رئيس التحرير
عصام كامل

انتهت اللعبة.. الحكومة البريطانية تواجه شبح الاستقالة بعد 40 يوما من تولي تراس

ليز تراس
ليز تراس

لم يمر سوى40 يوماً فقط علي تولي الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة ليز تراس، وسط أزمات عدة تشهدها المملكة المتحدة واضطرابات سياسية واقتصادية كبيرة جعلت من بقاء تراس في منصبها محل شك.

 

وتعالت الأصوات خلال الفترة الأخيرة  بضرورة بالذهاب إلى انتخابات مبكرة في ظل الانقسامات التي تعصف بحزب المحافظين من جراء أداء الحكومة البريطانية الجديدة.

 

انتخابات مبكرة

وبحسب تقرير نشرته " سكاي نيوز " أن  ما يقرب من 618 ألف شخص وقع على عريضة دعوا فيها إلى انتخابات عامة فورية، في محاولة منهم لوقف حالة الفوضى التي تلت تسلم تراس لمنصبها، ومن المقرر أن يناقش البرلمان تلك الدعوة غدا الاثنين.

 

العريضة تضم حوالي 618792 توقيعا، وهو عدد يتجاوز بكثير العدد المطلوب لإثارة نقاش في مجلس العموم البريطاني.

 

المشهد يعكس انقساما داخل صفوف حزب المحافظين نفسه بين فريق ينادي بإمكانية إفساح المزيد من الوقت لتراس، وفريق يرى أن الأمر قد انتهى والحل الأمثل للحزب يكمن برحيلها، لضمان الحفاظ على ثقة البريطانيين في أي انتخابات مقبلة.

 

انتهت اللعبة

وأول نائب يعلن صراحة عن وجهة نظر الفريق الثاني، هو النائب المحافظ عن ريجيت، كريسبين بلانت، الذي اختصر الموضوع بعبارة: "انتهت اللعبة".

 

ومن جانبه، لايعتقد الصحفي البريطاني، أندرو نيل شو، أن تراس، يمكن أن تنجو من الأزمة الحالية، مضيفا: "أعتقد أن المباراة انتهت والآن السؤال يتعلق بكيفية إدارة البديل".

 


إنقاذ الاقتصاد

ويرى مراقبون ان سلسلة الاضطرابات في حكم ليز تراس بدأت بعد تراجعها عن إجراءات أساسية في سياستها لإنقاذ اقتصاد البلاد كرفض التخفيض الضريبي لمن تتجاوز مداخيلهم 150 ألف جنيه استرليني في الوقت الذي تعاني فيه بريطانيا من انخفاض سعر عملتها وارتفاع سعر الفائدة.

 

أقصر رئيس وزراء

وفي حال رحيلها  قد تكون ليز تراس أقصر رئيس وزراء بريطاني خدمة عقب رسالة بريد إلكتروني من مكتب مسؤولية الميزانية إلى وزير الخزانة يوم الجمعة الماضي مسجلة أكبر انهيار سياسي في تاريخ البلاد الحديث.

 


وكانت تراس قالت في جلسة الاستجواب الوزاري المنتظم في البرلمان (PMQs) الأربعاء الماضي، إنه لن يكون هناك خفض في الإنفاق العام، مؤكدة للنواب أن زيادة ضريبة الشركات ستكون خطوة خاطئة في وقت تحاول جذب الاستثمار إلى البلاد.

 

السير جراهام برادي، رئيس لجنة 1922 التي تمارس دورًا محوريًا في الساحة السياسية ببريطانيا، أعرب عن قلقه في عدد من المكالمات مع تراس الأربعاء والخميس الماضيين، وقال إنه نبهها في مؤتمر حزب المحافظين بضرورة إلغاء معدل 45 بنسًا لكل جنيه كضريبة يدفعها أصحاب المداخيل المرتفعة إذا أرادت البقاء في المنصب، الأمر الذي جعلها تضحي بوزير الخزانة كواسي كوارتنغ لتعين مكانه وزير الخارجية السابق جيريمي هانت.

 

وبحسب مراقبين بريطانيين، فإن ما ينقذ تراس الآن هو غياب الوحدة بين نواب حزب المحافظين حول طبيعة المستقبل، حيث تلوح الانتخابات العامة في الأفق بشدة بين نواب الحزب الذين يتحدثون عن فشل ذريع للحكومة.

مخطط لإسقاطها

صحيفة ديلي ميل البريطانية، كانت كشفت أمس السبت، عن مخطط من برلمانيين موالين لمرشحين سابقين لمنصب رئيسة الحكومة، للإطاحة بتراس، من منصبها بعد -تخبط في قراراتها-، فيما حذر مؤيدون لها من أن ذلك سيكون بمثابة انتحار لحزب المحافظين في ظل تراجع شعبيته.

 

وقالت  الصحيفة البريطانية  إن مجموعة من حوالي 20 من أعضاء البرلمان، معظمهم من أنصار المرشح السابق لرئاسة الوزراء، ريشي سوناك، اجتمعوا للتخطيط للإطاحة بتراس.

الجريدة الرسمية