رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صناع‭ ‬الملحمة‮.. «‬فيتو»‬‭ ‬تحاور‭ ‬أبطال‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬‬بورسعيد.. "سعد" حوَّل الثغرة إلى جحيم.. و"سعودي" القناص المفتري

‭ ‬أبطال‭ ‬أكتوبر
‭ ‬أبطال‭ ‬أكتوبر

أكتوبر‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬49‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬الاحتفالات،‭ ‬اختارت ‬‮«‬فيتو»‬‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬أبطالها‭ ‬فى‭ ‬محافظاتهم‭ ‬ومنازلهم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الذين‭ ‬يسكنون‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬القناة‭ "‬الإسماعيلية‭ ‬–‭ ‬السويس‭ ‬–‭ ‬بورسعيد‭"‬، ‭‬ولهم‭ ‬قصص‭ ‬مباشرة‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ترتبط‭ ‬بمكان‭ ‬الميلاد،‭ ‬هذه‭ ‬المحافظات‭ ‬التى‭ ‬واجه‭ ‬أهلها‭ ‬العدوَ‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وجهًا‭ ‬لوجه‭ ‬فى‭ ‬المعارك،‭ ‬وكل‭ ‬محافظة‭ ‬منها‭ ‬لها‭ ‬قصة‭ ‬فى‭ ‬الصمود‭ ‬والتحدى‭.‬


سعد‭ ‬مبارك: ‬حولنا‭ ‬الثغرة‭ ‬إلى‭ ‬جحيم‭ ‬

‭* ‬وفى‭ ‬بورسعيد‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬أبطالها‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬تصفية‭ ‬الثغرة‭.. ‬نتعرف‭ ‬بالبطل؟

سعد‭ ‬مبارك‭ ‬سعد‭ ‬عمارة‭ ‬التحقت‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬23‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬67‭ ‬كانت‭ ‬وقتها‭ ‬مصر‭ ‬شبه‭ ‬مكسورة‭ ‬بسبب‭ ‬النكسة،‭ ‬وكنت‭ ‬مثل‭ ‬باقى‭ ‬الشباب‭ ‬أحارب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الالتحاق‭ ‬بصفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لكى‭ ‬آخذ‭ ‬بالثأر‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬عدو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬قيمة‭ ‬الوطن،‭ ‬وتم‭ ‬تجنيدى‭ ‬بسلاح‭ ‬المظلات‭.‬


‭* ‬هل‭ ‬شاركت‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف؟‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬سلاح‭ ‬المظلات‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحرب؟
منذ‭ ‬دخولى‭ ‬السلاح‭ ‬كنا‭ ‬فى‭ ‬تدريبات‭ ‬شاقة‭ ‬لأن‭ ‬القفز‭ ‬بالمظلة‭ ‬فوق‭ ‬الهدف‭ ‬يحتاج‭ ‬مهارة‭ ‬ولياقة‭ ‬بدنية‭ ‬ويقظة‭ ‬لأننا‭ ‬نرتدى‭ ‬مظلتين،‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الظهر،‭ ‬وهى‭ ‬تفتح‭ ‬بعد‭ ‬مسافة‭ ‬من‭ ‬الإنزال‭ ‬بالطائرة،‭ ‬أما‭ ‬الأخرى‭ ‬فهى‭ ‬مظلة‭ ‬احتياطية‭ ‬نحملها‭ ‬على‭ ‬البطن‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تفتح‭ ‬الأولى‭ ‬نقوم‭ ‬بفتحها‭ ‬بنفسنا،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬إصابات‭ ‬تحدث‭.‬

المهمة‭ ‬الأولى‭ ‬التى‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬70‭ ‬عندما‭ ‬أغار‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بـ4‭ ‬طائرات‭ ‬هليكوبتر،‭ ‬وفى‭ ‬حراستهم‭ ‬طائرات‭ ‬الفانتوم‭ ‬والسوخوى‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ناحية‭ ‬الزعفرانة،‭ ‬وقاموا‭ ‬بالهجوم‭ ‬وعمليات‭ ‬إنزال‭ ‬وفكوا‭ ‬عدد‭ ‬2‭ ‬رادار،‭ ‬واستولوا‭ ‬عليهما‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬صدرت‭ ‬الأوامر‭ ‬لوحدتى‭ ‬بالتحرك‭ ‬بأسرع‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬واللحاق‭ ‬بهم‭ ‬قبل‭ ‬مغادرة‭ ‬الزعفرانة،‭ ‬ولكننا‭ ‬تأخرنا‭ ‬فى‭ ‬الوصول،‭ ‬ولكننا‭ ‬كنا‭ ‬نقوم‭ ‬بالاشتباك‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬بعدها‭ ‬أرسلت‭ ‬لنا‭ ‬قوات‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬لحماية‭ ‬المنطقة‭ ‬والاشتباك‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬وكانت‭ ‬عين‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وقتها‭ ‬على‭ ‬جزيرة‭ ‬شدوان،‭ ‬وصدرت‭ ‬الأوامر‭ ‬بعودتنا‭ ‬إلى‭ ‬مكاننا‭ ‬فى‭ ‬التدريب‭ ‬بالهايكستب‭.‬

كنا‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬العقيد‭ ‬عاطف‭ ‬منصف‭ ‬وأنا‭ ‬بالسرية‭ ‬الثالثة‭ ‬بقيادة‭ ‬النقيب‭ ‬عبد‭ ‬الرءوف‭ ‬حلمى،‭ ‬واستمرينا‭ ‬فى‭ ‬التدريبات‭ ‬القتالية‭ ‬لمدة‭ ‬كبيرة‭ ‬ومركزة‭ ‬وشاقة،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬بما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬الكواليس‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬أم‭ ‬لا؟


‭* ‬اروِ‭ ‬لنا‭ ‬الاستعداد‭ ‬للمعركة؟
كما‭ ‬قلت‭ ‬كانت‭ ‬التدريبات‭ ‬شاقة‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬حرب‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬ومن‭ ‬خطة‭ ‬الخداع‭ ‬الإستراتيجى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إنهاء‭ ‬خدمة‭ ‬تجنيدنا‭ ‬يوم‭ ‬1‭ ‬يوليو‭ ‬73‭ ‬والدفعة‭ ‬التى‭ ‬أطلقوا‭ ‬عليها‭ ‬دفعة‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬وبعد‭ ‬20‭ ‬يوما‭ ‬تم‭ ‬استدعاؤنا‭ ‬لتجربة‭ ‬سلاح‭ ‬جديد،‭ ‬وبدأت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬التدريبات‭ ‬الشاقة‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬التدريبات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬طبيعية‭ ‬مثل‭ ‬القفز‭ ‬من‭ ‬الأبراج‭ ‬فى‭ ‬الترع‭ ‬وركوب‭ ‬القوارب‭ ‬المطاطية‭ ‬والسير‭ ‬بها‭ ‬والتجديف‭ ‬السريع‭ ‬والعوم‭ ‬وطابور‭ ‬تطعيم‭ ‬المعركة،‭ ‬وبعد‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التدريبات‭ ‬الجديدة‭ ‬قالوا‭ ‬لنا‭ ‬سوف‭ ‬نقوم‭ ‬بعمل‭ ‬مشروع‭ ‬تدريبى‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بالكامل‭ ‬وكان‭ ‬دورنا‭ ‬بالكتيبة‭ ‬85‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬القفز‭ ‬بالمظلات‭ ‬خلف‭ ‬خطوط‭ ‬العدو‭ ‬لعدم‭ ‬تدخل‭ ‬احتياطاته‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬التى‭ ‬ستعبر‭ ‬القناة‭ ‬والساتر‭ ‬التراب‭.‬

