ‬لصناعة‭ ‬السفن‭ ‬وصيانتها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمى‭ ‬بمنطقة‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذى‭ ‬لن‭ ‬تقل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬مبدئيًّا‭ ‬وترتفع‭ ‬فيما‭ ‬بعد.

‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬النقل‭ ‬الفريق‭ ‬كامل‭ ‬الوزيركان‭ ‬قد‭ ‬التقى،‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬الشيخ‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬ثانى‭ ‬آل‭ ‬ثان،‭ ‬رئيس‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬إقليم‭ ‬أفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬فى‭ ‬جهاز‭ ‬قطر‭ ‬للاستثمار‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬ممثلى‭ ‬شركة‭ ‬مها‭ (‬MAHA‭) ‬كابيتال‭ ‬المتخصصة‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالموانئ‭ ‬البحرية،‭ ‬لبحث‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬النقل‭ ‬البحرى،‭ ‬ودعم‭ ‬تطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الموانئ‭ ‬والمحطات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬كيفية‭ ‬مشاركة‭ ‬الجانب‭ ‬القطرى‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬محطات‭ ‬الحاويات‭ ‬الحالية‭ ‬بالموانئ‭ ‬المصرية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ضخ‭ ‬استثمارات‭ ‬مباشرة‭ ‬لتطوير‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬البنية‭ ‬الفوقية‭ ‬ومعدات‭ ‬التشغيل‭ ‬وتطبيق‭ ‬أحدث‭ ‬نظم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬فى‭ ‬الإدارة‭ ‬والتشغيل‭.‬

ووقّع‭ ‬الجانبان‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬لوضع‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬لشكل‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وللبدء‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬دراسات‭ ‬الجدوى‭ ‬اللازمة‭ ‬فى‭ ‬مشروعات‭ ‬مشتركة‭ ‬فى‭ ‬الموانئ‭ ‬وكمرحلة‭ ‬أولى‭ ‬للتعاون‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬محطة‭ ‬حاويات‭ ‬غرب‭ ‬بورسعيد‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءتها‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬أنشطتها‭ ‬ورفع‭ ‬قدراتها‭ ‬التنافسية‭.‬

 

إنعاش النقل البحري

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬رأت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬الأسطول‭ ‬يعد‭ ‬الحل‭ ‬الأول‭ ‬لإنعاش‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سنغافورة‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬أسطولها‭ ‬البحرى،‭ ‬فيما‭ ‬تقدمت‭ ‬الصين‭ ‬اقتصاديا‭ ‬بسبب‭ ‬صناعة‭ ‬النقل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عشرات‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬تقدمت‭ ‬اقتصاديا‭ ‬كانت‭ ‬صناعة‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬البحرى‭ ‬التابع‭ ‬لها‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭.‬

وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أطلقت‭ ‬الدولة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المهمة‭ ‬لدعم‭ ‬صناعة‭ ‬النقل‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬مبادرة‭ ‬توطين‭ ‬صناعة‭ ‬السكك‭ ‬الحديدية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ومبادرة‭ ‬الزراعة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬المهمة،‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تؤتى‭ ‬ثمارها‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بقيت‭ ‬مبادرة‭ ‬واحدة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إطلاقها‭ ‬وهى‭ ‬مبادرة‭ ‬دعم‭ ‬الأسطول‭ ‬البحرى‭ ‬المصرى،‭ ‬والذى‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬وأصغر‭ ‬أساطيل‭ ‬التجارة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬يتعدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬31‭ ‬سفينة‭ ‬تحمل‭ ‬العلم‭ ‬المصرى،‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تمتلك‭ ‬مصر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ترسانة‭ ‬بحرية‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬حوض‭ ‬لتصنيع‭ ‬السفن‭ ‬وعشرات‭ ‬الموانئ‭ ‬البحرية‭ ‬بخلاف‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭.‬

وذكرت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬لدعم‭ ‬الأسطول‭ ‬التجارى‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬صعبا،‭ ‬إذ‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الحكومية‭ ‬التى‭ ‬يمكنها‭ ‬تشغيل‭ ‬هذا‭ ‬الأسطول،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬أمرا‭ ‬إيجابيا،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬عدد‭ ‬سفنها،‭ ‬وفى‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬والقناة‭ ‬للتوكيلات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬السبع‭ ‬التابعة‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬والشركات‭ ‬التابعة‭ ‬للقابضة‭ ‬للنقل‭ ‬البحرى،‭ ‬وهذه‭ ‬الشركات‭ ‬توجد‭ ‬بها‭ ‬عمالة‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬ولكن‭ ‬بدون‭ ‬عمل‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية