أفيخاي أدرعي ونصر أكتوبر
كل عام وكل آبائنا وإخواننا ممن سطروا ملحمة العبور بألف خير وتحية لكل الشهداء في عيد النصر، ومبدئيا لم أتفاجأ من تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي لا يترك مناسبة إلا ويدس أنفه فيها.. حيث لا يترك أي مناسبة تمر مرور الكرام، واليوم حاول أفيخاى أدرعي استفزاز المصريين بالحديث عن نصر إسرائيل في حرب أكتوبر حيث كتب على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك"، أنّ حرب السادس من أكتوبر بدأت بمفاجأة كبيرة وانتهت بنصر عسكري إسرائيلي حسب قوله.
وتابع المتحدث باسم جيش الاحتلال على صفحته، أنّ الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الثاني من بداية الحرب قلب الأمور رأسًا على عقب، حيث وصل جيشهم إلى الضفة الغربية من قناة السويس على بعد 100كم من مدينة القاهرة.
والحق أقول إن الرجل لم يخطئ فقد استطاعت إسرائيل النصر من خلال قبول شروط السلام وحقن دماء جيشها وشعبها فلولا ذلك لوصل جنودنا البواسل لقلب إسرائيل.
والحق أقول إن إسرائيل انتصرت لذا قبلت الهزيمة والانكسار أمام جبروت وبسالة الجندى المصرى، والرجوع إلى ما قبل حدود 67، وارتضت الرضوخ للزعامة المصرية والقوة المصرية التي حطمت أعتى حصون إسرائيل، ودمرت كامل عتادها في سيناء، وكلنا يعرف ثمن وقف هذه الحرب، انتصرت إسرائيل وخرجت الصحف العالمية بعناوين وصور تؤكد هذا الانتصار، وليست صور البيجامة الكستور وصور الأسري الإسرائيليين في الحرب ببعيدة عن عيونها قبل عيون العالم كله.
انتصرت إسرائيل لذا وتراجعت إلي ما كانت عليه، وعقدت معاهدة سلام مع بطل مهزوم كما تدعي، استطاع كسر هيبتها وتدمير حصونها.. وراحت تجر أذيال الخيبة وراءها.. انتصرت إسرائيل لذا ارتضت أن تقبل بحدود فلسطين بعيدا عن مزاعم "من النيل إلي الفرات"، انتصرت إسرائيل لذا ما زالت صور جنودها وقادتها أذلاء في مصر موجودة في كل وسائل الإعلام.
انتصرت إسرائيل لذا خرجت تبرر الهزيمة وتسوق الحجج حفظا لماء الوجه.. انهزمت إسرائيل وبقي العرب والمصريون أحرارا في بلادهم وأوطانهم، وأيقنت إسرائيل إن لمصر والعرب درعا وسيفا وأن القوة تقابلها القوة، وأن هذا الشعب الأبي والجيش القوي لن يقبل بالهزيمة ولن يستكين لها.. انهزمت إسرائيل شر هزيمة لكنها عبر وسائل إعلامها تروج لنصر لا يشعر به إلا المخدوعين من أبنائها.. وأخيرا فلنبارك هزيمة إسرائيل ونتمني لها دوام الانكسار.