واستلمنا‭ ‬الشدة‭ ‬بالكامل‭ ‬ومظلات‭ ‬جديدة،‭ ‬وذهبنا‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولى‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬قنا‭ ‬بصعيد‭ ‬مصر،‭ ‬وكانت‭ ‬الأوامر‭ ‬أن‭ ‬نجلس‭ ‬بالشدة‭ ‬ولابسين‭ ‬المظلة‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬الاستعداد‭ ‬ننتظر‭ ‬الأوامر‭ ‬للقيام‭ ‬بالمشروع،‭ ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬بعبور‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وتحطيم‭ ‬الساتر‭ ‬الترابى‭ ‬واقتحام‭ ‬خط‭ ‬بارليف‭ ‬وتغير‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ ‬ولدينا‭ ‬عزيمة‭ ‬للعبور‭ ‬مثل‭ ‬زملائنا‭ ‬الأبطال،‭ ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬المعركة‭ ‬صدرت‭ ‬لنا‭ ‬الأوامر‭ ‬بالتوجه‭ ‬إلى‭ ‬السويس‭ ‬وتحديدا‭ ‬جنيفة‭ ‬بعد‭ ‬ترك‭ ‬المظلات‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الخفيفة،‭ ‬وقام‭ ‬بعض‭ ‬أفراد‭ ‬الكتيبة‭ ‬ومعنا‭ ‬النقيب‭ ‬عباس‭ ‬هيكل‭ ‬بالالتحاق‭ ‬بكتيبة‭ ‬استطلاع‭ ‬أمام‭ ‬منطقة‭ ‬الدفرسوار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬العدو‭ ‬بعمل‭ ‬الثغرة‭ ‬تاركين‭ ‬الكتيبة‭ ‬فى‭ ‬السويس‭.‬


‭*‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬أيام‭ ‬القتال‭ ‬فى‭ ‬الثغرة،‭ ‬ودوركم‭ ‬تحديدا؟
كنا‭ ‬متحمسين‭ ‬جدا‭ ‬لقتال‭ ‬العدو‭ ‬بعد‭ ‬الانتصارات‭ ‬التى‭ ‬حققتها‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬شرق‭ ‬القناة‭ ‬وتقدمها‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يحاول‭ ‬العدو‭ ‬كسب‭ ‬أى‭ ‬قطعة‭ ‬أرض،‭ ‬وبدأت‭ ‬المعارك‭ ‬الحقيقية‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بجميع‭ ‬الأسلحة‭ ‬واستمر‭ ‬القتال‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬حتى‭ ‬نسينا‭ ‬أنفسنا‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوع‭ ‬كامل‭ ‬بدون‭ ‬ماء‭ ‬أو‭ ‬طعام،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬لموقعنا‭ ‬الفريق‭ ‬سعد‭ ‬الدين‭ ‬الشاذلى‭ ‬هو‭ ‬والعميد‭ ‬بدوى‭ ‬سيد‭ ‬أحمد،‭ ‬وبعد‭ ‬زيارتهما‭ ‬لمعسكر‭ ‬الجلاء‭ ‬واستطلاع‭ ‬الثغرة‭ ‬وعدد‭ ‬القوات‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فقمت‭ ‬بإخباره‭ ‬أننا‭ ‬بدون‭ ‬ماء‭ ‬وطعام‭ ‬منذ‭ ‬أسبوع‭ ‬ونريد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الموجودة‭ ‬بالثغرة‭ ‬فأمر‭ ‬بإحضار‭ ‬الماء‭ ‬والطعام‭ ‬فورا،‭ ‬وأمرنا‭ ‬بالقتال‭ ‬وعدم‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬واحتلال‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الإسماعيلية،‭ ‬وقمنا‭ ‬بفتح‭ ‬حوار‭ ‬معه‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الثغرة‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاتنا‭ ‬فى‭ ‬الثغرة‭ ‬قمنا‭ ‬بعمل‭ ‬استطلاع‭ ‬لقوات‭ ‬العدو‭ ‬ودهنَّا‭ ‬وجوهنا‭ ‬باللون‭ ‬الأسود‭ ‬والتوغل‭ ‬داخل‭ ‬قوات‭ ‬العدو‭ ‬الموجودة‭ ‬واستطعنا‭ ‬أسر‭ ‬13‭ ‬أسيرًا‭ ‬بينهم‭ ‬أسرى‭ ‬يهود،‭ ‬ولكن‭ ‬يحملون‭ ‬الجنسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعندما‭ ‬استجوبناهم‭ ‬قالوا‭ ‬إنهم‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬أروقة‭ ‬السياسة،‭ ‬ولكن‭ ‬أوامرهم‭ ‬فقط‭ ‬بالقتال‭ ‬وتكبيد‭ ‬المصريين‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة،‭ ‬وقمنا‭ ‬بتسليمهم‭ ‬إلى‭ ‬القيادة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الجلاء،‭ ‬واستمرت‭ ‬الاشتباكات‭ ‬حتى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ومباحثات‭ ‬الكيلو‭ ‬101 ‬ولكن‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬أحب‭ ‬توضيحه‭ ‬أننا‭ ‬حاربنا‭ ‬فى‭ ‬الثغرة‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬ولم‭ ‬نجعل‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ينام‭ ‬لحظة‭ ‬لأننا‭ ‬كنا‭ ‬فى‭ ‬اشتباكات‭ ‬مستمرة‭ ‬معه‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬ننام‭ ‬إلا‭ ‬بعض‭ ‬لحظات‭ ‬ونحن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬اقدامنا،‭ ‬ولم‭ ‬نغير‭ ‬الأفرول‭.‬

 

‬عصمت‭ ‬محمد‭ ‬وتفاصيل السبت الحزين 

شهدت‭ ‬محافظة‭ ‬بورسعيد‭ ‬أول‭ ‬معركة‭ ‬بعد‭ ‬جولة‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬بثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬فقط‭ ‬عندما‭ ‬تصدت‭ ‬قوة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الصاعقة‭ ‬المصرية‭ ‬للأرتال‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬رأس‭ ‬العش،‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬بورفؤاد‭ ‬كآخر‭ ‬منطقة‭ ‬فى‭ ‬سيناء،‭ ‬ولكن‭ ‬أبناء‭ ‬الصاعقة‭ ‬لقنوهم‭ ‬درسا‭ ‬لم‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬المتغطرسين‭ ‬ودمروا‭ ‬أحلامهم‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬رأس‭ ‬العش‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬معركة‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬وساهمت‭ ‬فى‭ ‬رفع‭ ‬الروح‭ ‬المعنوية‭ ‬لأبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تحديدا‭ ‬فى‭ ‬1‭ ‬يوليو‭ .‬67‬

ومن‭ ‬أبناء‭ ‬بورسعيد‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬والتصدى‭ ‬للعدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬بورفؤاد‭ ‬المقاتل‭ ‬البطل‭ ‬عصمت‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬إبراهيم‭ ‬أحد‭ ‬أبطال‭ ‬الكتبية‭ ‬23‭ ‬سند‭ ‬صاعقة‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬وحرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة،‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬بورسعيد‭ ‬الباسلة‭.‬


‭*‬كيف‭ ‬التحقت‭ ‬بصفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة؟
فى‭ ‬البداية‭ ‬تقدمت‭ ‬بأوراقى‭ ‬للتجنيد‭ ‬عام‭ ‬1966،‭ ‬وتم‭ ‬إعفائى‭ ‬من‭ ‬الخدمة،‭ ‬واستلمت‭ ‬شهادة‭ ‬لم‭ ‬يصبه‭ ‬الدور،‭ ‬وبعد‭ ‬عام‭ ‬حدثت‭ ‬نكسة‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬67‭ ‬فقمت‭ ‬بالاشتراك‭ ‬فى‭ ‬فرق‭ ‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭ ‬ببورفؤاد،‭ ‬وسلمونى‭ ‬بندقية‭ ‬آلية‭ ‬وذخيرة،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتدريبى‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استعمالها،‭ ‬وكارنيها‭ ‬من‭ ‬المقاومة‭ ‬الشعبية‭.‬

وفى‭ ‬نهاية‭ ‬67‭ ‬تم‭ ‬استدعاء‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬لم‭ ‬يصبه‭ ‬الدور‭ ‬للالتحاق‭ ‬بصفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وبعد‭ ‬اجتيازى‭ ‬الاختبارات‭ ‬واللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬تم‭ ‬تجنيدي‭ ‬جنديًا‭ ‬بسلاح‭ ‬الصاعقة‭ ‬فى‭ ‬5‭ ‬أغسطس ‭ ‬67 والحمد‭ ‬لله‭ ‬بعد‭ ‬التدريب‭ ‬واجتياز‭ ‬اختبارات‭ ‬الثقة‭ ‬واللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬تم‭ ‬إلحاقى‭ ‬على‭ ‬كتيبة‭ ‬23‭ ‬سند‭ ‬صاعقة‭.‬


‭*‬ما‭ ‬أهم‭ ‬العمليات‭ ‬التى‭ ‬شاركت‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف؟
أوائل‭ ‬عام‭ ‬68‭ ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬باختراق‭ ‬العمق‭ ‬المصرى،‭ ‬وضربت‭ ‬محولات‭ ‬الكهرباء‭ ‬بنجع‭ ‬حمادى،‭ ‬وأحدثت‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬فيها،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬فصدرت‭ ‬الأوامر‭ ‬لكتيبتى‭ ‬23‭ ‬سند‭ ‬صاعقة‭ ‬بالتحرك‭ ‬بالطائرات‭ ‬الحربية‭ ‬إلى‭ ‬أسوان‭ ‬لحماية‭ ‬السد‭ ‬العالى‭ ‬وخزان‭ ‬أسوان‭ ‬ومحطة‭ ‬الكهرباء‭ ‬ومصنع‭ ‬كيما،‭ ‬حتى‭ ‬بداية‭ ‬69‭ ‬تم‭ ‬إسناد‭ ‬حماية‭ ‬الأماكن‭ ‬الحيوية‭ ‬للجيش‭ ‬الشعبى‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬تجميعه‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬المجندين‭ ‬وقتها،‭ ‬ثم‭ ‬عدنا‭ ‬نحن‭ ‬إلى‭ ‬أنشاص‭ ‬للبدء‭ ‬فى‭ ‬التدريبات‭ ‬الشاقة‭.‬

بعد‬ما‭ ‬قامت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ببناء‭ ‬خط‭ ‬بارليف‭ ‬بدأت‭ ‬بالقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬عبور‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لقناة‭ ‬لسويس‭ ‬ومهاجمة‭ ‬المواقع‭ ‬الدفاعية‭ ‬ليلا‭ ‬فصدرت‭ ‬لنا‭ ‬التعليمات‭ ‬بالتحرك‭ ‬للقطاع‭ ‬الشمالى‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬تحديدا‭ ‬بمناطق‭ ‬رأس‭ ‬العش‭ ‬والكيلو‭ ‬18‭ ‬والتينة‭ ‬والكاب‭ ‬للدفاع‭ ‬عنها‭ ‬بعمل‭ ‬كمائن‭ ‬لقوات‭ ‬العدو‭ ‬بالضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬وتكبيده‭ ‬أكبر‭ ‬الخسائر‭ ‬فى‭ ‬الأرواح‭ ‬والمعدات،‭ ‬وبدأنا‭ ‬بالعبور‭ ‬والضرب‭ ‬واصطياد‭ ‬الأسرى‭ ‬والعودة‭ ‬بهم‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬فجن‭ ‬جنون‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬من‭ ‬عملياتنا‭ ‬المتلاحقة‭ ‬وبدأ‭ ‬يهاجمنا‭ ‬نهارا‭ ‬بإلقاء‭ ‬الطيران‭ ‬علينا‭ ‬قنابل‭ ‬الألف‭ ‬رطل‭ ‬والصواريخ‭ ‬الموجهة‭ ‬وليلا‭ ‬بالنابالم‭.‬


•‭ ‬اشتركت‭ ‬فى‭ ‬عملية ‭ ‬‮«السبت‭ ‬الحزين‮»‬،‭ ‬احكِ‭ ‬لنا‭ ‬الدور‭ ‬الذى‭ ‬كلفت‭ ‬به؟
بدأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بكل‭ ‬خسة‭ ‬فى‭ ‬ضرب‭ ‬الأهداف‭ ‬المدنية،‭ ‬ومنها‭ ‬مدرسة‭ ‬بحر‭ ‬البقر‭ ‬فى‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭‬8‭ ‬ أبريل‭ ‬عام‭ ‬70‭ ‬والذى‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬30‭ ‬طفلًا‭ ‬وإصابة‭ ‬50‭ ‬آخرين،‭ ‬فقررت‭ ‬القيادة‭ ‬رد‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين‭ ‬والانتقام‭ ‬من‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬وبدأنا‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬الرصد‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬القنطرة‭ ‬حتى‭ ‬رأس‭ ‬العش‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬القوات‭ ‬المعادية‭ ‬منعزلة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المناطق،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬عمق‭ ‬للدفاع‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬يحمى‭ ‬مواقعها‭.‬

وتوصلت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قوافل‭ ‬إمدادات‭ ‬العدو‭ ‬تتحرك‭ ‬تحت‭ ‬حماية‭ ‬جوية‭ ‬متواصلة‭ ‬وتحرسها‭ ‬المدرعات‭ ‬والعربات‭ ‬المصفحة‭ ‬وفى‭ ‬عودتها‭ ‬تعود‭ ‬بجنود‭ ‬الإجازات،‭ ‬واستمرت‭ ‬عملية‭ ‬مراقبة‭ ‬تحركات‭ ‬العدو‭ ‬مع‭ ‬دراسة‭ ‬الأرض‭ ‬نهارا‭ ‬وليلا‭ ‬لعدة‭ ‬أيام‭ ‬وبدقة‭ ‬عالية،‭ ‬وفى‭ ‬نهاية‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬70‭ ‬قررت‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬عنصر‭ ‬المفاجأة،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬مجموعة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬دبابات‭ ‬و4‬ عربات‭ ‬مدرعة‭ ‬يحرسون‭ ‬حافلتى‭ ‬ركاب‭ ‬إجازات‭ ‬لجنود‭ ‬العدو‭ ‬عند‭ ‬تحركها‭ ‬شمالا‭ ‬من‭ ‬القنطرة،‭ ‬وتم‭ ‬التخطيط‭ ‬للعملية‭ ‬المطلوبة‭ ‬بدقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوات‭ ‬المشتركة‭ ‬فى‭ ‬العملية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬منطقتى‭ ‬شمال‭ ‬القنطرة‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬30‭ ‬كم‭ ‬وجنوب‭ ‬رأس‭ ‬العش‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬بنجاح‭ ‬بعمل‭ ‬اثنين‭ ‬كمين‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬رأس‭ ‬العش‭ ‬ونفذه‭ ‬لواء‭ ‬المشاة‭ ‬135‭ ‬بقطاع‭ ‬بورسعيد،‭ ‬وكان‭ ‬عددهم‭ ‬21‭ ‬فردا‭ ‬تم‭ ‬تدريبهم‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الصاعقة‭ ‬واختيارهم‭ ‬من‭ ‬الكتبية‭ ‬23‭ ‬سند،‭ ‬وعددهم‭ ‬21‭ ‬الموجود‭ ‬آنذاك‭ ‬فى‭ ‬بورسعيد،‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال،‭ ‬واشتركت‭ ‬معهم‭ ‬أنا‭ ‬وزميلى‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬الله،‭ ‬وقمنا‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬صيد‭ ‬سمين‭ ‬وهو‭ ‬أسر‭ ‬المجند‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ديفيد‭ ‬ليفى‭ ‬بنحاس‭ ‬وكان‭ ‬رقيب‭ ‬مظلات‭ ‬بالجيش‭ ‬الإسرائيلى‭.‬

وقمنا‭ ‬بأسره‭ ‬والسباحة‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تحت‭ ‬قصف‭ ‬المدفعية‭ ‬وطائرات‭ ‬العدو‭ ‬وتوصيله‭ ‬لقيادة‭ ‬القطاع‭ ‬الشمالى‭ ‬ببورسعيد‭ ‬بمنطقة‭ ‬الرسوة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تنتظرنا‭ ‬عربة‭ ‬جيب،‭ ‬أما‭ ‬الكمين‭ ‬الثانى‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬بين‭ ‬منطقة‭ ‬التينة‭ ‬والكاب،‭ ‬ونفذته‭ ‬الكتبية‭ ‬83‭ ‬صاعقة‭ ‬بقيادة‭ ‬الضابط‭ ‬التميمى،‭ ‬وتم‭ ‬أسر‭ ‬إسرائيلى‭ ‬آخر‭.‬

وكانت‭ ‬عملية‭ ‬السبت‭ ‬الحزين‭ ‬هى‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬طلب‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وقبول‭ ‬مصر‭ ‬باتفاقية‭ ‬روجرز ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬سامى‭ ‬شرف‭ ‬إننى‭ ‬لم‭ ‬أرَ‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬يضحك‭ ‬عقب‭ ‬نكسة‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬67‭ ‬إلا‭ ‬يوم‭ ‬عملية‭ ‬السبت‭ ‬الحزين‭ ‬الذى‭ ‬جعل‭ ‬جولدا‭ ‬مائير‭ ‬وقيادات‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬يجن‭ ‬جنونهم‭ ‬بسبب‭ ‬التخطيط‭ ‬الجيد‭ ‬وعنصر‭ ‬المفاجأة‭ ‬التى‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬أوهام‭ ‬العدو‭ ‬واستقراره‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬المغتصبة‭.‬

 

إبراهيم‭ ‬سعودي ‭ ‬‮«القناص‭ ‬المفتري‮»‬‭ ‬

أما‭ ‬البورسعيدي‭ ‬الجدع‭ ‬فهو‭ ‬البطل‭ ‬المقاتل‭ ‬إبراهيم‭ ‬مسعد‭ ‬سعودي‭ ‬مواليد‭ ‬مدينة‭ ‬بورسعيد‭ ‬الباسلة‭ ‬فى‭ ‬12‭ ‬أغسطس‭ ‬49‭ ‬وأحد‭ ‬أبطال‭ ‬معركة‭ ‬أبو‭ ‬عطوة‭ ‬الشهيرة‭ ‬التى‭ ‬غيَّرت‭ ‬مجرى‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وأرغمت‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬مساره‭ ‬وفشل‭ ‬فى‭ ‬احتلال‭ ‬مدينة‭ ‬الإسماعيلية‭.‬
فيقول‭:‬ “تم‭ ‬تجنيدى‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬مارس‭ ‬1969‭ ‬وقد‭ ‬عرفت‭ ‬أن‭ ‬عبقرية‭ ‬سلاح‭ ‬الصاعقة‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬مواجهته‭ ‬للإخطار‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬جحافل‭ ‬العدو‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المقاتل‭ ‬يواجه‭ ‬بجسده‭ ‬دبابة‭ ‬أو‭ ‬مدرعة‭ ‬ويتغلب‭ ‬عليها‭ ‬بفضل‭ ‬الإعداد‭ ‬الجيد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬فى‭ ‬مدرسة‭ ‬الصاعقة‭ ‬وتدريباتها‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تستمر‭ ‬13‭ ‬ساعة‭ ‬يوميا‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬وسط‭ ‬شعارات‭ ‬تضحية‭ ‬فداء‭ ‬مجد”‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬الصاعقة‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬بعمليات‭ ‬خلف‭ ‬خطوط‭ ‬العدو‭ ‬فى‭ ‬مواقع‭ ‬الوديان‭ ‬والغابات‭ ‬فيتم‭ ‬إنزالنا‭ ‬من‭ ‬طائرات‭ ‬الهليكوبتر‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬المتعددة‭ ‬بنجاح‭ ‬شديد‭.‬

وأكد‭ ‬"سعوي"‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العمليات‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬عناصر‭ ‬الكتبية‭ ‬133‭ ‬صاعقة‭ ‬مواجهة‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بقيادة‭ ‬شارون‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬عطوة‭ ‬وسط‭ ‬تعاون‭ ‬وتكاتف‭ ‬كل‭ ‬الأسلحة‭ ‬لإنهاء‭ ‬مؤامرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬باكتساب‭ ‬أرض‭ ‬فى‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬للتفاوض‭ ‬عليها‭.‬

ويروى‭ ‬سعودي‭:‬ كنت‭ ‬أصطاد‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬كالعصافير،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يلقبنى‭ ‬زملائى‭ ‬بـ«القناص‭ ‬المفتري‮»‬،‭ ‬وجاءت‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬انتظرناها‭ ‬طويلا‭ ‬للأخذ‭ ‬بالثأر‭ ‬من‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وتلقينه‭ ‬الدرس‭ ‬الذى‭ ‬يستحقه،‭ ‬فكنت‭ ‬ضمن‭ ‬فصيلة‭ ‬القناصة‭ ‬بالكتيبة‭ ‬133‭ ‬صاعقة‭ ‬أبطال‭ ‬معركة‭ ‬عزبة‭ ‬أبو‭ ‬عطوة،‭ ‬واستطلعنا‭ ‬جميع‭ ‬مواقعهم‭ ‬داخل‭ ‬الجناين،‭ ‬وقمنا‭ ‬بالأخذ‭ ‬بالثأر،‭ ‬فدمرنا‭ ‬أحدث‭ ‬الدبابات‭ ‬والمجنزرات‭ ‬التى‭ ‬قامت‭ ‬أمريكا‭ ‬بإمداد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬الثغرة‭ ‬بقيادة‭ ‬شارون‭.‬

وتابع:‭ ‬بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬الاستطلاع‭ ‬والاشتباك‭ ‬مع‭ ‬الدبابات‭ ‬والمجنزرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مع‭ ‬البطل‭ ‬العنيد‭ ‬والشرس‭ ‬الملازم‭ ‬آنذاك‭ ‬علمى‭ ‬سيد‭ ‬حسين‭ ‬قائد‭ ‬الفصيلة‭ ‬الأولى‭ ‬للكتيبة‭ ‬133‭ ‬رصدنا‭ ‬قناصا‭ ‬إسرائيليا‭ ‬يطلق‭ ‬رصاصاته‭ ‬على‭ ‬جنودنا‭ ‬ويختبئ،‭ ‬فأطقلت‭ ‬أول‭ ‬طلقة‭ ‬من‭ ‬بندقيتى‭ ‬فى‭ ‬رأس‭ ‬القناص‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وقتلته‭ ‬فى‭ ‬الحال،‭ ‬وتم‭ ‬ترقيتى‭ ‬لدرجة‭ ‬عريف،‭ ‬وقمنا‭ ‬بعمليات‭ ‬كثيرة‭ ‬داخل‭ ‬الجناين‭ ‬فى‭ ‬أبو‭ ‬عطوة‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬و20‭‬ و21 ‭‬و22‬ أكتوبر،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬استطاعت‭ ‬الكتيبة‭ ‬133‭‬ صاعقة‭ ‬التصدى‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بقيادة‭ ‬شارون‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬عطوة‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬مدينة‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬الباسلة،‭ ‬وحطمت‭ ‬أوهامه‭ ‬فى‭ ‬احتلال‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬كان‭ ‬لى‭ ‬الشرف‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬نوط‭ ‬الشجاعة‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1974‭‬.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

Advertisements
الجريدة الرسمية